الجبهة الشعبية التونسية و معادلاتها الانتخابية و السياسية :رسالة من القلب إلى مناضل جبهاوي.

بيرم ناجي
alaoui_family@yahoo.fr

2014 / 9 / 4


إلى رفيقي و صديقي و أخي الجبهاوي :

أنت اما مناضل مستقل فرد أو مناضل من مجموعة من المستقلين أو من تنسيقية أو من حزب سياسي.
و لعلك تلاحظ بعض المشاكل التي سببتها مسألة القائمات الانتخابية هنا و هنالك عند بعض المناضلين و المجموعات و الأحزاب إلى حد تكوين قائمات مستقلة من قبل البعض و إلى حد إحساس البعض بنوع من الغضب و الارتباك الذي وصل عند البعض حد الإحباط ، الخ.
إن من يريد أن ينتصر على عواطفه و أنانيته و حميته الحزبية أو الجهوية أو غيرها عليه وضع نفسه داخل الوضعية التالية:

ضع نفسك في وضعية ضرورة حل كل المعادلات العشر التالية دون "إغضاب" أحد و انظر ما أنت فاعله:

1- الجبهة عندها معادلة الأحزاب: كل حزب له صوت و لكن أحجام الأحزاب تختلف و حضورها في الجهات يختلف.و مطروح عليها التوفيق بين ضرورة احترام كل الحزب و تقييم وزن مناضليه ووزنه كحزب و انتشاره ...و التوفيق بينها.

2- الجبهة عندها معادلة العلاقة بين الأحزاب ( ليست كلها منظمة بنفس الطريقة) ومجموعات المستقلين ( تختلف في التنظيم و العدد و النضج...)و المستقلين الأفراد...و عليها حلها دون اغضاب أحد.

3- الجبهة عندها معادلة العلاقة بين مجلس الأمناء و المكتب التنفيذي و التنسيقيات الجهوية و المحلية و المناضلين الأفراد وعليها المحافظة على الوحدة بين الجميع و ممارسة الديمقراطية أفقيا و عموديا في نفس الوقت...

4- الجبهة عندها معادلة تنسيقيات الداخل و تنسيقيات الخارج ووزنها المختلف و بعدها و قربها من البلاد و من المناضلين و القيادة و مشكلة الاتصال ...

5- الجبهة عندها معادلة الدوائر الانتخابية المتشابهة- لكونها دوائر- و لكن المختلفة الأهمية ديمغرافيا و علاقة ذلك بوزن الأحزاب و المناضلين و صفاتهم و بالمنافسين و حجمهم و غيره ...

6- الجبهة عنذها معادلة العلاقة بالأحزاب الأخرى التي تنافس و تخرب وذلك بسبب تماسها الضاغط مع خارطة أحزاب الجبهة وعلى مناضلينا و تنسيقياتنا و بصور و درجات مختفلة من جهة الى أخرى..

7- الجبهة عندها معادلة الوقت بسبب وجود آجال قصوى لتقديم الترشحات و حتمية حسمها في وقت محدد لا يسمح بتواصل النقاش حولها الى ما لا نهاية لترضية الجميع و اقناعهم....

8- الجبهة عندها معادلة الامكانيات المالية و الصفات البشرية في الوعي و الصبر و نكران الذات وغيرها و عليها ادارة ذلك كله مع من يريد الترشح و من يتردد و من لا يرغب و من يتنازل أو لا يتنازل و الخ..

9- الجبهة عندها معادلة الديناميكية الانتخابية الآنية و الديناميكية السياسية المرحلية و عليها أن تحلها دون خسائر هنا و هنالك او عليها أن تنظر الى الاستحقاق القريب و الهدف البعيد في نفس الوقت....

10- الجبهة عندها معادلة النواقص و الأخطاء من ناحية و الثقة و التضامن من ناحية ثانية في اطار معادلة المحافظة على التنظيم و المشروع...

رفيقي و صديقي و أخي الجبهاوي،

لقد استشهد شكري بلعيد من أجل الجبهة و من أجل تونس.
لقد استشهد محمد البراهمي لأنه اختار الجبهة و ضحى بوحدة حركة الشعب و بحياته من أجلها و من أجل تونس.
لقد استشهد محمد بالمفتي و مجدي العجلاني دفاعا عن الجبهة و عن تونس.
لقد ضحى الآلاف من مناضلي الجبهة بعائلاتهم و أموالهم ووقتهم و جهدهم من أجل الجبهة و تونس.
هل ضحوا لأنه لم تكن هنالك في السابق أية نواقص وأخطاء عندنا ؟
قطعا لا.

رفيقي و صديقي و أخي الجبهاوي،

هنالك نواقص و أخطاء لها تفسير ولا تبرير لها.
هنالك من سيحتمي بحتمية النواقص و الأخطاء للتبرير في هذا الاتجاه أو ذلك.
هنالك من سيقول " ليس بالامكان أحسن مما كان" و"" من لم يخطئ منكم فليرمها بحجر"..و هو مخطئ.
هنالك من سيقول "ليس بالامكان أسوأ مما كان" ليبرر التنصل من الجبهة و هو مخطئ.
وهنالك من يعترف بالأخطاء و النواقص من أجل اصلاحها جماعيا دون تبرير الواقع و مدحه و دون اعتماده سببا للانفصال أو التردد أو التقاعس أو الشك السلبي...

رفيقي و صديقي و أخي الجبهاوي،

الجبهة الشعبية تنظيمنا و مشروعنا جميعا من أجل شعبنا و مطالبه في الشغل و الحرية و الكرامة الوطنية.
انها ليست تنظيم الأحزاب و لا الأمناء العامين و لا المترشحين للانتخابات و لا غيرهم بل تنظيمنا جميعا.
انها ليست التنظيم و المشروع المثالي الذي لا لبس فيه و لكنها مشروعنا الأفضل الذي نريد أن نطوره باستمرار من أجل شعبنا و مطالبه ووفاء لشهدائه و جرحاه .
نعم للشك الايجابي و النقد و المطالبة بالإصلاح.
لا للمديح و لا للشك السلبي أو الهجاء أو ... الرثاء.
نحن محاطون تقريبا بجحافل من القتلة و من السماسرة.
ليس مطلوبا منا أن ننسى ذواتنا و لكن لا للانسحاب أو الانفصال أو التردد ...
المطلوب اليوم هو الوحدة الداخلية النقدية و النضال الايجابي...
و المطلوب هو تحسين العلاقات مع كل الوطنيين و التقدميين في اتجاه ايجابي.

إن خصومنا هم الذين لا يسمحون لنا بالاختيار...
بل ان بعضهم يعد المشانق مثل البرابرة و التتار...
هنالك مخطط كامل اسمه انهاء المشروع الوطني /القومي و الديمقراطي/الاجتماعي في الوطن العربي.
هنالك مشروع لارجاع بلداننا كلها الى" العصر الحجري".
و هنالك خطر على تونس من الجنوب و احتمال استعمال بلادنا ضد الجزائر.
البلاد في مرحلة استثنائية و قد تكون في مفترق طرق بين المدنية و الهمجية.

الى بعقلك و بقلبك... يا "عشيري"

قدرنا أن ننزل الى ميدان بلدنا حيث أهلنا و شعبنا...
قدرنا أن ننظر الى الأمام حيث مستقبلنا و أهدافنا...
و قدرنا أن نذكر كل الأيام شهداءنا و مبادئنا و مثلنا...
فلا خيار ...
لا خيار ...
لا خيار.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن