ساعدك الله ياعراق !!!

عبد الزهرة العيفاري
ifary1930@yahoo.com

2014 / 8 / 27

سـاعــدك الله يـاعــراق !!!

فاز العراق في الاشهر الاخيرة خاصة وبشكل مثير ، فاز باهتمام العالم . منظمات وزعماء ، بل وحتى اهتمام هيئة الامم المتحدة وسكرتيرها العام بـالـذات !! . وذلك بمناسبة انتهاء الانتخابات النيابية بنـجـاح ثــم انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب و بقي الجميع ينتظر تشكيل الحكومة الذي اختير فيها لرئاسة الوزارة الدكتور حيدر العبادي .
وهذا الاهتمام المنقطع النظير لم يأت من فراغ . ذلك ان العراق بلد ذو مكانة مرموقة بين الدول . وكلنا يعرف الاسباب الموضوعية التي اكسبت بلادنا كل هذا التقدير العالــي يين الامم . عـلى ان الامر لا يتعلق بـتاريخه فقط بل وبموقعه الجغرافي وثروته النفطية والمعدنية . من بين افضليات عراقنا انه يتمتع بثروة بشرية لها تقاليدها العريقة ولـديـه علماء من المستوى العالمي وهــم يعيشـون ( ونقولها بكل مرارة واسف) في الدول الـبـعيدة ويعـمـلـون هناك ولكن ليس في وطنهم الذي ينتظرهم ! . ومـشـكلـتـنـا ، لا احد من حـكـامـنا يفكر جديا بكيفية ارجاع علمائـنا من منافيهم التي حمتهم من الطاغــية (في حين من الدهـر) ! . خاصة اذا ما عرفنا ان عــدد لاطـبـاء العراقيين وحدهم هناك يزيد اليوم على العشـرة الاف طبيب !!! اما العدد الكلي لابنائـنـا في دول الشتات ، واكثرهم من المتعلمين ، فيربو على اربعة ملايين عراقي .
ومع ان عدد سكان بلادنا ما زال لا ينافس الدول الكبرى . حيث ان سكان العراق وصل حتى وقتنا هذا ليس اكثر من ( 35 ) مليون نسمة . بينما الكثير من الناس لا يعلمون ان عدد السكان وفق حسابات النمو الديمغرافي الاعتيادي للعراق كان المفروض ان يصل في هذه الفترة الزمنية ( حسب حساباتنا التي توصلنا اليها في بحوثنا اثناء الحرب العراقية ـــ الايرانية ) الى ما يقرب من ( 55 ،مليون نسمة او حتى اكثر ) على اعتبار ان النمو السكاني السنوي للعراق كان ولا يزال بمعدل ( 2 ، 3 %) اي من المـسـتويات العليا في العالم . بمعـنى اننا خسرنا بسبب حـروب ( صدام البعث ) التي حصـدت الشباب بالاساس حتى بلغت خسائرنا من جراء ذلك اكثر من 20 مليون نسمة عــدا خسائرنا بسبب الارهاب الجاري في بلادنا و الذي يأخذ يوميا عشرات ومئات الانفس !!! . ان هــؤلاء الملايين العشرين الذين الغى ولادتهم (صدام ) عند عوائـلنا ( هم اخوتنا ) و كان من الممكن ان يولدوا و يعيشوا معنا في بيوتنا ويعملون في حقولنا وينتجون ثروات لبلادنا . هـذا عـدا العلماء والاطباء والمهندسين فيهم من كلا الجنسين . كل هؤلاء كانوا في عـداد الضحايا ايضا !!!
ان هذه الثروة وغــيــرهـا ـــ في حالة استخدامهـا ـــ كان ممكنا ان تــرفع اكثر فاكثر من شأن العراق . . الا ان القوم في البرلمان وفي عروش السلطة العـلـيا في شغل عن ذلك . امــا الكيانات السياسية الـسـابقة في بلادنا فـقـد خسرناها ايضا . وانها تعرضت الى تدمير كلي على يــد البعث وازلام صدام بالذات . وبالنتيجة ان اخـتـفـت الاحزاب السياسية القديمة وفـقـد البلد اعضاء تلك الاحزاب وكانوا في الواقـع ملتزمين ببرامـج احزابهم امام الشعب بغض النظر عن جذورها وفلسفاتها السياسية وبما عندها من مميزات متناقضة . ولم يـبـق في الساحة السياسية العراقية القديمة المعروفة برصانتها ــ ايام زمان ـــ الا تاريخها المكتوب على الورق وليس اكثر من ذلك .
والمشكلة التي نحن فيها اليوم ، ان العالم كله يتـفـرج عــلينا حينما تــتــصارع الكيانات السياسية عندنا والنواب معـهــم . وكذلك بينهم من ازلام الـبـعث العفلقي ومن المتعاطفين مع داعش والقاعــدة و حــتــى انــهــم يتصدرون " الملاسنات " والمجاذبات ذات الرائحة الطائفية و الشـلـلـيـة حتى في البرلمان . وكأنهم ليس عراقيين وان بلدهم ليس تحت اقدام اقوام منبوذة . ان وجــود الاغـراب وشواذ البشر على ارضنا ودنسـوا تراب وطننا واهانوا نساءنا ورجالـنا على السواء لا يعني بالنـسـبـة " لنوابنا " اي شيء !!!! . ومــن تناقضات هـذا الزمن الـلعـيـن ان بــرلماننا يضـم اناسـاً يعـمـلون عـلـنـا من اجل الابـقـاء على داعش والداعشيين . وان التعبير عن ذلك كان في عرقــلـتهـم لـتشكيل الوزارة و بالتالي ايقاف عملية الـبـنـاء والاعـمار بـل وحتى ان بعضهم يعـمـلون على مـنـع الاقتراب من تصفية الارهاب ا و دفع التهديدات الخارجية الموجهة مباشرة الى قلب السلطة الوطنية في الـبـلاد !!!! .
نعم ... هـذا ما يرمـي اليه البعثـيـون واقطاب داعش والمنظمات الدموية الاخرى المـشـتركة بالهجمة الارهابية السائدة اليوم في بلادنا !!! . والشيء الملفت للنظر ان قسماً من زعمــاء وافراد الكيانات السياسية التي تعاكس الحكم الوطني باتوا لا يخفون عـن النـاس تطلعاتهم الرجعية التي لا تقل عن تغير السلطة واعادة الدكتاتورية . وما احبولة وجود المطاليب السياسية لديهم ( وبسقوفها العالية ) قبل الموافقة على تأليف الوزارة ( العـبـاديـة ) الا خديعة سيضحك عليها اطفالنا حبنما يسمعون بها ويقرأون عنـهـا عندما يبلغون سن الرشــد . ان مرجعيتنا الرشيدة عندما ادركت خـطـر ذلك على الوطن قررت التطوع وطلبت من الشعب الدفاع عن الوطن . ولا ننسى ان هذه الكيانات ذاتها كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها ضد الـوزارة ( المالكية ) ايضا : ـــ فـمطلبـهـم الحقيقي كان ولا يزال الـقـفـز الى السلطة وبعضهم ربما يريد اشراك داعش بالسلطة ايضاً لـيـتم انـتـهاء وجود العراق !!! ؟ . وبهذه المناسبة نجد من الضروري الكتابة بصراحة هنا : ان السيد المالكي ـــ حسب وجهة نظرنا ـــ بالرغم من ملاحظاتنا على ادارته الضعيفة لدفة الدولة وشؤون الاقتصاد والتخطيط الاستراتيجي زمن العولمة ، فهو بدون شك يمتاز بالوطنية الصادقة والدليل على ذلك انه لم يفرط بالقوات المسلحة ولم يـسـلـمـهـا كلقمة سا ئـغـة الى " الاوساط " المتخاذلة ولــم يترك الــرايــة الــعــراقــيــة تسقط من يده امــام المتآمرين والمتفقين مع العدو بالخفاء . ان السيد المالكي كان محاربا قويا . ولكنه تعرض لفترات طويلة لمـؤامـرات حتى من قبل بعض جماعة التحالف الذي هو فيه . فعمار الحكيم ومقتدى الصدر مـثــلا ( كانوا بالنهار مع الـتـحـالـف وفي الليل مع الاخرين ) . ان العراقيين البسطاء ربما سيقررون في الانتخابات المقبلة الامتناع عن اعطاء الاصوات الا الى الصادقين بوعودهم امام الشعب .
ولا يجوز ايضا اغفال الدور السلبي للفيدرالية التي لا تزال تحمي زمــرة من المتآ مرين على الموصل الجريحة في فنادق اربيل وهم من النجيفيين وشركائهم من ايتام البعث . بل وان السلطات الرسمية في اربيل لا تـرى بدا من اسـتـدعاء وزرائـها لتخلـق ازمة في البلاد . و في هذه الظروف الجهنمية التي اخذت الوحوش القذرة تحرق حتى مساجد الله وتقتل عباده وهم يصلون ووجوهـهـم متجهة الى القبلة . وفي الوقت الذي فيه العالم الخـارجي كله اعـلـن تعاطفه مع بلادنا نرى وزير الخارجية العراقية يترك الوزارة وينزوي في اربيل !!! (والله عـيـب ياجماعة ان وزيـر خارجية يتلاعب بمصير بلاده وبعد ذلك يظـهـر على شاشة التلفزيون دون خجل ! ! )
. اننا نشد على ايدي الدكتور العبادي ونرجو له النجاح في مهمته . ان الشعب اصـبـح مطلعـا على مشكلة سلطته . فـالى دحــر الداعـشـيين وتحريــر بلادنا من الاعــداء بكل اصوافـهـم واظلافهم .
عـبـد الـزهـرة العيفاري . موسـكو 27 / 8 / 2014



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن