Dissociative identity disorderتعدد ألشخصيات

قاسم حسن محاجنة
kassem-enosh@hotmail.com

2014 / 8 / 17

Dissociative identity disorderتعدد ألشخصيات
، وهي خلل في الشخصية ، تندرج تحت قائمة كبيرةMultiple Personality Disorderأو بإسمها الأخر
من أنواع الخلل في الشخصية الإنسانية ، كخلل الشخصية ألضد إجتماعية ، والشخصية النرجسية ، الفصامية وما شابه ذلك من إضطرابات الشخصية .
ولنعُد إلى البداية ، فقد نشر الزميل العزيز حمودة إسماعيلي مقالا بعنوان : "التشرذم النفسي : أو حين يصبح الشخص عدة أشخاص دون وعي " ، تحدث فيه عن سلوكيات متناقضة داخل الفرد العربي – المسلم، فهو في الصباح داعية وفي المساء من رواد الحانات ، وبكلماته : " إن كان عيدا وطنيا يتم استدعاء احساس قومي تعصبي مضحك، وإن كان يوما احتفاليا فهلم لتدخين الماريجوانا، وإن كان عيدا دينيا فلبيك اللهم لبيك ! ." .
ولنحاول أولا أن نتعرف بإيجاز على ظاهرة تعدد الشخصيات ، فهي إضطراب في الهوية الشخصية ، تظهر على شكل وجود عدة شخصيات مختلفة ومتباينة عند نفس الشخص ، وهذه الشخصيات "تنشط " بشكل منفصل الواحدة عن الأخرى ، وقد تقوم الشخصية "أ" بأفعال ، لا "تعلمها " ألشخصية "ب" ، لكن في الغالب الأعم ، هناك شخصية مركزية ، وعادة ما تكون خاملة ومُكتئبة ، ومعها تتواجد شخصية واحدة أو أكثر .
بخصوص الوعي بوجود شخصيات متعددة ، فأحيانا هناك شخصية مُسيطرة والتي تتذكر وتعرف كل ما يجري في "الأحوال " الشخصياتية الأخرى ، أو أن هناك حالة وعي جزئي لدى الشخصية المُسيطرة . ومن الطريف بأن من يُعانون من هذا الإضطراب يُطلقون على كل شخصية إسما خاصا بها ومُختلفا عن باقي الشخصيات . وقد تتعايش الشخصيات وقد تتصارع في ما بينها . وعلى كل حال ، فلكل شخصية ذكرياتها وتجاربها الخاصة ، وتظهر إختلافات بين هذه الشخصيات على مُستوى المظهر الخارجي (طريقة المشي ، اللباس ، السلوك ، وصولا إلى إختلافات على مستوى الفيزيولوجيا ، انشاط الذهني. ومن العوارض التي رصدها الباحثون لدى "المُصابين " ، حالات إكتئاب ، خُواف ، نسيان فترات معينة ، إضطهاد المُطاردة ، إضطراب في الأكل ، مشاكل في النوم وفي الإداء الجنسي .
ولعل أحد العوامل الأكثر تسببا بحصول إضطرابات الهوية الشخصية ، هو تعرض الأشخاص المصابين إلى إعتداءات جنسية ، أو تعرضهم لحادث صادم . وبهذا يكون إضطراب الهوية الشخصية (تعدد الشخصيات ) ، نوعا من العلاج الذاتي ، بحيث "يهرب " من تعرض لإعتداء جنسي ، وفي الغالب هن من الفتيات ، تهرب من شخصيتها "الضعيفة " ، إلى ىشخصية أخرى.
لربما وحينما كتب الزميل حمودة مقاله ، كان في ذهنه ، هذا التصور ، وهذه الحقائق ، لكنني أختلف معه بأن "تعدد " السلوكيات بل وتناقضها ، والتي رصدها عند الإنسان العربي ، ليست قطعا ، تعدد شخصيات .
وأتفق معه بأن العربي المُعاصر هو شخص فاقد "للعمود الفقري " ، فهو في صحبة المُتدينيين ، سلفي بإمتياز ، وبصحبة العلمانيين ، علماني ، إنه متلون "حرباءة " ، لكنه على وعي تام بسلوكه ، بل ويُخطط سلوكه وفقا للظروف ، لكي يكون مقبولا في البيئة الإجتماعية التي يتواجد فيها ، وليحقق منافع شخصية وذاتية ، وينهل من "مُتع " الدُنيا والأخرة . متماشيا مع المقولة : " ساعة لربك وساعة لقلبك " . ولا "أحكمُ" هنا على مصداقية هذا السلوك ..!!
ينطبق عليه التوصيف " كونفورميست " ، أي مُمتثل للإعراف والتقاليد والدين ، ولو كان غير مُقتنع بها ..!!
أما إذا كان سلوكه يتناقض مع قناعاته الذاتية ، فهو يعيش حالة تناذر إدراكي .
وأخيرا ، لا أرى نفسي وصيا على "علم النفس " ، لكن قرائتي لإضطراب تعدد الشخصيات وإنزالها على الحالة الإجتماعية للإنسان العربي ، تختلف مع قراءة الزميل حمودة ..!! وله خالص الشكر ، لأنه يُقدم "قراءة " غير تقليدية ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن