القرون الثلاثة الأولى ما خيريتها ؟!

عبدالله مطلق القحطاني
amsmq71@gmail.com

2014 / 8 / 17

في المرحلة الابتدائية وتحديدا في السنة الأخيرة وما قبلها يتم الإشارة لحديث نبي الإسلام الكريم المعروف : خير القرون قرني هذا والذي يليه ثم الذي يليه بمعنى القرون الثلاثة الأولى لظهور الإسلام وفق شهادة نبيه هي أفضل وخير أزمنة أمة الإسلام ،،، انتهى النقل ، وفي مسألة أخرى نبي الإسلام أيضا يثني على أصحابه ثناءا عظيما وفي مواضع كثيرة ونهى عن سبهم في أكثر من مناسبة !!! والسؤال بهذا السياق كيف يكونون أفضل المسلمين وزمانهم خير أزمنة المسلمين ومع هذا خشي من سبهم فنهى عن ذلك مسبقا؟! ما الذي دفعه للنهي عن سبهم ؟!!!
نعود للمبحث الرئيس : كيف تكون القرون الأولى الثلاثة للإسلام خير القرون وفيها كلها حدثت مصائب وبوائق وأهوال واقتتال ومجازر وفتن وحروب ونزاعات بين المسلمين أنفسهم؟!!
الصحابة اقتتلوا فيما بينهم ناهيك عمن ارتد وتنصر وكان من كتبة الوحي !!! وبمجرد وفاة نبي الإسلام شب الصراع المتوقع على الخلافة بين خاصة خاصة صحابته ؟!! اقتتل الصحابة وتنازعوا وتفرقوا وبعدها حصل ملك جبري وبدأ عهد مملكة بني أمية والذي قال الخليفة أو بالأحرى ملكها الثاني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان : لا خبر جاء من السماء ولا وحي نزل !!! لعبت هاشم بالملك !!! هذا خليفة المسلمين وفي القرن الأول الهجري فأين الخيرية في القرن الأول على ضوء ما قلناه ؟!!
وانتبه صديقي القارئ الكريم الخلفاء الأول والثاني وحتى الثالث عرفوا كيف يوقفوا ما كان متوقعا من نزاعات بعد وفاة النبي بأن أشغلوا الصحابة وأوائل المسلمين والتابعين بالحروب الخارجية فجهزوا الجيوش وانطلقت جحافلهم يمنة ويسرة ثم حدث النزاع الشهير والانفصال البائن وللأبد في موقعة الجمل إياها !!
المهم أين الأفضلية والخيرية بمثل ومع هذه الأحداث الجسام المفزعات ؟! ولاحظ جميع الشقاقات والنزاعات وبدء عصر التملك والملك والظلم والقمع والديكتاتورية الفاشية الشاملة والنهب والسلب والتعريب والأسلمة والغزو والتوسع على حساب الآخرين ومحو حضاراتهم إنما حصل في القرن الأول إياه حصرا ثم توسع الأمر في القرن الذي تلاه !
وهاكم سؤالنا الآخر : نبي الإسلام توقع نزاع أمته وافتراقها على ثلاث وسبعين فرقة وهذا ثابت فكيف يحكم بخيرية قرن أمته الأول وهم افترقوا فعلا وفق توقعه وأين هي الأفضلية والخيرية والتميز والحالة هذه من الاقتتال والنزاع والانشقاق ؟!!!
القرن الأول حدث به ما كان ولازال السبب الرئيس في اختلاف المسلمين واقتتالهم حتى اللحظة وشهد ولادة الملك الجبري وتسلط الطغاة باسم الإله وشرعه وحصل فيه الطلاق البائن وللأبد بين كثير من الفرق الإسلامية!!
شهد الغزوات باسم الفتوحات وشهد إبادات لشعوب وأمم ونهب وسلب وسبي بل وتعريب وأسلمة عنوة وجبرا بحد السيف إلخ فأين هي الخيرية والأفضلية بظل مثل هذه الفواجع والنكبات والإبادات والتسلط ؟!!
بل واستمر الانحطاط والتخبط ولازال !!
ماهي مقومات الخيرية وأسسها للحكم بها ؟!! تأريخ دموي ونزاع بغيض وتفرق وفرقة واختلاف وخلاف بدءا من الصحابة أنفسهم مرورا بالتابعين ومن جاء من بعدهم حتى اليوم !!!
فهل بعد هذا القليل من كثير لم نطرق له خشية الأذى!! يمكن عقلا ومنطقا قبول حديث خير القرون قرني هذا والقرن الذي يليه ثم يليه ؟!!!!!!!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن