الاصنام وعبدتها مصيرهم الزوال

عدنان جواد
adnan7020@yahoo.com

2014 / 8 / 14

الأصنام وعبدتها مصيرهم الزوال
كان القدماء من الشعوب البدائية تعبد الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والبحر والأرض وغيرها، وبعض الشعوب صنعت أصناما لها فعبدتها ، فبعث الله أنبياء وأوصياء ومصلحين لإنقاذ الناس من الجهل وعبادة الأوثان لكن كان مصيرهم الطرد والحرق والتنكيل والتعذيب من قبل علية القوم والكهنة والمستفادين من الإلهة اقتصاديا وبعض السذج والبسطاء، بحجة الكفر بآلهتهم ،وذكرت الكتب السماوية كيف نصر الله أنبيائه من عبدة الأصنام وكيف أهلكهم ولا يكاد نبي أو رسول يذكر ماحدث للقوم السابقين من عبدة الأصنام لقومه ولكن أكثرهم للحق كارهون، فالصنمية ليس فقط بالشيء المجسم، وإنما في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، وكما عبد العرب في أيام الجاهلية الأصنام التي كانوا يصنعونها بأيديهم وخاصة من التمر وعادة ما يأكلون ألهتهم عندما يجوعون!!، لكن في العصر الحديث تم خلق أصنام من نوع جديد وهم الأشخاص الحكام بكل أنواعهم ،الملوك والأمراء والرؤساء،فتم صنع الدكتاتوريات ويتم تحويل الحق إلى باطل والباطل الى حق وهي التي تخرب المجتمع وتفتته، وتخلق الخصومة بين أفراد المجتمع وكما في الآية 43 الفرقان((آريات من اتخذ إلهة هواه افانت تكون عليه وكيلا))
ففي العراق كان لدينا صنما واحد يعبد صباحا ومساءا بعض المتملقين وضعه في صنف الأنبياء والمرسلين وبعضهم وصفه بأنه من العظماء الذين لايتكررون، والبعض من عبدته وصفوه بأنه قائد ضرورة، ولكن اتضح انه مجرد صنم هزيل وعميل، فتم هلاك الصنم كالعادة ومن عبده، واليوم تعددت الأصنام وكل يدعي إن صنمه هو الأفضل، والمشكلة لايتعض عبدة الأصنام من الأقوام الهالكة بسبب عبادتها للأصنام، بالرغم من علم البعض من المثقفين ومن يدعي العلم والأدب ، فأنهم أول عابدين لتلك الأصنام ربما لان هذه الأصنام التي اتخذت أحزابا وشعارات طائفية وقومية ، جعلت من عبدتها حطبا في سبيل تحقيق أهدافها في الحصول على الأموال والمناصب والامتيازات، فكما كان الشعار السابق (بالروح بالدم نفديك يا صدام) صارت اليوم (بالروح بالدم نفديك ياهو الجان)!! ونتساءل الم ينتهي هذا الدم المراق، و متى يتعض بعض الجمهور من شعوبنا، وان يكفوا عن عبادة الأشخاص وينظروا إلى الشعوب المتحضرة وكيف تنظر للمسؤول وكأنه خادم وليس معبود !!، وان العبادة لغير الله شرك ومن يشرك بالله سيناله العذاب والهلاك والزوال، صحيح أن المناصب والوجاهة لدى الأحزاب وأصنامها وإنها لاتمنحها للكفء والنزيه وإنما للمتملق والكذاب، لكن هذا لايمنع من الجهاد ضد هذه الأصنام وعبدتها من الجهلاء والمستفادين،فإذا أردنا البناء والتطوير بدل الهدم والتدمير، أن ننطلق من إنسانيتنا ووطنيتنا، والتحرر من التشرنق حول الطائفة والفكر المتعنصر المتطرف، وللتخلص من عبادة الأشخاص كأصنام، لنحمل معاول السلام ولنهدم الشر والأصنام ونعبد الطريق نحو الدولة المدنية الديمقراطية الحقيقية المبنية على أسس الإخوة والمحبة، ولسان حالنا يقول كما قال احمد مطر: في زمان الجاهلية كانت الأصنام تمر، وان جاع العباد، فلهم من جثة المعبود زاد، وبعصر المدنية، صارت الأصنام تأتينا من الغرب ولكن بثياب عربية، تعبد الله على حرف، وتدعو للجهاد وتسب الوثنية، وإذا ما استفحلت، تأكل خيرات البلاد، وتحلي بالعباد، رحم الله زمن الجاهلية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن