داعش تقسم الوطن باسم الطائفية وتاخر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية

عدنان جواد
adnan7020@yahoo.com

2014 / 7 / 24

داعش تقسم الوطن باسم الطائفية وتأخر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية
بعد حل الجيش العراقي في سنة 2003 بقرار من الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، وجد آلاف الضباط الكبار والصغار أنفسهم واغلبهم من الطائفة السنية بدون عمل، إضافة إلى منتسبي التصنيع العسكري الذين تم تسريحهم والاستغناء عن خدماتهم، ونتيجة للشحن الطائفي وتدخل الدول الإقليمية والعالمية انخرط هؤلاء بتنظيم القاعدة، الذي تحول فيما بعد إلى داعش، ولان هؤلاء لديهم خبرات قتالية عالية نتيجة خوضهم حروبا خارجية وداخلية من 1980 الى 2003، وهذا التنظيم الذي كان يأتيه التمويل من الدول الخليجية خاصة قطر والسعودية وحتى الكويت أما بصورة مباشرة أو عن طريق جمعيات أهلية تجمع التبرعات، حسب ما ذكره مدير مركز الإسلام والعالم الحديث في جامعة استراليا جيرج بارتون، ومؤخرا اصبح التمويل ذاتي بعد سيطرته على حقول النفط في شرق سوريا، والمكاسب التي حصل عليها من خلال دخوله مدينة الموصل، فانه اكتسب الكثير من المال والسبائك الذهبية، والمعدات العسكرية، وإيراد متدفق مستمر من بيع النفط المهرب.
وان ما يثير الشكوك حول هذا التنظيم وانه خلق من اجل الفتنة والتقسيم في المنطقة، فكما أشار الباحث والمتخصص في شؤون القضايا الإسلامية، روما كليه في صحيفة ليبراسيو الفرنسية، إن داعش ليس عدوة للغرب وإنما عدو للعرب والدول التي نشا فيها هذا التنظيم، فيكاد يخلو خطابها من التهديدات للدول الغربية وإسرائيل، على عكس خطاب القاعدة المتمثل باسامة بن لادن سابقا والظواهري حاليا، واليوم وما نشاهده من الحرب التي تشن على غزة وعلى اعتبار ان داعش تنظيم جهادي وخلافة اسلامية لم يصدر منها حتى بيان واحد يدين العدوان او يشيد بالمقاتلين الفلسطينين، بل بالعكس وصف بعض دعاتهم بان اهل غزة شيعة يحرم مساندتهم!.
ان خطاب البعض بالتهميش والإقصاء بالرغم من إن محافظة واحدة من المحافظات السنية وهي الانبار لديها خمس وزراء بينما تخلو أربعة محافظات جنوبية البصرة والعمارة وذي قار والكوت من اي وزير في الدولة إضافة إلى حرمانهم من المناصب العليا والتمثيل الدبلوماسي وغيرها من الامورالمهمة في الدولة، فمن حق أن يطالب بالحقوق ويدعي التهميش هم اهل الجنوب!!، ولكنهم مع الاسف سابقا مهمشون واليوم يعاد تهميشهم، وبهذه الشعارات والإعلام المحرض أصبح تعاطف الكثير من المناطق السنية مع داعش واضحا، ولكنهم لايعلمون إنهم سوف يستهدفونهم لاحقا عندما لايجدون عدوا على الأرض وخير مثالا واضحا ما حدث ويحدث على الأرض السورية،وما يحدث اليوم على الارض العراقية، فبالأمس تم استهداف الروافض بالذبح والاختطاف والتهجير في الموصل، فضن البعض ان عدوها الاول والاخير هم الشيعة وهي اتت لنصرة اهل السنة، ولم تمض الا فترة قصيرة حتى كشرت عن انيابها وبدأت بتهجير المسيحيين ومصادرة ممتلكاتهم، ومؤخرا أصدرت تهديدا للأكراد بترك المدينة، ويقينا الهدف القادم السنة أنفسهم وخاصة ممن لم يحمل السلاح معهم، فمن الحيوي ان يتحقق تقدم سياسي يساعد الحكومة العراقية القادمة على التعامل بفعالية مع ما يحدث وحدث سابقا، وخاصة بعد الخلافات السياسية بين ساسة الشيعة والسنة والاكراد، التي استغلها التنظيم أفضل استغلال فعثر على احتضان بعض المناطق ومراكز التجنيد والايواء والتمويل، والمشكلة التي تهدد العراق اليوم هو الولاء لجماعات وليس للدولة، وهذه الجماعات عادة ترتبط بروابط دينية أو طائفية او قومية، ولا يوجد أي حساب مع الأسف للرابطة الاسمى، الوطنية وهي التي تنقذ الوطن وإذا تم التخلي عنها فمصير العراق التقسيم وحسب ما أرادت داعش ومن يحركها من أعداء الوطن وليس الإرادة الوطنية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن