عن الإسلام ونزعته الإستعماريّة الإستيطانيّة والإرهاب وإنعدام الأخلاق - قضيّة قتل بائعة الهوى الرومانيّة في بريطانيا

مالك بارودي
malekbaroudi77@gmail.com

2014 / 7 / 5

عن الإسلام ونزعته الإستعماريّة الإستيطانيّة والإرهاب وإنعدام الأخلاق - قضيّة قتل بائعة الهوى الرومانيّة في بريطانيا

ورد الخبر التالي بموقع "الفجر" تحت عنوان "سجن مسلم بريطاني 29 عاماً لقتله بائعة هوى رومانية بالقرب من مسجده" بتاريخ 29 جوان 2014:
"قضت محكمة بريطانية بالسجن 29 عاما على شاب مسلم، طعن بائعة هوى رومانية حتى الموت، بعد أن حذّرها مرارا من العمل قرب مسجد يرتاده. وهاجم فاروق شاه، 21 عاما، بائعة هوى تدعى ماريانا بوبا (24 عاما) ووجه لها طعنات في صدرها حتى فارقت الحياة، في مقاطعة إسكس في انكلترا. وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن شاه ترك ضحيته في بركة من الدم وغادر المكان على دراجته، لافتة إلى أن المرأة كانت في أسبوعها السادس من الحمل، ونزفت حتى الموت. ويعتقد ممثلو الإدعاء أن شاه طلب من بوبا مغادرة المنطقة، لكنه قتلها عندما رفضت، وفقا للقطات سجّلت على كاميرات مراقبة في الشارع. وأمر القاضي كريستوفر كينش بسجن شاه 29 عاما، قائلا إن “الهجوم كان مروّعا تماما، مما أدّى حتما إلى وفاة المرأة التي لم تدافع عن نفسها ولم تحظ بفرصة للحياة”."
ما لم يذكره هذا الموقع، والذي نجده في المقال الأصلي على موقع "ديلي ميل"، هو أنّ الضّحيّة كانت أمّا لطفل وحاملا بطفلها الثاني.
لنسأل سؤالا بسيطا: ما رأي المسلمين في ما فعله هذا المجرم المسلم؟ هل يستحسنون هذا الفعل أم يدينونه؟
لن أنتظر أن تأتيني أجوبتهم، فهي، علاوة على (أو بسبب) معرفتي المسبقة بها، لن تغيّر من قناعاتي شيئا. ولكن، إليكم بعض الملاحظات التي يفرضها تطرّقنا لهذا الخبر:
أوّلا، نلاحظ أن المسلم (أو لنقل: أغلب المسلمين) منافق لأنّه يعيش في بلاد الكفر وينعم بما تتيحه له هذه البلاد من حريات وحقوق ولكنّه في نفس الوقت يحقد عليها وعلى أهلها ويريد تغييرها. قد يرى البعض أن هذه الفكرة منطقية من منطلق أنّ هناك أشياء كثيرة لا تعجبه في الغرب، لكنني أرى في ذلك نفاقا كبيرا، لأنّ أبسط قواعد الصّراحة والنزاهة والصّدق مع النفس أن تحاول إصلاح بيتك قبل أن تزعم إصلاح ما في بيوت غيرك من عيوب، حسب وجهة نظرك. ومن لا يستسيغ العيش في بلاد الكفر، عليه أن يعود إلى بلاده الإسلامية وينعم بإسلامه المتخلف بين أهلها وفي ظلّ أنظمتها، فإن أراد البقاء في بلاد الكفر فعليه إحترام نفسه وعدم تهديد حياة أهلها وعدم بث الفوضى تحت أيّ مسمّى، إلاّ إذا كان ضحيّة تصرّف ظالم إستهدفه هو شخصيّا وهدّد حياته أو حياة ذويه وفي هذه الحالة يتمّ الإلتجاء للقضاء للبتّ في الأمر، تماما مثلما يلتجئ أهل تلك البلاد للقضاء لتحقيق العدالة. أمّا أن يقوم هو بنفسه بتطبيق "قانونه" الخاصّ الذي ورثه عن منظومته البدويّة الإسلاميّة الإرهابيّة فهذا أمر لا يجب أن يحدث وإن حدث فمن الطّبيعي أن يمرّ مقترف هذه الجريمة أمام المؤسسات القضائية للبلاد المعنيّة بالأمر ويطبّق عليه قانونها أقصى العقوبات. فإن أراد تطبيق "قانون الغاب الإسلامي" الذي يصبح فيه كلّ مسلم شرطيّا وقاضيا مهمّته "إصلاح" ما يراه معوجّا في المجتمع، فليعد إلى أحد جحور الإسلام مثل المملكة العربيّة السعوديّة وليمارس "تغييره للمنكر" كما يحلو له. رغم أنّي واثق كلّ الثقة أنّه لن يستطيع فعل ذلك حتّى في هذه البلاد المتخلّفة، التي هي المصدر الأصلي للسّرطان الإسلامي، ذلك أنّ "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فيها منوط بعهدة عصابات تسمّي نفسها "هيئة" وتشتغل لصالح الملك وتقتات من ميزانيّة الدّولة وبالتالي لن يقبل المتمعّشون منها أن يتكاثر "مطبّقو قانون الغاب الإسلامي" لكي لا تصبح "مهنتهم" هامشيّة ووجودهم لا نفع منه ولكي لا يخسروا مصدر دخلهم.
ثانيا، يعتقد المسلمون أنّهم بإقامتهم في حيّ مّا أو مدينة مّا في بلاد الكفر قد إمتلكوها وصار لديهم حقوق فيها أكثر من حقوق السّكّان الأصليّين. وهذا الفكر الإستعماري الإستيطاني ضارب بجذوره في التّاريخ ويعود إلى عهد محمّد بن آمنة نفسه، عندما قتّل اليهود وإنتهى بإجلائهم عن شبه جزيرة العرب، رغم أنّهم كانوا يعيشون فيها منذ قرون ورغم أنّهم أقدم من ربّ الرّمال الخرافي ورسوله مجتمعين. فالرّغبة في الإستحواذ على كلّ شيء والإستيلاء على ما يخصّ غيرهم قديمة جدّا. وتزداد تلك الرّغبة تجذّرا حين يكثر المسلمون في الحيّ أو المدينة ويكبر قطيعهم. حينها تبدأ محاولاتهم في السّيطرة الفعليّة على ما حولهم، وأوّل خُطوة تكون دائما بطلب بناء مسجد لهم. يقدّمون مطلبا في الغرض للسّلطات (رغم أنّهم لا يعترفون بسلطة الكفّار على المسلمين، ولكنّها سياسة النّفاق التي تعلّموها من رسولهم ومن قرآنهم)، مستغلّين الحرّيات التي تمنحها دول الغرب الكافر بفضل أنظمتها ودساتيرها وقوانينها، فإن وجدوا رفضا لمطلبهم يقيمون الدّنيا محتجّين مندّدين مدّعين أنّهم ضحايا مؤامرة كونيّة وأن الدّولة (التي لا يعترفون بها من الأساس) تهضم حقوقهم وتمنعهم من ممارسة حرّياتهم الدّينيّة، وإن قُبل مطلبهم يشيّدون مسجدهم فيكون بالنّسبة لهم مركز ثقل ووتدا مركزيّا لتثبيت سلطتهم والشروع في الإستيطان... فتراهم يزعجون النّاس بالتلوث السمعي الصادر عن مآذنهم، ثمّ يمنعون المحلات المجاورة من بيع ما لا يتوافق مع "إملاءات الإسلام" كلحوم الخنزير والخمر ويمنعون الخمّارات من العمل ثمّ يزيدون التّضييق بتشييد محلات خاصة بهم لبيع "المنتوجات الإسلاميّة الحلال"، ثمّ يتحكّمون في لباس من يمرّ عبر "مستعمرتهم" فيصدّون ويمنعون ويضربون ويقتلون... فما حصل في مقاطعة إسكس في انكلترا، والمذكور في الخبر أعلاه، هو النتيجة الطّبيعيّة لتغوّل الرّغبة الإستيطانيّة الإستعماريّة والإرهابيّة لقطعان "الله أكبر"، هذه الرّغبة التي إستفادت من تفتّح الغرب الكافر وديمقراطيّته وعلمانيّته مستعملة كلّ هذه القيم مثل "حصان طروادة" لإستعماره وتقويضه والسيطرة عليه.
ثالثا، المسلم مغيّب التّفكير بطبيعته، نظرا لما وقع حشوه في دماغه من خرافات وتفاسير. وأغلب المسلمين الذين ورثوا الدّين عن آبائهم لا يعلمون من تاريخ الإسلام شيئا، عدا ما فبركه لهم الشيوخ وما زيّنته لهم كتب السّيرة المنقّحة... فماذا نقول عن المسلمين الجدد، الذين كانوا على المسيحيّة أو أيّ دين آخر وإعتنقوا الإسلام؟ هل يُعقل أن يكونوا قد إعتنقوه عن معرفة معمّقة بما في القرآن وكتب التفاسير المعتمدة وما في كتب السيرة الأقدم كـ"السيرة النبوية" لإبن هشام و"البداية والنهاية" لإبن كثير وكتب الحديث؟ بالطّبع لا. والمتمعّن في إسم هذا المسلم البريطاني المجرم الذي ذُكر في الخبر، فاروق شاه، سيدرك حتما أنّه إمّا هنديّ الأصل أو باكستانيّا. وكما قلنا، كونه مسلما، فإنّ من الدّوافع الأكثر قربا للحقيقة والتي دفعته لإقتراف تلك الجريمة، رغبة المسلمين في التحكّم في كلّ ما يحصل داخل "مستعمرتهم" بما في ذلك منع ما يعتقدون أنّه غير أخلاقي، وإنتحالهم لصفتي الشّرطي والقاضي في نفس الوقت لتحقيق ذلك. ولكنني لا أظنّ أنّ القاتل كان لديه حسّ أخلاقي أصلا، فقد ثبتت عليه تهمة أخرى وهي تهمة سرقة مبلغ 400 جنيه إسترليني وهاتف محمول من رجل أعمى يدعى "إكران شوهان" تحت تهديد السّلاح، حسب موقع "ديلي ميل".
رابعا، لو فرضنا أنّه يملك أخلاقا رفيعة وأزعجه وجود تلك "العاهرة" على مقربة من مسجده من منطلق أخلاقي وغيرة على دينه، فهل كان يعلم، وهو المسلم المتديّن ذو اللّحية الكثّة الدّالة على إلتزامه بخرافات السّنّة النبويّة، أنّ رسول الإسلام محمّد بن آمنة أباح زواج المتعة مرّات عدّة؟ وهل يعلم أنّ تلك الإباحة أتت بدعومة بآية قرآنيّة؟ فما الفرق بين "العاهرة" والمتمتّع بهنّ من النّساء؟ وهل كان يعلم أنّ نبيّه سمح بتبادل الزّوجات بين المهاجرين والأنصار؟ أليس هذا موافقة على الدّياثة؟ وهل يعلم أنّ رسوله أباح للرّجل الإستمتاع بزوجته التي "لا تردّ يد لامس"، أي العاهرة؟ أليس هذا تحريضا على الدّياثة؟ وهل يعلم أنّ رسوله سمح لنفسه بنكاح النّساء مثنى وثلاث ورباع وتجاوز هذا العدد تجاوزا رهيبا وأحلّ نكاح ملك اليمين أيضا؟ بل وأنجبت له ماريّة القبطيّة إبنه المزعوم إبراهيم وأجمع "العلماء" على أنّه وطأها بملك اليمين، أي دون زواج؟ أليس هذا زنا؟ وهل يعلم أنّ رسوله أحلّ لنفسه أن تهبه النساء أنفسهنّ ليطأهنّ؟ أليس هذا أيضا عهرا؟ هل يعلم أن رسوله عاش بقيّة حياته بعد موت خديجة بنت خويلد غاطسا في عهر جنسي لا يُوصف، حتّى أنّه لم تكن تمرّ به أنثى (ولو كانت رضيعة) إلاّ وجرت في دمه "شهوة النّساء" وإشتهى نكاحها؟ أليس الإسلام دين جنس؟ فكيف ينزعج المسلم ممّن إختار بمحض إرادته أن يعمل ليكسب قوته ببيع جسده، الذي هو ملكه الخاصّ، ولا يغضب من السّعار الجنسي الموجود في القرآن والسّيرة والأحاديث والفقه الإسلامي؟...
...
لكن، في نهاية الأمر، ماذا يمكن أن نقول؟ لا شيء عدا ما عهدتموه منّا: هذا ما جناه علينا السّرطان الإسلاميّ السّاقط.

----------------------
الهوامش:
1.. المقال الأصلي "سجن مسلم بريطاني 29 عاماً لقتله بائعة هوى رومانية بالقرب من مسجده" على بوابة "الفجر" الإلكترونية:
http://new.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=631876#
2.. الخبر الأصلي على موقع "ديلي ميل" بقلم "جوليان روبنسن": Muslim man murders pregnant prostitute because she was working near a mosque
http://www.dailymail.co.uk/news/article-2672538/Muslim-man-murders-pregnant-prostitute-working-near-mosque.html
3.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
4.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن