لمحمد الوردي..والنار التي في قلبه

سعد الشديدي
gelgamesh2000@hotmail.com

2005 / 7 / 30

إلى شهيد الحركة الوطنية العراقية،
شهيد الحركة الطلابية الديمقراطية..
محمد الوردي. خالي.
الذي قتلتهُ عصابات الحرس
القومي الفاشية 1963 .



لمحمد الورديّ اكتب من جديد..
للوردة الحمراء في أحزانِ آنية الزهورِ،
وللمسافةِ بيننا.. قرباً وبعداً..
حين يقتربُ البعيد.

أندسُّ بين جلالة الكلماتِ، مندهشاً،
فيغمرُني الندى.
هل من مزيد؟؟

لا تبرح الأوراقُ غصناً ساهراً فيه ابتدأتُ،
وفيهِ أسلمتُ الوريد-
للنارِ، عاليةً، غنائي
لمحمد الورديّ..
يسكنُ في قميصي، مُذ رددتُ رسالةَ الحزبِ اليتيمةِ،
في البريد.

هذا المساءُ تجئُ ما بين السطورِ، مسلّحاً بالموتِ،
مفترشاً سماءَ ألكاظميةِ،
رافعاً رشاشّ حزنكَ، والنشيد،
يمّرُّ ما بين الشفاهِ ويتركُ الأحياءَ في وجل ٍ...
رأيتكَ غاضباً في الحلمِ.
لم تفتحْ زوايا موتِكَ اليوميّ.
لم تكتبْ رسائلَ حبّكَ المحفوفِ بالأخطارِ،
ما آخيتَ عنواناً..
ولا أسدلتَ باباً للرياحِ
إذا تجّلى في المدى قمرٌ وعيد.

لمحمد الورديَ أكتبُ ما أريد.
فهو انكسارُ النجمِ
قافلةُ ألاغاني إذ تعود من البراري
وهو منطقها الوحيد.
وهو الذي يختارُ من ليلى ظفائرها ويرسمُ خصرها-
فوق إرتعاشاتِ الجدارِ ..
ودثارهُ قلبُ الجماهيرِ، المدى المتباعدِ الأطراف،
ماءُ العينِ.. أكليلُ الزهورِ على ضريحِ الصمتِ،
آلاءُ النهارِ.

وهو العراقُ المستحيلُ دماً..
وذاكرتي.. وداري.

لا قبرَ يجمعُ حلمكَ الورديّ.
هل قبرٌ سيجمع كلّ هذا الحزن ِ؟
لا وطناً يغني راحتيك.

سنعود يوماً كي نزور قوائمَ الشهداء ِ في عينيكَ.
هل نلقاك منسجماً مع الموت العراقيّ المسددّ
بالفتاوى والنصوصِ المستعارةِ..
من قوانين التجارةِ؟
أم نراك على الصراط تمرّ مختصراً طريق اللهِ
نحو القِبلة الأولى..
وتغدو في السماءِ إلى يديك؟؟


هل يا تُرى بغداد يزعجها نشيدُ القادمينَ من الوريدِ؟
الذاهبين إلى الوريد ؟
أم ثُلة الحرس الجديد تطوّق الساحاتَ
بالموتِ الجديدِ..
وبالسلاحِ البيولوجي الجديدِ..
وبالوعودِ..
وبالجرادِ،
وبالجرائدِ
والجريدِ،
وبالغمامِ..وبالغبارِ وبالحديدِ.


تأملي وجهي ونامي بين أجفاني..
وعودي للندى.
ودعي الشواطئَ تستريح،
وراقبيهِا من بعيدِ.


شايَ الصباحِ وخبزه.. لمحمدٍ قبل الوداع.
والماءُ، يا أختاه، رشّي مائنا السحري..
خلفَ الذاهبينَ إلى ضواحي الفجرِ،
كي يغدو ألينا سالماً من موتهِ..
ويعود بالخبر الأكيدِ.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن