-يد في الفراغ- احمد النعيمي

رائد الحواري
read_111@hotmail.com

2014 / 6 / 7

"يد في الفراغ"
احمد حمد النعيمي
هذه المجموعة القصصية صادرة عن دار "أزمنة" عمان طبعة أولى 2000، استطاع الكاتب في مجموعته أن يذهل القارئ بحجم المأساة التي يعيشها، من خلال فكرة ـ ألا معقول ـ التي سادة في كافة القصص، هناك وسيلتين لمواجهة حالة القرف التي يمر بها الكاتب وللهروب من الرقابة القمعية، الأول بالتوجه إلى الرمزية، هذه الطريقة لم تعد تشفي غليل الكتاب المتمردين، لما فها من شكل للهروب أكثر منه مواجهة، والطريقة الثانية، وهي الأنضج والأكثر وجعا حتى من الطرح المباشر ـ الفانتازيا ـ وهذا الأسلوب استخدمه غوغول وتألق فيه عندما كتب رواية "المعطف" وقد تناوله أيضا من الكتاب العرب مجيد طوبيا في رواية "ألهؤلاء" التي تعد من أهم الأعمال الرواية التي تناولت حالة القمع العربية بطريقة (الفانتازيا) وأيضا تناول الكاتب المبدع زكريا تامر هذا الشكل حيث مزج بين الرمزية و(الفانتازيا) معا، وفي هذه المجموعة يجد القارئ ما يفش الغل من خلال طريقة الكاتب المتميزة في طرح أفكاره، فعمليا فكرة النص القصصي هي البطل الرئيسي في هذه المجموعة، فقد استطاع أن يقدم لنا في كل قصة فكرة التمرد على الواقع بطريقة جديدة.
فقدم لنا صورة المواطن (الأرنب) الذي يقبل الذل بعين الطريقة التي وضع فيها المغول دائرة حول شخص في الشام وقال له أنت محبوس في هذه الدائرة، وفعلا كانت الشخصية في قصة "طقوس الزيارة" تتماثل من هذا الانحدار نحو هاوية الاستكانة والخنوع.
وفي قصة "المتثائب" استطاع أن يقدم لنا حجم الفساد المستشري في منطقتنا بطريقة نادرة جدا، حيث كان حجم الفم المتثائب هو المعيار لقدرة وحجم الهيمنة على الآخرين، وعندما تجمع المتثائبون ذوي الأفواه الصغيرة لكي يبتلعوا صاحب التثاؤب الكبير كانت أفواههم مغلقة، ورغم تماثل فكرة القصة من مسرحية سعد الله ونوس "الفيل يا ملك الزمان" إلا أن "احمد النعيمي" استطاع أن يطرحها بفكرة وطريقة جديدة.
في المجمل نحن أمام مجموعة قصصية استثنائية في المنطقة العربية، ورغم شح الصور الفنية في المجموعة إلا أن فكرة القصص كانت تعوض هذا الشح بتلك الغزارة بالأفكار وطريقة عرض الفكرة.
رائد الحواري



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن