المترو الاخير 1980(فرانسوا تروفو):فيلم عن كل شيء

بلال سمير الصدّر
belalalsader@yahoo.com

2014 / 6 / 4

المترو الاخير 1980(فرانسوا تروفو):فيلم عن كل شيء
احداث الفيلم تدور في العام 1942 اثناء الحرب العالمية الثانية وعندما كانت فرنسا محتلة من قبل النازيين وحظر التجول اعلن في فرنسا منذ الساعة الحادية عشرة وكان لا احد يستطيع ان يفوت المترو الأخير،والفيلم يخوض في الأزمة التي مر بها المسرح الفرنسي تحت الحكم النازي والمكافحة من اجل البقاء على قيد الحياة من عام 1942-1944.
برنارد في التعاون الأول بين ديبوي وتروفو-قادم من رحم المسرح وسوف ينضم لاحقا الى فرقة مسرحية تقودها ماريون(كاثرين دينوف) وهي ترفض ان تعين اليهود وفقا للقواعد لنازية التي تحكم البلاد وهي في نفس الوقت تخفي زوجها اليهودي لوكاس في سرداب محطم تابع للمسرح وهو الذي كان سابقا-اي لوكاس- مدير هذا المسرح وخرجه الأول،والعرض سوف يكون مقتبسا من مسرحة نرويجية(المرأة اليائسة)،وكل ذلك في فيلم تدور أحداثه ببطء شديد.
اسم الفيلم مقتبس من المترو الأخير،أي بما يعني ضمنيا البقاء على قيد الحياة،وان كانت القصة تركز على المسرح تركيزا شديدا مع تجنب تروفو الخوض في السياسة جالا من هذا الزمن الذي وضع فيه قصته هذه التي هو من اخرجها وتعاون لى كتابتها في نفس الوقت في خدمة القصة،إلا ان الفيلم ليس فيلم اطفال الجنة...
ومع كل هذا التركيز على المسرح والبروفات التي تدور على المسرح،تدور قصص هامشية كثيرة،والفكرة اللامعة في كل ذلك-اذا اردنا ان نستشف من هذه القصة البسيطة اي شيء-هي الموقف من السامية واحيانا يسلط الضوء على العقدة اليهودية،بحيث بدا تروفو متوازنا واضحا في الطرح لأن الفكرة كما ظهرت في الفيلم كانت عبارة عن انتقاد النازية وافكارها بالذات (معاداة السامية)وتروفو لم يحقق فيلما متعاطفا مع اليهود ابدا...
عندما يمتلك هذا النظام آليات النقد ومحركاته من خلال الناقد (Daxiat) المقتبس من شخصية حقيقية،وعندما تكون تلك الاسس والآليات معروفة مسبقا فعند ذلك فهو يحكم على اللعبة الفنية بالموت ومنذ بداياتها.
ولو طال قليلا هذا الاحتلال لما استطاع المسرح الفرنسي البقاء على قيد الحياة في تلك الفترة الصعبة من التاريخ الفرنسي...
برنارد منضم فعليا الى المقاومة،وتحدث قصة حب بينه وبين ماريون بحيث لم تكن قصة الحب هذه عارضة او من الصعب التنبؤ بها،ولكنها اتت من خارج النطاق السردي للفيلم برمته،والفيلم ان لمح لهذه القصة بقوة،ولكنه قال وبقوة اكبر بان الذي سوف يحدث بين برنارد وماريون ليس المقوم السردي للفيلم،بل على قوة هذا الحدث بدا هامشيا مثله كمثل كل الأحداث داخل الفيلم،بل ان الحدث الأهم على الرغم من ضعف دوره في الفيلم هو بقاء لوكاس وحيدا في سرداب يستمع منه الى بروفات في مسرح كان يديره ذات مرة،بل ويستطيع احيانا ان يمارس دوره الاخراجي وفي نفس الوقت التنبؤ بقصة حب لاحقة ستقع فيها زوجته بل سيصارح بيرنارد لاحقا بها...زوجتي تحبك هل انت تحبها
خبرنا تروفو بالنهايات الحقيقية لكل شخصية من الشخصيات على النمط الوثائقي أو حتى (البيوغرافي) ولكن في الحقيقة نهاية الفيذ لم كانت مفتوحة اذا تناسينا هذا الاخبار...
فيلم تروفو هذا فيلم عن كل شيء...
عن الحب وعن المسرح وعن زمن فرنسي...هو قال كل شيء ببلاغة واختصار شديد دون اي تكثيف درامي لأي عنصر من العناصر السابقة بحيث بدا وكأنه لم يقل اي شيء...
رشح فيلم المترو الاخير الى اوسكار افضل فيلم اجنبي في حينه...
بلال سمير الصدّر 21/12/2013



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن