موجز تاريخ المحنة - 4 -

عماد عبد اللطيف سالم
emaasalem@gmail.com

2014 / 5 / 24

موجز تاريخ المحنة - 4 -


( 1 )

" بعض "المثقفين " العراقيين ..
مدمنون على قراءة رواية 1400 عام من العزلة .. "

( 2 )

سأكتبُ هذا الذي اكتبهُ الآن بمرارة ، لأنّني لا أريدُ أن أخوض في أقبيةِ السياسة المظلمة ، ولا أريدُ أن الوّثَ روحي بما يرشَحُ عنها من وسَخ .
ولكن .. من قالَ هذه " المقولة " التي يردّدُها الكثيرون في بلدي، وفي هذا اليوم بالذات :
" انّ الديموقراطيّة لا تصلحُ لمجتمعٍ جاهِل ، لأنّ أغلبيةً من الحمير، ستحدّدُ مصيرك " .
إذا كان ( برنارد شو ) قد قالها ، فهو حمار . إذ ما شأنهُ ، هو ، بمجتمعٍ جاهلٍ ليتحدث عنه ، وهو يعيشُ في اكثرِ المجتمعات رُقيّاً وتقدّما ، وفيها أعرقُ نظامٍ ديموقراطيّ في العالم ؟ .
ولأنني أعرفُ برناردشو بما يكفي لدفع " الحمرنة " عن نمط تفكيره ، فأنّ من حقي أن اتساءل هُنا عن السياق التاريخيّ الذي أطلق في اطاره هذه المقولة .
لماذا لا نبحثُ عن أسبابٍ أخرى لما يحدث .. غير نعتِ هؤلاء الناس ، الذين هُمْ ناسُنا ، واهلنا ، بالحمير ؟
وإذا كُنّا مقتنعين بأن " أغلبيةً " من " الحمير " ، هي التي ستُحدّدْ مصيرنا .. فلماذا لم يتمكنْ " الآخرون " من سَوْقِ هذه " الحمير إلى " حظائِرِهم " ؟؟
وأخيراً ..
هل سيُغطّي على " الهزيمة " ، ويُبَرّرُها ، وصفُ " العدوّ " بـ " الحمار " .. أم انّهُ سيعرِضُ كلّ " عوراتنا " على الملاْ .

( 3 )

مـَنْ أنتُـمْ ؟
أعتقدُ أنّ " مقولة " معمر القذافي الشهيرة هذه ، لا تزالُ صحيحة ، و ذاتُ دلالاتِ كثيرةٍ .. وبليغة .َ
غيرَ أنّهُ ، وكأيٍّ دكتاتورٍ معتوه ، وجَدَ نفسَهُ في المكانِ الخطأ والزمان الخطأ ، سدّدَ سؤالَهُ هذا .. إلى الجِهَةِ الخطأ .
لماذا لا نُكَرِّرُ نحنُ الآن ذات المقولة ، ونُعيدُ تصويبها ، كالرصاصة .. إلى الرؤوس الخطأ .
مــَـــنْ أنتــــُمْ ؟؟
ولكنّها هذه المرّة ليستْ زعيقاً طافحاً بالكراهية،من فمِ طاغيةٍ قادمٍ من " جهنّم " * .. ويريدُ أعادتنا إلى " جهنّم " *.
بل صرخةً مُلتاعةً من أرواحِ الناسِ البسطاء التي ملّتْ من الضَيْمِ ، ومن عقول المثقفين الحقيقيين التي ضاقتْ ذرعاً بالخديعةِ ، والوصايةِ .. وتريدُ أنْ تُسدّدَ صرختها هذه إلى " حَفْنَةٍ " من الأشخاصِ .. الخطأ .
من أنتُمْ ؟؟؟
[ ** " جهنّم " هو أسم القرية التي ولد فيها معمّر القذافي عام 1942 . ]

( 4 )
قبل قليل .. سأل مراسلٌ لأحدى القنوات الفضائية ، مُواطناً مصريّاً بسيطاً ، السؤال الآتي :
- لماذا لا تنتخبونَ " فُلاناً " رئيساً للجمهوريّة ؟
أجاب المواطنُ البسيطُ على الفور ، بلهجتهِ المصريّة الدارجة :
- لأنّهُ سيجعلُ البلدَ تعيشُ في " القلَقْ " . لأنّهُ سيجعلُ المصريين " قلقين " .. إذا فاز بالرئاسة .

( 5 )

لكي نعيش قليلاً .. كما يعيشُ الآخرون .
لكي نؤمنَ بأنّ بعض العَيْشِ مُمْكِنٌ .. وليسَ شرطاً أنْ يكونَ ، هذا العيشُ ، هُنا .
لكي نتمكّنَ من الأيمانِ بأنّ اللهَ ، رُبما كانَ ، أو سيكونُ ، يوماً ما .. مَعَنا .
لكي يكون كلُّ ذلك مُمْكِناً ..
هُناكَ شيءُ إسمَهُ .. الكُفْرُ بالعيشِ هُنا .
عليكُمْ بهِ .. هذا الكُفْرُ بالعيشِ هُنا .
وأتركوا " بني قُريْضَةَ " و " بني النضير " يُقاتلون مع " الأوْس " ،
و " بني قَيْنَقاعَ " يُقاتلون مع " الخزْرَج " .
لا شأنَ لكُمْ بِهِمْ .
أخرجوا إلى العالَم .
أخرجوا إلى الضوء .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن