شكرًا لكم أيها الزائفون

فاطمة ناعوت
f.naoot@hotmail.com

2014 / 5 / 4

منذ عقد ونيف ونحن ننادي عبر مقالاتنا وكتبنا وحواراتنا بعدم الربط بين "مظهر" الدين، و"جوهر" الإيمان. فليس للإيمان زيٌّ ولا مظهر؛ لأن محلَّه القلب. بل يكاد يكون الأمرُ معكوسًا. فالمؤمن التقيُّ المشغولُ بحبّ الله، غيرُ معْنيٍّ بأن يكشف مظهرُه عن قلبه. لهذا حين سُئل غاندي: “لماذا تلبس رثَّ الثياب وفي وسعك ارتداء فاخر الرياش؟"، أجاب: “أكره أن يكون ثوبي أغلى منى.” لكن أحدًا لم يصدقنا من البسطاء الذين "كانوا" يظنون أن اللحيةَ "دليلُ" التقوى، بل هي الدليل الأوحد. والأخطر من هذا أن أولئك البسطاء ظلوا يأخدون صحيح دينهم عن تلك الذقون دون تمييز بين غثٍّ وسمين، وبين زائفٍ وثمين، حتى سقطت ذقون كثيرة وكشفت عن سوأتها.
نذكر منها الداعية "علي ونيس"، عضو مجلس الشعب الإخواني، الذي كان يظهر على قناة إسلامية يغلظ القول ويدعي الفضيلة ويُحرّم على الفتيات "كلَّ" شيء؛ حتى أبسط أمور الزينة مما تحبّها الصغيرات ويفرحن بها مثل "زبدة الكاكاو" التي ترطّب البشرة. ثم قُبض على هذا الدَّعيّ (لا الداعية) متلبسًا بارتكاب الفاحشة مع فتاة منتقبة من تلميذاته في سيارته التي تقف في بقعة مظلمة بمحطة مدينة بنها المصرية.
ومنهم السيد "أنور البلكيمي"، عضو مجلس الشعب الإخواني السابق أيضًا، الذي ظهر على الصحف وشاشات الفضائيات يصرخ كاذبًا بأن مجموعة من قطّاع الطرق ضربوه وسرقوا منه 100 ألف جنيه وكسروا أنفه. والحقيقة أنه كان قد أجرى عملية تجميل في أنفه لكي تقبل الزواج منه راقصة استعراضية حسناء. وابتكر تلك الفرية لكي يبرر لزوجاته سرَّ الضمادات فوق أنفه، ولغز اختفاء المبلغ من حسابه البنكي!
ومنهم من أدخل في معجم المصريين بذاءات غدت اليوم من مأثورات الحوشة والدهماء يقولها الرعاعُ من الرجال للنساء المحصنات حين يصددن عنهم أو يختلفن معهم في الرأي. “كم رجلا اعتلاكِ؟". إنها الركاكة التي نطقها "محمود شعبان" في ابتذال لإحدى الممثلات التي خالفته في الرأي السياسي. ثم زاد الطين بلّة وبرر بذاءته قالا إن الله، جلّ جلاله، يسبُّ ويشتم ويلاعن وكذلك فعل الصحابةُ المطهرون والرسولُ، الذي قيل فيه: “وإن كنتَ فظًّا غليظ القول لانفضوا من حولك.”
ومنهم الكثير والكثير، كان آخرهم الأخ ياسر برهامي الذي أفتى بأن على الزوج ألا يغضب إن شاهد زوجته عارية في الفراش مع رجل غريب مادام الفرجُ ليس في الفرج، فلا شيء عليهما. بل إن على الزوج ترك زوجته للاغتصاب إن خاف على حياته، ولا إثم عليه ثمة، لأن درء مفسدة لا يكون بجلب مفسدتين! ولما انتقدته الدنيا بمن فيها، استشهد بالنبي إبراهيم عليه السلام حين قدم زوجته سارة إلى الملك الجبار باعتبارها أخته حتى لا يقتله.
أولئك الذين تاجروا بالدين فكسدت تجارتهم وارتزقوا بالإسلام وبئس الارتزاق، وشوهوا الله تشويهًا حاشاه كَمُل وعلا، قدموا للبسطاء المثال الأنصع لمن يناقضُ شكلُه جوهرَه. بيدهم، لا بيد عمرو، أثبتوا في عام واحد، ما حاولنا نحن شرحه طوال أعوام وجفّت حلوقنا ونحن نثبته بالبراهين ولم يصدقنا أحد. فشكرًا لهم ألف شكرًا. شكرًا أيها الزائفون.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن