مطلوب ... زعيم !!

ابراهيم جادالكريم
igiagadelkarim@yahoo.com

2014 / 5 / 4

.....!!
لا شك أن التجربه التى خاضها شعبنا منذ أختياره ل محمد على ليقوم بقيادة مصر مع أن محمد على لم يكن يتقن حتى اللغه العربيه ولكنه نجح فى حركة بناء مصر بعد أن فرض المصريين رأيهم على السلطان العثمانى الذى كان يغير الوالى كل سنه !! ولكنه أذعن لرأى المصريين وأبقى محمد على واليا على مصر وأسرته من بعده وهذا ما جعل محمد على يتمكن من بعث حركة نهضه فى مصر فى شتى الميادين بدءا من التعليم وأرسال البعثات الى الخارج واقامة ترسانه بحريه حعلت من الأسطول المصرى أقوى أسطول فى البحر الأبيض وكذلك أنشأ المدرسه الحربيه لكى تخرج له الجيوش لتحقيق أطماعه وتوسيع مملكته بعد أن قضى على (العسكر) وهو اللفظ الذى كان يطلق على الأتراك والأرنائوط والشراكسه وغيرهم من المماليك ورغم أن محمد على كان من (العسكر) ولكنه قضى عليهم ووحد القياده كلها فى يده وتمكن بهذه الطريقه من أحراز النصر فى شتى المجالات التعليميه والعسكريه والتوسعيه والأنشائيه والتى لا زالت مبانيها وتماثيلها علامه على نهضه كبيره حققها محمد على بمجرد حصوله على تأييد المصريين وأقام أسرة حكمت حتى 1952 حيث كان أنقلاب الجيش بقيادة اللواء محمد نجيب لكى يطلب تخللى الملك عن العرش لأبنه وولى عهده !! وهذا يعطى صورة كامله عن مدى القوة والسيطره التى دامت من محمد على والى ... الملك فاروق والذى لم يجرؤ أحد سواء محمد نجيب أو غيره بالمثول أمامه ويطالب بالتنحى وتولية الأمير أحمد للعرش وتركوا تقديم مطلبهم البسيط الوحيد لرئيس الوزراء !! وكان التأييد الشعبى لتلك الزمره من الرجال هو ما عجل برحيل الأسره المالكه بأسرها عن مصر وأجتمعت أرادة الشعب وراء محمد نجيب كزعيم لمصر وسارت الأمه ورائه حين أعلن : الأتحاد و النظام والعمل كمبادىء للعمل وكبرنامج للعمل ورضى الشعب الباحث عن زعيم بمحمد نجيب الى أن تخلص منه أعضاء الأنقلاب أنفسهم وحددوا أقامته أقامته فى عزبة النخل بعد أن رفض أن يكون مسئولا عن التخللى عن السودان والتى كانت تابعه لمصر منذ أن فتحها محمد على وبقيت كلمة ملك مصر والسودان مصاحبه لكل من توللى الحكم من السره العلويه وكان أنفصال السودان عن مصر بأتفاقيه سريه لم تكشف الى الآن وقد كتب محمد نجيب فى مذكراته أنه ليس مسئولا عن أنفصال السودان وترك الساحه بعد تحديد أقامته لجمال عبد الناصر والذى وعى تماما أن الشعب يبحث عن زعيم !! ودخل فى سبيل ذلك فى مغامرات عسكريه فى اليمن وليبيا والجزائر ... وحتى الكونغو !! وسار فى اقامة هاله حول زعامه للعرب مما جعل كل الحكام العرب يستشعرون الخطر على كراسيهم وشعروا بالخطر من أمتداد ثورة مصر الى أقطارهم خاصة أن عبد الناصر عاش فى دور الزعيم وأقام من صديقه الرائد (الصاغ) عبد الحكيم عامر ... مشيرا !! فى سابقه تاريخيه لم تحدث فى العالم كله خاصة وأن عبد الناصر أمكانيات عبد الحكيم عامر من الناحيه العسكريه وكلاهما خريج نفس المدرسه الحربيه والتى كان محمد على قد أقامها لتمده بما يحتاجه من وقود عسكرى لتحقيق أطماعه فى التوسع وكان عبد الناصر نفسه من القوات المصريه فى السودان ... ومع علمه بأمكانيات صديقه عبد الحكيم عامر من الناحيه النفسيه وتركيبته الربفيه التى كانت تدفعه لمغامرات نسائيه مستمره كلفت مصر الكثير من الخساره الماديه وكانت سببا أساسيا فى الهزيمه التى حلت بالجيش المصرى وسميت بالنكسه بما فيها من آثار معنويه ونفسيه للجيوش التى عادت من سيناء سيرا على الأقدام !! فى معركة لم يكن لها غطاء جوى على أبسط القواعد العسكريه فى العالم أجمع ولكن امكانيات المدرسه الحربيه والتى جعلت من رائد الى مشير وهى نفسها التى جعلت عبد الناصر يجعل من نفسه زعيما للعرب وزعيما لمنطقة الشرق الأوسط ... وكان من الطبيعى أن يعتمد على تلك الهاله حين أعلن تنحيه عن الحكم متأكدا من قوة تلك الهاله والزعامه والتى ساهمت المخابرات فى بثها ورعايتها فى قلوب المصريين وهى نفس المخابرات التى قادت جماهير الشعب بأتوبيسات ومواصلات وقطارات مجانيه من جميع محافظات مصر ... الى القاهرة للتوسل لعبد الناصر للتراجع عن قرار التنحى مما دفع عبد الناصر للتضحيه بصديقه عبد الحكيم عامر ككبش فداء ومحرقة وذرا للرماد فى العيون عن مسئولية عبد الناصر عن النكسه كقائد أعلى للقوات المسلحه ومسؤليته فى ترقية رائد الى مشير !!ومع علمه ايضا بأن مغامرات عبد الحكيم عامر النسائيه كانت تشغله عن الجيش وتسليحه وتدريبه !!! وأبقى عبد الناصر على هالة الزعامه حتى وفاته وتولى السادات كآخر وريث من أنقلاب 1952 وحاول أن يبقى على هالة الزعامه حول نفسه ولم يتمكن من الحصول عليها الا بعد بعد نصر أكتوبر ليسجل فى التاريخ أن السادات أول قائد عربى يحرز نصرا بهذا القدر والمستحيل تحقيقه حسب كل التقديرات فى المعاهد العسكريه العالميه والتى لا زالت تدرس حرب أكتوبر بما فيها من أعجاز أختراق قناة السويس والطريقه التى نفذت بها من أرتباط كافة الأسلحه وتناغم أدائها بدءا من الطيران والى سلاح المهندسين وجندى المشاه الذى أدى المعركه فى سيمفونيه رائعه لازالت موضع أعجاب أرقى المعاهد العسكرية فى العالم وحتى فى وست بوينت بأمريكا – كأرقى معهد عسكرى فى العالم ، ولكن السادات ولخوفه من التيار الشيوعى وقع فى غلطة عمره وأطلق الأخوان من السجون والمعتقلات التى كان عبد الناصر قد وضعهم فيها بعد محاولة قتله فى ميدان المنشيه بالأسكندريه ... وهذا مما عجل بنهاية السادات فى حادث المنصه وبنفس سيناريو وطريقة محاولة قتل عبد الناصر فى المنشيه بالأسكندريه وتولى محمد حسنى مبارك بهالة تحتوى على مجد عسكرى وتخلص من كل القيادات التى حضرت وعملت لنصر أكتوبر على مستوى الجيش والطيران وأحالهم الى التقاعد حتى يتم له التواجد (كصاحب !!) للضربه الجويه الأولى التى مهدت لأنتصار حرب أكتوبر وكأن الطيران وحده هو الذى أحرز النصر وليست سيمفونية كامله من كل الأسلحه بالجيش والبحريه والطيران ... و ألقى على نفسه هذه الهاله فى كل مناسبه وكان الأعلام يجدد هذه الهاله حول مبارك فى كل مناسبه وفى أعياد أكتوبر وغيرها .
وصمت الشعب كثيرا لأنه لم يجد زعاه أخرى تخلصه من حالة المجد الواحد والمتكرر لمبارك ووقع مبارك فى نفس خطأ السادات وترك الحبل للجماعات الأسلاميه لتعمل وتنتشر بل وسمح لهم بأعداد كبيره فى مجلس الشعب وتمكنوا عن طريق الملايين التى حققوها والمليارات من الدولارات التى ترد اليهم من تنظيم الأخوان بالخارج من شراء قاعده عريضه بين الفئات الأميه والمهمشه فى المجتمع الى جانب الجماعات المسلحه التى تتقن السلاح وتتدرب بأحدث والتى كانت تقاتل فى باكستان وأفغانستان والتى عادت الى مصر للعمل بأعمال التخريب والتصفيه الجسديه بنفس الطريقه التى كانت منذ تشكيل الأخوان على يد حسن البنا 1928 والذى شكل التنظيم السرى لكى يقوم بعمليات التصفيه الجسديه والذى كان عبد الناصر و السادات أعضاء فيه وهو ما يثبت أن الأخوان كانتعمل منذ أنشائها على تتوغل فى الجيش .
ولكن محمد حسنى مبارك ربما أتفق معهم أو أضطر الى الأتفاق مع الأخوان ليتخلص من السادات خاصة أنه علم أن السادات كان سيتخلص منه فى نفس اليوم وبعد العرض العسكرى الذى يقام للأحتفال بنصر أكتوبر وهو ما يجعل سيناريو حادث المنصه معقولا وبالشكل الذى تم به أخراجا وتنفيذا ... وهو ما مكن الأخوان من التوغل فى شتى الميادين وخاصة التجاريه و الأقتصاديه بحيث ظهروا للشعب كمنقذ وحيد للمشاكل التى تراكمت فى العشر سنوات الأخيره من حكم مبارك من عجز الموازنه وأنتشار الفقر والسرطانات بشتى انواعها وحتى الأطفال .
ولكن كل ذلك وما عاناه الشعب طوال تاريخه قد أكسب الشعب خبرة وتصميما على أن يتولى الشعب أمور نفسه ولا مكان لفرعون ولا حاكم بتفويض الهى فيما بعد ... الشعب الذى أختار محمد على وهو أجنبى ليحكم المصريين يبحث عن زعيم مخلص لمصر ... ولن يبقى حاكم على كرسيه اذا لم يفهم ذلك .....
والمطلوب الآن هو الزعيم المخلص لمصر والمصريين بكل أشكالهم ومعاناتهم وفقرهم وأمراضهم ولو كان مثل محمد على أجنبى .... أو حتى مستورد .......... من الصين .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن