الواقع المزوي للشغيلة و غياب الاداة الثورية

كوسلا ابشن
akcel.ibashan47@gmail.com

2014 / 5 / 2

لماذا فشلت الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية في التعبير عن تطلعات الطبقة العاملة في الظفر بالسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجتمع اللاطبقي ؟
الواقع المزوي للشغيلة و غياب الاداة الثورية
طبيعة النظام الرأسمالي الاستغلالي المتوحش وتأثيراته السلبية على الشغيلة خصوصا والجماهير الكادحة عموما في بلدان الاطراف , ومن بينها المروك التابع للدوائر الامبريالية العالمية والمنفذ الامين لسياسة مؤسساتها المالية , جعلت منه كلب حراسة للمصالح الامبريالية في المنطقة و بقي وفي لاجندها الهددة للقوت اليومي للكادحين , والمسؤولة عن الازدياد الهائل للعاطلين عن العمل وانحطاط التعليم وتدهور في الوضع الصحي وكذا جميع المرافق الاجتماعية الاخرى , مجتمع أوشك على الافلاس بسبب السياسة اللاوطنية و اللاشعبية , وضعية تقدم كل الشروط للحالة الثورية والتغيير الثوري وصياغة استراتيجية وطنية مناقضة للكولونيالية , الا ان غياب الاداة الثورية المحلية للشغيلة وسائر الكادحين فسح المجال للقوى الكولونيالية وعلى رأسها الطبقة الهجينة لفرخ افراخها واكتساح الساحة وضخ الوعي المغلوط عبر الزوايا السياسية ( الاحزاب ) ودكاكين السمسرة ( النقابات ) في اوساط الشغيلة والجماهير الكادحة لابعادها عن مسارها النضالي الصحيح .
عجز انجاز المهمة التاريخية للشغيلة في التغيير الثوري والاستلاء على السلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية , راجع الى غياب القائد الثوري المحلي للشغيلة وسائر الكادحين المرتبط بالواقع المعاش , الشغيلة باعتبارها فئة اجتماعية من مكونات المجتمع الطبقي , فهي معنية بالنضال القومي التحرري كما هي معنية بالنضال الطبقي التحرري فهذه الجدلية بين الشكلين للنضال العمالي ,غيب عن عمد في المشارع التوجه الانعزالي العرقي للزوايا السياسية المدعية للماركسية ( الماركسية التحريفية ) وعددها يقارب 10 زوايا , وكل واحدة منها تدعي انها الممثل الوحيد للشغيلة المروكية , بجانب الزوايا السياسية , تتصارع عشرات دكاكين السمسرة على تمثيلية الشغيلة , اكثر من 30 زاوية ( حزب ) ولكل منها تقريبا دكانه الخاص ( نقابة ) لتقسيم الشغيلة وادخالها في صراعات هامشية , تقسيم الشغيلة وسائر الكادحين بين الزوايا والدكاكين خطة محكمة من تدبير السلطة الكولونيالية ومن تنفيذ اعوانها ( الزوايا والدكاكين ) للاستمرار في نهب خيرات المروك واضطهاد الشعب وعلى رأسه الشغيلة قوميا واجتماعيا .
مهمة التوجه العرقي الانعزالي خلق وعي مغلوط لدى الشغيلة وجميع الكادحين باسم الماركسية يتناقض مع الضرورة الواقعية لتوجيه الشغيلة والجماهير الكادحة المحلية في مهمتها التاريخية في النضال التحرري على واجهتين القومي والطبقي باعتبارهما قضية واحدة تنهي الاضطهاد القومي والطبقي في أن واحد .
السعي الواعي للزوايا السياسية ودكاكين السمسرة لاحباط نضال الشغيلة والجماهير الكادحة ناتج عن طبيعتها الاستطانية واحساسها العرقي المنتمي للمهيمن السياسي والاقتصادي و المتناقض والغريب عن الواقع المحلي وفئاته المضطهدة والمستغلة والمقهورة , وبالتالي سعيها للحفاظ على العلاقات السائدة خدمة لاجندة السلطة وكذا خدمة لمصالحها الخاصة في ثوب الامين على مصالح الشعب وذلك بادخاله في صراعات كلامية لا علاقة لها بالنضال .
مشاركة الزوايا والدكاكين في الاحتجاجات والمظاهرات ورفع شعارات ماركسية واشتراكية جوفاء لا يعني بتاتا الايمان بها وبقضية الشغيلة والكادحين , فهي ابعد من التفكير في تحقيق هذه الشعارات وتطبيقها في الواقع , لكون مهمتها تكمن في ترطيل الشعارات على الطريقة النصوص المقدسة في المظاهرات و المهرجانات الطلابية , اما التغيير فمؤجل لبروز التيار الثوري المحلي الممثل الحقيقي للشغيلة وسائر الجماهير الكادحة, القابل للعمل على تحقيق و تطبيق الشعارات الثورية والاطاحة بالنظام الكولونيالي الاستغلالي العروبي وبناء مجتمع العدالة الاجتماعية .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن