من ينتقد قطر وجزيرتها عليه أن يترك سوريا ويغلق عبريته

حمدان التميمي
hamdan_hlal@yahoo.com

2014 / 4 / 14

ما تزال العلاقات متوترة وشبه مجمدة بين السعودية والأمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى،ويأتي ذلك على خلقية خطوة سحب الدول الثلاث سفرائها من الدوحة أحتجاجاً على تصرفات قطر،ولكل من أبرز ما تعترض عليه الدول الخليجية الثلاث من تصرف شريكتهم في مجلس التعاون الخليجي ،هو الدعم القطري المعلن والكبير لجماعة الأخوان المسلمين في مصر التي تخوض حرب شبه يومية مع قوى الأمن المصرية،والسبب بالطبع ليس تفضيل هذه الدول للمصلحة المصرية ضد شقيقتهم الخليجية بتاتاً،بل السبب الواضح هو تأثير مثل تلك الجماعات الأسلامية بأمن الدول الخليجية سيما وأن الأمارات أكتشفت شبكة أخوانية على أراضيها ،كما أن الداعية المصري الذي يحمل الجنسية القطرية ويعيش في الدوحة يوسف القرضاوي هاجم الأمارات بعنف غير مسبوق أن يصدر من دولة خليجية تجاه دولة من دول مجلس التعاون،ولكن من ضمن المطالبات من قطر حتى تعود العلاقة معها لطبيعتها ،هو أيقاف بث أخبار وتقارير محرضة ضد هذه الدول التي لا تستوعب العائلات الحاكمة فيها مثل تلك الحملات الإعلامية ضدها،وهنا نجد التناقض العجيب في الموقف من هذه الدول وبالذات السعودية ،فمن المعروف أن الأخيرة لديها قناة واسعة الأنتشار لا تتورع عن الكذب وتلفيق الأخبار ضد بعض الدول التي لا تتفق معها بالسياسة،وتلك القناة العربية التي أطلق زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله أسم"العبرية"وشاعت التسمية بين الكثير من العرب،وعدا ذلك فالشيوخ ورجال الدين السعوديون وغير السعوديين المتواجدين فيها لا يتورعون في التحريض ضد الشعوب وحكوماتهم وحتى بين المذاهب والفرق الأسلامية،وهنا لن نتحدث عن التخريب المتعمد الذي مارسته هذه الدولة في نفوس الشعب العراقي لسنوات طويلة،ولكننا سنتطرق لأحدث دولة عربية وقعت ضحية للفتن والمؤامرات الإرهابية المدعومة من الدولة السعودية مع شريكتها قطر،بالطبع تعرفون أقصد سوريا التي تصارع بجيشها وشعبها الأرهاب الدموي والذي تدعمه فتاوى وخطب العريفي والعرعور وغيرهما من شيوخ الدجل ،وأما قناة العربية فهي تمارس أقذر حملة تضليل وأكاذيب رخيصة لأحباط معنويات الجيش السوري وشعبه،ولا تستحي من الكذب والتلفيق بل وحتى التعاون مع الأرهابيين في الأراضي السورية لعمل أخبار "أكشن"لزيادة حجم المشاهدة لشبكاتها عربياً،ربما تنطلي على السذج مزاعم أن القناة مستقلة وتجارية ،ولكن لو علمنا أن ممولها هو الوليد بن طلال بن عبدالعزيز ال سعود،وأنها تطبل للنظام السعودي وحتى الأنظمة المتحالفة معه مقابل عدائها لأي بلد أو جهة لا يرضى بها الحاكم السعودي ،فلن يبقى عاقل يصدق مثل تلك المزاعم الباطلة لأننا لا نصدق أن في منطقة الخليج العربي وربما في جميع الدول العربية صحافة وأعلام حر بشكل حقيقي ،فكما أن قناة الجزيرة القطرية مسيرة بحيث تتجنب أي حديث عن سياسة ونظام قطر وتمارس التكتم على أي خبر عن قطر مزعج حتى لو كان حادثة حريق عادية في مبنى تجاري ،فالعربية لا تختلف عنها كثيراً في ذلك بل تتفوق عليها في فبركة الأخبار بشكل ساذج ومكشوف بحيث أن المشاهد يصاب بحيرة من عقلية القائمين على أدارتها وكيف يفكرون،على ذلك فعلى من يهاجم سياسة قطر وقناة الجزيرة ورغم مشروعية ذلك ،الا ينسى وسائل أعلامه المحرضة ورجال الدين لديه!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن