هل ستحقق الانتخابات التغيير الموعود ؟؟؟

نوري جاسم المياحي
nouri1939@gmail.com

2014 / 4 / 1

للاسف الكثير من العراقيين مخدوعين بما يروج له الاعلام عبر الفضائيات والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ... الكل تراهن على ان التغيير السياسي في العراق يتم عبر الانتخابات ...وهذه الحقيقة صحيحة ولا يختلف عليها اثنان في مجتمع واعي ومثقف ويجيد ويحترم اللعبة الديمقراطية ...وليس في مجتمع عشائري متخلف جائع مقموع ومضطهد كالمجتمع العراقي ..تسيره الاحقاد والكراهية ..
ولناخذ مثلا الانتخابات التي جرت قبل ايام في فرنسا ...خسر وتراجع الحزب الحاكم حاليا في باريس وهو يمثل اليسار الفرنسي ..وفاز بدلا عنه اليمين ولاسيما اليمين المتطرف ...والسبب واضح وبسيط وهو ان الشعب الفرنسي غير راضي عن اداء الحزب الحاكم وحلفاءه ...فعاقبهم من خلال التصويت بالانتخابات ..لانه شعب واعي ويعرف كيفية مراقبة ومحاسبة وبالتالي معاقبة المسؤول في صندوق الاقتراع ...
ولهذا نجد الاحزاب في الدول الغربية الديمقراطية تحسب مليون حساب لرأي المواطن الناخب وتحترم ارادته ..ولا يوجد هناك تعصب للقبيلة او الطائفة او القومية او المدينة وانما للاداء والبرامج الانتخابية ...والوعود التي يلتزمون بتنفيذها ..
اما عندنا في الشرق والغرب الاسلامي والعربي ...المتخلف حضاريا ..فنمسك البعير من ذيله كما يقول اصحاب الرأي في العراق ... نقيم الدنيا ولا نقعدها بترديد كلمة الديمقراطية والانتخاب وصوتك والتغيير ...الى درجة اصبح الطفل العراقي يجيب امه عندما تسأله عن مايريد اكله في الفطور ...يجيبها اريد اكل ..ديمقراطية ...مقلية بالزيت وعلى شكل عين وليس (طرك ) ...
وبالامس جرت الانتخابات البلدية في تركيا ...والكل كان يتوقع بل ويتمنى خسارة الحزب الحاكم ورئيسه اردوغان وفي رأيي الشخصي .. اردوغان يستحق الخسارة ..لان الرجل صار له يحكم منذ 12 سنة (وهذه ظاهرة مناهضة للنظام الديمقراطي الغربي )...اي ان الرجل لايعترف يتداول السلطة السلمي ( اي فيه مواصفات لزكة جونسون العراقية ) وكالرئيس بو تفليقة بالجزائر( على مبدأ من القصر للقبر ) ...وابو مازن المحمود العباس الفلسطيني ...وهنيه الاخواني الاسلامي الغزاوي ...والاخرون وكلهم من نفس الطينة كلهم من انصار لزكة جونسون المشهورة ...وحتى اصحابنا العراقيين ( اخيكي مثلكي )..امثال رئيسنا المحبوب والمفقود والمغيب حاليا .. والاستاذ المالكي والاستاذ النجيفي وكل بقية الشلة من العرب والاكراد والفرس المعروفين ...
ولو عدنا بالحديث لطموحات الرجل اردوغان فهو فيه صفات ديكتاتورية قمعية تصفوية واضحة المعالم كما نقرأ عنها في الاعلام ...وكما شممنا رائحة الفساد والرشاوي في تركيا ...وكغيره من الزعماء تعامل مع الشرطة والعسكر والقضاء بالفصل والاعتقال والاقصاء ... ولا يخفى على احد السلوك والتعصب الطائفي للرجل وحزبه تجاه المتظاهرين والمعارضة...
وكما لا يخفي طموحه لاعادة امجاد السلطنة العثمانية على البلدان العربية ...كل هذه الصفات ومع هذا جاءت الرياح بما لاتشتهي سفن دول الجوار ...ففاز اردوغان وحزبه بالانتخابات وبنسبة عالية جدا ...لم يتوقعها هو نفسه ..
فقد صوت له الاتراك وهم شعب شرقي متمسك بالولاء لشخص يداعب احلامه القومية كاردوغان ..كما وقف اردوغان مثلا وبشكل تمثيلي امام شمعون بيريز الرئيس الاسرائيلي ..او دفاعا عن ضحايا سفينة مرمرة ..او التخطيط لاجتياح سوريا بحجة الدفاع عن ضريح مؤسس السلطنة العثمانية ..ومع هذا نسى الشعب التركي ..الفقر والجوع والجهل والتخلف والقمع وتقييد الحريات وقتل المتظاهرين ...وانتصروا له ولحزبه اي للتعصب الاثني والقومي والطائفي ...وفاز الطاغية اردوغان وحزبه ..وطز بحقوق الانسان والحرية والديمقراطية ..
وكما عندنا في العراق وللاسف نحن كشعب لسنا افضل من الشعب التركي ..ولنكن شجعان ونعترف وبالتاكيد نحن بحال اسوأ بالاف المرات من الاتراك ونكبتنا وابتلاءنا بدرجة لايتصورها عقل عاقل ...والكل يراهن على انتخابات ستجري بعد اقل من شهر ...انتخابات يراد لها ان تكون جسرا لطي حكم اربع سنوات وفتح طريق لاربع سنوات كارثية جديده ...عنوانها تقسيم العراق والاتفاق بين المتقاتلين الطائفيين .. على حدود الاقاليم ...ويا لعارنا ..ولك الله يا عراقنا ..
ويحز في قلبي ان انبهكم واناشدكم ان لاتعلقوا املا على نتائجها ...فاولي الامرالحاليين والمقبلين تعاهدوا على البقاء في كراسيهم مصرون ...وعلى العهد واللصوصية والفساد والقمع متوافقون ومتواصلون ... وعلى طريق اردوغان سائرون ...سواء رضي شعبنا المظلوم او ابى ..فهم اكيد فائزون ...فالكل طائفيون ومحاصصون وعلى قتل وتعذيب العراقيين متوافقين ..وسبب ذلك دستور ملغوم وفاشل ... كتب وشرع لتقسيم العراق وكما خطط له اعداء شعبنا ...فلا تتوقعوا خيرا من وراء الانتخابات ...والى مزيدا من الازمات والنكبات والانقسامات ...وما خفي كان اعظم ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن