التَّعلم بالتَّرفيه Learning via Entertainment

علاء أبو جراد
alaa_moni_ae@hotmail.com

2014 / 4 / 1

" 80% من المدارس العربية لا تستخدم الترفيه"
- دراسة علمية -
ينحُو العالم اليوم مًنحي التَّجديد والابتكار والأصالة في العلوم التَّربوية عامةً وفي حقل التَّربية والتَّعليم خاصة،إذ تُعّدُ التربية الإنسانية جوهرُ وأُقنوم الحضارة البشرية علي مرّ العُصور. فتسعي الدَّوائر التَّعليمة والمؤسسات التربوية إلي النُّهوض بالعملية التعليمية التَّعلمية كونِها محور التَّطور والرُّقي في المُجتمعات الإنسانية،فتُجري العديد مِنْ الأبحاث والدراسات العلمية لخدمة المؤسسة التعليمية والتي مِحورها الأول المُتعلم والمحور الأساسي المُعلم لتُقدم كل جديد في حقل التعليم لخدمتهُما معاً. كما وتقدم هذه الدراسات والأبحاث توجيهاً تربوياً للقائمين علي المؤسسات التعليمية لكي يستثمروا نتاج هذه الأبحاث والدراسات ويُدخِلوا كل ما هو مُستحدث وابتكاري للمؤسسة التعليمية. فبعد التَّحول والانتقال مِنْ التربية الإغريقية إلي التربية الحديثة وتغيُّر المفهوم حول الطالب قديماً كونهِ صفحة بيضاء يَكتبُ المعلم عليها ما يُريد أو وعاء فارغ يملؤه المعلم ويحشوهُ بالمعلومات والاتجاه نحو الطالب كمحور العملية التعليمية والاتجاه نحو تحسين مُخرجات النظام التعليمي بإخراج أجيالٍ واعية موهوبة مُتحررة من بذور الأصولية الفكرية وإطلاق العنان للإبداع والابتكار والاستكشاف والاستدلال، يُضيفُ لنا الأدب التربوي نموذجاً تعليمياً راقياً من حيث مُنطلقاتِه الفكرية والفلسفية، ألا وهو نموذج التَّعلم بالتَّرفيه.
التَّعلم بالترفيه هو التَّعلم البديل من أجل تخّريج أجيال موهوبة تتَّسمُ بالإبداع والأصالة والابتكار بحيث لا يكون التَّرفيه هدفاَ في حدِّ ذاته بل مدخل يفضي إلي كسر الروتين والملل وحالة العُزلة التي يعيشها المُتعلم بين بيئة المدرسة التي تتَّسمُ بالجدية والصَّلافة والشِّدة والحياة الطبيعية التي تتَّسم بالحيوية والفرح والمرح والضحك. إذ بات المرح والفرح حاجةً مُلحة في الفصول الدراسية وداخل أسوار المدرسة لا قُضبانها. المدرسة اليوم ليست سجناً يُحكم علي المُتعلم فيه قضاء الوقت بين سنديان الرهبة والخوف بل بيئة تربوية هادفة يوظَّفُ فيها كُلُّ الامكانات كالمُختبرات والمعامل وتكنولوجيا التعليم والرحلات الترفيهية والعلمية والعروض التوضيحية والمسرح التعليمي والعروض الرياضية المتنوعة والوسائل التكنولوجية والحدائق المدرسية. إذ كشفت دراسة علمية المنشورة في الثاني من شهر يونيو للعام ألفين وثلاثة عشر عبر صحيفة البيان والتي أجرتها الباحثة عائشة المالكي إحدي مُنتسبات تعليم مكة المكرمة، أنَّ 20% فقط من المدارس في العالم العربي تستخدم نظريات التعليم بالترفيه. وأنَّ 80% من معلمي تلك المدارس، خاصة الحكومية، يفتقرون إلي التَّأهيل والتدريب في هذا الجانب. وكما كشفت الدراسة أيضاً أن تلك المدارس ما زالت تتبع النظرية الإغريقية القديمية التي تنص علي أنَّ الطالب عبارة عن كتاب مفتوح يجب تعبئته بغض النَّظر عن الأساليب والطرائق الكفيلة بذلك. وأضافت الباحثة أنَّ نشر الفرح والمرح والضحك لا يتعارض مع الجدية والتركيز وهُناك اعتقاد خاطئ من الكثيرين بأنَّ المرح يتعارض مع الجدية. وتُضيفُ أيضاً أن ذلك لا يعني أنْ يتحوَّل المرح والضحك إلي سخف ودعابات سطحية تتحوَّل مع الوقت إلي استِهتار وعدم التزام. فالمطلوب هُنا بناء بيئة مدرسية بعيدة عن الروتين وقريبة من التفاعل ومُفعمة بالمتعة والفرح.
فالنَّاظر إلي واقعنا التَّعليمي وللأسف الشديد يجدهُ أليماً جداً إذ تجدهُ لا يخرجُ عن دائرة التَّعلم بالإكراه والحشو والأدلة علي ذلك كثيرة، فنجدُ معدلات التَّسرب المدرسي مرتفعة جداً والخراب الذي يُحدثه الطلبة بمقتنيات المؤسسة التعليمية النَّابع من السلوك العدواني اتجاه كل ما له علاقة بحقل التعليم وكذلك العبارات البذيئة التي تُزين جدران وأسوار المؤسسات التعليمية والتي تعكسُ الكُره الكبير الذي يُخفِيه الطلاب وانخفاض التحصيل العلمي والدافعية والاتجاه نحو التَّعلم. فهذا ليس غريباً كون مدارسنا اليوم تُعدُّ سجناً يُثقل كاهلُ الطالب بالهموم والأعباء مليء بالمُنفِّرات ويفتقدُ للمثيرات والمُحفزات. فمتي سيقرعُ المسئولون التربويون جدران التجديد والإبداع الإداري والأكاديمي ويعلنوا انتهاء حقبة التلقين وبدء حقبة جديدة نحو تعليم نوعي إبداعي وابتكاري! فلا نُريد اليوم شعارات تُرفع وتُكتب وتُردَّدُ هُنا أو هُناك بل خطوات عملية وفق خطة منهجية مُحكمة ترنوُ إلي التَّجديد والتَّطوير والتوظيف الفاعل لكل النظريات والاستراتيجيات والطرائق الحديثة من خلال توفير البيئة التعليمية اللازمة لآليات التنفيذ والتطبيق والمُمارسة العملية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن