عالم ما بعد الموت...حقيقة أم وهم ؟؟ - الجزء الثاني

وليد مهدي
waleedmahdi2002@yahoo.com

2005 / 7 / 4

نعم يا صديقي....فلا شيء هناك اسمه " البناء " وجمع ...الثروة...أو الجاه...أو الحصول على سلطان...فهذه الأشياء صعبة المنال في الدنيا ثلاثية الأبعاد..لكنها موفورة كوفرة الأوكسجين في العالم رباعي الأبعاد..لكن..المشكلة...كيف..؟؟
كيف سنتعلم استخدام القدرات والطاقات...في بحر زاخر من الطاقة بكل أشكالها وألوانها فالمشكلة في المعرفة...والاحاطة بماهية ذلك العالم ...والحاجة في هذا العالم..ربما كانت حافزا للإنسان كي يتعلم...ونلاحظ كيف أعمت الحضارة اغلب المترفين عن التعلم...لان لا حاجة لهم بالعلم..فكيف بعالم زاخر بالطاقة ..؟؟
هل يا ترى...إن " الدين " عبارة عن هواجس...لا شعورية...طرقت أذهان الأنبياء لإيجاد نظم معينة سميت بالعبادة..لوضع الإنسان على الطريق الصحيح لاستقبال ذلك العالم المجهول... بالاظافة إلى دور الدين السابق كدستور عادل للحياة الاجتماعية ؟؟
على الرغم من الدين أصبح ملاذا لاستغلال المستغلين...لكن..يا صديقي...ألا ترى إن في تأملات الفكر...والتي تتعدد تسمياتها بين العبادة...والاستغراق الروحي ...وتسمية " التأمل " بحد ذاتها .. إنما تشير إلى قيام الإنسان ببناء...شيء ما...في داخله.. يقوم بتأمله واستطلاعه بين الحين والحين ؟؟
ألا توافقني الرأي...بان هناك بناءا تامليا صوفيا في دواخل مجاهيل الفكر الإنساني يبنى من خلال تواصل الأحداث في الحياة اليومية...إنها الذاكرة..لكنها..بطريقة..ما تتحول من بيانات مخزونة..إلى " منظومة " تساهم وبشكل فاعل بعمل مجموع نظم المنظومات الكونية ..؟
لو..سألنا أنفسنا..أي شيء نقدسه في حياتنا أكثر من الذكريات ؟
لما..كل هذه القداسة للذكريات ...؟؟
إن الأحداث في حين تحصل لا تكون ذات قيمة حتى...لكنها تتحول إلى نفحات مقدسة كلما طرقت مخيلتنا بعد أن تمر عليها السنين..ولو فحصنا بدايتها " عند خزنها الأول" ونهايتها عند استرجاعها بعد سنين...نجد إن الإحساس بها يختلف عن الأول..وكان أشياء قد تغيرت فينا...وفيها ..؟؟
نعم ..يا صديقي..لا تزال الرؤيا غير واضحة في هذه العتمة ..لكنني واثق كل الثقة إن ما لديك من ملكة الحدس الفكرية .. تعطيك القدرة على استشفاف بواطن الصورة التي يوحيها إلي قلمي هذه اللحظات..!
فالذكريات.. وقداستها برأيي الشخصي..هي أهم مفتاح يمكننا من ولوج العالم الآخر..إذا كان هناك بالفعل عالم آخر.. وهي أولى إرهاصات التقديس في الفكر البشري على مر التاريخ..وربما لولاها لما كان هناك مقدس...وهي ربما اصل الدين...خصوصا وان الدين بطبيعته عبارة عن ثوابت لا يمكن التعدي عليها..مقدسة...فهو ذكريات الأمة...ذكريات الجماعة...تماما مثل الذاكرة الفردية وقداستها....وبما إن الدين هو الذي نادى بالعالم الآخر على الرغم من أسبابه ومسوغاته البعيدة عن هذا الموضوع...إلا إن آثارا لا تزال تدل على وجود شيء ما..أو عالم ما ...وراء العقل..ومنها الذاكرة ..أين هي..وكيف هي..وما ستؤدي إليه في النهاية ؟
كيف ... ومن أين نبدأ ..؟؟
على الرغم من إن علم النفس عالج هذا الموضوع بإسهاب واستفاضة طيلة القرن الماضي...وبين كيف تجري عمليات اللاشعور وتعيد تركيب الذكريات من جديد...ولا ننكر ما لللاشعور من دور في ذلك...لكن...لم يحصل حتى اللحظة..من دمج جاد...بين الفيزياء..وعلم النفس..دمجا يأخذ بالاعتبار ...السؤال التالي:
هل للعقل البشري بعد ٌ كوني... يتجاوز حدود الدماغ..والذاكرة..والحياة الشخصية التي عاشها الإنسان ؟
لقد تناول علم النفس قضية الذاكرة والدماغ..وتأثر بالميول السوفييتية السياسية التي أحجمت " كونية " العقل من حيث تدري ولا تدري في فترة ولدت فيها النظرية النسبية ونظرية الكم اللتين فتحتا أبوابا جديدة للفلسفة..ومنها الكشف عن نموذج سحري للوجود لم تروي مثله حتى ألف ليلة وليلة ..؟؟
سبق وان تناقشنا يا صديقي في هذا الموضوع...كون هذا الوجود..أحداث مرتبة...متعددة الاختيارات تحوي كل الحوادث التي سبقت والتي ستأتي...مما شحن مخيلة العقل البشري في تصورات السينما العالمية باختراق المستقبل أو العودة إلى ساحق الحقب من التاريخ .. كل ذلك الخيال كان يجري...في ذهنية اُدباء القرن العشرين المأخوذة بسحر " آلة " الزمن..دون التفاتة بسيطة إلى إن جوهر العقل..هو الذي ينقلنا إلى أبعاد الزمن..والدليل على ذلك هي التنبؤات...وليس " آلة للزمن" ..؟؟
هناك..وفي صميم العقل..وعمليات الإدراك بمختلف مستوياتها الشعورية واللاشعورية...نقطة محورية...تتصل بما تسميه الفيزياء...الفضاء - زمن....وما أسميته في هذه الرسالة باسم :
" البعد الكوني للعقل البشري " ...وعلى حد تصوري...فان الذكريات..وبعد فترة معينة من التخزين..تتحول..إلى صورة..معنوية من المعارف المحضة وتنتقل عبر هذه النقطة المحورية لتدخل البعد الكوني للعقل البشري...هذا البعد...الذي..قد يبقى حتى لو مات الدماغ سريريا ..أو تحلل إلى مركباته العضوية الأساسية...ولعل إخفاق التكنولوجيا العصرية في الكشف عن الآلية التي تتم بها عملية خزن الذكريات في الدماغ لدليل على إن الذاكرة البشرية...أكثر تطورا بملايين المرات...من نظم اعقد ذاكرة للحواسيب العملاقـــــة التي تسمى بالمصطلح " الهارد وير" .. أو اعقد نظم الذكاء الصناعي .. هناك ولادة...جديدة في انتظار كل منا تخرج عن إطار الزمان والمكان والطاقة..وتحصيل الخبز بعرق الجبين...ولعل المستقبل آلاتي سيجيب عن هذا التساؤل..
ما هو عالمنا الجديد...وكيف ستكون الحياة فيه ..؟؟
أتذكر يا رفيقي أسئلتك...لماذا رغم كل الذي حققناه سوية لم نصل بعد إلى عتبات العالم الآخر...وهل ذلك يعني انه محض أوهام ..؟؟
لا اعتقد انه محض أوهام...لكن محاولاتنا للتعرف عليه كانت منبثقة لتصوراتنا عن هذا العالم..فلم تكن تحقق المراد...وها أنا ذا ادعوك..وادعوا كل من له الجرأة على تصور وجود بعد رابع لهذا العالم أن يتصور..كيف تجتمع العقول في ذلك العالم...والى أي مدى تعطينا الكتب السماوية صورا مقاربة...وأين هي نقاط الاختلاف مع الدين في ذلك ..؟ ؟ ؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن