لعنة الجامعة تصيب العرب

فوزي بن يونس بن حديد
abuadam-ajim4135@hotmail.com

2014 / 3 / 6

ما زال العرب يعلقون الأمل على منظمات فاسدة كتلك التي تسمي نفسها جامعة الدول العربية، وما زالت بعض الدول ترى نفسها من خلال هذه النافذة المغلقة التي باتت أشبه بمدينة أشباح دمّرتها أعاصير ما يسمى الثورات العربية، وما زال أمينها العام يختلس الجلسات محاولا رأب الصدع أو الشرخ أو سمّه ما شئت الذي حصل بين أعضائها، لكن محاولاته باءت بالفشل وبقي حائرا في الوسط أي الأطراف يرضي، إذا سار إلى من عنده مال نسي حال الفقراء والبؤساء وداس على كرامة الإنسان وحوّل دفاعه عن الأرض العربية إلى صراع مرير بين الغني والفقير، وإذا مال لحال المطالبين بالتغيير تصدى له أعيان القوم وأبدلوه خيرا منه ونزعوا منه حصانته وحاكموه.
جامعة الدول العربية لم تعد المكان المناسب الذي يجمع العرب ويجتمعون فيه لدراسة القضية الأم، بل صارت مرتعا للسباب والشتم واللعان، وأضحت مكانا لتصفية الحسابات وتقريع الخصم، أمامها قضايا كثيرة ومتعددة، بل أصبح لكل عضو فيها مشكلات داخلية وخارجية مستعصية الحل وخاسرة الرهان، نظروا ثم عبسوا وبسروا، لم تعد القضية الفلسطينية هي المسيطرة على حديثهم، لم تعد تهمهم أو تشغلهم لأن اليهود صموا آذانهم عنها، راحوا يمزقون أنفسهم بأيديهم ويخربون بيوتهم بمعاولهم التي بنتها وصيرتها شامخة يوما، نسمع اليوم بمؤتمرات تنظمها هذه المنظمة الفاسدة حتى النخاع ، مؤتمرات لمساعدة ليبيا ثم اليمن ثم الصومال ثم تونس ثم مصر ثم .. من بقي من الدول؟ ومن الذي سيساعد الآخر إذا كانت كل دولة تحتاج إلى مساعدة؟
صرنا في وضع لا يحسد عليه، شقاق ونفاق وعدم وفاق بين جميع الدول العربية، والقمة التي يفترض أن تعقد تتكاثر فيها القضايا كل سنة كتكاثر البعوض على جيفة نتنة، كل واحدة تستأثر بنصيبها ولا تلتفت لغيرها، تتآمر وتتناحر من أجل ماذا، لا أدري ولا أعلم جوابا، من كان السبب في هذا البلاء الذي أصاب القرن العربي، من شتت شملهم؟ من أحدث شرخا في صفهم وزعزع وحدتهم؟
لا شك أن ما يسمى ثورات الربيع العربي كان الداء الذي فرق بين الشعوب، بل بين الشعب الواحد، فعادة الثورة على الاستبداد والظلم تجمع بين المظلومين وتوحدهم لأنهم يصارعون عدوا واحدا، ولكن الثورات العربية جاء مختلفة، هل هو الوعي بالتغيير ينقصهم؟ أو هو المخطط الغربي الذي تسربلوا تحت لوائه؟ فقدت الدول العربية، دولة دولة بريقها وعمرانها وشبابها في مسرحيات من القتل والتدمير والتخريب يدمي القلب ويجرح المشاعر جعلها تقطر دما وألما وأسى وصارت نساؤنا يبعن أنفسهن في بحر الهوى تسد رمقها ورمق أبنائها الجوعى والعطشى، وصار الوليد بن طلال يفتخر بما عنده من مال وفير يشتري به الجاريات والطائرات، والشعب العربي في بؤسه يتلوّى ويتلظّى ظن أن ماله أخلده، يا ليت يوما يفيق من غفوته وغفلته وطيشه وينظر إلى أحوال الفقراء والمساكين في البلدان العربية يعطيهم مما وهبه الله من نعمة جليلة عليه وإلا فإن المال هو مال الله والإنسان مستخلف فيه وهو أمانة في عنقه يسأله يوم القيامة من أين اكتسبته وفيم أنفقته؟
الوضع العربي يشهد مآسي وتطورات خطيرة، وتوسعا وتفاقما في الصراعات يوما بعد يوم، تغذيه شعارات متطرفة تريد النيل من هيبة الدول وزعزعة استقرارها وترويع أبنائها، وهو ما حدث فعلا في العراق، وقتها كان العرب في قمتهم يضحكون عندما قال لهم القذافي أن الدور سيكون عليكم يوما ربما فلم يصدقوه وكما قيل خذ الحكمة من أفواه المجانين، فقد عرف عن القذافي جنونه الإعلامي وخرافاته في التاريخ، وقد حدث له في حياته فقد رأى من آيات ربه الكبرى ما صنعته يداه، هو وضع هشّ ضعفت فيه الدول العربية إلى أبعد حد ولكن مع ذلك كله ما الحل يا ترى؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن