الواوي والمنجل..وأسعار السيارات !!

سامر عبد الحميد
ssaa11mer@yahoo.com

2005 / 6 / 30

منذ أكثر من ربع قرن،والمواطن السوري نصف الميسور مادياً،يحلم بركوب سيارة.دون أن يهتم كثيراً بنوعها أو بمواصفاتها أو بتاريخ صنعها.المهم أن شكلها الخارجي شكل سيارة وتمشي على أربعة....دواليب!!!.
بيدأن حلمه بامتطاء هذا(المركوب)الذي سخره الله لنا،كان يصطدم على الدوام بقرارات قراقوشية،لم يعرف حتى اليوم من الذي أصدرها،أمن الجان هو أم من الملائكة!.
هذه القرارات المتمثلة بالرسوم عالية الدسم التي كانت مفروضة على من يحاول تحويل حلمه إلى حقيقة.وهذه الرسوم التي لم يعرف لها المواطن مبرراً معقولاً ،سوى الحقد الأعمى الذي تكنه بعض الجهات(!) على من يحاول أن (يتبروظ) من العامّة بركوب سيارة..على رأي المثل (أجرب وغندور!).
غير أن عقل الرحمن هبط على حين غرة على عقول جهابذة الحكومة،فخفضوا الرسوم،دون إحم أودستور، من عالية الدسم إلى منخفضة الكوليسترول،وقال هؤلاء الجهابذة للمواطن الغلبان:دونك سوق السيارات فانتق ماطاب لك!.
وفرح المواطن الغلبان التعبان،وأخرج الصرّة من تحت البلاطة ،وكذا فعل أخوه،وجاره،وجار جاره.ونزل المواطنون وحدانا وزرافات إلى السوق ليشتروا سيارات،وليعيشوا بسبات ونبات،إلى أن يأتيهم هادم اللذات ومفرق الجماعات،حيث لاتنفعهم لاتكسيات ولا( بيك آبات)!.
إلا أن هؤلاء البسطاء الطيبين في غمرة انشراحهم وانبساطهم بقرار حكومتهم الر شيدة بتخفيض الرسوم،فاتتهم أشياء لو عرفوها لانقلبت أفراحهم أتراح،واصطهاجهم أشجان،وغبطتهم أحزان.

مثلا،فإن كثيرا من الناس وخصوصا سكان دمشق لن يعيشوا طويلا كي يستمتعوا بقيادة مركباتهم!،لأن (ذاك المرض!!) اللعين سوف يحصدهم حصدا نتيجة التلوث الحاد الذي سيرتفع إلى معدلات لاتخطر بالبال.
ومن ناحية ثانية،ونتيجة لأن سعر السيارات قد تبهدل،وأصبح بمقدور من يسوى ومن لايسوى ركوب سيارة،فإن الناس لن تجد بعد فترة وجيزة شوارع كافية لتسير عليها سياراتهم ...!.
أصلا،وهذه ثالثة الأثافي،وماخفي أعظم،أن سوريا-كما يقال- ستصبح مستوردة صافية للبترول بعد حوال ثلاث أو أربع سنوات،وبالتالي فإن أسعار البنزين ستكون أغلى من أسعار الويسكي.ومعنى ذلك أنه..(مابو فلوس ثمن بنزين ياخوي)!.
والمعنى أيضاً، أن يصفّ الناس مركباتهم بعد أن تتحول إلى كراكيب معدنية لاتنفع أمام منازلهم ليتصبّبوا عليها صبحا وعشية،مع قهوة الصباح،وسيجارة المساء،وسعال ماقبل النوم.وحيث لن يبقى مكان لورد أو ياسمين..فقط أكوام الحديد.
عندها سيشعر الناس بالمقلب الذي شربوه.
وعلى رأي المثل:..(واوي بلع منجل..عند تغوّطه سنسمع عواءه!).
صحتين!!.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن