جميع علماء وأتباع الدين أحسن أم -عز الدين-

طلال الصالحي
talalkhatat@hotmail.com

2014 / 2 / 20



توازن الفرد السوري مع اقتصاده يعود لما قبل الستّينات , فمن سفراتي لسوريّا بعد احتلال العراق وجدت البلد لا زال يحتفظ بجميع معالم سوريا القديمة ممّا طبع الحياة فيها بهذا الطابع , باعتقادي خروج سوريا من معادلة النفط هو السبب , ففي العراق مثلاً أثّر النفط على تفاصيل الحياة فيها وانعكس بشكل أو بآخر على معالمه الأثريّة أو الفولكلوريّة , كما وطمس الكثير من الحرف والصناعات اليدويّة ومنها معالم منذ العصر العبّاسي كانت لا زالت مندمجة في اقتصاد البلد "سوق السراي" مثلاً .. في سوريّا العملة النقديّة متينة 5000 ليرة لكلّ 100 دولار "قبل الأزمة" تكفي عائلة من أربع أفراد شهراً كاملاً معدّل الراتب كان 7000 ليرة , ولكلّ عائلة سوريّة تقريباً مسكنها الخاص بمساعدة مصرف عقاري جاد وناجح .. التعليم مجّاني السلع الغذائيّة مدعومة المستشفيات مجّانيّة كما في العراق فترة استقراره النسبي , مع فارق أنّ سوريّا غير محسوبة على البلدان النفطيّة بمقاساته المعروفة , نجد الفرد العراقي وبلده من أغنى دول العالم في الثروات المتنوّعة "وثاني" احتياطي نفطي في العالم لا يمتلك معظم مواطنوه سكناً خاصّاً أو رصيداً محترماً في بنك ! ..
عز الدين .. طبيب دكتور متخصّص .. يمتلك د. عزّ الدين عيادة في شارع في منطقة "جرمانا" من دمشق , عندما تريد أن تراجع عيادة الدكتور عزّ الدين ما عليك إّلاّ أن تسأل أيّ من يصادفك في طريقك لجرمانا من ريف دمشق عن "الدكتور عزّ الدين" سيبادرك مستفسراً : تقصد دكتور أبو 25 ليرة ؟ ستجيبه نعم ! .. هبطت الليرة السوريّة أمام كافّة العملات بما فيها الدينار العراقي بسبب الأزمة هبوطاً كادت الليرة السوريّة تنهار لولا : 1. تسعيرة الدولة الثابتة في وسائل الاتّصال هواتف وغيرها وكذلك الكهرباء , 2 . حصر المواد الغذائيّة عند ارتفاعات معيّنة 3 . دعم رغيف الخبز وتثبيته عند سعره القديم 25 "قرصاً" كبير الحجم بخمسين ليرة "15 سنتاً فقط" ! يعني أرخص وأكبر قرص رغيف في العالم والبلد يعيش الأزمة ! كذلك الدعم البسيط للحوم , وهذا واقع لا دعاية فللنظام سلبيّات قاتلة , 4 . مطاردة المتلاعبين في مكاتب تبديل العملة 5 . الكثير من السلع المهمّة تنتج محلّيّاً .. ومع كلّ ذلك بقي الدكتور عزّ الدين ثابتاً على تسعيرته الشهيرة صامدة كصمود رغيف خبز سوريّا أمام هبوط العملة , أي أجرته ال25 ليرة تعادل أقل من 10 سنتاً من الدولار ! بينما ارتفعت غالبيّة السلع الرئيسيّة أيضاً ومعها اجور أطبّاء كثيرون , مثلاً : كيلو "اللبن الرائب" أصبح يتراوح ما بين 150 ليرة بعد أن كان قبل الأزمة 25 ليرة ! , يعني أصبح اليوم يعادل أكثر من دولار ! .. حاول صديق لي دفع مبلغ مضاعف للدكتور ((السيّد )) عزّ الدين 50 ليرة بدل 25 "خجلاً" من ضآلة المبلغ قياساً للوضع السوري , رفض الدكتور رفضاً قاطعاً رغم محاولات الصديق تقديراً لمكانة الطبيب خاصّةً إذا ما علمنا أنّ سعر "شمعة" صغيرة , ومغشوشة" أصبح ب 25 ليرة ! بسبب الانقطاع المستمرّ للكهرباء مؤخّراً علاوةً على استغلال التجّار "وبالمناسبة معظم تجّار السوق متديّنون" !!! وصدق الإمام الغزالي الأزهري المصري "ت. قبل 30 عاماً ودفن في البقيع" : (( المتديّنون ذوو أخلاق سيّئة بها نفّروا الناس عن الدين )) .. !



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن