مفاوضات ..؟؟!!

قاسم حسن محاجنة
kassem-enosh@hotmail.com

2014 / 2 / 20

مفاوضات ..؟؟!!
قرأت قبل قليل مقالا للكاتب الصحفي غدعون ليفي ، في صحيفة هأرتس ، النُسخة المُحوسبة ،عنوانه "حتى العربي الميت لم يعد جيدا " ، والعنوان هو نوع من "التلاعب اللغوي " ، بمثل عبري واسع الانتشار ، والذي يقول " العربي الجيد هو العربي الميت ". وتحدث مقال ليفي عن التغطية الاعلامية ، لمصرع ابناء عائلتين عربيتين في عملية "تفجير "لبيتهما في مدينة عكا ، والضحايا هم خمسة من العرب ، لذا ، وكما يقول ليفي فقد كانت التغطية الاعلامية مُقصرة ، وذلك قياسا مع مأساة حدثت لعائلة يهودية قبل ذلك بأيام ، حينها قامت وسائل الاعلام بوضع الخبر على رأس نشراتها الاخبارية ، وأفرغت طواقم عمل لتنقل وبالبث الحي ، كل تغير على حالة ابناء العائلة اليهودية المُصابين .
ثم قرأت مقالا على الحوار للزميل جمشيد ابراهيم ، يُحيل فيه فشل المُفاوضات المُستمرة منذ 65 عاما ، يُحيلها الى العقلية العربية ، والتي لا تُجيد الدخول في الموضوع مُباشرة ، ودون لف أو دوران ..!! بل ويعتبر الاسلوب العربي ، اسلوب المُساومة على السلعة (سجادة )في بازار تركي (وهذه "البازار التُركي " هي من عندياتي ) .!!
وبالتأكيد ، لا يُمكننا إغفال دور العقلية والمنهجية العلمية في إدارة المُفاوضات ، لكن مع تقديرنا للخلفية الثقافية للأفراد ، وتأثير هذه الخلفية على طريقة العمل والإداء المهني ، إلا أننا لا نستطيع تحميلها أكثر مما تحتمل من مسؤولية .
فالمُفاوضات التي تؤدي في نهاية المطاف الى حل يُرضي طرفي معادلتها هي المُفاوضات التي تجري بين طرفين متعادلين ، أما إذا جرت بين طرفين ،أحدهما قوي والأخر ضعيف ، فأن نتائجها ، واحدة من اثنتين ، إما استسلام الطرف الضعيف أو فشل هذه المُفاوضات !!
وبالعودة إلى المُفاوضات العربية- الإسرائيلية والتي تُراوح مكانها منذ أمد بعيد ، فالقول فيها أنها كانت تجري بين كتلتين كبيرتين وفي ظل صراع هاتين الكُتلتين .
فالكُتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي والتي ضمت دولا عربية ، والكتلة الغربية بقيادة الولايات المُتحدة وضمت هي الأخرى دولا عربية . ووفق هذه المُعادلة فقد "وقفت " دول عربية الى جانب اسرائيل ، في "صراعها " مع الفلسطينيين ودول عربية أخرى ، لذا يُمكن وصف هذا الاصطفاف بالاصطفاف "الطبقي " ، جبهة السلم ، التقدم والاشتراكية وجبهة الرأسمالية النيو- الكولونيالية الإمبريالية .
وليس بخاف على أحد "التنسيق " الخفي بين عدة دول عربية وإسرائيل ، في الحرب والسلم . ناهيك بأن "المُفاوض " العربي الذي يتحدث عنه الزميل ، كنسيج منسجم وكامل ، لم يكن يوما من الايام هكذا ولن يكون . فلكل مُفاوض عربي أجندته الخاصة ومصالحه الخاصة في ظل احتدام الصراع وتوازن الرعب بين المعسكرين ..!!
وكما قال رئيس امريكي سابق ، لا أذكر من هو الأن ، قال بأنه يتحدى أي واحد ، يستطيع أن يُثبت له بأن واحدا أو أكثر من الملوك والرؤساء العرب الكثر ، الذين "حجوا " الى البيت الأبيض ،قد طالب ذات مرة بحل القضية الفلسطينية ، وإقامة دولة فلسطينية مُستقلة .
وللبعض الحق في طرح السؤال المشروع الذي يقول : هل كان التحالف مع السوفييت "كارثيا " على القضية الفلسطينية ؟؟
البعض يُجيب بالإيجاب والأخر بالنفي ، لكن في رأيي المتواضع ، فالقيادة السوفييتية أدارت صراعها مع الولايات المُتحدة بطريقة "تنازل لي وسأتنازل لك في مكان أخر " ، كانت هذه الطريقة تهدف الى الحفاظ على مناطق النفوذ ، لكنها لم "تضغط " كفاية لحل القضية الفلسطينية ، لأن الولايات المتحدة أفهمت القيادة السوفييتية ، بأن هذا الموضوع غير قابل للنقاش ..!!
والفلسطينيون الذين يُفاوضون اليوم لوحدهم ويتعرضون للضغوط من كل الاطراف ، عربية واجنبية ، كان هذا حالهم طوال ال 65 عاما !! فقضيتهم كانت "سلعة " جيدة للمتاجرة بها ، وخصوصا "تجار القومية " وتجار "الاسلام السياسي " .. ناهيك عن الاشتراكيين القوميين !!
ليست القضية قضية ثقافة وعقلية ، ففي هذا القول تسطيح وسذاجة .
المُفاوض الاسرائيلي "القوي" والذي يخلق يوميا واقعا جديدا على الارض ، ويطلب من المفاوض الفلسطيني بتنازلات على الارض ، لا يُسرع في الفروغ من هذه الُمفاوضات ، لأن إطالة أمدها يصب في صالح أجندته ..!!
لماذا استشهدت بغدعون ليفي في بداية مقالتي ؟؟ لأنني قرأت هذا التعليق على مقال الاستاذ جمشيد الذي يصف الفلسطينيين من عرب إسرائيل ب (فلس طينية ) ، فلس (قطعة عملة لا قيمة لها وطين كلكم تعرفونه ).

"أنا ذهبت إلى تل أبيب شفت طبقة مترفه {فلس طينية } فيها المدن العربية داخل إسرائيل لهم أسعد حيات " ، وأترك التعليق دون تعليق .. وفهمكم كفاية ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن