قليل من الوقت الإضافي

سهير فوزات
souhearfouzat@gmail.com

2014 / 2 / 20

تلك القنبلة التي انفجرت خلفك

تعمدت الاختباءَ من عينيك

لا تصالبْ ذراعيكَ وتسنُد الجدارَ المتعب

لا زال أمامك متسعٌ من العمر

لتريق قطرة الحذر الأخيرة

وتركب

صهوةَ خطرِ الضياع

لا زال هناك متسع من الحبر

لتطفئ شبق القصيدة

و تخرج منها

كهرمان السؤال
***

لا تلهُ بمفاتيحِ الصَّبْرِ الصدِئَة

و تُسبِّحْ بتمتماتٍ متآلكة

لا زال هناك متسع من الشكِّ

لتَفتح قناعَ الإله الموصد

وتُطلِقَ

قُطْعانَ الاحتمال
***

لا تطرِفْ قلِقًا نحو رمل الساعة

مازال أمامك متسع من البقاء

لتعبر بالروح مياه الرعب

وتقطف

عشبة الفرح الفريدة

ما زال أمامك متسع من الحب

لتجمع أنْجُمَ الرَّغْبةِ

من شعرِ امرأةٍ انتظرتك طويلًا

على سرير الكتمان

مازال عندك متسع من الغربة

لتعيد لملمة الحلم

على صورة وطنك

وتفكك

ألغام الخذلان
***

تلك القذيفة التي انفجرت خلفك

أغمضت عينيها هذه المرة عنك

لم تسمع حتى تكسُّرَ نوافذك

منحتك قليلًا من الوقت الإضافي

لتجمع السماء التي نشرتهاعلى الحبل حتى تجف

ولتعبر حقل الأقلام المزروعة

كغيمة أمل

لا كمهّرب فاشلٍ للأحلام

وقتا لتمسح الغبار والدمع

عن طفل جارتك الذي

ربما كان طفلك

لو لم تندلع الحرب

وقت إضافي

ربما

بالكاد يكفي

لتتلمَّظَ مرارةَ الفَقْدِ

وتواري جثث الأهل والرفاق

قليلٌ من الوقت المستقطع

لتهيئ

لكل ما لم تلحق فعله

كفنًا

بحجم وطن



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن