دروس الثورة الثانية (1)

الصديق بودوارة
elfahek@yahoo.com

2014 / 2 / 17

دروس الثورة الثانية (1)
بقلم :
الصديق بودوارة
(1)
ما يحدث في ليبيا الان هو حراك سلمي، هو ثورة ثانية يمارس الناس من خلالها ما لم يمارسوه في الثورة الاولى ، وما يساعد على ذلك أن المعطيات تختلف ، والأطراف بدورها تختلف .
(2)
في الثورة الاولى ،تحول الحراك السلمي في ظرف ساعات الى حراك مسلح، وكان رد فعل النظام منذ البداية حراكاً مسلحاً بدوره، عندها ، "ضاعت الطاسة " كما يقولون، وتوالى اللاعبون على المشهد الليبي الذي بدأ تدريجياً يفقد خصوصيته بعد أن تدخلت دول عديدة واتجاهات متباينة على خط الازمة .
(3)
في الثورة الثانية، اختلف كل شيء ، وتشابه كل شيء أيضاً .
(4)
في الثورة الثانية ،شاءت الصدفة التاريخية أن يتحول الجسم المنتخب من قبل الناس الى ديكتاتورية يخرج عليها الناس، وفي اعادة دراماتيكية لمشهد الثورة ، فوجئت بأن نفس الجموع التي خرجت في الثورة الاولى تنادت مجدداً للخروج، ونفس الأعلام قد رُفعت،أما هتافات " ارحل" فقد عادت ،وكأنها لم تغادر حناجر الناس بعد .
(5)
مشهد أتمنى لو أن المؤتمر المدد لنفسه لو عقد جلسة مغلقة ، وأعاد أعضاؤه تشغيل شريط تظاهرات المدن الليبية يوم جمعة "الرحيل" ، ربما تكون جلسة مباركة لجلد الذات ،كي لايجلدنا الآخرون ذات يوم .
(6)
في الثورة الثانية ،كان الديكتاتور الجديد ، وهو الجسم المنتخب الذي خرج عليه الناس ، كان قد اختار حلاً مختلفاً عن الحل الذي اختاره النظام السابق، لقد ابتعد عن الخيار الأمني، وحسناً فعل، لأن الظروف كانت تختلف، فالسلاح هذه المرة بيد الجميع، وتوازن الرعب بين الجميع كان كافياً ليقنعهم بالابتعاد عن ارتكاب الحماقات ، ربما لهذا الظرف الكبير ، ولد الحراك السلمي عظيماً سالماً من كل أذى.
(7)
بقى الان ان يتعامل "الديكتاتور الجديد" بعقلية مختلفة عن السابق ، فقط ، كي لا تتشابه النهايات ، فنحن لا يمكن ان نعتمد الى الابد على نظرية توازن الرعب ، اذ أن هذا التوازن قد يتم الاخلال به اذا اخترقت نواميسه ردود افعال غير محسوبة ،وعندها لا يمكن التنبؤ بما يحدث . ( يتبع )



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن