الأناركية كما أراها

حسني كباش
kabbachh@gmail.com

2014 / 2 / 16

ملاحظة :

ملاحظة أوردها لقراء هذا المقال بأن ما أورده لكم ليس من الضروري بأن يؤمن به كل أناركي إنما هو فقط الأناركية كما أراها أنا و قد يختلف معي أناركي آخر برؤيتها و هذا لا يعني بأن كلانا لا يمكن أن تكون أناركيين و لكن بوجهات نظر مختلفة

الموقف من الدولة :

الدولة ( كل دولة ) هي احتلال و عنصر طفيلي على شعبها , لا تهدف الدولة إلى تحقيق رغبات الشعب بل إلى السيطرة عليه و قمعه و حماية مستغليه و مصالحهم , إنها ( أي الدولة ) ليست أداة لحماية الشعب بل لحماية النخبة من الشعب .
الدولة هي ذاك التنظيم الهرمي الذي يكرس بهرميته الهرمية الطبقية فنحن نعيش في عالم فيه من هو الأعلى و من هو في الأسفل , فيه من يحكم و من يحكم , من يسجن و من يسجن , من يعمل و من يأكل , هذه الهرمية هي ليست إلا تكريسا للعبودية و لقمع و استغلال الكثيرين من القلة .
فجميعهم طفيليات رجال الحكومة , رجال البرلمان , القضاة و كل من يحكم في أي نقطة من العالم منتخبا كان و غير منتخب و كما أن دور هذه الطفيليات هو حماية رأس المال و السيطرة على الطبقة المضطهدة من الشعب فهناك طفيليات أخرى مرتزقة لحماية هؤلاء الطفيليات مثل الجيش و البوليس .
تستخدم الدولة لفرض هيمنتها مجموعة من التعابير مثل الأمن العام و مصلحة الوطن و مصلحة المواطن , إنها تستخدم عبارة مصلحة المواطن لقمع المواطن , و تستخدم حجة أمنه لتبرير قمعه .
الشعب بالنسبة للدولة هم مجموعة من القصر من أؤلائك الذين يحتاجون لرعاية فلا حكومة قادرة على أن تتخيل شعبها من دونها , نعم الشعب في نظر الحكومة هم مجموعة من الغير بالغين الذين و لعدم بلوغهم غير قادرين على إدارة شؤونهم بنفسهم .
تأخذ الدولة جزءا من تعب المواطنين تحت مسمى الضرائب و يذهب جزء من هذه الضرائب على دبابات الجيش و على مسيلات الدموع , و متى احتاج المواطنين إلى هذه المواد العديمة النفع , ألا يسرق المواطن بالضرائب التي يدفعها , أو أنه على العبد أن يدفع ثمن السوط الذي يضرب به .
تتحكم الدولة بحياة الشعب اليومية بفرضها للقوانين و العقوبات على من يخالفها , هي لا تسأل الشعب إن أعجبه القانون بل تسنه عنوة عنه و عليه التنفيذ أو يسمى خارجا عن القانون , خارجا عن القانون هو كل من يأبى الخضوع للدولة و على الدولة معاقبته , هذه العقوبة تكون عادة بسرقة ما تبقى من حريته و زجه بالسجن .
الدولة هي أم كل شر في هذه الأرض , هي أم العنصرية و الموت و الجريمة القمع و الاستغلال و ... إلخ , فالجنة ليست في السماء و لكنها على الأرض عندما يتخلص الشعب من الدولة , فالدولة ليست أداة للحماية من الإجرام و لكنها أم الإجرام فلولا الدولة لما وجد المجرمين و خصوصا بأن للجريمة غايتان السلطة و المال , هذان العاملان الذان يختفيا مع اختفاء الدولة .
يرفض الأناركي أي شكل من أشكال التطبيع بين الشعب و الدولة معلنا بذلك نفسه جزأ من الصراع الأبدي بين طبقة السادة و الحكام من جهة و الطبقة المقموعة و المضطهدة من جهة أخرى واقفة بالصف الثاني ناشدا الدمار الكامل للصف الأول
لا يقدم الأناركي مطالبا للدولة بل يتلخص مطلبه في دمارها , مطلب لا يمكن للدولة أن تنجزه بل الشعب وحده ذاك المسحوق المقموع المضطهد يوميا من هذه الدولة هو من هو من قادر على تحقيق مطلب الأناركي ألا و هو عالم لا حاكم فيه و لا محكوم لا غني و لا فقير لا سجان و لا مسجون .
يؤمن الأناركي بضرورة زوال الدولة لتحقيق الحرية للمجتمع و لكن هذا لا يعني بأنه ينشد الفوضى و لكنه ينشد شكلا آخر للتنظيم أفقي مكون من مجموعة من الهيئات التعاونية التي ينشؤها المجتمع نفسه و يشارك بها جميع أبناء هذا المجتمع بحيث تحفظ هذه الهيئات التعاونية بشكلها التعاوني المساواة المطلقة بين جميع أعضائها مؤمنة بذلك المساواة بين جميع أبناء المجتمع
الدولة هي العدو الأول للطبقة العاملة مما يجعل عدو العامل الأول موجودا داخل حدود الوطن و ليس وحش خارجي يستخدمه السيد كوسيلة لإخافة العبد ليكسب من خلال هذا الخوف طاعة الشعب هذه الطاعة التي تؤدي إلى دوام وجود أعداء الشعب من أسياد سياسيين و اقتصاديين
و لا يسعى الأناركييون للوصول إلى الحكم كما يسعى الماركسييون و أنصار اليساريات الحزبية بل يسعى للقضاء على مجتمع الحاكم و المحكوم , الغني و الفقير , السجان و المسجون . نعم لا يسعى الأناركي لجعل الباقين يعيشون تحت اضطهاده بل يسعى لإلغاء الاضطهاد هذا الاضطهاد الذي ما كان ليوجد لولا وجود الدولة
الدولة كل دولة منتخبة كانت أو مورثة أو دولة انقلاب أو ... أو ... إلخ هي عبارة عن اضطهاد و تقسيم البشر إلى طبقات , و انتخاب أسيادنا لا يعتبر كاف لنا كأناركيين بل نحن ننشد القضاء عليهم و القضاء على المجتمع المقسم طبقيا بهدف الوصول إلى مجتمع المساواة المطلقة
نحن الأناركيون عشاق مستميتين للحرية و بقدر ما نعشق الحرية نكره الدولة إذ نرى في الدولة العدو الأول لمعشوقتنا التي نقاتل في سبيلها , نموت في سبيلها , نسجن في سبيلها , نعم الأناركي يسجن و يدفع حريته ثمنا ليحصد المجتمع ثمار الحرية التي تخلق من خلف القضبان لتهدمها هادمتا معها كل العهد القديم من الزل و العبودية جالبتا للعالم النور الأبدي في عهد حر جديد
في المجتمع الذي تحكمه الدولة المسماة بالديموقراطية يختار الشعب جلاده كل 4 سنوات , مرة كل 4 سنوات يكون المواطن حرا , و لا يكون حرا إلا باختيار الجلاد , لذلك يقاطع الأناركيون كل عملية انتخابية معتبرين أن اختيار السيد لا يلغي العبودية , أما بالجتمع الأناركي فالشعب يقرر بنفسه و بشكل دائم كل حياته هو مجتمع دائما حر .
أما عملية الانتخاب المزعومة هذه فلا يفوذ فيها المرشح الأفضل و الأنسب بل الأكثر دعما من أصحاب الأموال , من الشركات , من أولائك القلة الذين بأموالهم يحكمون على الأغلبية حتى و على صندوق اقتراعهم , فكل رأسسمالية مهما كانت ديموقراطية هي عبارة عن حكم القلة
العقد الحر لا يلغي استبداد الدولة بحياة مواطنيها بل على العكس يشرع هذا الاستبداد بحيث يحظى الحكام من خلال بحق ممارسة الدولة بتفويض من جموع المحكومين لذلك يرفض الأناركيون أي اتفاق بين الحاكم و المحكوم و يسعون لاتفاق أبناء الشعب بين بعضهم
موقف الأناركية من اسرائيل هو كموقفها من أي دولة ترفض التطبيع معها كما ترفض التطبيع مع أي دولة تنظر لها بعداء كما تنظر إلى كل دولة تنظر لها باحتقار كما تنظر لكل دولة فكل دولة هي دولة احتلال كل شعب هو بروليتاريا مضطهدة
السلطة كل سلطة هي مفسدة و الدولة كل دولة هي سلطة و بالتالي هي مفسدة على شعبها و لم و لن يتم التخلص من الفساد دون التخلص من الدولة فكفوا عن هرطقات و أكاذيب الدول التي تعمل على مكافحة الفساد فمكافحة الفساد بشكل مطلق يتم بالقضاء على الدولة بشكل مطلق
خلقت الدولة لحماية الملكية التي ستزول بزوال الدولة و حينها و فقط حينها سيصبح كل شي من منتجات و خدمات ملكا للشعب بأكمله , أما إن بقي الدولة فسيبقى معها الاضطهاد و استغلال الإنسان لأخيه الإنسان و سيبقى الأسياد يسرقون العمال
الدولة ليست موجودة لحماية الشعب من المجرمين بل هي أصل كل جريمة و كل شر فالجريمة عادة ما تحدث لسبب من سببين إما للسلطة أو للمال و هما عاملين توجد الدولة لتوفير الحماية و البقاء لهما أما الثورة فتقضي عليهما قاضية معهما على كل سبب لكل جريمة فحين توهمك الدولة بأنها تقاتل البعوض إعلم بأن الثورة الأناركية تجفف المستنقعات
ليس الحكام العرب وحدهم مأساة لشعوبهم بل كل حاكم هو مأساة للطبقة العاملة من شعبه هذه المأساة التي تحملها الطبقة العاملة على كتفيها كما يحمل العبد قيوده هذه المأساة التي سيأتي يوما و تزول موضوعة على حبال المشنقة
يرفض الأناركيون الخضوع لكل قانون تسنه الدولة و يعتبرون كل قوانين الدولة قوانين غير شرعية فلا يعترف الأناركي لا بالدولة و لا بمؤسساتها و لا بقوانينها , أكاد أصاب بالقيء كلما سمعت أحد أولائك الليبراليين الجدد يحدثني عن دولة القانون و المؤسسات
الدولة الديموقراطية لا تلغي العبودية بل تحسن أوضاعها , هي لا تلغي السلاسل بل تجعلها أكثر ليونة , و أولائك المطالبين بالديموقراطية و حقوق الإنسان أقول لهم من حق الإنسان أن يحيى دون حكام دون أي نوع من أنواع السلاسل مهما كانت لينة

الأناركية و التنظيم :

الأناركية لا تعني الفوضى بل تعني اللا سلطوية و هي مأخوذة من الكلمة اليونانية أنارخي أن يعني لا أرخي يعني سلطة و بالتالي تسعى الأناركية إلى مجتمع منظم و لكن بشكل تنظيم ذاتي بدون سلطة أحد فوق غيره بحيث ينظم المجتمع ذاته عن طريق التعاون و المشاركة الإرادية دون أي وصي عليه منتخب أو غير منتخب
لذلك تقوم الأناركية على العمل الجماعي و لكن العمل الجماعي التعاوني و ليس العمل الحزبي فترفض الأناركية الأحزاب كما ترفض الفردانية و تعتبرهما تياران سلطويان إذ يقوما على الحفاظ على مجتمع القوي و الضعيف الحاكم و المحكوم الغني و الفقير السجان و المسجون
فالأحزاب دائما ما تتألف من قيادة و أعضاء من أصحاب سلطة و متسلط عليهم في حين و مهمتها الصراع على السطة في حين أن الأناركية ترفض كل سلطة لأن السلطة هي نفي الحرية و تصارع الأناركية من أجل القضاء على السلطة لا من أجل الحصول عليها
أما الفردانية قتدل على الأنانية هذه الأنانية التي يريد بها الأناني الفرداني بأن يكون فوق الجماعة لا جزءا متساويا معها فهنا لسنا أمام من يرفض قوانين السلطة بل أمام من يرفض قوانين الجماعة فكل أناركي يرفض قوانين السلطة لكنه يخضع لقوانين الجماعة إن كانت قد وضعت بشكل ديموقراطي مباشر أي عندما الشعب الطبقة أو أي مجموعة تسن قوانينها بنفسها دون أي وصي أو صاحب سلطة يضع سلطته عليها
يشارك الأناركيون بالنضال النقابي و لكنهم لا يشاركون بالنقابات الهرمية بل يؤسسون نقاباتهم الحرة بحيث تكون كل السلطة للاجتماع العام للنقابة و لا تكون قيادة النقابة إلى مجموعة من الأسماء التي تكفل شرعية النقابة و حقها بإدارة الإضرابات
فلما لا وحد صفك أيها العامل و تضع يدك بيد أخيك العامل بالتنظيم التعاوني الطوعي محاربا أعداءك الحقيقيين من دولة و أسياد لماذا ترضى بأن تساق كالخروف في الملاحم الحزبية , لماذا تسمح لهم بأن يقودوك كما يقاد البغل
إن تنظيم العمال في النقابات التعاونية الحرة هو أول الطريق لإشعال الثورة فما كانت الحرب الأهلية الإسبانية و كوليكتيفاتها إلا بسبب تنظيم السي ني تي لكم كبير من العمال في صفوفه , نعم لن و لم تكون مقبرة الرأسماليين إلا التنظيم الذاتي للعمال
كل الممثلين النقابيين هم خونة تقوم كريرتهم على وضع مطالب الطبقة العاملة في المذادات للمساومة عليها فكم من انتصار سمعناه عن نضالات طبقية لم تكن إلا هزائم حقيقية سببتها بازارات الممثلين و عليه على العمال أن يرفضوا أي تمثيل إلا أنفسهم
يرفض الأناركيين الأحزاب و يأتي هذا الرفض من رفضهم المطلق للسلطة و للصراع عليها , رفضهم المطلق هذا يجعلهم يرفضون أيضا أي شكل من أشكال التحالف و التعاون و العمل المشترك مع اليساريين الحزبويين آخذين بذلك طريقا آخر لنضالهم ألا و هو العمل الجماعي التعاوني الحر
يرفض الأناركيون في تنظيمهم أي شكل من أشكال القيادة إلا في حالات الجبهات الحربية الثورية حيث يفرض الوضع نفسه طالبا وجود تنظيم هرمي للحالة الاستثنائية ألا و هي حالة الحرب الأهلية بين الأسياد و الطبقة العاملة
إن مجتمع بدون دولة لا يعني بأنه سيكون مجتمع بحيث يفعل من يشاء ما يشاء و لكنه سيكون مجتمع يستبدل مؤسسات الدولة البيروقراطية و القمعية بمؤسسات تعاونية يفرض من خلالها المجتمع سلطته على الأفراد بما يحمي المصلحة الاجتماعية العامة
الحركات الاجتماعية و المنظمات الجماهيرية .. و تنظيم الجماهير لانفسها في الميدان بدلا من الاحزاب .. هو بديلنا للتنظم بدلا من الاحزاب السياسية العقيمة التي لم تنجح سوى في اقامة الصراعات و تشتيت القوى الاجتماعية.
الاحزاب السياسية هياكل هرمية تعكس الواقع الاجتماعي الموجود المبني على الهرمية وتحكم البشر ببعضهم البعض وتابعيتهم الواحد للاخر. ان هذه المؤسسات كالاحزاب والتشكيلات التنظيمية الشائعة في مجتمعاتنا هي مؤسسات عقيمة فاشلة تقتل الارادة الحرة والتفكير المبدع لدى البشر وتجعلهم عبيد تابعين مسلوبي الارادة يمنحون الاخرين حق التفكير بدلا عنهم
نحن لذلك نؤكد على عقم كل اشكال الحزبية والتحزب والسياسة وندعو بدل من ذلك الى عمل اجتماعي دون هرمية او قيادات نامل لها ان تنتشر لتشمل المجتمع باسره وترسي اساسات متينة لمجتمع يدير نفسه ذاتيا وبدون الحاجة الى الحكومات والمؤسسات البيروقراطية.
لا يوجد في المجتمع الأناركي لا برلمان و لا جهاز شرطة فهو مجتمع تحل فيه كل أجهزة الدولة السابقة البيروقراطية و القمعية بشكل كامل و على عكس النظام القديم يقوم الشعب بسن قوانينه بنفسه و بحمايتها و بمنع تجاوزات الأفراد
هنالك نواعان من التنظيم الأول يعتمد على التعاون و الثاني يعتمد على الهرمية البيروقراطية و يعتبر الأول نقيض و عدو لدود للثاني فكما تكرس الدولة لمفاهيم الهرمية و البيروقراطية تقوم الثورة باستبدالهما بالمفهوم النقيض ألا و هو التعاون

الموقف من الرأسمالية :

للرأسمالية عدة أنواع ألا و هي :
1- الرأسمالية " الحرة " : و هي رأسمالية القطاع الخاص
2- رأسمالية الدولة : و هنا تأخذ الدولة مكان المالك و يستمر الاستغلال باستمرار وجود القيمة الذائدة
3- الرأسمالية الوطنية : حين يكون الاستثمار محلي
4- الرأسمالية العالمية : حين يؤدي فائض الانتاج إلى الحاجة لأسواق خارج حدود الدولة التي تم الانتاج بها
و تقف الأناركية ضد جميع أنواع الرأسمالية بوقوفها ضد القيمة الذائد و طرح المجتمع التعاوني هو الحل حيث تكون المصانع للعمال أنفسهم دون أي وصي عليهم ( الدولة أو رب العمل ) و يكون الإنتاج للشعب جميعه , فلا تدعم الأناركية لا الرأسمالية الوطنية كما يفعل مناهضي الامبريالية كما لا تدعم رأسمالية الدولة التي كانت تقوم عليها الديكتاتوريات الشيوعية
تحتقر الأناركية الرأسمالية بقدر إيمانها بالطبقة العاملة و تعتبر الرأسمالية و الدولة العدوان الأساسيان لهذه الطبقة ( أي الطبقة العاملة ) تؤمن الأناركية بالطبقة العاملة التي ستقود بنفسها الثورة محررة نفسها من الدولة و الأسياد صانعة كوكب لا أسياد فيه و لا استغلال
كل رأسمالية هي استغلال و تكريس لمجتمع القوي و الضعيف , لمجتمع المتسلط و المتسلط عليه , هي تكريس للسطة بحد ذاتها , فالرأسمالية و السلطة صديقتين عزيزتين إذا تختفي الواحدة باختفاء الأخرى , مجتمع دون سلطة هو مجتمع دون أي نوع من أنواع الرأسمالية , هو مجتمع الحرية نفسه , هو مجتمع الأناركية
في المجتمع الأناركي يدير الكادحين كل مفاصل الحياة من زراعة و صناعة و خدمات دون أي وصي عليهم عن طريق اجتماعات كوليكتيفية حيث يتساوى الجميع في هذه الاجتماعات و يكون بذلك المصنع للعمال أنفسهم إذ أنهم هم من يتعب فهم من عليه أن يملك و ليس قلة من الحثالة ( الرأسماليين ) المتحكمين بهم
في المجتمع الأناركي يلغى التعامل النقدي بحيث يكون كل الإنتاج لكل المجتمع و لكل حسب حاجته , فحينها و فقط حينها يلغى وجود الغني و الفقير ذاك الذي يأكل و ذاك الذي يطعم فهنا الجميع يعمل و الجميع يأكل و تسود صفة التعاونية على المجتمع
الإعلام في النظام الرأسمالي لم و لن يكون حرا أبد بل هو ملك للقلة التي تملك الأموال لتشغيل فضائيات تلفزيونية قادرة من خلالها على التحكم بعقول العامة كما تشاء , أما تلك الفضائيات الإخبارية الدولية المزعومة فهي ليست إلا مصانع نفوذ , فحين تحلل العالم في البحرين ما تحرمه في سورية و تحلل العربية في سورية ما تحرمه في مصر و تحلل الجزيرة في مصر ما تحرمه في تونس فنحن لا نتكلم عن فضائيات إخبارية بل عن مصانع نفوذ
طالما أن هناك شخص يعمل و شخص آخر يأكل سيبقى هناك من يحكم و من يحكم من يسجن و من يسجن , سيستمر ذلك طالما يملك أحدهم ما لا يملك الآخر طالما أن هناك شخص ما أغنى من غيره بقليل أو بكثير , طالما نحن مقسمين إلى طبقات
اذا قررنا نحن اقامة نظام اجتماعي جديد يجعل من الانسان وحاجاته هدفا له بدلا من الارباح والسوق. عندها فقط تكون جميع مشاكلنا التي نعاني منها اليوم جزء من الماضي. اي شئ اقل من هذا يعني استمرار معاناتنا و استمرار الرأسمالية
يملك جموع العمال القوة التي لا يملكها أي رأسمالي في هذا الكوكب فالرأسمالي قد يملك السلطة و الإعلام و المال و الرجال و لكن جموع العمال ما أن اتحدوا حتى يضطر الرأسمالي للرحيل تاركا لهم ما هو ملكهم ليديروه بأنفسهم
الرأسمالي بحاجة للعمال فلا تدور آلة في مصنع من دون عامل و لكن العمال ليسوا بحاجة للرأسمالي إنه كالجرثومة كالكائن الطفيلي يعيش على عمل غيره يأكل أكل غيره يقات من تعب غيره و لا أحد بحاجة له و لوجوده على سطح هذا الكوكب
يملك هذا الكوكب من موارد ما هو كاف لجعل حياة جميع البشر جنة إلا أن استهلاك هذه الموارد باقتصاد السوق جعلها حكرا على البعض و ممنوعة عن الآخر و جعل الكثيرون عبيدا للقلة ليحصلوا على قوته فمن يريد الجنة ليس عليه البحث عن وهم السموات بل عن الثورة على هذه الأرض المادية فالاستغلال مادي و العتق هو مادي كذلك و كذلك هي الثورة و الجنة , نعم الجنة موجودة على الأرض و المدعويين إليها هم الكثيرون و المختارون كثيرون من أولائك الذين سيعيشون في الأرض فيما بعد الثورة الأناركية حيث سيكون الجميع أحرارا
شيوعية ماركس كانت قد أثبتت فشلها و الرأسمالية المعاصرة بأزماتها قد بدأت تثبت فشلها و لم يعد هنالك أي حل آخر ما عدا الأناركية تلك الاشتراكية دون دولة , الحرية دون أسياد , فبعد فشل الرأسمالية و الشيوعية السلطوية أصبحت الأناركية هي الحل
بدأ الإنسان حياته على الأرض في مشاعات ثم قامت بعض القبائل الكسولة بتشكيل جيوش و غزو القبائل الأخرى العاملة بالزراعة لاستخدامهم كعبيد ثم و مع مرور الزمن تغيرت الأسماء فالسيد أصبح اقطاعي و من ثم رأسمالي و العبد أصبح قن و من ثم عامل إلا أن استغلال الكسالى للعاملين بقي مستمرا
كل قيمة زائدة هي سرقة بغض النظر إن كانت هذه القيمة يأخها السيد أو تأخذها الحكومة هذه القيمة الذائدة لا يمكن أن تقتلها إلا ثورة عمالية تهدف إلى مجتمع لا حكام فيه و لا أسياد إلى مجتمع يقوم على التعاون الحر و العمل الطوعي
في الرأسمالية هنالك هرم يقول فيه الحكام نحن نحكم و يقول رجال الدين و الإعلام نحن نخدعكم و يقول رجال الشرطة و الجيش نحن نقتلكم و يقول فيه العمال نحن نطعمكم لكن ليس إلى الأبد فيوم الثورة قادم لنأكلكم به جميعا
أنا أكره كل غني و لا ين كان الغني فقير سابق تعب ليجمع من المال ما يحوله من عامل إلى رب عمل فمنذ أصبح رب عمل أصبح عدوا للطبقة العاملة كما أن كل من يحلم في أن يصبح رب عمل هو عدو للطبقة العاملة بغض النظر إن نجح أو فشل بتحقيق أحلامه فلا فرق بين رأسمالي ناجح و رأسمالي فاشل كلاهما رأسماليان و أعداء للطبقة العاملة
قالها الفيلسوف الأناركي الكبير باكونين و أرددها أنا (( الحرية دون اشتراكية تعني الاستغلال و الاشتراكية دون حرية تعني الاستبداد )) و كما أثبتت ديكتاتوريات شرق أوروبا الذائلة الشطر الثاني من المقولة أثبتت ديموقراطيات غرب أوروبا الشطر الأول منها
نسمع مؤخرا بنكتة تسمى الأناركية الرأسمالية و أقولها أنا لكم هذا الكلام الفارغ هو شيء غير موجود فرب العمل في مصنعه هو عبارة عن سلطة على عماله و تقوم الأناركية على خلق مجتمع لا سلطة فيه لأحد على الآخر
ألا ترى أيها العامل كيف تتعب ثماني ساعات يوميا ليأخذ ذاك الكسول رب عملك ربحا من أتعابك و ينال أضعاف أضعاف ما تنال أنت إن هذه الأرباح التي ينالها هي سرقة منك و لكن إلى متى ستبقى صامتة متفرجا على رب عملك و هو يسرقك
في النظام الرأسمالي يعمل عامل العمار 8 ساعات و يبقى الكثير من الشعب دون مأوى و يعمل العمال في مصانع التغذية 8 ساعات و يبقى الكثيرون جائعون و يعمل عمال آخرون في مصانع الألبسة 8 ساعات و تبقى ألبسة الكثيرين مهترئة أما في المجتمع الحر فسيعمل الجميع لأقل من 8 ساعات بكثير و سيحصل الجميع على مأوى دافئ و طعام كاف و ملابس جيدة

ثورة لا مطالب :

يقوم نضال الإصلاحيين على مجموعة من المطالب التي يقدمونها للدولة طالبين استجابتها لهم مما يحقق بعض التحسن في حياتهم هذا التحسن الذي لا يلغي من العبودية و القمع و القهر و إنما يجعلهم أخف مما يكرس لاستمرارهم
أما نحن الثورة فلا نقدم مطالبا للدولة و إنما ننشد إلى هدم الدولة هدما كاملا فالثورة هي عملية هدم و بناء يهدم بها الثورة الأجهزة السلطوية و البيروقراطية القديمة بانين و في نفس الوقت هيئاتهم و كياناتهم الثورية بحيث يعتبر انتصار الثورة الكامل هو عندما تصبح جميع مفاصل الحياة بيد هذه الكيانات التي قد تكون سوفييتات كما في روسيا كوليكتيفات كما في اسبانيا أو تنسيقيات أو ... أو ... إلخ
تبدأ الثورة حين يبني الشعب هذه الكيانات الثورية ثم تقوم هذه الكيانات بالسيطرة على وسائل الإنتاج و الخدمات مما يدعو الدولة و أربا العمل لخوض حرب يدافعون فيه عما يملكون فلن و لم يتفرج الرأسمالي عليك و أنت تسلبه ما يملك هذا سيكون خروجا عن المنطق ثم على العمال الانتصار في هذه الحرب الأهلية و هم بكل تأكيد منصورين إذما اتحدوا لأنهم بوحدتهم يملكون قوة لا يملكها هذا الرأسمالي و لا كل جيوشه و أمواله
على الثوار أن يحذروا أموال الدعم الخارجي لإلا تحولت ثورتهم من حرب في وجه الظلم إلى جزء من لعبة صراع النفوذ إلى صراع الآخرين على أرضهم و بهذا يستبيح الداعم الاقتصادي دمك و دم غيرك في سبيل الوصول إلى مآربه الشخصية تماما كما حصل مع الثورة الديموقراطية السورية
لا يوجد ثورة بالعالم قامت بشكل قانوني أو التزمت بأي قانون من القوانين التي سنتها الدولة فالثورة تنطلق عندما يعي الإنسان أن النظام الذي يحكمه هو نظام غير شرعي ( و بالنسبة للأناركيست كل نظام قائم على القوي و الضعيف الحاكم و المحكوم الغني و الفقير السجان و المسجون السيد و العبد هو نظام غير شرعي ) و بالتالي فالقوانين التي أصدرها غير شرعية و عليه فلن ألتزم بها بل سأناضل بما يخالفها لإسقاط النظام الحاكم , نعم لا توجد ثورة قانونية و لا نضال ثوري قانوني فالثورة هي عملية إسقاط نظام و ليس تحسينه كما هو الإصلاح و لا يوجد نظام يسمح لك بإسقاطه فكما يقول صديق الفيلسوف كارل ماركس الفيلسوف فريدريك إنجيلز (( لو كانت الانتخابات قادرة على تغيير الحياة لكانت ممنوعة )) , نعم لا يمكن أن تسقط الرأسمالية بطرق قانونية فمثلا أول ما على العمال فعله لإسقاط المنظوكة الرأسمالية هو السيطرة على المصانع و لا توجد دولة تحلل السيطرة على المصانع فهذا غير منطقي , لذلك يعد كل رجال حماية القانون من شرطة و قضاة و نيابة عامة أعداءا للشعب فهو القانون الذي وضعه البرلمان الذي لا يمثل إلا مموليه الانتخابيين من الطبقة الرأسمالية
الثورة هي عملية دمار كلي و كما أنها دمار كلي فهي أيضا بناء جديد يبنى على مصارع القديم الذي قامت الثورة بهدمه هي عملية هدم و بناء قتل و خلق هي عملية خلق العالم الجديد من مقبرة العالم القديم هي عملية خلق الحرية من مقبرة العبودية و القمع
لا يحق لليسار المشارك في الانتخابات الاحتجاج على نتيجة هذه الانتخابات و الحكومة التي صدرت بفوز الحزب الحاكم في الانتخابات لأنه و بمشاركته بالانتخابات يساهم بجريمة إضفاء الشرعية على الحكومة في دولة رأسمالية
تشبه ثورة تهدف لاستبدال حاكم بحاكم آخر عبدا كان قد قتل سيده و أخذ ماله و اشترى بهذا المال سيدا أكثر ليونة , أما الأحرار فهم يثورون من أجل عالم لا حاكم فيه و لا محكوم لا غني و لا فقير لا سجان و لا مسجون لا سيد و لا عبد
تشبه الثورة لفافة تبغ مشتعلة تسقط على كومة من القش قتحرقها قشة تلو القشة حتى تزول هذه الكومة , هكذا هي الثورة تحرق كل بقايا العالم القديم بانية على أنقاضه عالم الحرية عالم لا صلة به بماضي العبودية و لا يحمل أي أثر من آثاره
ليس من الضروري أن يكون كل من يشارك بالثورة مواطن و لكنه من الضروري بأن يكون من يشارك بالثورة من الطبقة المضطهدة , فعامل مواطن و عامل أجنبي و عامل قد جاء في زمن الثورة إلى البلاد ليساند ثورتها جميعهم ثوار مرحب بهم
لقد انتهى عصر الساسة بانتهاء عصر الاصلاحات، و لن تتحسن احوال الشعوب عبر تغيير اﻻ-;-نظمة او عبر الديمقراطية و صناديق الانتخاب بعد الان. حان الوقت لكي تترك الشعوب السياسيين للانخراط مباشرة في النضال ﻻ-;-جل تحسين اوضاعها الاقتصادية و المعاشية و العمل ﻻ-;-جل اقامة تغييرات جذرية على نظامنا اﻻ-;-جتماعي عبر الثورة الاجتماعية.
ان مصر و سوريا و ليبيا و العراق و تونس و غيرها من شعوب المنطقة يدفعون ثمن استمرارهم في الجري وراء القوى السياسية لاقامة تغييرات سياسية هي تغييرات تؤدي في افضل احوالها الى استمرار معاناة هذه الشعوب و الى الحرب الاهلية في اسوا حالاتها كما في سوريا.
ان اﻻ-;-وهام السياسية السائدة بان هنالك صراع بين القوى الدينية و القوى السياسية المدنية ﻻ-;- اساس لها من الصحة. لان اغلبية القوى السياسية و الاحزاب التي قادت الجماهير في مصر و تونس و سوريا و غيرها الى هذه الاوضاع الخطيرة و المأساوية هي في الحقيقة احزاب لديها دين واحد، و هذا الدين المشترك هو نظامنا اﻻ-;-جتماعي الحالي القائم على الفساد السياسي و العبودية للعمل و السوق و النقود و اﻻ-;-رباح و قدسية الملكية و عبادة القانون. ان جميع رجال السياسة هم رجال دين لديهم نبي واحد لم يكفر به احدهم هو اقتصاد السوق و هم جميعا يدعون الى سلطة القانون الذي جاء لتثبيت العبودية. فكتابهم المقدس هو الدستور و رجال دينهم هم الشرطة و الجيش و مؤسسات الدولة التي تبيح استغلال الانسان و تعتبره طريقة ازلية لحياة البشر على اﻻ-;-رض.
ليس هنالك صراع بين الليبراليين و الإسلاميين بحقيقة الأمر بل هنالك صراع نفوذ اقليمي رؤسه الأساسية هم قطر و السعودية و إيران يتبلور في الداخل بصراعات قوى سياسية تسمي أنفسها بليبرالية أو إسلامية و إلا فمتى كانت السعودية الوهابية التي تمنع المرأة من قيادة السيارة هي الداعم الرسمي لليبرالية و العلمانية في المنطقة أو متى كانت إيران التي تحكم على العلماني بالإعدام هي الداعم الرسمي للعلمانية في سورية إن من يصدق هذه النكت هو كمن يكذب على نفسه
آن الاوان لان ننهي صلاتنا بكل ما له علاقة بالحلول الإصلاحية للاعداد للتغيير اﻻ-;-جتماعي عبر تغيير نظام العبودية للمال الذي هو مصدر جميع مشاكلنا. ﻻ-;- توجد حلول سياسية لمشاكلنا بعد اﻻ-;-ن. هنالك نظام اجتماعي فاسد ﻻ-;- يتغير بدون ان نغير طريقة تفكيرنا و بدون ايجاد حركات اجتماعية مستقلة و انخراط هذه الحركات في العمل على تحسين اوضاعها عبر التغيير الاجتماعي و الثورة الاجتماعية على جميع مؤسسات العالم القديم الذي يتمزق اوصاله في كل مكان
إن خضوع الثوار لقيادات ثورية هرمية و أحزاب طليعية ثورية هو ما يجعلهم يغنون في نهاية المطاف (( يا نور عينيا رحنا ضحية ... ضحية الحركة الثورية )) فكل سلطة مفسدة و السلطة تفسد الأفضل فحتى القيادات الثورية التي جاءت من الشعب ما أن تملك القليل من السلطة حتى تفسد و تبرر فسادها لنفسها
الثائر للثائر كالبنيان المرصوص الذي توحد عناصره ( أي الثوار ) روح التضامن و التعاون فيكون التضامن سلاحا للثوار في وجه أعدائهم من دولة و أسياد هذا السلاح الذي لا تستطيع الدولة و كل جيوشها و الأسياد و كل أموالهم الوقوف في وجهه
الحرية لا توهب الحرية تسترد و تسترد فقط بالقوة بالثورة عندما يتحد العمال و يثورون ضد نظام القمع و الاضطهاد السائد على المجتمع فقط حينها تسترد الحرية فلا تحلم أخي العامل بيوم سيعيد بها السيد لك حريتك كنوع من حسن النية فهو لن يعيد الحرية إلا مجبرا
لا حرية من دون دماء ... لا حرية من دون تضحيات ... فالثائر هو من يسجن في سبيل الحرية و من يموت في سبيل الحياة هو من يسجن و يموت ليعيش من يأتون بعده أحرارا , يسجن و يموت لأنه يرفض كل الرفض أن يطأطئ رأسه لجلاده و جلاد الشعب فالمجد كل المجد للثوار لؤلائك الذين يموتون في سبيل الحرية و يسجنون في سبيل الحياة
قاعدة الهرم لا تحتاج إلى الرأس فمع و بدون وجوده تبقى موجودة إلا أن الرأس هو من بحاجة إلى القاعدة فما أن تهتز القاعدة حتى يسقط رأس الهرم و كذلك العمال فهم ليسوا بحاجة رب العمل و الشعب ليس بحاجة الحاكم و لك رب العمل هو من يحتاج إلى العمال و الدولة هي من تحتاج إلى شعب فمن بحاجة هذا الكسول لإدارة المصنع الحق يقال لا أحد إن الشعب قادر على تسيير أموره بنفسه و العمال في المصانع كذلك و ما أن تثور الطبقة العاملة و تستعيد ما تملك حتى يسقط رب العمل وتسقط مع الرأسمالية فهبوا أيها العمال و خلصوا أنفسكم من تلك الطفيليات الكسولة
الثورة ليست حالة هروب من الواقع إلى الأوتوبية بل هي عملية مواجهة الواقع الرأسمالي مقاومته محارته للوصول إلى عالم الأوتوبية حيث يكون الجميع أحرارا و يكونون جميعا متساوين فلا تكون سلطة أحد على المجتمع إلا نفسه
الثورة هي حالة حرب أهلية بين طبقة العمال و طبقة الأسياد هذه الحالة تبدأ كالسرطان في إحدى نقاط الأرض ثم تنتقل من نقطة إلى أخرى حتى تملأ العالم بأسره لنصل من بعد انتهاء هذه الحروب الطبقية الأهلية في العالم إلى عالم لا حرب فيه و لا سلاح عالم يعيش جميع أبناءه بسلام و حرية
إن التمرد و الثورة الطبقيان ليسا مجرد حقان للعامل القيام بهما بل هما واجبان على العامل القيام بهما للوصل إلى مجتمع حر , فالحياة التي لا نزال نعيشها تحت وطأ الرأسمالية ليست إلا نتيجة إهمال الكثير من العمال لواجباتهم الطبقية
إن الأناركية هي نظام اجتماعي أكثر مما هي نظام سياسي فهي نظام يفرض فيه المجتمع سلطته على أفراده و ينتهي دور الساسة الذين هم مجموعة من الأفراد الذين أعطاهم النظام الحالي حق السيطرة على المجتمع و اضطهاده و قمعه
الثورة هي حالة صراع الشعب مع الدولة حالة الصراع هذه إذا ما خرجت من يد الشعب إلى أيد إقليمية و دولية ماتت الثورة كمثال الثورة السورية كانت بعهدها الأول تدار عن طريق التنسيقيا التي كان يديرها الشعب و كانت حين إذ ثورة إلا أن تحول الثورة من يد التنسيقييات إلى يد الميليشيات المدعومة خارجيا حولها من ثورة إلى مجرد حرب أهلية ما هي إلى حالة تبلور لصراع إقليم ( إيران ضد قطر و السعودية ) إلى صراع دولي ( روسيا ضد أميركا ) و لم تقل أحد الأطراف المتصارعة إجراما عن الآخر لا القوة الخارجية و لا المتصارعين الداخليين المسلحين
لايمكن لفرد أن يعيش حرا في مجتمع غير حر فالمجتمع هو من ينتج الأفراد و ليس العكس و ما يسمى بعمل فردي أو إنتاج فردي هو أمر في الحقيقة غير موجود لأن كل ما يسمى بإبداع فردي هو بواقع الأمر ناتج من أعمال جماعية كثيرة سابقة فلو وضعنا أذكى رجل في العالم بجزيرة وحده لما استطاع أن يخترع إبرة فالفرد هو من بحاجة للمجتمع و هو من جاء نتيجة المجتمع و كل ما يفعله يفعله بمساعدة المجتمع و ليس العكس
أخي الثائر إن أردت أن تشعل نيران الثورة فعليك بالشعب , بالحديث مع الشعب , بتأجيج روح الثورة في قلوب أبناء الطبقة العاملة من هذا الشعب . و ليس بالتعالي على الشعب بأنك أنت المتمرد و هم القطيع , أنت المناضل و هم العبيد , أنت القارئ المثقف و هم الجهلة لأنك بهذا التصرف تصبح بقطيعة مع الشعب مما يمنع تحقيق حلمك الثوري ألا و هو مجتمع الحرية

الموقف من الوطن :

الوطن هو وسيلة تستخدمها الدولة و الطبقة المحكومة لتفريق العمال فيما بينهم مقسمة إياهم إلى عامل مواطن و عامل أجنبي , عامل أجنبي شرعي و عامل أجنبي غير شرعي , عامل شقيق و عامل صديق و عامل عدو معطين إياهم ( أي العمال ) السلاح قائلين لهم اقتتلوا في سبيل الوطن ( أي في سبيلنا )
هم في منافسة في ما بينهم منافسة إما على الأرض أو على الثروات , إما لذيادة نفوذهم و سلطانهم أو لذيادة ثرواتهم , و يروح العمال ضحايا صراع الأسياد , هذا الصراع الذي على العمال أن يرفضوا أن يكونوا جزأ منه
فيتواجد الوطن حيث تبسط الدولة سلطتها , فإذا الوطن لم و لن يكون يوما ملكا للشعب بل هو ملك الحكام حيث يبسط الحكام سيطرتهم و يسنون قوانينهم و ينشرون مرتزقتهم من جيش و شرطة , لذلك عندما يحتفل شيوعيو دول الاتحاد السوفييتي السابق بالثورة البلشفية تراهم ينادون (( وطننا الاتحاد السوفييتي )) ليس لأن الماركسية التي يؤمنون بها ترى بالاتحاد السوفييتي وطننا للعمال فالماركسية هي نظرية أممية كما الأناركية و ترى بأنه ليس للعمال وطن و لكن الاتحاد السوفييتي كان هو الوطن الذي بسطت دولة لينين و من جاء بديكتاتوريات من بعده سلطتهم عليه .
أما العمال فلهم العالم و شقيق العامل هو العامل أيا كان مسقط رأسه و عدو العامل موجود داخل حدود الوطن , فأعداء كل عامل هم أسياده من طبقة النخبة و السلطة الحاكمة و معاناته لا تختلف عن معاناة أي عامل في الأرض , و كما يملك العمال نفس المعاناة فهم يملكون نفس الأعداء أولائك الذين تسببوا بمعاناتهم .
لذلك على العامل رفض جميع الشعرات التي تدل على الوطن من أعلام و رموز و حتى الخطاب الساسي الوطني و التعابير المشابهة للوحدة الوطنية تلك الكذبة التي تطلب وحدة عمال الوطن مع أسيادهم , نعم على العامل رفض الوحدة الوطنية , عليه إحراق علم وطنه , و إشعال حرب أهلية طبقية .
العامل لا ينتمي لا لأرضه و لا لعرقه كما لا ينتمي طبعا لحكامه بل يتلخص انتماء العامل لطبقته فيجوع حيث تجوع , يعاني حيث تعاني , يقمع حينا تقمع , و عليه أن يثور معها و في سبيلها , سبيل تحررها من كل سيد و حاكم .
الوطن هو أكبر سجن تمتلكه كل دولة واضعة حدوده حدود سجن عمالها , و لمنع العمال من مغادرة السجن دون موافقتها تراها تضع مرتزقتها ( بوليسها ) على الحدود , و في سبيل السجن و مساحته تخاض الحروب و يقتتل العمال فيما بينهم .
لمصلحة الوطن يبرر قتل الإسنان لإخيه الإنسان , فأنا أقاتل في سبيل وطني ( كما يقاتل هو ) و إما أن أقتله أو يقتلني , إما أن أنتصر أو أن ينتصر , و بالنهاية الحقيقة هي إما أن ينتصر سيدي أو ينتصر سيده , في حين أروح أنا و أخي العامل ضحايا نزاعهم .
و بحجة ردع المؤامرة عن الوطن تبرر الديكتاتوريات كديكتاتورية بشار الأسد في سورية إذ نرى المؤامرة على الوطن تردد عبارة تكرر منذ بداية الثورة السورية حتى الآن حتى صدق هذه العبارة كل أنصار اليسار الوطني و أعلنوا تأييدهم للديكتاتور
كما بحجة الإنقاذ الاقتصادي لوطن من أزمته الاقتصادية تبرر المزيد و المزيد من القوانين التي تصب بمصلحة استغلال العامل فلا يكون إنقاذ هذا الوطن إلى انقاذ الأسياد من الخصارة و الافلاس , في حين تتضاعف أزمة العامل مرات و مرات أكثر من ذي قبل كما يحدث الآن في اليونان التي خرجت منها الدولة و الأسياد من الأزمة الاقتصادية واضعين ثقل هذه الأزمة على الفقراء من عموم الشعب
الوطنية و القومية هما من أكبر أعداء الحركة العمالية , إنهما ليس إلا حبوب مهلوسة تجعل العامل يتخيل عمال آخرين أعداء له في حين , في حين ولدوا جميعا من نفس رحم الآهات و العذابات الطبقية و المعانات اليومية لكل إنسان فقير
حبوب الهلوسة هذه تبرر فقر العامل المواطن بسرقة العامل الأجنبي حقه في العمل جاعلة العامل المواطن ينظر إلى الأجنبي بعين العداء و الازدراء في حين تسرقه في الواقع دولته بالتعاون مع أسياده واضعين إياه في عداء مع شخص آخر غيرهم مستغلين وطنيته و قوميته في توجيه غضبه إلى الاتجاه الخاطئ
فغضب العامل لا يجب أن يتوجه على عامل آخر بل على أسياده و من يحميهم و من يدعمهم من أؤلائك المرتزقة من خونة الطبقة العاملة و الحمقى المغرر بهم ليصبحوا بحماقتهم أعداءا لطبقتهم نفسها بدل أن يكونوا أعداءا لأسيادهم
حين تريد الدولة أن تقتل فهي تستدعي الوطن ليلبي المواطنين النداء مقتتلين فيما بينهم محققين بذلك نصر أو هزيمة الدولة بدمائهم مقدمين دمائهم قرابين للدولة و التي في واقع الأمر ليست إلا عدوهم الأول , هذا العدو الأول الذي يتخذ من الوطن إحدى أخبث مسمياته المقدسة
الدولة هي العدو الأول للطبقة العاملة مما يجعل عدو العامل الأول موجودا داخل حدود الوطن و ليس وحش خارجي يستخدمه السيد كوسيلة لإخافة العبد ليكسب من خلال هذا الخوف طاعة الشعب هذه الطاعة التي تؤدي إلى دوام وجود أعداء الشعب من أسياد سياسيين و اقتصاديين
لا يوجد في الأناركية ما يدعو لدعم البضائع الوطنية هذا الدعم الذي يدعو له الحمقى من الماركسيين , فدعم البضائع الوطنية هو دعم لؤلائك الرأسماليين الذين ينتمون إلى نفس الوطن الذي جاء منه هذا العامل ضد الرأسماليين الأجانب , و كأن الأوليين ليسوا أعداء العامل و طبقته كما الآخرين , إن كل رأسمالي هو عدو للعامل أجني كان أو وطني كبيرا كان أو صغيرا , ناجحا كان أو فاشلا .
إن العنصرية باتجاه الأجانب هي وسيلة يستخدمها العامل المضطهد من قبل الرأسمالية الجبان الذي يخشى بأن يفرغ غضبه بوجه أسياده فيخرج غضبه بوجه من هم أضعف منه من عمال أجانب متحولا بذلك إلى سلطوي صغير و عدو لطبقته نفسها و يوضع بنظر كل أناركي على قائمة الأسياد باعتباره بالنسبة للأناركي لا فرق بين رأسمالي ناجح و رأسمالي فاشل فكلاهما أعداء الطبقة العاملة و هذا العامل الذي يفرغ غضبه بالعامل الأجنبي ليس هو إلا رأسمالي فاشل كان يأمل بأن يكون صاحب سلطة أكبر من تلك التي يمتلكها بكثير لكنه و لعدم حصوله عليها أوجد من هم أضعف منه ليضع سلطته عليهم
في سبيل الوطن و في سبيل أمنه تغرق بوارج محملة بكمية كبيرة من العمال الأجانب أولائك الذين تسميهم الدولة بالعمال الغير شرعيين , أولائك العمال الذين يحتفل بموتهم عمال آخرون إذ بقي وطنهم آمنا من دونهم , أولائك الذين يحتفلون بموت العامل على يد الدولة لا يستحق أقل مما يستحقه الرأسمالي و الحاكم ألا و هو حبل الإعدام
عالم من دون حكام هو بطبيعته عالم من دون أوطان لأنه لا يوجد في عالم كهذا حدود و بوليس حدود , في عالم بدون حكام يتوحد جميع شعوب الأرض ليصبحوا متساوين و يزيلوا كل حدود بينهم , عالم من دون حكام هو عالم تملؤه الروح الأممية الإنسانية
يعرف الوطن إما بحدود دولة موجودة ( سورية مثلا ) أو بحدود دولة غير موجودة يسعى قومييها لإنشائها مستقبلا ( الوطن العربي مثلا ) هذه الدولة أو تلك ستكون مثل كل دولة دولة احتلال و عنصر طفيلي على شعبها
العرب أجمعين لا يملكون كما يصور لنا القوميين العرب نفس المشاكل و الهموم فمتى كان الفلاح و العامل السوري يملك نفس هموم ملكوك و أمراء الخليج , إلا أن العامل هنا و هناك أجنبي و مواطن يملك نفس الهموم ألا و هي هموم العتق و نفس الأعداء ألا و هم الأسياد
لا يمكن أن تقوم الأناركية في بلد واحد فلو انتصرت الثورة فقط في بلد واحد لاحتاجت هذه البلد إلى نفس الأجهزة القمعية للدولة السابقة ( الجيش و الشرطة ) لحماية نفسها من العدو الخارجي فالفشل في انتشار الثورة في العالم هو فشل بتحقيق أهداف الثورة بالخلاص من أجهزة الدولة القمعية
لا تعرف الأناركية حدودا إلا الحدود الطبقية تلك الحدود التي يحددها انتماء الإنسان إلى من يطعم أو من يأكل ليثور من يطعم ضد من يأكل منظفا جميع أرجاء كوكب الأرض منه , من ذلك الطفيلي الذي اعتاد أن يعيش على عمل غيره , ذاك الطفيلي الذي يدعى رأسمالي
كل وطنية و قومية هي خيانة طبقية يتحالف فيها بعض العمال مع أسيادهم ضد عمال آخرين , بحيث يعتبرون عمال الدولة المعادية أعداء لهم في حين يعتبرون أنفسهم أشقاء لأسياد بلادهم لأسيادهم لمضطهديهم , نعم كل وطني هو خائن لطبقته
عادة ما يؤمن الوطنيون و القوميون بوجود مؤامرة على وطنهم , و عادة ما يكون المتآمرون يهود أما اليوم فهناك متآمرون جدد ( القطريون ) , إن نظرية المؤامرة لا تنبع إلا من عقدة جنون العظمة القومية حيث يرى القومي في وطنه كل العظمة التي يريد لها هؤلاء الأنجاس ( اليهود أو القطريون ) المتآمرون الزوال , إن طريقة التفكير هذه كانت تاريخيا قد أدت إلى أقبح المجازر التي عرفها التاريخ تلك المجزرة المسماة بالهولوكوست
تقف الأناركية ضد الصهيونية باعتبار الصهيونية فكر قومي و كل فكر قومي هو فكر اجرامي بغض النظر إن كان صهيوني , نازي , قومي عربي أو قومي سوري , فجميعهم متشابهين جميعهم مجرمين جميعهم مقسمين للطبقة العاملة
كل وطن على هذه الأرض كان قد تشكل عن طريق الهجرة و القتل و التهجير و استيطان أراضي الآخرين لبناء وطن لنا , لم يعرف التاريخ أرضا كانت منذ 4000 عام لشعب ما و بقيت له انظروا خريطة العالم منذ 4000 عام و خريطته اليوم ستعرفون بأن ما أقوله حقيقة و بأن الوطن ليس إلا مجرد وهم
أقول للقوميين العرب الذين يدعون الإيمان بالاشتراكية ( أو ما يسمى بالاشتراكيين العروبيين ) بأن هناك بلدان عربية معظم عمالها من الأجانب , بلاد كهذه لن تقوم بها الثورة إلى من الأجانب من قاطنيها و إلا ستبقى الأنظمة الملكية العفنة كما تسمونها في مكانها
يعتبر القوميون العرب صدام حسين قائدا عظيما و يتباهون به قائلين (( إن صدام حسين كان قد رمى 49 صاروخا على اسرائيل )) أما أنا فأقول لهم الديكتاتور ديكتاتور و لو حرر القدس , فكفوا عن التهليل للديكتاتوريات في سبيل الوطن
عادة ما يستخدم القوميون و الوطنيون عبارة أجدها أنا شخصيا بالمقذذة ألا و هي القائد الشريف هذا القائد الشريف هو الشخص الكامل من حيث صفا القيادة و الإله الذي ينتظره القوميون ليوصلهم إلى المجد هو نابليون رابع عربي يأتي عوضا عن الثالث الفرنسي
يولد العربي عربي كما يولد الإسرائيلي اسرائيلي كما يولد الألماني ألماني لكن لم و لن يولد إنسان شرير منذ ولادته من هنا نرى الجريمة الكبرى للوطنية و القومية التي تضفي صفة الشر و العداوة على طفل رضيع ولد البارحة إلا أنه ولد اسرائيليا , فلو كان الاسرائيلي يولد شريرا لما رأينا متضامنين اسرائيليين مع القضية الفلسطينية يشاركون الفلسطينيين بمظاهراتهم تحت اسم ناشطين
لا يرفع الأناركي إلا إحدى العلمين الأول هو ذاك المؤلف من مثلثين أحمر و أسود أو ذاك الأسود الذي يحوي باللون الأحمر بداخله ألفا داخل دائرة , هذين اللونين هما لوني الدم و الغضب , أما باقي الأعلام فيرفضها و يحرقها معتبرا إياها تقسيما للطبقة العاملة
إن من يحكمون العالم اليوم هم ليسوا يهودا هم ليس ماسونا هم ليسو متأمرين هم ليسوا كائنات فضائية إنهم و بكل بساطة رأسماليين , رجال أعمال و بنكيين مهما اختلف دينهم و انتمائهم العرقي يبقون أعداءا للطبقة العاملة في كل نقطة من نقاط الأرض
ليس في الديكتاتور الانقلابي المصري عبد الفتاح السيسي و لا زرة قومية عربية فهو يشارك بحصار غزة تسمح له اسرائيل بتحليق طيرانه فوق غزة تطالب اسرائيل بعدم وقف المساعدات الأميركية عنه تعتبره الصحافة الاسرائيلية بطل قومي لكل اليهود هذا عدى عن أن الدعم الخارجي لانقلابه جاء من كل الخليج ما عدى قطر و لكن و مع كل هذه الأسباب يبقى السيسي بطلا لدى الناصريين فحيثما العسكر يدوس القومجي يركع يبوس
عندما تشعر الرأسمالية بالخطر تستدعي أصحاب النزعة القومية أولائك الذين ينسبون فقرهم إما للهجرات الغير شرعية لبلادهم أو للمؤامرة الخارجية التي دائما ما تأتي من اليهود , متناسين بذلك المسبب الحقيقي للفقر ألا وهي سياسات السوق الرأسمالية
من أبشع ما فعله العربان هو مسح الثقافات الأخرى في المناطق التي وقعت تحت سيطرت فتوحاتهم الإسلامية بحجة أن لغتهم هي لغة القرآن كالثقافة الأمازيغية مثلا , فلولا التعريب لما كانت خرجت العروبة إلى أبعد من حدود شبه الجزيرة العربية و إلا فمتى كانت مصر عربية و متى كانت سورية عربية و متى كان المغرب مغربا عربيا
أنا من المؤمنين بالوحدة و الحرية و الاشتراكية فبالنسبة لي كأناركي أي حرية دون اشتراكية هي استغلال و أي اشتراكية دون حرية هي استبداد و أما عن الوحدة فأطرح وحدة عمال العالم و أرفض أي فكر يفرق فيما بينهم
عزيزي الوطن اعلم بأن وطنك لا يسعني فأنا انسان حر أئبى بأن تحدد حريتي داخل تلك الحدود التي رسمتها الدولة فلا وطن قادر على أن يسع الأحرار إلا الكرة الأرضية كاملة أما الحدود فقد صنعت كجدران السجن ليحمها العبيد المؤمنين بالعبودية
لا يمكن لإنسان أن يؤمن بنقيدين الطبقة و الوطن إلا إذا كان مصابا بالبسيشوفرينيا فلو يعني وحدة العامل مع الأسياد في بلاده أما الطبقة فالانتماء لها يعني أن يحارب العامل مع العامل الأجنبي و العامل الذي يسمى بعدوا ضد الأسياد في بلاده و في كل العالم
يزعجك أيها الأوروبي المنافق الحقير وجود الكثير من الأفغان في بلادك و لا يزعجك وجود جيوشك في أفغانستان تقول أن الأفغان يملؤون البلاد بالجرائم و كأن جيشك قد ذهب لأفغانستان بهدف السياحة و الاسطياف , اعلم عزيزي الأوروبي بأنه لا يحق لك بأن تطلب من الأفغان بأن يغادروا بلادك طالما جيوش بلادك المشاركة بحلف النيتو تحتل بلادهم
يزعجك أيها الأوروبي المنافق الحقير هؤولاء الذين تسميهم بالمهاجرين غير الشرعيين بحجة أنهم يسرقون منك فرص العمل دون أن تفكر و لو للحظة بأن الأعمال التي يقوم بها هؤلاء المهاجرين هي أعمال تأبى كأوروبي بأن تقوم بها فمتى أحببت عزيزي الأوروبي العمل في ورشات العمار و منعك المهاجرون من ذلك
مهاجر غير شرعي هو أيضا تعبير مقذذ لا يستخدمه إلا العنصريين فلا يمكنك إضفاء صفة الشرعية و اللا شرعية على الإنسان , غير شرعي هي تلك القيمة المضافة التي يسرقها رب عملك منك كل يوم و عليه عليك بأن تثور
يخطئ بعض الأمميين إذ يدعمون قوميات يسميها قومييهم بقوميات معادية كما يفعل أولائك الفتية الحمقى الذين يطلقون على نفسهم اسم مناهضي الألمانية و هم مجموعة من الفتية الألمان و النمساويين االمتضامنين مع اسرائيل كردة فعل على مناهضة السامية في المجتمع الألماني أو يمكن أن تكون عقدة ذنب سببها ما فعل أجدادهم باليهود و لكن و مهما كان سبب تضامنهم مع اسرائيل فلا يمكن تسمية هؤلاء بالأمميين فالأممي يقف ضد كل قومية ألمانية كانت , عربية كانت أو صهيونية
خطأ دعم قوميات معادية لقومية الأممي الداعم كان خطأ قد ارتكبه فلاديمير إيليتشي لينين إذ قال في الحرب العالمية الأولى (( علينا العمل لهزيمة روسيا القيصرية في الحرب العالمية الأولى )) مما يعني علينا العمل لانتصار الآخرين داعما بذلك قوى امبريالية منافسة للامبريالية الروسية كما أنه خطأ كنت قد ارتكبته أنا بدعمي السابق لحل الدولتين للقضية الفلسطينية و وصف من يرفض هذا الحل بمناهض السامية و دعمي للنزعة الأمازيغية التي تعتمد على الدي إن إيه بشكل مقزز
يقول القيادي الاستاليني خالد بكداش مؤسس الحزب الشيوعي السوري بأن (( الأممية الحقة و الوطنية الحقة لا يتناقدان )) و هنا أسأل هل كانت موافقة حزبه الشيوعي السوري على تقسيم فلسطين أممية أو وطنية حقة , لقد قال خالد بكداش ما قاله ليساير بحزبه الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي بعد النزعة الوطنية التي اكتسبها على يد استالين و كانت موافقته على تقسيم فلسطين ليست إلا تنفيذا لأوامر استالين
إن الوطنية و القومية هما شكلان من أشكال جنون العظمى (( فوطني حبيبي ... وطني الأكبر ... يوم ورى يوم أمجاده بتكبر ... انتصارته مالية حياته )) هي أغنية يمكن أن يغنيها كل وطني و كل قومي في العالم لأن كل وطني و كل قومي في العالم يظن بأن وطنه هو الأكبر و الأكثر مجدا و عظمة
فأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة , هل حقا أن العرب هم وحدهم من يملكون رسالة خالدة ؟ و ما هي يا ترى رسالة العروبة الخالدة ؟ أو أنه مجرد شعار لتفضيل شعب عن غيره من الشعوب في حين يتساوى في مفهوم الأممية شعوب العالم أجمع
لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالكفاح و الثورة فليس هذا عربي و لا الآخر عجمي إنما هذا ثائر و الآخر صامت متنازلا عن حريته , الحرية هي ذاك التاج المرصع بالألماس الذي يوضع على رؤوس جميع عمال العالم بانتصار ثورتهم ضد الدولة و الرأسمالية
قد يصل موطنك من المحيط إلى الخليج أما موطن الطبقة العاملة فهو من المحيط إلى المحيط هو الكرة الأرضية بأكملها هو موطن لا حدود له فالثورة لا تعترف بالحدود القومية , الثورة لا تعترف إلا بالحدود الطبقية
الشعب السوري ليس واحدا طالما فيه الفقراء و الأغنياء و لا يوجد شعب واحد فكل وطن يحوي في داخله أغنياء و فقراء و بالتالي يتقسم أبناء كل وطن بالحدود الطبقية , قلب واحد و روح واحدة أسهل بأن يكونوا عمال العالم أجمع على أن يكون شعب وطن ما
حينما تشعر الرأسمالية بالخطر تستدعي القوميين ليقولوا لجموع العمال بأن من سبب فقرهم هو عامل أجنبي جاء لسرقة عملهم مغيرين بذلك اتجاه غضب الشعب من الدولة و أرباب العمال إلى أخوتهم العمال الأجانب الذين يعانون معا من هذا النظام الرأسمالي القذر

الموقف مما يسمى مناهضة الامبريالية :

أولا و قبل أن نضع موقفنا من مناهضة الامبريالية علينا أن نعرف ماذا تعني الامبريالية سنرى بأنها كما قال الديكتاتور الروسي لينين (( هي أعلى مراحل الرأسمالية )) إذا الامبريالية هي ليست كل رأسمالية بل هي الرأسمالية في أعلى مراحلها و بالتالي فمعاداة الامبريالية هي ليست إلا معاداة لنوع من أنواع الرأسمالية دون غيرها , دعونا نقول مناهضة الامبريالية هي معاداة الرأسماليات الكبرى
إن هذا الخط من اليسار هو ليس إلا تأييدا للرأسماليات الصغرى ضد الكبرى الفاشلة ضد الناجحة بشعارات مثل ادعم بضائعك الوطنية كأن الرأسمالي صاحب المصنع الوطني لم يستغ عماله , أو قاطع البضائع الأميركية كأن استغلال العمال يحصل فقط في الولايات المتحدة
إن هذا الخط من اليسار قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تأييد الديكتاتوريات بحجة أن هذه الديكتاتورية أو تلك هي ديكتاتورية معادية للولايات المتحدة فلا يخفى على أحد بأن ديكتاتورية بشار الأسد التي يدعمها مناهضي الامبريالية كانت و لا تزال بقمة ما يسمى انفتاحا اقتصاديا إذ دخلت البنوك الأجنبية إلى سورية بعهده
و اليوم لم يعد هناك حتى من يستحق أن يدعى مناهضا للامبريالية فهؤلاء الذين يدعمون ديكتاتورية بشار الأسد هم بدعمهم له يدعمون الامبريالية الروسية ضد منافستها الأميركية في صراعهما على المواقع العسكرية و النفط هم بذلك لا يستحقون إلا بأن يوصفوا بكارهي أميركا , فلا يخفى على أحد إعطاء حافظ الأسد للبحرية الروسية شاطئ طرطوس عام 1998 و إعطاء ابنه للروس حق التنقيب عن النفط و الغاز في البحر السوري
هذا كما لا يدعم مناهضوا الامبريالية السيسي إلا لأن أميركا تهدده بقطع المساعدات و الغرب يرفض انقلابه مع أن انقلابه كان مدعوما من جميع دول الخليج ( ما عدى قطر ) كما أنه يشارك بالحصار على غزة مرضيا اسرائيل للدرجة التي يجعلها ( أي اسرائيل ) تطالب الولايات المتحدة بعدم وقف المساعدات عنه لا وبل و لأول مرة منذ ثلاثين عاما تسمح اسرائيل للطيران المصري بالتحليق فوق غزة هذا عدى عن أن الصحافة الاسرائيلية وصفت السيسي ببطل قومي لكل اليهود
يدعي مناهضي الامبريالية بولائهم المطلق للقضية الفلسطينية لا بل حتى بعضهم ينشد رمي اسرائيل بالبحر متناسين بأن أباهم الحنون الديكتاتور استالين كان قد وافق في مجلس الأمن على قرار التقسيم التي لم تصوت عليه الصين لا بنعم و لا بلا , كما يتناسون كيف سلحت الهاجانا عن طريق تشيكوزلوفاكيا
لا يعود إيمان مناهضي الامبريالية بالقضية الفلسطينية للإيمان بحقوق الفلسطيني المضطهد بوجه آلة العنف و العنصرية الاسرائيلية بل يعود لغضب استالين حين رفضت المجرمة غولدا مائير سلاحه بحجة أنها تشتري السلاح من أموال اليهود الأميركان مما جعله يرمي غضبه بشعراء و أدباء بيروبيدذهان متخذا سياسات مناهضة للسامية تحت مسمى مناهضة الكوسموبوليتيسم
بالنسبة للقضية الفلسطينية أنا أؤمن بضرورة أن تكون فلسطين كاملا كيانا واحدا يعيش عليه العرب و اليهود بمساواة كاملة ( بغض النظر عن اسم هذا الكيان ) , هذا الكيان الذي يحتاج لكي يتحقق لنضال عمالي مشترك للعمال الفلسطينيين و الاسرائيليين ضد :
1- الإليت الحاكم الفلسطيني و الإسرائيلي
2- الرأسمالية
3- السياسات العنصرية و الاستيطانية
أما الأخيرى ( أي العمل العمالي المشترك الفلسطيني الإسرائيلي ضد السياسات العنصرية الاستيطانية للدولة الإسرائيلية ) فالحق يقال بأنها تحدث بالفعل فلولا ذلك لما رأينا الأناركيين الإسرائيليين من حركتي الوحدة و أناركيين ضد الجدار يشاركون بمظاهرات النبي صالح و أهالي النبي صالح يرحبون بهم
كما أرفض بشكل قاطع اتحاد الجيوش العربية لرمي اسرائيل بالبحر كما أرفض قتل المدنيين إذ قد تودي سياسات كهذه بحياة حتى من هم متضامنون مع القضية الفلسطينية في اسرائيل , بحياة ( لأكون أكثر وضوحا ) الأناركيين الاسرائيليين لأن حياة كل أناركي غالية لدي , أما فلسطين فهي المنطقة الوحيدة بالكوكب التي يوافق مناهضو الامبريالية على عمليات قتل المدنيين فيها ليس إلا لأنهم مناهضي سامية في اللا وعي
فلو وضع مقاتل كردي ( و مناهضي الامبريالية يدعون بدعمهم للقضية الكردية أيضا ) قنبلة في باص نقل عام في أنقرى لما وجد من بين كل مناهضي الامبريالية من يؤيده إلى أن هذا العمل يصبح بالنسبة لهم عملا مشروعا عندما يفعله فلسطيني في اسرائيل
أقول يدعي مناهضوا الامبريالية دعمهم للقضية الكردية و لا أقول يدعمونها ليس لأنهم يمنعون الأكراد من قتل المدنيين الأتراك في حين يسمحون للفلسطينيين بفعل ذلك في اسرائيل بل لأنهم يقفون مع الأكراد ضد الاحتلال التركي و يغضون النظر عن الاحتلالين السوري و الإيراني
لا يعرف مناهضي الامبريالية شيئا عن الروح الأممية فلو كان للديكتاتور الشيوعي كيم يونغ ذرة من الأممية لما تحالف مع النظام الديكتاتوري الإسلامي في إيران الذي يعدم الشيوعيين يوميا لا بل كان ليقف بوجهه متضامنا مع أخوته و رفاقه الشيوعيين في إيران
مناهض الامبريالية يمكن أن يكون فاشيا , يمكن أن يكون شيوعيا لكنه و من المستحيل أن يكون أناركيا فالأناركي لا يفرق تلك الرأسمالية عن تلك و تلك الدولة عن تلك بل يخوض حربا ضروس ضد كل رأسمالية و ضد كل دولة
كما أحسد البلاشفة على موقفهم من الحرب العالمية الأولى المغاير للموقف الخاطئ الذي اتخذه كروبوتكين أضحك من موقفهم مما يحدث في سورية إذ أصبحوا يدعمون روسيا الغير شيوعية حتى في مواقفها الخاطئة لكراهيتهم للامبريالية الأميركية
يقول الفنان الكبير المناهض للامبريالية ذياد الرحباني (( بأن الكثيرون لم يستوعبوا بعد بأن روسيا لم تعد بعد الآن الاتحاد السوفييتي )) أعتقد لا بل أكاد أجزم بأن ذياد الرحباني و رفاقه لم و لن يستوعبوا ذلك أيضا و إلا لما كانوا دعموا نفوذ روسيا في الشرق الأوسط المتمثل بالديكتاتور السوري بشار الأسد
يقول مناهضي الامبريالية بأنهم يدعمون السيسي بوجه الإسلام السياسي فأجيبهم منذ متى كانت العلمانية تأتي من السعودية التي تدعم السيسي ضد الإخوان في سبيل حماية وهابيتها من المعارضة الأخوانية الموجودة على أرضها ثم ألا ترون تأييد السلفيين المدعومين من السعودية للسيسي
ثم أن مناهضي الامبريالية إذا حدثتهم عن بشار الأسد يدعونك بالسلفي و إن حدثتهم عن السيسي يدعونك بالأخونجي و غالبا بعميل قطر هم بذلك يذكروننا بالاشتراكيين الديموقراطيين الذين يقولون لك انتخبنا لإلا يحكمك الليبراليين
إن مناهضي الامبريالية هؤلاء يهمهم مواقف الحاكم الخارجية أكثر من سياساته الداخلية و هم بذلك يخصرون كلا الصفتين اشتراكي و أممي فهم غير عابئين بما يفعل كل حاكم بشعبه غير عابئين بأي شعب محكوم من أي حاكم كل ما يهمهم موقف الحاكم سين و الحاكم عين من الامبريالية الأميركية و الصهيونية الغاشمة فلولا ذلك لما كانوا أيدوا النظام الإيراني بكل أعمال العنف و الإعدامات التي يقوم بها بحق الشيوعيين الإيرانيين
لا يؤمن مناهضوا الامبريالية بكتاب بروتوكولات حكماء صهيون المزعوم إلا أنهم يؤمنون بوجود مؤامرة دائمة ما يكون اليهود جزء منها !!! هذه المؤامرة هي الفكرة التي قام من أجلها هذا الكتاب المزعوم و حصلت أبشع جريمة بالكوكب ألا وهي الهولوكوست
يعتبر السادة المناهضي الامبريالية بأن الديكتاتور الانقلابي عبد الفتاح السيسي و الديكتاتور الآخر الوارث الجمهورية بشار الأسد هما الثورة الديموقراطية بوجه الحركة الرجعية الإسلامية و هنا أود أن أسأل متى كانت الثورة الديموقراطية تتمثل بديكتاتور أوليست الديكتاتورية هي النقيد الرئيسي للديموقراطية باللغة السلطوية
لقد بدأ هتلر منذ أن وصل إلى الحكم باتخاذ سياسات خارجية معادية لبريطانيا و النفوذ الامبريالي الابريطاني فمثلا دعم المقاومة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الابريطاني التي كانت بقيادة خال ياسر عرفات أمين الحسيني أناذاك و كانت قد بدأت الحرب العالمية الأولى بدخول الجيشين الألماني و الروسي معا كحلفاء لاحتلال بولاندا و لكل ما ذكرته يؤسفني أن أقول لك عزيزي مناهض الامبريالية بأنني لا أستطيع أن أفعل ما تفعله بتأييد كل ما هو مضاد للسياسات الأميركية و إلا كان علي بأن أؤيد هتلر و أكون ناذيا مثله
لا أفهم كيف في الانتخابات النقابية يتحالف الحزب الشيوعي مع العونيين و مع حزب الله في حين إن تحالف في أوروبا أي تنظيم شيوعي مع تنظيم يميني في أي شيء لقامت الدنيا و ما قعدت أو يكفي تأييد الثلاثة المسبوق ذكرهم للديكتاتورية في سورية حتى يؤسسوا تحالفاتهم و هنا لا أتحدث عن حزب الله كفصيل لبناني مقاوم بل أتحدث عنه كقوة سياسية مشاركة بالانتخابات النقابية
لا أفهم لماذا يدعم مناهضوا الامبريالية للديكتاتور السوري بشار الأسد فلو كان بسبب دعمهم لحزب الله فقد كان الرئيس المصري السابق محمد مرسي العياط يدعم حماس و التي هي مثل حزب الله حركة اسلامية تسبب ألما بالرأس لإسرائيل و لم و لن يدعم مناهضوا الامبريالية محمد مرسي بل هللوا لسقوطه أما لو كان السبب بأنه علماني فقد كان الديكتاتور التونسي السابق زين العابدي بن علي يفوقه بالعلمانية مئات المرات و كذلك لم يدعم مناهضوا الامبريالية زين العابدين بل هللوا لسقوطه
هل حقا عزيزي مناهض الامبريالية بأنك تصدق بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعم نظام الأسد لمواقفه المقاومة و الممانعة , أوليس هو نفسه بوتين الخائن كما تقول الذي انقلب على الشيوعية في الاتحاد السوفييتي , عزيزي مناهض الامبريالية إن بوتين لا يدعم نظام الأسد إلا لأنه يوفر له قاعدة بحرية على شواطئه عند ميناء طرطوس العسكري فهو ( أي بوتين ) يعتبر سورية مدخلا لروسيا على البحر الأبيض المتوسط
اعزروني إذ لا أؤمن بأن الربيع العربي كان مؤامرة فلو كان الربيع العربي مؤامرة لكان البوعزيزي متآمر و شهداء تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سورية و البحرين كلهم متآمرين , إنك يا أيها اليسار العربي تنسب الربيع العربي إلى مؤامرة لفشلك و فشل أحزابك الطليعية بجزب العمال لها , فما كان الربيع العربي يستغل خارجيا لولا فشل اليسار العربي
تحاصر دولة الاحتلال الصهيونية الفلسطينيين في غزة و تجوعهم في حين يحاصر نظام الممانعة الفلسطينيين في مخيم اليرموك و يجوعهم أيضا , الفلسطينيون جائعون في مخيم اليرموك أكثر بكثير مما هم جائعون في قطاع غزة
أستغرب حين أسمع عن وقوف مناهضي الامبريالية في مع الديكتاتور السوري بشار الأسد في وجه الهجمة الامبريالية الشرسة فلو كان يود المحافظة بذلك على نفطه الوطني لكنا فهمنا سببا و لكنه أعطى الحق بالتنقيب عن النفط لشركات روسية أليست وقفتكم أعزائي مناهضي الامبريالية معه هي وقفة مع مليارديرية روسيا ضد ميليارديرية أميركا
رحم الله أياما كان فيها الفنان اليساري الكبير ذياد الرحماني يشجب تحالف النظام السوري مع الكتائب اللبنانية التي قتلت 12 عاملا سوريا و اليوم يدافع ذياد الرحباني نفسه عن نظام الديكتاتور بشار الأسد بعد قتله أكثر من مئة ألف عاملا سوريا
لست بأي شكل من الأشكال مناهضا للألمانية و لكنني لست مناهضا للامبريالية أيضا أو على الأقل لست ممن يتبعون المفهوم الاستاليني لمناهضة الامبريالية , على كل حال الطرفان متفقان على دعم الانقلابي المصري عبد الفتاح السيسي فالأولون ( مناهضوا الألمانية ) يدعمونه بحجة أن الصحافة الاسرائيلية اعتبرته بطلا قوميا لكل اليهود أما الآخرون ( مناهضوا الامبريالية ) يدعمونه معتبرين إياه شوكة بحلق قطر , أما أنا فأرفض كل انقلابي عسكري فحين لا تكفيني ديموقراطيات أوروبا عجبا بأن يعجبني الانقلابيون و المستبدون العرب
عزيزي مناهض الامبريالية إن كنت لا تستطيع أن ترى بالقاعدة و بالمنظمات الإسلامية المسلحة إلا لعبة الغرب في آسيا و أفريقية فاعلم بأنك تضحكني فهذه الجماعات أبشع بكثير من الامبريالية الغربية نفسها إنها أبشع ما أصدرته الإنسانية من بعد النازية
إن كان عليي أن أختار ما بين الامبريالية و ما بين النازية طبعا سأختار الامبريالية ليس لأي سبب إلا لأنني أذكر بأنني فعلت ذلك في الحرب العالمية الثانية نعم لقد وقفت و وقفت أنت عزيزي مناهض الامبريالية مع الإنكليز و الأميركان و الفرنسيين ضد الألمان و الطليان و اليابانيين
يكذب مناهضوا الامبريالية عندما يقولون بأن اسرائيل هي دولة الاحتلال الوحيدة في العالم فكل دولة هي احتلال و عنصر طفيلي على شعبها , يكذبون عندما يقولون بأنها الدولة العنصرية الوحيدة في العالم فكل الدول دول عنصرية طالما تملك حرس حدود , إن كل دولة هي اضطهاد و أنا مع عنف يستخدمه المضطهد ضد الدولة التي تضطهده شرط ألا يقتل أي مدني أو يصاب بهذا العنف
كل من يود التقدم فهو تقدمي , كل من يود العودة للوراء فهو رجعي , كل من أراد العودة إلى أيام مبارك الخوالي فهو رجعي , جد لي عزيزي مناهض الامبريالية خمسة فروق بين حكم مبارك و حكم السيسي أنا أجد صعوبة في إيجاد فرق واحد , إذا كل من يدعم السيسي فهو رجعي , فلا تستغرب ظهور مبارك أكثر من مرة على الفضائيات المصرية معلنا تأييده للسيسي
أما فيما يحدث ي سوريا فلست لا مع نظام الأسد المدعوم من الامبريالية الروسية و لا مع الميليشيات المدعومة من الامبريالية الأمريكية لا مع نظام الأسد المدعوم إيرانيا و لا مع الميليشيات المدعومة خليجيا , أنا مع الشعب عندما أسس تنسيقياته فكنت ممن نادوا بكل الحكم للتنسيقيات الثورية إلا أنه اليوم و مع خروج الثورة من يد التنسيقيات المدارة ذاتيا إلى يد الميليشيات المدعومة خارجيا تحول ما يحدث في سورية من ثورة إلى مجرد حرب أهلية هي عبارة عن حالة انعكاس لصراعات قوى محلية و عالمية امبريالية و جميع أطراف هذا الصراع هم مجرمون بدون أي استثناء
أما بالنسبة لذلك الانقلابي المدعو عبد الفتاح السيسي الذي يدعمه جميع حكام الخليج ( ما عدى قطر ) فاعلم عزيزي مناهض الامبريالية بأن سقوطه سيؤدي مباشرة لسقوط جميع داعميه مما سيجعل الامبريالية الأميركية تخصر كل نفطها في الشرق الأوسط
تعتقدون خطأ بأن حكام الخليج و على رأسهم أمير قطر يعملون لمصلحة أميركا و اسرائيل أما الحقيقة فحكام الخليج بما فيهم أمير قطر يعملون لمصلحتهم الخاصة و نفوذهم الخاص و إلا ما كان أمير قطر ليدعم حركة حماس إلا أن هنالك صراع نفوذ بين السعودية و قطر يحاول من خلاله كل منهما أن يؤذي الآخر و نفوذه و كلا الدولتين في حالة صراع نفوذ مع إيران و بالتالي يحاولون أيضا ضرب نفوذها
هنالك صراع نفوذ إقليمي في الشرق الأوسط تستخدم فيه القنوات الفضائية كمصانع للنفوذ فحين تحلل قناة العالم الفضائية الإيرانية في البحرين ما تحرمه في سورية و تحلل قناة العربية الفضائية السعودية في سورية ما تحرمه في مصر و تحلل قناة الجزيرة الفضائية القطرية في مصر ما تحرمه في تونس فنحن نتكلم عن مصانع نفوذ و ليس عن فضائيات إخبارية , مصانع النفوذ هذه كان لها دورها الكبير مما سمح للعاملين فيها بتجاوز قوانين البلدان التي يعملون فيها فسمح للإعلامية أي إعلامية عاملة في السعودية الوهابية عدم ارتداء الجاب , أما الإنسان الحر فهو يدعم ثورة كل مضطهد ضد كل حاكم أينما كانت الثورة و أيا كان النفوذ الداعم للسلطات التي تقوم الثورة ضدها
تدعمون نظام استبدادي كنظام الديكتاتور السوري بشار الأسد بحجة أنه يملك مشروع مقاومة و مشروع ممانعة فدعون أسألكم إن كنا نبرر الاستبداد ألا و هو السرقة المباشرة و الواضحة للحرية في سبيل المقاومة فلماذا يا ترى نحن نقاوم
تدعم عزيزي مناهض الامبريالية ديكتاتوريات كتلك التي يقودها بشار الأسد في سورية و الأخرى التي يقودها عبد الفتاح السيسي في مصر بحجة ردع الخطر الأخونجي , هل تعلم بأن كل ديكتاتورية في العالم قامت لردع خطر ما كالخطر الشيوعي مثلا الذي جاء به اليهودي كارل ماركس لقتل روح القومية و الإيمان الديني داخل الشعوب , اعلم عزيزي مناهض الامبريالية بأنك لا تختلف عمن يقولون هذا الهراء فلا فرق بين من يدعم ديكتاتورية لردع الخطر الشيوعي و من يدعم ديكتاتورية لردع الخطر الأخواني
تقفون مع السيسي لوقوفه ضد المشروع الإسلامي فإن كان السيسي حقا ضد المشروع الإسلامي في المنطقة فلو كان حقا ظهور السيسي هو ردع للمد الإسلامي فلماذا يا ترى يؤيده بعض سلفيي مصر مثل حزب النور مثلا , إن السيسي ليس هو البديل العلماني للحكم الأخونجي السابق , إن السيسي ببساطة هو دمية نفوذ سعودية كما هو حزب النور السلفي بوجه الدمية القطر الأخونجية محمد مرسي و كل منهما ليس إلا دمية نفوذ في صراع النفوذ القطري السعودي فها هي تونس حيث رفض الجيش الانقلاب ظهرت مكانه حركة أنصار الجهاد لتكون دمية النفوذ السعودي في تونس

الموقف من حركات التحرر الوطني :

إن الأناركية ليست ضد حركات التحرر الوطني إلا أن هذا النوع له حالته الخاصة فهو نضال شعب مستعبد كشعب ضد مستعبديه , هو نضال ضد العنصرية بعكس الشعور القومي في البلدان التي تدعى محررة إذ يعتبر الأخير شعورا مليئا بالعنصرية
لا تقف الأناركية ضد حركات التحرر الوطنية شرط ألا تتجاهل هذه الحركات حقوق ما تبقى من شعوب بتقرير مصيرهم فلا يمكن أن أدعو لتحرير فلسطين و في نفس الوقت أن أعتبر الديكتاتور السابق صدام حسين بطلا قوميا بعدما فعله بالأكراد بحجة أنه رمى 49 صاروخا على إسرائيل
فالأناركي و مع تأييده لحركات التحرر الوطني فهو يبقى ضد تقسيم هذه الأرض إلى حدود قومية لأن ذلك التقسيم لا يعني إلا تقسيم العمال بعضهم في حين يستمر الأناركي في سعيه إلى أن يكون كوكب الأرض كيانا واحدا يحكم فيه سكانه أنفسهم دون أي وصي عليهم
تقف الأناركية مع كل نضال يقوم به الضعيف ضد القوي المضطهد ضد المضطهد فالأناركي التركي يدعم نضال البي كا كا كما يدعم الأناركي الإسرائيلي مقاومة الشعب الفلسطيني لسياسات الاحتلال و الاستيطان و التهجير
إلا أنه على حركات التحرر الوطنية أينما كانت احترام حق الحياة لمدنيي الدول المحتلة فالعدو هي الدولة دولة الاحتلال أو دولتنا نفسها و ليس العدو هو عامل آخر ذنبه أنه ولد من مواطني الدولة المحتلة نعم أرفض أن يموت أي عامل حتى و لو كان من اسرائيل
لا يمكن الحكم على حركات التحرر الوطنية من إيديولوجيتها , نعم يمكن الحكم على قيادات بعضها بأنهم إيليت يستخدم مناضليه لمصالحه الخاصة , أما الحركات نفسها فلا يمكن أن تأخذ موقفا منها لإيديولوجيتها كأن تقول أنا ضد حماس لأن حماس حركة اسلامية أو أنني ضد فتح لأنها ليست ذو إيديولوجيا يسارية , ففي المقاومة في غيتو وارسو و غيتو فيلني و كل غيتو كان هنالك الصهاينة الاشتراكيين ( اليمين ) و البوند ( الوسط ) و الشيوعيين ( اليسار ) و كانوا معا ضد هتلر و كذلك الأمر بالنسبة لفلسطين إذ على اليمين الحمساوي و الوسط الفتحاوي و اليسار الممثل بالجهة الشعبية و الجبهة الديموقراطية و حزب الشعب بأن يحاربوا معا جنبا إلى جنب ضد الاحتلال الإسرائيلي
لقد طلب الفيلسوف الأناركي الروسي باكونين من البولونيين أن يثوروا ضد الاحتلال الروسي و كذلك أطلب أنا من أكراد غرب كردستان بأن يثوروا ضد الاحتلال السوري و أنا مستعد لدعمهم بكل قواي العقلية و الجسدية و أن أقدم لهم كل ما أستطيع
أنا مع كل من يثور ضد الاحتلال كردي ضد الاحتلال السوري فلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي ...إلخ و لكن لو وضعنا مقارنة لوجدنا دولة الاحتلال السوري أكثر عنصرية من الدولة الاسرائيلية فعلى الأقل العرب يتعلمون لغتهم في مدارس اسرائيل
إن الدعم القادم من الحكومات لحركات التحرر الوطني تحول هذه الحركات إلى مجموعة من المرتذقة و دم النفوذ كما حدث مع حزب الله إذ تحول ليس بعيوني فقط بل بعيون كل إنسان بالعالم العربي إلى مجموعة من الشبيحة بعد أن قاتلوا إلى جانب بشار الأسد في وجه ثوار سورية
على حركات التحرر القومية أن تدعم الفكر الأممي لأنها بحاجة لتضامن أممي فلولا التضامن الأممي لبقيت قضايا هذه الحركات معزولة و لاستطاع أي جيش أي احتلال سحقها فالتضامن الأممي هو أهم الأسلحة التي تحتاجها الشعوب المضطهدة لتقرير مصيرها هذا التضامن الذي لا يأتي إلا من الروح الأممية فلو كنت قوميا لما تضامنت مع قضية كردستان لأنني لست كرديا و لو كان المتظاهر الأوروبي قوميا لما تضامن مع قضية فلسطين لأنه ليس فلسطينيا و لا عربيا فالروح الأممية هي أكثر ما تحتاجه حركات التحرر القومي لتحقق انتصارها

الموقف من الدين :

تقف الأناركية ضد كل سلطة حقيقية كانت أو وهمية مطالبة لتحرير الإنسان عقلا وجسدا فلا يمكن اكتمال تحرير الإنسان إذا بقي دماغه مسيرا من قبل رجال الدين أو رجال ما يسمى بالإعلام الحر فالحرية هي حرية الجسد و العقل معا هي الحرية المكتملة
لذلك الأناركية مادية و تسعى للحقيقة فلو بقي الإنسان يعيش في سبيل الجنة المزعومة لما ناضل في سبيل الجنة الموجودة على الأرض الجنة الحقيقية تلك التي ستأتي بعد الثورة حيث سيكون الجميع أحرارا و ستوزع لهم ثروات هذه الأرض لكل حسب حاجته
يملك هذا الكوكب من موارد ما هو كاف لجعل حياة جميع البشر جنة إلا أن استهلاك هذه الموارد باقتصاد السوق جعلها حكرا على البعض و ممنوعة عن الآخر و جعل الكثيرون عبيدا للقلة ليحصلوا على قوته فمن يريد الجنة ليس عليه البحث عن وهم السموات بل عن الثورة على هذه الأرض المادية فالاستغلال مادي و العتق هو مادي كذلك و كذلك هي الثورة و الجنة , نعم الجنة موجودة على الأرض و المدعويين إليها هم الكثيرون و المختارون كثيرون من أولائك الذين سيعيشون في الأرض فيما بعد الثورة الأناركية حيث سيكون الجميع أحرارا
ليس الكاهن إلا كائن كسول و طفيلي يقتات من الكذب على الناس و غشهم بالوعود الوردية التي يعد بها الدين بعد الموت , إن كائنا كهذا لن يكون له أي حاجة في مجتمع حر تكون فيه جميع رغبات الإنسان محققة , ليس للكاهن أي مكان على جنة الأرض جنة ما بعد انتصار الثورة
الله إن وجد فهو أول سلطة بالوجود وقد خلق الإنسان الله لأنه لم يرى من بين الملوك من يملك سلطة على الطبيعة فكان الله هذا الذي يسقط الأمطار و ينير الشمس و يظلم الليالي و ... و ... إلخ آخره كان الله ديكتاتورا خلقه أولئك العبيد الذين يشعرون بأنهم غير قادرين على الحياة دون ديكتاتور
تقوم الديانات على أن الله كان قد خلقنا أغنياءا و فقراءا ليساعد الغني الفقير , أما نحن الثوار الماديون الأناركيون نرى بأن على الفقير اقتلاع رقبة الغني ليسترد منه ما كان قد أخذه منه ألا و هم وسائل الإنتاج التي يعمل العامل الفقير ليلا نهارا بها ليطعم الغني
الدين كالوطن يقسم العمال و يبعدهم عن بعضهم , نعم هو مقسم للعمال لى عمال مسيحيين و عمال مسلمين و عمال يهود عمال سنة و عمال شيعة و عمال أورثوذوكس و عمال كاتوليك و عمال أورثوذوكس وعمال أشكيناذي و ... و ... إلخ
يقوم الدين على الكبت الجنسي هذا الكبت الذي تأصل في المجتمعات العربية و المسلمة المتدينة جعل الإنسان قابل على تفجير نفسه في سبيل الوصول إلى الحوريات تلك الحوريات اللواتي ما قتل نفسه فداء لهن لو كان يملك حريته الجنسية على الأرض
لو كان الله موجودا فهو المسؤول المباشر عن كل جوع عن كل موت من الجوع عن كل طفل يموت فدعوني أخبركم لو كان الله موجودا و أطفال أفريقيا يموتون يموميا من المجاعات فاعلموا بأن إلهكم ساديا و لا يستحق أن يعبد
لو كان الله موجودا لاخترت أن أكون في صف الشيطان ذاك الذي حرض آدم و حواء على التمرد على سلطة الله ذاك الإله الذي أراد أن يمنع آدم و حواء من أكل ثمرة المعرفة لإلا يمتلكونها إلا أن الشيطان كان قد حرضهم على أكل الثمرة و بذلك أصبح أول محرض ثوري
فيشبه الله رب عمل و يشبه الشيطان نقابي حر يدعو العمال للإضراب فيضرب العمال عن العمل مطالبين بحقوقهم فيطردهم رب العمل من العمل و يتشردا بالشارع الشرير في هذه الحكاية هو رب العمل و ليس النقابي الحر
الدين و السلطة هما شران كانا قد جاءا معاإلى الكوكب و سيزولا الواحد بزوال الآخر , فمع زوال السلطة و خلق مجتمع تعاوني لا يمكن أن نتخيل بعد ذلك بأنه سيكون هناك من يضيع وقته لسماع خرافات هذا الكاهن أو ذاك
مسكينه انت ايتها الانثى..انتي نجسة وعورة وحرمة وتابعه..وناقصه عقل ودين ..حتى خطيئة الفردوس الصقوها بك ..اختاه لا تفعلي لا تتنفسي لا تخرجي لا تغني لا ترقصي فانك خالفتي شرع الاله المزعوم...حتى انهم اعتبروك زينه الحياة الدنيا ومتعه من متاع الحياه كالمال والخيول..فهل يرضيك ان تبقي على هامش الحياة.....??هل تقتنعين بكتاب واله اباح ضربك واهانك ..??اختاه انتي عظيمة ....اختاه ثوري...فدينهم كل مافيه ذكوري...
لو كان علي الاختيار بين الله و الشيطان لاخترت الشيطان لأن الله إن وجد فهو أول سلطة أما الشيطان فهو المتمرد الأول إلا أنهما و للأسف ليسا موجودين لذلك اخترت بأن أكون ملحدا و ماديا و لكنني كلما قرأت قصصا دينية عن الشيطان اذداد إعجابي بهذا الثائر
تقوم القصة الدينية على أن الله قد طلب من ملائكته السجود لآدم فواحدا منهم رفض ذلك و كان هو الشيطان فعاقبه الله . تدعو هذه القصة الرمزية إلى الطاعة العمياء فعليك إطاعة إلهك سيدك حاكمك حتى و لو كان على خطأ و يقول صلعم (( أطيعوا أولياء أموركم )) و من قصة الشيطان و آدم نعلم بأن هذه الطاعة التي يحدثنا عنها الدين ليست إلا بطاعة عمياء
في دين الثورة لا إله إلا الحرية وحدها المقدسة الكلية القداسة لها نموت لها نعيش لها نسجن و لها نهدم كل سجن و نقطع كل الأغلال و القيود و في سبيلها نرفض أن نطأطئ الرأس لأي إله أو حاكم أو سيد من أسياد هذه الأرض
لا تهدف الجمعيات الخيرية إلا لتخفيف غضب الفقير على الغني لتأجيل موعد الثورة , و ذاك العمل الذي يسميه الدين بعمل خيري ليس هو إلا أن يعيد الغني بعض ما سرقه من الفقراء ليكسب مكان هذا اليعض سمعة حسنة بين الناس و مكانا في الجنة
إن تلك الرسائل و البيانات التي جاءت باسم الثورة السورية و تنسيقياتها و التي تحتوي على تعابير مثل أخوتنا المسيحيين و الشرفاء من العلويين لم تكن أقل طائفية من خطاب جبهة النصرة و داعش السياسي , فتعبير أخوتنا المسيحيين يعني أن المسيحيين ليسوا جزءا منا نحن الثوار لكننا نحبهم و تعبير الشرفاء من العلويين يعني العلويين الغير عاديين فقد اعتدنا على العلويين بألا يكونوا شرفاءا , على الأقل كان الخطاب السياسي لكل من جبهة النصرة و داعش واضحا في طائفيته و لم يكن قائم على طائفية مبطنة
لا يوجد متدين غير طائفي فكل متدين مقتنع بأن دينه هو الأفضل و أبناء دينه بالتالي هم الأفضل لذلك يرفض كل متدين تزويج أبناءه و بناته لأبناء و بنات ديانات أخرى , إنه من الأسهل لكم أن تجدوا ضبعا ودودا على أن تجدوا متدين غير طائفي
لا أفهم ماذا تقصدون بالجهاد في سبيل الله فالله إن وجد عليه أن يمتلك صفة القوة المطلقة و القوي هو عادة من يحمي الضعيف و يدافع عنه و ليس العكس , إن كان الله يريدك أن تحارب و تموت في سبيله فاعلم بأنه ليس قوي و لا جبار و لا عزيز
لماذا سميت ثمرة المعرفة بهذا الإسم ؟؟ لأن معرفة الحقيقة هي أول ما يحاول أي حاكم أن يمنعها عن المحكومين و إذ أن الله في حال وجد فهو أول حاكم في الوجود أراد أن يمنع عن آدم و حواء ثمرة المعرفة لإلا تمردا عليه كإله و حاكم
إن الدين هو حالة عبادة لروح أذلية , إبدية , قوية , مخيفة , مجهولة . إن حالة المجهولة في هذه القوة هو ما يجعلها قوية و مخيفة , فليس الله مخيفا إلا لأنه مجهول و ليس خوف المؤمن من ربه إلا خوف الإنسان من المجهول
إن المسيح لم يكن إلا أسطورة مأخوذة من أساطير قبله فهوروس كان ابن عزراء و كانت اشارته نجمة تسطع في الشرق و مشى على الماء و مات في 3 أيام , أما ميثرا فكان ابن عزراء ولد في الخامس و العشرين من ديسمبر كانت علامته نجمة في الشرق كان لديه 12 تلميذا و مات في 3 أيام , أما كريشنا فكان أيضا ابن عزراء إشارته نجمة في الشرق دعي ابن الله و بالنهاية ذيونيسيذ فكان هو الأخير ابن عزراء ولد في الخامس و العشرين من ديسمبر تجول و علم , فكل دين هو عبارة عن مجموع من الأسطير المأخوذة من أساطير أخرى التي تسعى للسيطى العقل لذلك السبب الأناركية مادية
كما يشاع بأن المسيحية انتشرت بالسلم و المحبة هذه كذبة كبرى فالمسيحية بدأت بالانتشار بسيف قسطنتين الملك حتى وصلت العالم أجمع , لم ينتشر دين في هذا العالم بالسلم و المحبة و لا يوجد دين لم يعرف تاريخ المجازر و الدماء
في دين الثورة ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بالكثير من الكرامة و الحرية التي لن يحصل عليها إلا إن ثار و التي لن و لم يعطيه إياها أي حاكم بل سيحصل عليها حين يثور لعالم بدون حكام لعالم يحكم الشعب به نفسه بنفسه
جاء في قرآنكم (( من شاء أن يؤمن فليؤمن و من شاء أن يكفر فليكفر )) أما أنا فقررت أن أكفر بكل دياناتكم و آلهتكم و ألا أعترف بدين عدى دين الحرية و المساواة هذا الدين الذي هو دين الثورة و رجاله هم الثوار جميعا هذا الدين وحده لا غيره يرسخ مفاهيم التعاون و العدل بين البشر
إسمحوا لي بأن أقول بأن دياناتكم سماوية كانت أو غير سماوية , موحدة كانت أو متعددة الآلهة هي جميعا ديانات غير إنسانية لأنها ترسخ لما هو أكثر قدسية من الإنسان أما دين الثورة فشعاره الإنسان أولا فالحرية ل(( الإنسان )) المساواة بين (( البشر )) و التعاون بين (( البشر )) إن الثورة تحدث من قبل الإنسان و لأجل الإنسان و جميع قيمها هدفها الإنسان و ليس لكائن فوق الإنسان أو قيم يضعها هذا الكائن أو يضعها رجال دينه لأجله كالتعبد ل(( الله ))
من يفعل الخير في سبيل الوصول إلى الجنة هو ليس بخير بل هو تاجر يبيع فعل الخير ليشتري مكانه مساحة من الجنة ما من يريد أن يفعل خيرا فليس عليه انتظار مقابل لا بحياته و لا بموته , إن دياناتكم كل دياناتكم لا تعلم الخير بل هي تكريس لمفاهيم التجارة

الأناركية و الأخلاق :

الأخلاق هي تقسيم تصرفات الإنسان إلى جيد و سيء و تتعرف الأناركية على هذين النقيدين من خلال نقيدي الصراع السلطة و الحرية
فسيء : هو كل ما يأتي من السلطة , كل سعي إلى السلطة , كل ممارسة سلطوية
جيد : هو كل ما يأتي من الحرية , كل ما يأتي بالحرية , هو الحرية نفسها
يوم السعادة : هو اليوم الذي يوضع فيه كل سلطوي على حبال المشنقة , هو اليوم الذي يعيش فيه الجميع بحرية و مساواة , فلا مساواة من دون حرية و لا حرية من دون مساواة
و بما أن الحرية ممارسة يومية فالجيد و السيء يرتبطا بتصرفات الإنسان اليومية فمثلا فلانا من الناس أرادت أن تضاجع حبيبها إن فعلت ما تريده دون أن تمارس بذلك سلطة على أحد فهو بالتالي أمر ( جيد ) أما إن منعها أخاها فهو بذلك مارس سلطة فهو إذا إنسان سيء و غير أخلاقي
أو كمثال آخر حين يرمي المتظاهر المولوتوف على الشرطي فهو يمارس العنف من الأسفل للأعلى و هذا العنف عبارة عن مقاومة و المقاومة هو تصرف يفعله فاعله في سبيل الحرية فذا هو جيد و لكن أن يرمي مسيل الدموع الشرطي على المتظاهر فهو سلطة و تصرف غير أخلاقي
كل سلطوي هو كائن غير أخلاقي منذ أن أصبح له الحق بممارسة سلطته على غيره فالطبيعة البشرية تجعل من صاحب السلطة حتى و لو كان قديسا بأن يتصرف كشيطان فنحن لا ننتظر من صاحب السلطة بألا يمارسها بل نحارب للقضاء عليها بقلع جزورها من هذه الأرض و لهذا نسمى راديكاليين فالراديكالي باليوناني تعني ريزو سباستيس و التي تتألف من كلمتين ريزة و تعني جزر سباستيس تعني مدمر فنحن راديكاليين بتدميرنا للسطلة من جزورها
كل من يقتل إنسان بريء ( و لو كان في اسرائيل ) فهو لا يقاوم بل يمارس السلطة فالمقاومة هي العنف الذي يستخدمه العامل بوجه السلطة و ليس بوجه عامل آخر فلا عامل عدو لعامل و أعداء العامل الوحيدين هم الأسياد و الدولة في كل نقطة في العالم
كل تمييز لا يقوم على الأساس الطبقي هو عنصرية و كل عنصرية هي تصرف سلطوي و لا أخلاقي بالنسبة للفكر الأناركي نعم التمييز بين الذكر و الأنثى و بين المغاير و المثلي هو تصرف سلطوي و غير أخلاقي و يرفضه كل أناركي
يختلف الأناركيين مع النيهيليين بأمرين
1- الموقف من المجتمع : إذ لا يعير النيهيليين أي اهتمام للمجتمع في حين يضع الأناركيين كل اهتمامهم به كالعامل الوحيد لإسقاط طغيان الدولة و رأس المال آملين بيوم يثور هذا المجتمع على جلاده , نعم يؤمن الأناركيين بالثورة الاجتماعية في حين يؤمن النيهليين بالثورة نيابة عن المجتمع
2- الموقف من الأخلاق : إذ يؤمن الأناركيين بأخلاق الحرية عوضا عن أخلاق السلطة في حين لا يؤمن النيهيليون بأي نوع من أنواع الأخلاق
يعتبر كل تمييز عنصرية بين السمين و النحيل بين الطويل و القصير بين الجميل و القبيح كل ذلك هو عنصرية يكرس لها المجتمع الرأسمالي حين يختار السيد سيكرتيرته فتاة جميلة ذو أرض طوال في حين يرفض إعطاء من يعتبرها قبيحة أي عمل أما الثورة فسيقودها أناس عاديين و ليس الجميلة و القوي الذين نراهم في الأفلام
الجميل هو الإنسان الحر الذي يرفض أي شكل من أشكال السلطة و يحارب ليلا نهارا في سبيل الحرية أما القبيح فهو ذلك العبد الذي يدافع عن سيده إنه ليظهر بشكل قبيح يتعدى به سيده في قبحه و شره , هذا القبيح يعتبر عدوا قبل السيد
يرفض الثائر الدولة و كل قوانينها و الدين و كل تشريعاته و يضع أخلاق الحرية نصب عينيه و لا يلتزم بسواها فلا يعترف الثائر بقوانين الدولة إذ لا يعترف بالدولة أساسا و كذلك لا يعترف بالشرائع الدينية إذ لا يعترف بأي إله
إن أي ملحد يستمر بالخضوع لأخلاق الدين هو ملحد كاذب فالإلحاد يعي قطيعة كاملة مع الدين و كل تعاليمه و شرائعه و أساطيره فحين لا يؤمن الملحد بوجود الإله فعليه منطقيا ألا يكترث بماذا سن هذا الإله الغير موجود من شرائ و أخلاقيات
أنت حر أن تفعل ما تشاء شرط ألا تتجاوز حريتك حرية الآخرين هي مقولة أتفق معها فما أن أتجاوز حرية الآخرين أو بعبارة أوضح أؤذي شخص آخر بحجة حريتي فأنا بذلك أتجاوز مفهوم الحرية و أتحول إلى سلطوي و هو أمر غير أخلاقي
إن حرية ملكية وسائل الانتاج ليست بحرية ففيها الرأسمالي يسرق العامل عن طريق القيمة الذائدة و بالتالي يؤذيه يتجاوز حريته و هو بذلك سلطوي و لا أخلاق إن الحرية الاقتصادية هي حرية لا أخلاقية تبيح للرأسمالي أن يؤذي العامل بسرقته عن طريق القيمة الذائئدة
إن كل من يمارس دور سلطوي هو متجاوز لحرية الآخرين سارقا لحريتهم و بالتالي فعليهم أن يدافعوا عن أنفسهم عن حريتهم بوجهه عليهم أن يؤذوه و إلا كانوا سلبيين و السلبية ليست مبدأ أخلاقي و إنما هي مبدأ يكرس للسلطوية و يعطيها القوة لتذداد قمعا و شدة

الموقف من الحرية الجنسية :

تسعى الأناركية إلى تحرير المجتمع من الدولة و رأس المال و إعطاء السيادة الكاملة للمحتمع على نفسه بحيث يقوم المجتمع بوضع قوانينه عن طريق هيئاته هذه القوانين و هذه الهيئات تكفل بألا يتم أي تجاوز من الفرد على قوانين المجتمع واضعين بذلك المصلحة العامة الاجتماعية فوق المصلحة الفردانية الأنانية
و لكن الكبت الجنسي ليس كما يظن الكثيرون ليس هو نتاج مجموعة من القوانين الاجتماعية في المجتمعات التي تدعى بالمتزمتة أو المحافظة و إنما هو سطوة و طغيان الدين على العقل السائد في المجتمعات المذكورة , هذه السطوة التي تنتج و ينتج عنها سطوة رجال الدين على المجتمع , هذه السطوة التي لا يمكن لمجتمع أن يستكمل إلا إذا تحرر منها
لذلك تقف الأناركية مع الحرية الجنسية واقفة ضد العوامل الرئيسية الثلاث المضادة للحرية الجنسية ألا و هي :
1- القمع الجنسي : الذي يقوم بتحديد نوع الملابس التي يجب أن يرتديها الإنسان ذكرا كان أو أنثى و تحديد شكل العلاقات الجنسية المسموحة و الممنوعة وفقا لما يقول خالق السماء و الأرض الغير موجود
2- التفوق الجنسي : كتفوق الذكر على الأنثى و المغاير على المثلي و يكون ذلك بإعطاء إحدى الطرفين حقوق دون الآخر أو فرض واجبات غير مفروضة على الآخر
3- الاستغلال الجنسي : وهو كل خلط بين المال و الجنس يذكر منه التجارة الجنسية , استغلال الجسد في الإعلانات التجارية , و التزويج مقابل مبلغ من المال
إن الاضطهاد الجنسي هو إحدى وسائل السلطة التي يستخدمها المتسلط عليه من قبل الدولة ذاك الجبان الذي يخشى بأن يخرج غضب بالدولة ليخرج عوضا عن ذلك غضبه بمن هو أضعف منه متحولا بذلك إلى سلطوي و حاكم صغير
لا تفقد المرأة شرفها بفقدان غشاء بكارتها و لكن المجتمع هو من يفقد إنسانيته بهذه النظرة للمرأة , فالإنسان الشريف ذكرا كان أو أنثى هو من يرفض المساومة على الحرية و ليست تلك التي تقمع نفسها إرضاءا للرغبات السلطوية لذكور الأسرة
جسد الإنسان ذكر كان أو أنثى هو ملك له وحده و كل من محاولة خارجية للتدخل به هي محاولة سلطوية و كل سلطوية هي أمر مرفوض لكل أناركي فإن أرادت المرأة أن تتحجب فهذا حقها و إن أرادت أن تتعرى هو حقها أيضا إن أرادت أن تبقى عذراء فهذا حقها إن أرادت ممارسة الجنسي الجماعي فهذا حقها أيضا
كل تمييز لا يقوم على الأساس الطبقي هو عنصرية و كل عنصرية هي تصرف سلطوي و لا أخلاقي بالنسبة للفكر الأناركي نعم التمييز بين الذكر و الأنثى و بين المغاير و المثلي هو تصرف سلطوي و غير أخلاقي و يرفضه كل أناركي
يقوم الدين على الكبت الجنسي هذا الكبت الذي تأصل في المجتمعات العربية و المسلمة المتدينة جعل الإنسان قابل على تفجير نفسه في سبيل الوصول إلى الحوريات تلك الحوريات اللواتي ما قتل نفسه فداء لهن لو كان يملك حريته الجنسية على الأرض
الحرية لا تتجزأ فلا يمكن أن تكون مؤمن بإحدى الحريات دون الحريات الأخرى أو تقبل الحرية هنا و ترفضها هناك , لا يمكن أن يكون الإنسان حرا إذما اكتملت حريته , لا يمكن للإنسان أن يقول أريد التحرر من اضطهاد الدولة و هو لا يزال يضطهد أخته
الحب أكثر قدسية من الزواج فالحب هو عبارة عن تناغم مجموعة من المشاعر بين شخصين يجعلهما يرتبطا معا في حياتهما ليضحي الأول للثاني أما الزواج فهو مباركة الكنيسة أو البلدية لارتباط بين شخصين و أنا أقدس الحب في حين لا أعترف لا بسلطة الكاهن و لا بسلطة رجل البلدية
إن الحرية الجنسية هي جزء من تحرر المجتمع من الدين و من سلطة رجال الدين عليه هي جزء من تحرر المجتمع من السلطة من إحدى السلطات و بالتالي من كل سلطة و لا يمكن لمجتمع حر أن يبقى تابعا لهذي السلطة أو تلك
لا يمكن أن تشبه المرأة الألماس الذي يريد صاحبه تخبئته فهي ليست بجماد إنها إنسان و الإنسان لا يمكن بأن يكون بأي حال من الأحوال ملكا لإنسان آخر , الإنسان قادر على أن يكون شريكا لإنسان آخر و لكن ليس ملكا له
في كل إنسان هناك كمية كبيرة من العيوب و الشرور التي قد يكون عليه أن يسترها و لكن جسده و أعضاءه التناسلية ليست إحدى هذه الشرور و العيوب , فالشر الوحيد الموجود بالإنسان هو ميوله السلطوية لا أعضاء و لا ميوله الجنسية
لا يمكن لفرد أن يعيش حر في مجتمع غير حر و مجتمع يضع تمييزا بين أفراده هو مجتمع غير حر فمجتمع يكون فيه المغاير حرا و المثلي مكبوت هو مجتمع غير حر و كذلك المجتمع الذي يكون الذكر فيه حرا و الأنثى مكبوتة هو مجتمع غير حر فالمجتمع الحر هو المجتمع الذي يؤمن المساواة بين كل أفراده
المثلية الجنسية ليست مرضا من أمراض الرأسمالية كما يقول بعض البلاشفة و لكنها حالة طبيعية موجودا في العالمين البشريو الحيواني و ستبقى موجودة حتى بعد زوال الرأسمالية لا بل ستنال قدرا أكبر من الحرية كما سينال كل الشعب بخلاصه من المجتمع السطوي و وصولها إلى المجتمع التعاوني المجتمع الذي لا يفضل فردا عن فرد آخر لأي سبب من الأسباب
المثلية الجنسية ليست حالة لا أخلاقية فهي ليست ميل سلطوي لا بل اللا أخلاقي هو التمييز بين المغاير و المثلي و بين الذكر و الأنسى فكل تمييز هو حالة عنصرية و كل عنصرية هي سلطوية و لا مساواة و كل سلطوية و لا مساواة هي حالة لا أخلاقية
المثلي ليس كائنا مقرفا بل المقرف هو نظرة الدين و العقل الديني السائد له , فالإنسان لا يمكن أن ننظر إليه ككائن مقرف لطبيعته التي تختلف عن الناظر لها , أما المقرف فهي العقلية السلطوية التمييزية العنصرية التي يخلقها الدين في العقلية السائدة في المجتمع
ليست العاهرة بالكائن اللا أخلاقي بل لا أخلاقيين هم من يدفعون المال ( رواد بيت الدعارة ) و من يقبضون المال ( القوادين ) لقيامهم بممارسة سلطوية أما العاهرة فهي عرضة للاستغلال مثلها مثل جميع أبناء الطبقة العاملة في النظام الرأسمالي الذي نعيش فيه
لا يقاس الشرف بغشاء البكارة و إنما يقاس بعدم تنازل الإنسان عن حريته لأي سلطة كانت , يقاس حين يضحي الإنسان لأجل الإنسانية , يقاس حين يسجن الإنسان مناشدا عالم لا سجون فيه , الشرف يقاس بعزة الحر و تضحيته فالشرفاء هم الأحرار حتى و لو كانوا داخل السجون
هل ترضاه لأختك ؟؟ و من أنت حتى ترضى و لا ترضى لأختك ؟؟ و أي إله هذا الذي أعطاك السلطة على أختك ؟؟ و لماذا هي عليها أن ترضى لك بما لا ترضى أنت لها ؟؟ فعلا لن يستكمل المجتمع حريته إلا إن تخلص من الذكورية
الحرية الجنسية ليست كافية لكي نقول بأن المجتمع حر فقد حصلت النساء في أوروبا على الكثير من الحريات و لكن المجتمع الأوروبي لا يزال خاضعا لسلطات الدولة و رأس المال و لكن مجتمع حر لا يمكن بأن يكون مكبوتا جنسيا
الحب والجنس كانا جريمة حقيقة منذ ان ادرك رجل الدين والسياسة انهما طاقة تسري داخل الانسان فقرروا قتلها لان السماح للانسان بأن يعيش طاقته هذه دون كبت سيجعله متمرد ومن الصعب السيطرة عليه
لا علاقة لذي المرأة باذدياد حالات التحرش و الاغتصاب بل هو الكبت الجنسي االذي يسببه سلطة الدين في العقلية الاجتماعية هو ما يزيد هذه الحالات لا و بل يبررها و الدليل على ذلك بأن تلك الحالات غالبا ما تراها في مجتمعات الدين و الكبت الجنسي أو بوضوح أكثر في المجتمعات العربية و المسلمة
يقتل تاجر المخدرات ابنته إذا ما مارست الجنس مع حبيبها و لكن لماذا يقتلها ؟ للمحافظة على شرفه و لكن دعونا نسأل هل تاجر المخدرات أكثر شرفا من ابنته ؟ أو هذا ما علمنا إياه الدين و التقاليد الذان وصلا إلى حد اعتبار الجنس هو العار الوحيد , الجنس الذي لم و لن يكون عارا . و هنا أود أن أنوه بأنني لا أتحدث عن تاجر المخدرات كخارج عن قانون الدولة فأنا لا أعترف بقوانين الدولة بل أتحدث عنه كإنسان يكسب رزقه من ضرر أناس آخرين
لا يسبب الكبت الجنسي إلا هوسا جنسيا مما يجعل صفحات الجنس على الانترنيت الأكثر استخداما في المجتمعات التي تعتبر الجنس من المحرمات الرئيسية فلو كان الجنس متاحا بحرية في هذه المجتمعات لجزمت بأن 90 % من مستخدمي هذه الصفحات ما كانوا ليستخدمونها

الخونى الطبقييون :

الخائن هو من ينتمي المجموعة ما و لكنه يخونها مع مجموعة أخرى مساندا لها ضد المجموعة التي ينتمي إليها و الخائن الطبقي هو من ينتمي لجموع الفقراء و لكنه يخونهم مع الأسياد مساندا سلطتهم عليهم , هو ذاك العبد الذي يرغب في البقاء كعبد مساندا فيما يفعل نظام الغني و الفقير الحاكم و المحكوم
يعتبر الخائن الطبقي عدوا للطبقة العاملة قبل الأسياد فالسيد يفعل ما يفرض عليه المنطق أن يفعله ليحافظ على أمواله و سلطته في حين يخون الخائن صفوف العمال مدافعا عن السيد مكرسا لاستمرار عبوديته كعبد متنازلا عن حريته و عن حريات جميع أبناء طبقته
تعتبر الخيانة الطبقية كالسلطة مفهوما لا أخلاقيا لأنها تكرس للمجتمع السلطوي المجتمع الذي لا حرية فيه و لا مساواة المجتمع الذي يقوم على مفاهيم لا أخلاقية ألا و هي أن يسرق السيد العامل عن طريق القيمة الذائدة و أن يقمع الحاكم المحكوم عن طريق القوانين السلطوية
من بين الخونى الطبقيين يمكن أن نذكر الشرطة الذين تقوم مهنتهم على حماية الدولة , رجال السيكيورتي الذين تقوم مهمتهم على حماية أصحاب الأموال و أخيرا و ليس آخرا القوميين و الوطنيين الذين تقوم مهمتهم على تقسيم العمال
الخونى الطبقيون هم الداعم الأساسي للنظام الرأسمالي فبدونهم ما وجدت الدولة و أرباب العمل من يحميهم من غضب الطبقة العاملة إنهم العماد الرئيسي الذي يحتاجه رأس الهرم ليبقبة مثبتة على القاعدة إنهم كل ما تحتاجه الدولة و الأسياد للسيطرة على الطبقة العاملة
إن الخيانة الطبقية كالتمرد الطبقي حالة إرادية مسؤول عنها صاحبها مئة بالمئة و بالتالي هو مسؤول عن كل ما يفعل و كل ما سيحدث له من جراء ما يفعل فلا الشرطي يستطيع أن يشتكي من الأناركيين الذين يرمونه بالمولوتوف و لا الأناركي قادر على أن يشتكي إذا ما اعتقل من قبل الشرطة فكلاهما اختار و بحرية تامة موقعه بالحرب الطبقية و بالتالي عليهما أن يتحملا نتائج خيارهما
الشرطة في خدمة الشعب هي كذبة كبيرة فالشرطة هم جهاز قمعي تستخدمه الدولة لقمع عموم الشعب و هم أول من سيوجه سلاحه بوجه الشعب إذا شعر الحكام بخطر زوال نظامهم , هم أول من سيوضعون على واجهة المواجهة مع الشعب في حال أحس النظام بالخطر
يقوم الإعلام بالترويج للخيانة الطبقية عن طريق إنتاج أفلام يكون عادة أبطالها من رجال الشرطة و المخابرات مثل جيمس بوند و الكثير من أمثاله من الأفلام و المسلسلات و تقدم هوليوود دعما كبيرا لذلك بمعظم أفلامها مما يدل على الحاجة الكبيرة للرأسمالية لذلك المسمى شرطي
يقولون لنا بأن الشرطة يقومون بواجبهم و منذ متى كانت الخيانة الطبقية واجبا منذ متى كانت سرقة الحريات واجبا , الشرطة يقومون بعملهم نعم و نحن عملنا أن نخرب عملهم معلنين تمردنا على كل قوانين الدولة قوانين الدولة التي سخروا أنفسهم أولائك الشرطة لحمايتها حامين بذلك الدولة نفسها
يقولون مهمة الشرطة حماية النظام نعم هم يحمون النظام و لكن أي نظام يحمون إنهم يحمون ذاك النظام الذي يضطهد و يسرق العامل كل يوم أما إن كانوا يقصدون بحماية النظام بأن الحياة بدونهم كادت تكون فوضى فهذا الرأي بعمل البوليس ناتج عن عقدة نقص إذ يعتقد الكثيرون بأن الشعب غير قادر على تنظيم حياته بنفسه و هو بحاجة لقوة خارجية سلطوية تنظم حياته
الشرطة هم أدوات بيد السلطة أدوات قمع لا أكثر , و في سبيل قامعيه يدفع الإنسان الضرائب من الدولة فيذهب جزء كبير منها على مسيلات الدموع و عصي الشرطة و سلاحها ليبقى الشعب مقموعا بأمواله هي طريقة أخرى تأتي بجانب القيمة الذائدة يسرق بها الشعب تسمى الضرائب
يقولون لك من دون الشرطة من سيلقي القبض على المجرمين نقول لهم إن الدولة تقتل البعوض إلا أن الثورة تجفف المستنقعات فبدون وجود مفهومي السلطة و المال التا تكرس لهما الدولة لن يكون هنالك لا جرائم و لا مجرمين
لا يختلف من يخون الرفاقية عن أي خائن طبقي فعلاقة الرفيق برفيقه عليها أن تكون كعلاقة الأخ بأخيه فإن لم نكن نحن كأناركيين قادرين على تكريس روح الأخوة و التعاون فيما بيننا فكيف بنا أن نسعى إلى مجتمع تسوده الأخوة و التعاون

الأناركية و الماركسية :

تقوم الماركسية على الحزب الطليعي الذي سيقود ثورة العمال ليصل إلى الحكم بحيث يخلق ما بعد الإنتاج و الخدمات و البنوك متحكمة بذلك بالشعب بشكل كامل , هكذا ينشئ الشيوعيين ديكتاتوريتهم باسم الطبقة العاملة , ديكتاتورية تقوم باضطهاد الطبقة العاملة أبشع مما اضطهدتها الديموقراطيات البورجوازية السابقة
أما الأناركية فتقوم على العمل الطوعي التعاوني الحر ليقود الشعب بنفسه ثورته ليخلق عالما لا حاكم فيه و لا أسياد ليدير بعد ذلك إنتاجه بنفسه بشكل طوعي و تعاوني و حر بحيث تكون المصانع للعمال و الإنتاج للمجتمع لكل حسب حاجته و من كل حسب قدرته
لقد أثبتت التجربة بأن الدولة التي كانا ينشداها كارل ماركس , فريدريك إنجلز , و فلاديمير لينين لم و لن تكون دولة للعمال فالعمال ليصلوا إلى الحرية يحتاجون لزوال الدولة و كل أجهزتها القمعية و البيروقراطية , و إنما كانت دولة يحكم بها القلة من العمال السابقين الذين سرعان ما يتحولون لأسياد بوصولهم للحكم باسم العمال و يقيمون بذلك ديكتاتوريتهم و استبدادهم عليهم , كان هذا ما تنبأهم الفيلسوف الأناركي الكبير ميخائيل باكونين في مقاله (( نقد النظرية الماركسية للدولة )) و كان هذا ما حدث فعلا في الاتحاد السوفييتي السابق وف ي كل المنظومات المعتمدة على الماركسية
تقوم كل من الأناركية و الماركسية على الماديتين الديالكتيكية و التاريخية إلا أنهما يختلفا بمراحل المادية الديالكتيكية فترى الماركسية مرحلة الاشتراكية المتمثلة بديكتاتورية البروليتاريا مهمة للوصول إلى الشيوعية حيث لا حاكم و لا محكوم في حين تنفي الأناركية وجود هذه المرحلة و لكن دعونا نرى فبالنسبة لماركس كل انتقال من مرحلة لأخرى هو انتصار للطبقة المظلومة في المرحلة السابقة على الطبقة الظالمة مثلا الانتقال من الإقطاعية إلى الرأسمالية هو انتصار الفلاحين على الإقطاعيين و لكن الانتقال من مرحلة الاشتراكية إلى مرحلة الشيوعية ( حسب الوصف الماركسي ) هي انتصار أي طبقة على أي طبقة ؟ لا نجد جوابا ... يقول لينين بأن (( مرحلة ديكتاتورية البروليتاريا هي مرحلة يقوم العامل بها باضطهاد الرأسمالي )) و لكن زوال الرأسمالية المفروض أن تعني زوال الرأسمالي فما أهمية ديكتاتورية البروليتاريا إذا ... الحق أقول لكم لم تكن ديكتاتورية البروليتاريا إلا كذبة وضعها الماركسيون ليستغلوا و يضطهدوا الطبقة العاملة مستخدمين اسم تحررها
إن كان الربيع العربي قد أثبت شيأ فقد أثبت بأن ما يقوله الماركسيون عن ضرورة الحزب الطليعي لقيادة الثورة هو كذبة من كذباتهم التي أرادوا بها السيطرة على كل ثورة و لم يكن الربيع العربي أول ثورة بدون حزب طليعي فقد كانت قبله الثورة الفرنسية
تؤمن الأناركية بالكيانات الثورية و لكنها لا تؤمن بالأحزاب لرفضها للهرمية و الصراع على السلطة التي تكرس لهما الأحزاب أما الكاناتالثورية التي يؤمن بها الأناركيون فهناك كيانات ما قبل الثورة ومنها التجمعات التعاونية و النقابات الحرة و كيانات الثورة و هي كيانات تقوم الثورة بتأسيسها كالسوفييتات مثلا و يكون الانتصار المطلق للثورة عندما تصبح كل السلطة بيد هذه الكيانات
لم يكن الشعار اللينيني (( الحزب فوق الطبقة )) إلا وسيلة حقيرة و خبيثة وضعها البلاشفة لتسيطر قيادات حزبهم البيروقراطية على الطبقة العاملة مؤسسين لنظام استبدادي يكون فيه كل الحكم لقياداتهم الحزبية و ليس للطبقة العاملة
لم تكن السلطة في الاتحاد السوفييتي بيد السوفييتات فمنذ عام 1918 سرق اللينيون الثورة من السوفييتات عن طريق ما يسمى النيب أو السياسة الاقتصادية الجديدة واضعين ثلاثي لإدارة المصانع هذا الثلاثي كان تكريسا للبيروقراطية التي حكمت الاتحاد السوفييتي فالاتحاد السوفييتي لم يتحول إلى رأسمالية دولة بعد موت لينين و لكن بعهده منذ عام 1918
لم يكن إصرار اللينينيون على الاشتراكية في بلد واحد إلا للحفظ على مؤسسات دولتهم القمعية و البيروقراطية بحجة حماية الثورة من العدو الخارجي أما الأناركية فتؤمن بما قاله باكونين (( أنشد الدمار لكل الدول المحلية و القومية و استبدالها بالدولة العمالية العالمية ))
لم تكن الدول التي أسسها الماركسيون دولا اشتراكية و لا بأي نقطة من نقاط الأرض بل كانت جميعها أنظمة رأسمالية الدولة التي تعتمد على سلطة البيروقراطيين فطالما القيمة الذائدة موجودة فالنظام رأسمالي قائم على الاستغلال و سرقة الطبقة العاملة بغض النظر إن كان من يحصد هذه القيمة الذائدة الدولة أو رب عمل

الأناركية و الإرهاب :

يعيقد الكثيرون بأن الفرق بين الأناركية و النيهيلي هو بالموقف من الإرهاب إذ يقف الأناركيون ضد الإرهاب كطريقة للنضال ضد الدولة في حين يستخدمه النيهيللين كطريقهم الوحيد هذا و يعتقد البعض أن النيهيللين هم الأناركيين الإرهابيين
لكن هذا الاعتقاد هو اعتقاد خاطئ إذ أن الإرهاب هو إحدى الوسائل التي يستخدمها الأناركيون إلا أن الإرهاب الأناركي يختلف عن الإرهاب النيهيلي لسببين إذ أن الإرهاب الأناركي يهدف إلى نشر البروباغندا الأناركية بطرقة غير مباشرة عن طريق إرسال رسائل إلى الشعب عن طريق بيان تبني العملية الإرهابية إذ تدعو هذه البيانات الشعب للتنظيم الذاتي و للثورة , ثورة تهدف إلى الحرية و القضاء على كل شكل من أشكال السلطة بحيث يحكم الشعب نفسه بنفسه
في حين يرى النيهيللين بإرهابهم ثورة نيابة عن المجتمع الذي كما يعتقدون لم و لن يثور يوم كما أن هذه الثورة بالنسبة لهم تهدف فقط للتخريب و ليس لبناء البديل ألا و هو المجتمع الحر فالثورة بالنسبة للنيهيلي هي قتل الأعداء و الهدف هو كذلك إيضا و كما يقول النيهيلي سيرجيي نيتشايف (( المؤامرة و التخريب ليسا وسيلة لنا في سبيل الثورة بل هما كل برنامج الثورة و هدفها ))
قد يكون الإرهاب عن طريق وضع قنابل أو اغتيالات بحيث تقوم بذلك مجموعة إرهابية منظمة أو قد يكون برمي المولوتوف على الشرطة بالمظاهرات و إحراق البنوك و اللكبرى و يستطيع الأناركي أن يقوم بكلا المهمتين شرط أن يرتبط نشاطه بخطاب سياسي يدعو المجتمع فيه للثورة على عالم الغني و الفقير الحاكم و المحكوم السجان و المسجون القوي و الضعيف و إلا فمخرب بدون خطاب سياسي لا يستحق بأن يوصف إلا بالبانكي و إرهابي دون هدف تأجيج الثورة الاجتماعية لا يستحق أن يوصف إلا بالنهيلي
الشرطي كل شرطي هو خائن طبقي هو ذاك الذي دائما ما يأتي من طبقة الفقراء إلا أن عمله يقوم على حماية طبقة السادة الطبقة الرأسمالية من غضب هؤلاء الفقراء و إن الشرطي أي شرطي هو شخص و بخياره التام اختار أن يوضع السلاح في يده ليستخدمه ضد الثورة عندما تشتعل و لذلك فدم كل شرطي هو بعكس دم المدنيين حلال عند الأناركيين
الأناركيين قادرين على وضع الكثير من القنابل إلا أنهم على عكس الإسلاميين غير قادرين على جرح أي مدني بالقنابل التي يضعونها , فهم يضعون القنابل لتفجيرات رمزية عادة ما لا يصاب أحد بها و أبدا لا يصاب بها إنسان بريء
طبعا عندما نتحدث عن الإرهاب هنا نتحدث عما يسميه القانون و الإعلام بالإرهاب أما الإرهابي الحقيقية فهي الدولة , فما يسميه الإعلام و القانون بالإرهاب هو الإرهاب الذي يأتي من الأسفل للأعلى من المظلوم للظالم من الضعيف للقوي و هذه تسمى مقاومة أما ما تفعل الدولة يوميا في حياتنا فهو إرهاب من الأعلى للأسفل من القوي للضعيف من الظالم للمظلوم هو ما يمكن تسميته حقا بالإرهاب
يرفض الأناركيين في المنظمات الإرهابية التي يشكلونها أي نوع من أنواع التمويل الخارجي لأن هذا النوع من التمويل سيحولهم من مكافحين ضد الدولة و الأسياد إلى مرتزقة و عوضا عن ذلك يمولون منظماتهم الإرهابية بعمليات سطو على البنوك , فكل بنك و كل رأسمالي هو لص و كل سرقة من كل رأسمالي هي عملية استعادة لما سرقه الرأسمالي من العامل عن طريق القيمة الذائدة , أنا طبعا لا أقول بأن كل من يسرق من رأسمالي هو أناركي و لكنني أقول بأن كل سرقة من كل رأسمالي هي عمل خير و ليس شريرا
ليست كل عملية سطو يقوم بها أناركي هي عملية هادفة لتمويل منظمات إرهابية بل يمكن أن يكون و غالبا ما يكون الهدف من عملية السطو التي قام بها الساطي الأناركي رفض العبودية المأجورة أو رفض العيش تحت رحمة رب عمل ما أو رأسمالي ما
تعتبر المنظمة الإرهابية الأناركية جهازا عسكريا لاختصاصه بحرب العصابات في المدن و عليه فهي حالة خاصة يقبل فيها الهيكل الهرمي للتنظيم هذا التنظيم الهرمي يسهل تشكيل أوية تصعب على رجال البوليس إلقاء القبض على كل عناصر المنظمة الإرهابية
العنف الثوري المضاد ضرورة حتمية للنضال العمالي فبغض النظر إن كانت عن طريق تنظيمات إرهابية أو عن طريق رمي مولوتوف في مظاهرات إلا أنه ضرورة حتمية لأنه لكل فعل ردة فعل تساويه في القوة و تعاكسه بالاتجاه و السلطة كل سلطة هي عنف و كل قيمة ذائدة هي عنف و كل النظام الرأسمالي قائم على العنف المباشر أو غير المباشر إلا أنه عنف و على العنف لا ترد إلا بالعنف

مراكز النشاط الاجتماعي :

يقيم الأناركيون لهم مراكزا للنشاط الاجتماعي التي تهدف لإقامة علاقة بينهم و بين المجتمع , غالبا ما تكون هذه المراكز في بيوت أو مباني حكومية مهجورة يقوم الأناركيون بالسيطرة عليها و الاستيطان بها , فالمباني الحكومية المهجورة عادة ما لا يطالب بها أحد .
ليس الأناركيون وحدهم من يستولي على بيوت و مباني حكومية إلا أن من يريد أن يستولي على بيت أو مبنى فقط و فقط ليعيش به فلا يستحق هذا المبنى إذا بأن يلقب بسكوات أناركي و لا محتله بالأناركي فهنا هي إحدى الحالات التي تظهر الفرق بين الأناركي و البانك , فمن يحتل بيتا دون تحويله لمركز نشاط اجتماعي هو بانكي و سكواته سكوات بانكي
أما مراكز النشاط الاجتماعي هذه فغالبا ما تكون على شكل قهوة يستقبل بها الأناركي زواره من أبناء المجتمع , يمول بها اسكواته و النشاطات داخل سكواته , و يكون داخل هذه القهوة رف يوضع عليه البيانات و المقالات و الصحف الأناركية و يمكن وضع الكتب عليه أيضا
في السكوادات لا تكون القهوة هي النشاط الوحيد فيمكن إضافة الحفلات و المسرحيات و نشاطات كثيرة أخرى إلا أن القهوة مهمة ليكون السكوات بحالة صلة دائمة بالمجتمع و يستطيع المحتلون إيجاد طريقة أخرى غير القهوة و لكن المهم في الأمر بأنه عليهم أن يسعوا للنشاط داخل المجتمع ليستطيعوا من خلاله نشر الثورة الاجتماعية
على روح التعاون أن تسود السكوادات و إلا كانت هذه السكوادات اسكوادات فاشلة فإن لم نستطع أن نعيش معا و ننشط معا كأناركيين بحياة و نشاط تسوداهما روح التعاون فنحن بذلك أناركيين فاشلين و غير قادرين على نشر روح التضامن و التعاون بالمجتمع أو إيجاد مجتمع بديل يلغي اقتصاد السوق و يقيم بدلا منه نظام التعاون



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن