هذا ما حدث ... عام 1963 .

محمد السعدي
beider.media@hotmail.com

2014 / 2 / 2

هذا ما حدث .. عام 1963 ؟.
في قراءتي لكتاب المناضلة ثمينة ناجي يوسف ( سيرة مناضل ) . بجزيئه حول سيرة وتجربة ومواقف المناضل الشيوعي حسين أحمد الرضي ( سلام عادل ) . سكرتير حزب الشيوعيين العراقيين في أحرج وأعقد حقبة تاريخية في تاريخ العراق وأوضاع المنطقة العربية وتداخل العامل الدولي بقطبيه الرأسمالي والاشتراكي وصراعمها على مراكز قوة ونفوذ .
في ثورة تموز 1958 . كان سكرتير حزب الشيوعيين العراقيين الشهيد سلام عادل , الذي قتل تحت التعذيب من قبل الانقلابيين بعد ان قلعت عينيه الجميلتين .. باعتراف وشهود ممن أشرفوا على تعذيبه حتى الرمق الاخير , وباستشهاده هذا أعطى للشيوعيين العراقيين زخما ودماءا جديدة في مواصلة النضال وبناء الحزب والمقاومة رغم تحديات الدم والموت .
حري بي أن أنقل بامانه على ضوء ما جاء في متن كتاب سيرة مناضل ... الحقيقة كما أعرفها عن خالي الشهيد خزعل السعدي , ومعلومة جديدة أضيفت لي أنه كان عضو في المكتب العسكري لحزب الشيوعيين العراقيين ... تقول المناضلة ثمينة ناجي يوسف زوجة الشهيد سلام عادل ورفيقة عمره .. كالتالي ...... حول انقلاب 8 شباط 1963 . من خلال مرافقتها للشهيد سلام عادل ... كانت تاتي للحزب بين فترة وأخرى معلومات عن نية أنقلاب على الشهيد عبد الكريم والشيوعيين , وهذا مما ضعف اليقظة عند الشيوعيين .. لكن ما حدث في مساء 7 شباط من ذلك العام عن طريق غانية صديقة لاحد الضباط القوميين الضالعين في الانقلاب .. مما دعا تلك الغانية من خلال علاقتها باحد الشيوعيين بابلاغه .. تحرك ذلك الشيوعي ومن خلال قنواته بايصال المعلومة الى الحزب , واستلمها الشهيد جمال الحيدري وأبلغ الشهيد سلام عادل في الليل المتأخر من ذلك اليوم , والذي كان منكبا على القرأءة ودراسة الاوضاع .. فابلغ الشهيد سلام عادل بدوره جورج تلو سكرتير المكتب العسكري للحزب بالتالي ...أبلاغ الشيوعيين العسكريين باليقظة والحذر .. وخص بالتحديد الشهيد جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية بعدم نومه في البيت .. وفعلا كان ساعة الصفر من صباح 8 شباط , عندما تمكن الانقلابيون من أغتياله عندما خرج من البيت مع أبنه الصغير ... وابلاغ الشهيد خزعل السعدي بالتحرك ... لكن ما حدث مع جورج تلو ... وتأخره عن ابلاغهم هو عطل سيارته .. وعدم تمكنه من الوصول لهم ... ونجح الانقلابيون في انقلابهم ... هذا ما دونته المناضلة ثمينة في كتابه من سيرة مناضل ... هنا ساوضح وللتاريخ وضع وموقف الشهيد خزعل السعدي , الذي أستلم كتيبة المثنى للدبابات في قاعدة أبي غريب ومرسلات الاذاعة بعد ثورة تموز , لكن بعد عام وضع في سجن رقم واحد لمواقفه المعارضة لسياسة عبد الكريم قاسم ... وسلم مقر الكتيبة ومرسلات الاذاعة الى الضابط القومي خالد الهاشمي مما نظف الكتيبة من كل الجنود والضباط الشيوعيين , وفعلا كانت رأس حربة الانقلابيين حيث منها انطلقوا في مهاجمة وزارة الدفاع وبث البيانات من مرسلاتها ... بعد عام قضاء الشهيد خزعل السعدي في سجن رقم واحد ... خرج متقاعدا لكنه لم يهدأ في الدعوة الى أزاحة عبد الكريم قاسم عن السلطة وتفويت الفرصة على القوميين والبعثيين رغم معارضة الحزب لمواقفه مما تؤكده الوثائق الحزبية ومؤلفات الباحث التاريخي حنا بطاطو ... فطيلة فترة خروجه من السجن الى يوم انقلاب 8 شباط ظل مختفيا ومطاردا ومتنقلا بشكل سري في بيوت أقربائه وخواته من رجال عبد الكريم قاسم ... مع كل هذه الظروف الصعبة التي تحملها كما نقلتها لي المرحومتين أمي وزوجته , لكن في يوم الانقلاب كان في طليعة الجماهير وقيادتها في مدينة الكاظمية لمقاومة الانقلابيين في احتلال مراكز الشرطة .. وأشرف على صنع قنابل المولوتوف في مواجهة الانقلابيين لمدة ثلاثة أيام وبعدها أختفى .. ووقع بيدهم يوم 11 أذار وتعرض الى تعذيب وحشي ... وأعلن يوم 26 مارس في الجريدة الرسمية عن أعدامه .. باعتباره ضابطا شيوعيا خائننا .
محمد السعدي
السويد



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن