الشهيد جورج حاوي : السؤال الكبير

عادل أحمد

2005 / 6 / 23

من ، ولماذا ؟
من وراء الاغتيال ؟ سؤال بلا جواب ، رغم كل الأجوبة ، رغم كل الاتهامات والإشارات والتلميحات الضمنية أو الصريحة .
لماذا ؟ ما الهدف ، وإلام يطمح منفذو هذه الاغتيالات الهمجية البشعة ؟ لنعد إلى البداية ...
محاولة اغتيال مروان حمادة ... تحذير شديد اللهجة لكل من يحاول تخطي الخطوط الحمر ... جواب مباشر لكل طامح إلى التغيير .
اغتيال رفيق الحريري .... عقاب في منتهى القسوة والإجرام لرأس كبير وفاعل وقطب يمكن أن يلعب دورا توحيديا ... لكن السحر أعطى مفعولا معاكسا فكان 14 آذار .... وكان القطب الفاعل الذي وحد استشهاده اللبنانيين .
اغتيال سمير قصير ... حتى الكلمة ممنوع عليها أن تتجاوز الأسلاك الشائكة ، وهي تحكم على صاحبها بالإعدام إذا ما تخطتها ...
باغتيال جورج حاوي الرمز الوطني العريق ، وواحد من أهم حملة المشاريع النهضوية التي تكفل تقدم الأوطان والأمة ، بهذا الاغتيال الأخير تأخذ الحلقة بالاكتمال ...
لنلاحظ معا ... مروان الوزير والسياسي الدرزي القادم من التقدمي الاشتراكي والمتحول إلى المعارضة المكشوفة ضد العسكر والأجهزة الأمنية والتدخلات ...
الشهيد رفيق الحريري الاقتصادي والسياسي اللبناني الكبير / السني الذي تحول ليصبح رافعة لتوحد المعارضة، وبعد استشهاده لبدء هجومها الكبير ...
الشهيد سمير قصير ، الكاتب وصاحب الكلمة المقاتلة ، الكلمة الجريئة الني لطالما زلزلت عروش وأسقطت تيجان ، والمساهم في فتح ثقب يدخل منه الضوء إلى الوطن الذي يعيش في ظلام دامس ...
الشهيد جورج حاوي ، الشيوعي الرافض لكل التوضعات والأشكال الطائفية السياسية والاجتماعية . جورج الرافض للتوطين ، والباحث عن الحرية والاستقلال .
ما الجامع بين هؤلاء جميعا ؟
أليست الوطنية أولا بما هي حب لبنان أرضا وشعبا؟
أليست العلمانية التي تبعد السياسة والدولة عن الدين والطوائف والاصطفافات المنبثقة عنها ثانيا ؟
أوليس الاتجاه العربي المؤمن بالديمقراطية والباحث عن مشروع نهضوي يضع لبنان على سكة الاستقرار والتقدم ؟
اوليسو جميعهم شهداء الحرية رغم تباين مشاربهم وتوجهاتهم ؟
اوليسو جميعا شهداء إيمانهم بأن من حق لبنان والشعب اللبناني أن يكونا في وضع أفضل سياسيا واقتصاديا ، داخليا وعربيا ودوليا ؟
ألا تشير هذه المشتركات إلى أن القاتل المجرم هو واحد ! وهو عدو للبنان وللشعب اللبناني ، عدو للحرية ولكل مشروع يمكن أن يسهم في نقل الأوضاع نحو الأفضل ؟
فمن هو هذا العدو المجرم القاتل ؟
هل هو بقايا الأجهزة الأمنية اللبنانية دفاعا عن مواقعهم واقتصاصا من مناوئيهم ؟
هل هم السوريون أو أتباعهم الذين يريدون إثبات وجهة النظر القائلة بأن العنصر الضابط لاستقرار لبنان سابقا ولاحقا هو الوجود السوري المباشر أو غير المباشر ؟
هل هو قوة أو قوى لبنانية محافظة ورجعية تحاول اغتيال الرموز الوطنية الجامعة للطيف الوطني ، رموز العلمانية ورواد الحرية في محاولة لخلق لبنان جديد مقسم إلى كانتونات طائفية هشة وضعيفة ؟
هل هو العدو الصهيوني الذي ما فتئ يعزف ألحان الموت في كل المنطقة تسهيلا لفرض إرادته في السيطرة؟
أم هم الأمريكان الذين يريدون إبقاء الأوضاع مشتعلة بل وزيادتها سوءا ليسهل عليهم فرض أجندتهم على كل اللاعبين ؟
ورغم أن الجميع أدان وشجب واستنكر الجريمة أو الجرائم المتتالية إلا أن هذه الأسئلة تحتمل جميعها الجواب بالنفي أو الإيجاب .. نظرا لعدم وجود الأدلة .. وبالتالي فنحن لن نحصل على الحقيقة في القريب العاجل رغم كل لجان التحقيق الموجودة أو القادمة . الأمر الذي يعني شيئا واحدا وهو أنه على الشعب اللبناني ، على كل الشرفاء والوطنيين فيه أن يتخذوا الحيطة والحذر وأن يتأهبوا ويتربصوا لهؤلاء القتلة للقبض عليهم بالجرم المشهود، لأنه وما لم تعرف حقيقة هؤلاء لن تكتمل دائرة الوحدة الوطنية ، ولن تعرف مشاريع الإصلاح والتغيير أي تقدم حقيقي ..
لقد بات مطلوبا أن يتجند الشعب اللبناني وقواه ومعهم الله والملائكة وكل محبي الحياة والحرية للقبض على طرف الخيط الذي يكشف الحقيقة كل الحقيقة .
وداعا حاوي ... أيها المناضل الذي تعلمنا منه الكثير.
وداعا أيها العجوز الذي قضى وهو ينبض شبابا وحيوية .
وداعا شهيد الحرية والكلمة والموقف .

اللاذقية 22/6 / 2005 عادل أحمد



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن