رسالة إلى رفيق

عبد اللطيف زوال
abdellatifzerwal@yahoo.fr

2014 / 1 / 2

ها قد حلت سنة جديدة، سنة جديد على الطبقة العاملة المغربية وما زالت تعاني عزلتها عن الجماهير الشعبية، حرمانها من حزبها الثوري، الحزب البروليتاري الذي يقود صراعها ضد البورجوازية، الصراع الطبقي الحاسم للسلطة، هذه المهمة التي لم تتم بعد، بناء الحزب الماركسي ـ اللينيني، المهمة المركزية التي تنتظر الماركسيين اللينينيين المغاربة منذ أزيد من ثلاث وأربعين سنة مضت، منذ تأسيس الحركة الماركسية اللينينينة المغربية، تأسيس الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام" رائدتها التنظيمية الثورية، نتيجة القمع الشرس للعدو الطبقي، وما ألم بها من تناقضات داخلية وخارجية عرقلت مسارها الثوري، لقد ألمت بالحركة اليوم أمراض الطفولة الشيوعية، التحريفية، الإنتهازية، الفوضوية، المغامراتية، الزعاماتية، الإصلاحية، الخيانة... خيانة الطبقة العاملة، ويبقى خطها الثوري سديدا لا يقهر، ويبقى رفاق لنا حملوا هذا الخط صامدون.

ها قد حلت سنة جديدة، سنة جديدة على الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية وهي تعيش أشد مراحلها خطورة، إشتداد التناقضات بداخلها، الخلافات، الإختلافات، الصراعات، السموم، تناقضات تستحيل إلى حروب سياسوية، تناسل التيارات، المجموعات، باسم الثورية وتلفيق الخيانة، تدفق الإعلانات، والإعلانات المضادة، تشكيل التيارات والتيارات المضادة، هواية الإنشقاق، الإنشقاقات الداخلية، الإنشطارات... التناحرات حتى التصفيات الجسدية، محاولات الإغتيال، باسم الثورية والعنف الثوري، لقد أصبح وضع الحركة الماركسية ـ اللينينينة وضعا "لا يحسد عليه"، أزمة خانقة تنعش التحريفية، فلا الفضح الأيديولوجي ولا الفضح السياسي يجدي، أصبحت الإتهام بالخيانة جبة نقلدها لكل من نرشحه للإغتيال السياسي، الإتهام بالخيانة أصبح ثقافة سائدة، إنها معضلة مهمة بناء المنظمة الماركسية ـ اللينينية المغربية، خيانة الحركة.

ها قد حلت سنة جديدة، سنة جديدة على المنظمة الماركسية ـ اللينينية المغربية، ولم تر النور بعد، حتى أصبحت مهمة بناء المنظمة مهمة مستحيلة، اليأس يسيطر على الرفاق، باسم الوضوح الأيديولوجي والسياسي يستعصي التنظيم، يتم تأجيل هذه المهمة، يتم إعلان تجديد المكتب السياسي للمنظمة من طرف واحد...؟؟ التشويش على مهمة توحيد الماركسين اللينينين المغاربة قبل أزيد من سنتين، إبعاد رفيق، إبعاد رفاق، إبعاد مجموعات، إبعاد فإبعاد ثم إبعاد، إبتعاد واختفاء، إنهزام، رفض اعتراف، تخوين، ما هكذا يتم به البناء الثوري للمنظمة، إنها خيانة الخط الثوري للمنظمة !! باسم السرية تتم الكواليس ضد الجماهير، السرية على الجماهير أم السرية على العدو ؟؟ إختيار صعب ومغامرة تحمل خطورة الإنتحار السياسي، جماهير المناضلين الثوريين تنتظر اكتشاف الحقيقة، باسم القيادات والقيادات التاريخية يتم إبعاد الشباب، تتدفق القرارات ضد الجماهير الطلابية، ضد الجماهير الشبابية الثائرة في كل مكان، في الإعلانات الأكتبرونية وباستمرار، ومهمة بناء المنظمة جماهيرا ما زالت تنتظر الإفراج !!؟؟

ها قد حلت سنة جديدة، سنة جديدة ولم نستطع بعد، وبعد أربع سنوات ونيف من لقائنا، لم نتقدم خطوة، خطوة الأمام إلى الأمام، تجسيد هدفنا المركزي المرحلي، لم نتقدم قيد شعرة، رغم أننا لم نتزعزع عن مبادئنا قيد أنملة، إننا يا رفيق نمشي وبإصرار نحو الهدف، من تخلف خان، ومن خان إلى مزبلة التاريخ... نحن عازمون على الوصول، نحن سائرون، سنة جديدة وقد تأخرنا عن الموعد، لكننا لم نتأخر يوما عن تقدم الجماهير، كلما تقدمت الجماهير كلما وجب علينا تضاعف جهودنا أضعافا، أضعافا مضاعفة، إننا نتقدم في اتجاه الهدف المنشود، فليتقدم السائرون إلى الأمام، رغم أننا تقهقرنا في نظرك، فإننا صامدون، في وقت الشدة يحلو الكفاح، بعد الشدة رخاء، رخاء... إننا نقترب من الموعد المحسوم فلا تخف علينا ولا تتخلف على الموعد، السرية على العدو والوضوح أمام الجماهير، الجماهير المتدفقة في كل مكان، صوب الهدف، بعد تفاقم أزمة التنظيم بدا الوضوح واضحا، بعد تغلغل اليأس في صفوف الرفاق، بعد طول الإنتظار، أصبحنا واقفون قبل أي وقت مضى، تعاظم الإنتظار واستحال إلى قوة مادية لا تقهر، هكذا يكون تثوير القوى الجامدة المتجمدة، إننا أقوياء يا رفيق فلتحق.

ها قد حلت سنة جديدة، سنة جديدة ونحن في العد العكسي في اتجاه الهدف، من وراء القطبان، من وراء الجبال، في السهول في الوديان، رفاق لنا واقفون في كل مكان، فلتحق يا رفيق، دماء لنا قد تجددت، تدفقت، دماء جديدة، في شرايين الحركة الممتدة على طول الوطن، لن نتراجع، لن نتراجع عن حقنا في الوجود، نكسر الأغلال، نكنس الإنتهازية، ضد التحريفية، مع الحد الأدنى من الرفاقية بكل صرامة الثوار، تجاوزنا سقف الوضوح الأيديولوجي والسياسي، تألقنا إلى الأمام، إلى الأمام بلا هوادة وبكل إصرار، إصرار الثوار، فلينطلق الثوار في كل الإتجاهات الممكنة، لخلق غير الممكنة، لتجاوز المستحيل... تجاوزنا المستحيل، فثق يارفيق أننا وصلنا، فلتحق، لا تتخلف لحظة، إننا ها هنا واقفوا في انتظارك فلتحق، قد يكون الإفتراق يا رفيق نتيجة فقط، نتيجة طبيعية في حضن الأزمة المستعصية، قد يكون الفراق في خدمة مهمة البناء، قد يكون الفراق طريقنا إلى اللقاء الحاسم، لا بد من لقاء يجمع الفرقاء رفاقا، رفاقنا صلباء من أي وقت مضى، الفراق واللقاء متناقضان لا بد منهما، في ظل وحدة التناقضات، في ظل قوانين الحركة، حركتنا نحن، ماركسية ـ لينينية موشومة بالخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام"، إلى الأمام، إلى الأمام.

إننا يا رفيق في فراق يصبو إلى اللقاء، وليس بعده فراق، في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، باسم دماء الشداء/ات، باسم زغرودات أمهات الشهداء/ات، أقسم الرفاق على الصمود، فلا تنتظر انكسارنا، كل الأعداء واقفون، كل الخصوم واقفون، التحريفيون، الإصلاحيون، الإنتهازيون من كل صوب واقفون، ينتظرون سقوطنا، نقول لهم نحن اليوم واقفون أكثر من أي وقت مضى، فانكسروا وتفرقون على الهشيم، من تحت الهشيم نيران تشتعل، فلا خوف على الرفاق ولا هم يحزنون، ساعتنا ترن، ترن على كل الجدران، معلنة ساعة الحسم وبكل إصرار الثوار، نحن يا رفيق في انتظارك، لا تتخلف لحظة، ولا قيد شعرة أو قيد أنملة، كل الأفواه، أفواه الأمهات تزغرد، زغرودة انتصار الثوار، في حركة الجماهير بركان، فلنحول حركتنا نيران بركان الجماهير، لقد رجعنا إلى منازلنا هادئين، في استراحة المحاربين، في استعداد إلى مستقبل كله أنوار زرول، سعيدة، رحال، كمال... فليسقط العدو فلتسقط التحريفية الإنتهازية والإصلاحية المقيتة، عاشت الثورة، طريق الثورة إلى الثورة، فلتحق يا رفيق.




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن