هذا القلبُ الفارغُ الآن

عماد عبد اللطيف سالم
emaasalem@gmail.com

2014 / 1 / 2

هذا القلب الفارغ الآن


عندما كانت بيوتُ بغداد مُقفَلةٌ على جَسَدكِ المُضيء .. والستائرُ مُسدَلَةٌ على إسمّكِ الذي يشبهُ " المُنى " .. والذي كانتْ لهُ رائحةْ .
عندما لم يكُن الحُبّ .. كما هو الان .
كنتُ أُغمِضُ عيني على شيءٍ من الأسى الخالصِ .. كالبكاءِ القديم .. وأتلو لروحي أناشيدَ وجْهَكِ العجيب .
كنتُ أشعرُ بالحزنِ كلّما حاولتُ أن أكونَ سعيداً .. ولا حفيفَ لثوبكِ في الأُفُقْ .
وكان بوسعي أنْ أعُدَّ جميع النيازكِ التي تسقطُ فوقَ بغداد ليلاً .. ثم أمضي معكِ ، لنلتقِطَها ، نيزكاً بعد نيزكٍ ، في الصباح .
كانت جدران روحينا مُتَلاصِقةٌ في بيوتِ الصَبَواتِ تِلكْ
وكانَ قلبي الصغير يعبرُ " سَطْحَ " البيتِ ، ويحُطُّ على ضفائرَكِ في السَطْحِ المُجاوِرِ ، ثم يعودُ مشدوهاً نحو صدري ..
هُناكَ ..
حيثُ كانَ يُحِبُّكِ حُبّاً جَمّاً
هذا القلبُ الفارغُ الآن .

***


هذا هو قلبي المسكينُ
الأخضرُ الروحْ
تتكسّرُ فوقَه ُ أضلاع ُ الحَسْرَة ِ
على وجوه ِ النساء ِ الصغيرات ِ
النبيّات ِ توّا ً
كورود ِ نيسان الفائتِ ، ونيسان القادمِ
ونيسان الذي لن ْ أراه ْ .
وحين َ ينبُتُ في العُشّ ِ
بُرعم ُ البهجة ِ
سوف تتساقط ُ أوراق ُ العُمر ِ
على عصافير تحتضُنُ لوحدِها
بيْضَ الأناث ِ الجاحِدة ْ .
القلب ُ الأخضرُ في آخر العمرِ
قلب ٌ وحيدٌ
كبَحر ٍ مُتقاعِد ْ
يقلبّ ُ بأنامله ِ المتيّبسة
قواقعه ُ الصَدِئة ْ
بينما تدوس ُ الحسان ُ الجديداتُ
على ضفافه ِ المستكينة ْ
بأقدامِهنّ َ الصغيرة ْ .. وأظافرهنّ َ المُلوّنة ْ .
وحتّى لو لم يكُن ْ قلبي
هكذا ..
أخضرُ الروح
كنت ُ سأجثو على ركبتي
سافحا ً ماتبقىّ من شياطيني
في بُستانك ِ الشهيِّ
كإبليسٍ مُبتديءْ .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن