ازدواجية المعايير وهل هاجر سيدنا موسي

الشربيني المهندس
elsherbiny22003@yahoo.com

2013 / 12 / 8

ازدواجية المعايير
وهل هاجر سيدنا موسي
ازدواجية المعايير مصطلح يتردد كثيرا في تحليل العرب والمسلمين عندما يتناولون مواقف الآخرين خاصة أمريكا والغرب ويا حبذا لو كان في الجبة إسرائيل .. السؤال يتردد مع رحاب الهجرة النبوية ،التي تأتي مع بداية عام هجري جديد ،حيث اتخذها الخليفة عمر بن الخطاب مرجعا للتقويم الهجري ، ويستغرق الشيوخ في شرح تفاصيل الحدث بدءا من ترتيب الأمور وتهيئة المناخ للتخلص من الرسول صلي اللـه عليه وسلم ، والإجهاز علي دعوته ، التي فرقت الأسرة الواحدة من وجهة نظر أباطرة قريش ..وطبعا معهم الشيطان ..مع أنهم مزقوا الإله إلي عدة آلهة ليقربوهم إلي الإله الواحد زلفي .. مع شرح الخطط والدروس المستفادة ، والقفز إلي المستقبل ،وحادثة سراقة وحصانه ،وحتي بناء المسجد والتآخي بين المهاجرين والأنصار .. في سورة التوبة وهي مدنية ( إلا تنصروه فقد نصره اللـه إذ أخرجه الذين كفروا ثاني أثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن اللـه معنا ) وذلك في سياق الدعوة إلي النفرة في سبيل اللـه وهل هي ازدواجية التفكير.. فما هو دور موسي عليه السلام ، وهل هاجر .. ولماذا لا يحتفل المسلمون بها
يبدو السؤال منطقيا مع مدلول الآية الكريمة في أواخر سورة البقرة وهي مدنية ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن باللـه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ) ويطرح السؤال نفسه واحتفالات الهجرة مستمرة يتخللها الإحتفال بيوم عاشوراء ،الذي يحتفل به أهل السنة وأهل الشيعة كل من منظوره .. والاحتفال به من منطلقين : الأول أن يهود المدينة/ يثرب كانوا يصومونه احتفالا بنجاة سيدنا موسي ، وقال الرسول كما جاء بالحديث نحن اولي بموسي .. ولإن احياني اللـه العام القادم لأصومن التاسع والعاشر.. أما المنطلق الثاني فهو ذكري المذبحة التي استشهد فيها سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب في موقعة كربلاء ، حيث ترك المدينة إلي العراق وأخذ البيعة من أهلها .. فهو أحق بالخلافة من معاوية بعد أن تنازل شقيقه الحسن بن علي عنها .. وهي التي ينفرد بها الشيعة واحتفالية بطقوس خاصة بهم ..
وتتباين الآراء فالسؤال عن هجرة سيدنا موسي يتناول واقعتين ، الأولي هي الخروج من مصر إلي مدين وحيدا خوفا من قيام القوم بقتله حيث قتل المصري
( وجاء رجل من أقصي المدينة يسعي قال يا موسي ان القوم يأتمرون بك ليقتلوك ، فأخرج إني لك من الناصحين ، فخرج منها خائفا يترقب ) القصص
والثانية الخروج ببني اسرائيل من مصر وعبور البحر هربا من فرعون وقصة شق البحر
الهجرة لغة هي ترك المكان إلي مكان آخر ، طلبا للأمن ، وكانت مكة هي بلد الأمن
( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) قريش
ومصر بلد الأمن والأمان ( أدخلوها آمنين ) يوسف
وهي تصل إلي الفريضة ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين فيها قالوا الم تكن أرض اللـه واسعة فتهاجروا فيها ) النساء
وهي أيضا هجرة معنوية بترك الأمور السيئة ،وحتي التقوقع وحالة الإغتراب ،مع التعريف الإسلامي بأن المهاجر من هجر ما نهي اللـه عنه ..
ومع دعوة الرسول في حالة الفتنة ( فليسعك بيتك) ..
وقبل العودة إلي قصة سيدنا موسي نذكر أن الأنبياء هاجروا فقد هاجر سيدنا إبراهيم إلي مصر وقصة السيدة هاجر أم إبنه اسماعيل المصرية ، وكذلك خروجه من العراق بعد أن آمن له لوط
( وآمن له لوط وقال إني مهاجر إلي ربي )
ورحلة العائلة المقدسة مع سيدنا عيسي إلي مصر معروفة ..ويأتي خروج موسي الأول من مصر وحيدا خوفا من القتل ويعتقد البعض أنها حالة خاصة وفرارا بنفسه وليست في سبيل قضية
( قال أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد أن تكون جبارا في الأرض )
وفي الحالة الثانية جاء خروجه مع قومه هربا من موسي وتنفيذا لرسالة الرب
( أن أرسل معا بني إسرائيل قد جئناك بآية من ربك والسلام علي من اتبع الهدي ) طه
وخرج مع قومه من نسل أبناء يعقوب بمصر ، وقد جاوزوا المليون إلي أرض الميعاد ، مرورا بالبحر
التوراة تقول: »وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ - لِكَيْ يَمْشُوا نَهَاراً وَلَيْلاً. لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَاراً وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ«.
نعم، كان هناك عمود يرشدهم، يظللهم في النهار، ويبعد عنهم الحيوانات المتوحشة في الليل، ويقودهم بالليل والنهار إلى الطريق السليم (خروج 13:21 – 22
لكن الحوادث تعددت فتأتي قضية شق البحر ( واضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم )
والوصايا الربانية لموسي ثم قصة عبادة العجل ومحاربة العماليق والتيه لبني إسرائيل وطعام المن والسلوي وخروج موسي مع قومه ( سبعون شيخا ) لملاقاة الرب وسؤالهم وموسي أيضا لرؤية الرب وتجلي الرب للجبل ..
وهي قضايا تشابهت في التوراة وسفر الخروج الذي جاء بعد سفر التكوين وقصص القرآن الكريم ..
وهذا ما يترجم في صلوات عيد الفصح اليهودي حيث يرد إرشاد بأنه «على كل إمرؤ، على مدى لأجيال، أن يعتبر نفسه قد خرج من مصر» وطغت علي مسألة الهجرة ..
استمرت المعجزات مع موسي بعد خروجه الثاني من مصر وتحول الأمر مع محمد إلي استكمال الفرائض من صيام وغيره وتحويل القبلة ثم الجهاد في سبيل الدعوة والغزوات النبوية والسرايا وفتح مكة ..
ربما كان الاحتفال بعاشوراء يحتاج للتدقيق حيث يحتفل المسلمون من أهل السنة كما سبق ،وان كان اليهود يحتفلون به في موعد آخر (حفظ تذكار النجاة من فرعون )
لكنها الازدواجية من جديد فقد خرج سيدنا محمد من مكة عندما اجمع القوم علي قتله بصحبة ابو بكر واختبأ في الغار وغير طريقه إلي المدينة التي سبقه الإسلام إليها وتزوج هناك ..
وموسي خرج خائفا إلي مدين حيث الرجل الصالح وتزوج هناك .. والاستشهاد هنا باحتفالنا بيوم نجاة موسي وتجاهلنا للاحتفاء بهجرته وهجرة الانبياء عليهم السلام والدروس المستفادة يستحق علامة استفهام وتعجب ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن