من اين اتى هذا الجيش يا سادة؟!!!

فاضل عزيز
az_fadhel77@yahoo.com

2013 / 11 / 23

مر على إقامة حكومة انتقالية في ليبيا حتى الآن عامان تقريبا،
بُحت اصواتنا المطالبة بإعادة تفعيل مؤسستي الجيش والشرطة الوطنيتين لضبط الأمن وإنفاذ القانون وإنهاء حالة الفوضى التي تعم البلاد اليوم..
صدرت عشرات القرارات الحكومية والنداءات الشعبية المطالبة بعودة كوادر مؤسستي الجيش والشرطة لممارسة أعمالهم، دون أن يتحقق شيء على الارض.. وفي الخفاء تمارس حكومة الظل دورا فاعلا في إعاقة هذه القرارات وتعطيل هذه المطالب،فيما تعمل هي (حكومة الظل) ليل نهار على بناء جيشها ومؤسساتها الأمنية الخاصة المبنية على عقيدة الولاء للحزب لتحل محل الجيش الوطني..
فجأة وبعيد مغادرة عصابة غرغور والتشكيلات المساندة لها طرابلس، وفي مشهد يحاكي صور المارد وهو يخرج من المصباح السحري قائلا "شبيك لبيك عبدك بين ايديك"، وفي غضون ساعات كانت شرطة و مفارز جيش متكاملة الأزياء والتجهيزات مزودة بأحدث الآليات والاسلحة، تحتل اهم شوارع وميادين طرابلس!!! في غضون ساعات تنادى هذا الجيش ولبس قيافته الجديدة وامتشق سلاحه، وتزين افراده بآخر ما انتجته مصانع تركيا والمانيا من إشارات وزينة ووقفوا بوجوه مبتسمة على كل التقاطعات يسهلون وينظمون حركة المرور التي ظلت لسنتين في وضع تعجز العين عن وصفه!! أين كان هؤلاء في تلك الساعات الخانقة والمحزنة؟؟
لم نصدق!! هكذا في غضون ساعات يتحقق ما عجزت الحكومة عن تحقيقه في غضون سنتين!!!
هل كانت عصابة غرغور مرعبة الى هذا الحد وتشل حركة جيش وشرطة بهذا الحجم؟!!
حقيقة .. جيش وشرطة ترعبها هكذا عصابة وتبقيها في جحورها كل هذه المدة ..لا يمكن التعويل عليها في حفظ الأمن!!
لن تمر المسرحية يا سادة حتى على البسطاء.. جيش وشرطة كانت مقموعة ومحظور ظهورها في الميدان؛ تظهر فجأة وتنتشر في مدينة بحجم طرابلس في غضون ساعات!!! الأمر يثير الاستغراب ويبعث الشك في النفوس..
لاء والف لاء لكل التشكيلات والكتائب والمليشيات والعصابات المسلحة وفي مقدمتها تشكيلات ومليشيات الأحزاب التي اتخذت مسميات لا اول لها ولا آخر، والتي دفع بها اليوم لتكون واجهة لجيش ليبيا الوطني الذي تم تسريحه وفصل كوادره بقرار يمهد لظهور هذا الجيش الحزبي، الذي لن يكون ارحم من المليشيات والتشكيلات القبلية والعرقية والمناطقية التي تمارس طغيانا وعدوانا على المجتمع فاق في بعض الأماكن والمشاهد ما كان يمارسه النظام السابق..
ونعم باعلى صوت للجيش والشرطة و أجهزة الأمن الليبية التي كانت موجودة قبيل يوم 20 اغسطس 2011م والتي يجب ان يلتحق كوادرها الذين لم تلوث أيديهم بدم إخوتهم ، يلتحقوا بأعمالهم لتولي ضبط الأمن وإنفاذ القانون..نعم لفتح معاهد ومدارس التكوين الأمني والعسكري في ليبيا -بدل البعثات المشبوهة في الخارج- لقبول مجندين جدد يلتحقون كافراد بالجيش والشرطة، وإدماجهم في عملية فرض الامن و إنفاذ القوانين.. نعم لتفعيل القوانين التي تنظم عمل هاتين المؤسستين وتبقيهما بعيدتان عن العمل السياسي..
بهكذا جيش وهكذا شرطة لا ترط أفرادهما أي صلة بالأحزاب والكتل السياسية، وبعيدا عن التدخل الحزبي والجهوي و القبلي في عملهما يمكن إقامة دولة في ليبيا .. وما نراه اليوم من ظهور سحري لجيش وشرطة في شوارع طرابلس لا يزيد عن كونه استبدال خازوق بخازوق آخر اشد عذابا وألما من سابقه..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن