هل هنالك دولة أوروبية تقبل بأن تشتري منا ديننا الإسلامي؟

جهاد علاونه

2013 / 11 / 12

...ومن ثم تعالوا لنعرض بضاعتنا على العالم الراقي بأفكاره ومشاعره,فهل هنالك دولة مدنية حديثة تقبل بأن تشتري منا ديننا الإسلامي؟ سنعرض هذا الدين على كل لغات العالم اجمعه وسننتظر على الطريق,أو سنجلس على بسطة أمام مبنى هيئة الأمم المتحدة وننتظر أن يأتينا أحد المشترين, وسننادي على بضاعتنا وسنضع عليها سعرا محددا ,فمن هي الدولة التي ستأخذ منا بضاعتنا وهي الإسلام؟ لنعرض الإسلام مثلا على الولايات المتحدة الأمريكية وهي الداعم الأول للإسلام,فهل تقبل هذه الدولة العظيمة بأن يكون الإسلام دينها الرسمي؟ وإذا فشلنا في بيعها بضاعتنا الخليجية فسنعرض بضاعتنا على أكثر من دولة في العالم مثل المملكة المتحدة(بريطانا) فهل تقبل هذه العظيمة أن تشتري منا ديننا الإسلامي ب دولار واحد(1--$--),ستقولون لي بأن فلان أمريكي أسلم وذاك بريطاني أسلم, فأقول لكم: لا يهمنا هذا الموضوع في شيء لأنه على مستوى الأفراد,نحن نتكلم عن نظام كامل متكامل من الألف إلى الياء,ولا نتكلم عن أفراد,هل هنالك دولة في العالم محترمة جدا تقبل بأن تأخذ منا الاسلام؟يعني على رأي المثل(يا مشتري الهم من قلب صاحبه) فمين اللي بده يشتري الهم من قلبنا؟.

وأنتم أيضا هل فيكم أحد يقبل بأن يشتري منا نحن العربُ المسلمون ديننا الإسلامي؟وهل يوجد هنالك مستثمرٌ يشتريه ليستثمره في غير الحرب والتخريب؟الولايات المتحدة الأمريكية تستثمر هذا الدين في حروبها ولكنها لا تعتنقه,هذا العالم الغربي الذي أمامنا بعقله الرهيب هل يقبل بأن يكون الدين الإسلامي دين دولته الرسمي؟.

إذا اشتريت بضاعة ووجدتها فاسدة فأنت في مثل هذه الحالة تكون بين خيارين لا ثالث لهما وهو:إما أن ترد البضاعة إلى أصحابها وإما أن تقوم بإتلافها بنفسك دون الاستعانة بأي صديق,أما إن أبقيت عليها فأنت حتما تريد أن تقضي على نفسك وعلى كل من حولك,وأنا عندي بضائع قديمة أريد أن أعيدها إلى دولة المنشأ,ولا أريد أن أحتفظ فيها في داخل بيتي مطلقا,لأنها بصراحة أضرت كثيرا بصحتي وبصحة من حولي ,ورأيت من حولي أناسٌ كثيرون يتألمون جدا من البضائع التالفة وهم لا يدرون بأن سبب شقائهم وتعبهم ناتجٌ عن استعمالهم للبضائع القديمة التالفة,ومن هنا ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نطبق هذا المبدأ السليم على البضائع الفكرية,طالما أنه لا يوجد ولا أي دولة في العالم تقبل بأن تشتري منا الإسلام فلماذا مثلا لا نرده إلى أهله وأصحابه الأوائل؟ فلماذا لا نقوم بتجميع كل البضائع من أفكار وملابس ونردها إلى المصدر الذي جاءت منه؟فمثلا الإسلام جاء من مكة والمدينة أي بلغتنا اليوم قد جاء من السعودية,فلماذا مثلا لا نقوم بشحن القرآن والسنة النبوية والوهابية والسلفية ونضعها في سيارة شحن صغيرة ونقول للسعودية خذوا بضاعتكم نحن لا نريدها في هذا الوقت العصيب,لأن هنالك في نيتنا أن نستورد بضاعة أخرى أفضل من بضاعتكم!بضاعة تتناسب مع روح العصر وتتناسق مع متطلبات المجتمع المدني الحديث,تلك البضاعة التي عليها أزمة طلب كبيرة جدا.

أي بضاعة استوردنا ها أو جاءتنا من خلال الاستعمار البدوي يجب علينا أن نردها إلى أهلها,أو أن نعتبرها أمانة كانت في أعناقنا وحان الوقت لرد الأمانات إلى أصحابها, فأي فكر وهابي سلفي تبليغي,دعوة,إخوان مسلمين أو إخوان نجد,علينا أن نقول بأن هذه البضاعة ليست بضاعتنا وحان الوقت لنردها إلى أصحابها,نحن لا نريد خردوات قديمة سواء أكانت تلك الخردوات لغوية أو دينية أو قبلية, فكل هذه البضاعة نحن اليوم مستغنون عنها نهائيا ونريد أن نعيدها إلى المصدر الذي جاءت منه.
نحن نريد الآن أن نستورد بضاعة جديدة وحديثة تتناسب مع روح العصر الذي نعيش فيه,والبضاعة القديمة انتهت مدتها وأصبحت غير صحية وغير صالحة للاستهلاك البشري ولا حتى للحيوانات, فالحيوانات نفسها لا تأكل البضاعة القديمة الفاسدة,فلماذا تحاول الدولة أن تحشوها في أمعائنا!,إن معدتنا لم تعد تحتمل هضم البضائع القديمة لأنها أصبحت قديمة جدا وقد أصابتها الحموضة ويجب علينا تسليم كل شيء قديم إلى أهله,وهذا من باب الواجب المنوط بنا هذا اليوم.

وحتى بدون شراء,يعني لو عرضنا على أي دولة في العالم ديننا الإسلامي بالمجان فإنها حتما سترفض أن تأخذه منا,لأنه يعطل عندهم الحياة الدستورية بالكامل والحياة النيابية والديمغراطية والحرية الشخصية والتعبيرية وسيضعف حتما الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني, وستنقرض الجمعيات الخيرية ولن يجد أي طفل من يتبناه, وستموت الحياة بالكامل, وستنتشر الاغتيالات السياسية,وسيكثر الهرج والمرج في أمور فارغة, وستضعف مراكز الدراسات وسيضعف علم الاجتماع,بل سيباد علم الاجتماع نهائيا,وستتراجع الأبحاث العلمية وستضعف الجامعات وستحرم النساء من قيادة السيارات,والله غير الخراب والدمار ينتشر في كل مكان.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن