جنيف2 وترحيل الحل لحين آخر

علي مسلم
welati01@gmail.com

2013 / 10 / 12

بالتزامن مع كثافة الجهود التي تبذلها كل من الولايات المتحدة وروسيا وبمشاركة الدول الثلاثة الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين وفرنسا وبريطانيا ) للوصول إلى صيغة حل سياسي يضع حد للصراع الدموي الدائر بين طرفي النزاع في سوريا منذ أكثر من ثلاثين شهرا كامتداد لما جرى الاتفاق عليه في جنيف1 في نهاية حزيران من العام الماضي يزداد الشرخ الخلافي بين الأقطاب المعنية بالتسوية النظام السوري من جهة والمعارضة بأقطابها السياسية والمسلحة من جهة أخرى مما يقلص احتمال عقدها وفرص نجاحها كما صرح به المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في مقابلة مع العربية فالموقف الرسمي للنظام والذي جاء على لسان رئيسها بشار الأسد من خلال لقائه مع قناة تلفزيونية ايطالية حيث اوضح أن مشاركته الشخصية في لقاء جنيف 2 تعتمد على إطار المؤتمر الذي لا يزال غير واضح حتى الآن، وأشار إلى أن حكومته لا تستطيع التحدث إلى منظمات تابعة للقاعدة أو إلى “إرهابيين”، كما أنها لا تستطيع التفاوض “مع أشخاص يطلبون التدخّل الخارجي والتدخل العسكري في سوريا”، رافضا بذلك مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، من دون أن يسميه. أما المعارضة الخارجية المتمثلة بالائتلاف وبالرغم من وجود تباينات وانقسامات حادة في صفوفها تطالب بحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات وبدون الأسد وبضمانات عربية وخليجية ورفض حضور إيران شرطا لحضورها جنيف 2 حيث جاء ذلك على لسان ممثل الائتلاف في تركيا خالد خوجه منوهاً على أنهم بصدد رأب الصدع بين أقطابها في الخارج وبينها وبين ممثليها من الفصائل المسلحة في الداخل اثر إعلان مجموعة من الفصائل المسلحة بأنها لا تؤيد الائتلاف في مسعاها للذهاب المشروط إلى جنيف2 مما حداهم للعمل باتجاه الالتقاء والتفاهم معهم في الداخل عبر رئيس الائتلاف احمد الجربا ورئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس من جهة أخرى قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه "لا مجال لمناقشة مستقبل الرئيس الأسد، هذا الأمر يقرره الدستور السوري". واعتبر الوزير السوري أن المعارضة الداخلية هي المؤهلة للمشاركة في المؤتمر المحتمل لأنها أحزاب، بحسب تقديره. وكان يشير بذلك إلى قوى سياسية على شاكلة هيئة التنسيق الوطنية ، فالمدلول السياسي لهذه التصريحات من جانب النظام يوحي باستعادته للمبادرة يرافقها استعادة طفيفة للأرض ميدانياً حيث لا يحتاج الأمر كثيراً من النباهة. فكلّ ما جرى في الأسبوعين الأخيرين يصبّ في مصلحة النظام السوري والرئيس بشار الأسد. وقد حقّقت سوريا من خلال السير في التسوية حول سلاحها الكيماوي جملة نقاط عزّزت موقفها التفاوضي، وأطلقت يدها في الميدان ضد المسلّحين. لقد ضمن الأسد إكمال ولايته حتى 2014. بعدما كان النقاش في السنوات الثلاث المنصرمة، حول سقوط النظام والرئيس أو عدم سقوطهما، صار الكلام اليوم ليترشح الأسد أو لا يترشح؟ يقول مطلعون على المساعي الدولية لعقد مؤتمر دولي للسلام حول سوريا، أنّ الدول المعنية بالشأن السوري باتت مقتنعة بعدم القدرة على إزاحة الأسد. فمنذ بدايات العمل لإنتاج حلّ سياسي كان الرجل يمثّل العقدة والحلّ، هو العقدة لخصومه وأعدائه ومعارضيه، وهو الحلّ بالنسبة الى حلفائه وأصدقائه ومريديه. معظم الأفكار والطروحات والتصوّرات المعقولة والممكنة والقابلة للحياة تلحظ وجود الرئيس السوري في السلطة خلال المرحلة المقبلة. حيث انه استغل التقارب الإيراني الأمريكي والذي حصل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً ، لذلك نرى وسط كل هذه المتناقضات كما قال الكاتب غسان جواد في صحيفة الجمهورية أن جنيف 2 لن يتناول التفاصيل بل سيتجنبها وعلى الأرجح أنه سيضع (رؤية دولية ) للخروج من الأزمة على أن يترك تنفيذها خاضعاً لموازين القوى السياسية والعسكرية عندها قد تراوح الأزمة في مكانها ويعلق الجميع في عنق التفسيرات والتفسيرات المضادة وقد تقود المتخاصمين إلى صيغة عنوانها توسيع الشراكة السياسية وتسليم الحكومة لشخصية معارضة تحظى بثقة الأغلبية ومن ثم توزيع السلطة ضمن الدولة على أن يكون للجيش والأمن وضع خاص فيها علي مسلم- عضو اللجنة السياسية لحزب ازادي الكردي في سوريا هولير 11/10/2013



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن