سقوط الهيكل الثالث في حرب أكتوبر

توفيق أبو شومر

2013 / 10 / 4

أربعة وعشرون شخصا فقط هم الذين حضروا الحفل السنوي لتأبين الراحل، وزير الدفاع (الأسطورة) موشيه دايان المتوفى عام 1981م أمام قبره في مستوطنة نهلال يوم الثلاثاء 1/10/2013 .
فقط زوجته الثانية راحيل وابن أخيه اللواء المتقاعد عوزي دايان، ومندوب عن الجيش وبعض أفراد العائلة هم الحاضرون، حتى أفراد أسرته المقربون قاطعوا التأبين.
لم يحضر التأبين أيُّ عضو كنيست أو ممثل الحكومة!
إنه صاحب الرباط الأسود على العين اليسرى، العين التي فقدها عام 1941 إثر رصاصة قريبة، جعلت الزجاج المتطاير يخترق عينه اليسرى، هذا الرباط معروض للبيع اليوم بسعر خمسة وسبعين ألف دولار في موقع آبي للمزادات.
إنه أسطورة إسرائيل الذي صنفته صحيفة يديعوت أحرونوت عام 2005 في قائمة أعظم شخصية يهودية ، وكان ترتيبه 75 .
"إنه صاحب المائة فكرة – وفق تعبير أرئيل شارون- خمسة وتسعين منها هي أفكار إرهابية شيطانية، وثلاثة أفكار منها سيئة، أما الفكرتان الباقيتان فهما إبداعيتان!"
هو صاحب فكرة التطهير العرقي للبدو الفلسطينيين على وجه الخصوص، وهو قائد الجيش الذي واظب على قتل الفلسطينيين في قطاع غزة بفرقته 101 في خانيونس ومخيم البريج وغزة.
كل إنجازاته السابقة لم تشفع لهزيمته الساحقة في حرب أكتوبر 1973 فقد كانت تلك الحرب هل أول هزائم إسرائيل، وأول انتصار مصري وعربي عليها.
راجع المهزومون أسباب هزيمتهم فتعلموا ونشروا الحقائق والملفات، ولم يلتفتوا إلى أقوال الحاخامين الحارديم، ممن وصفوا الهزيمة بأنها انتقام من جيش إسرائيل العلماني، ومن وزيره موشيه دايان العلماني الجاهل بالتوراة، الذي لم يكن يعرف منزلة حائط المبكى عند الحارديم اليهود، فقد قال عندما رأى الحاخامين يتوافدون على زيارة الحائط بعد استيلاء الجيش الإسرائيلي عليه عام 1967م:مَن هؤلاء؟ هل هم الفاتيكان؟!!!!
إنه صاحب أشهر صرخات المهزومين في التاريخ بعد حرب العاشر من رمضان(لقد سقط الهيكل الثالث)، وقد منعته رئيسةُ الوزراء غولدا مائير من أن يعلن سقوط الهيكل الثالث، وهو أول من طلب استخدام السلاح النووي ضد الجيش المصري المنتصر والفلسطينيين والعرب!
إنه موشيه دايان الذي هجرته زوجته الأولى(روث) لتقصيره في حقها، وهو أول مهزومٍ يعاقبه الإسرائيليون بعد وفاته بثلاثة وثلاثين عاما.
أما المنتصرون فهم ما يزالون في شك من انتصارهم حتى كتابة هذا المقال!!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن