بعض الكلمات الى الموالين لنظام الاسد

محمود الحمزة
alhamza.mahmoud@gmail.com

2013 / 10 / 1


السلاح الكيميائي الذي كان موجودا على مدى عقود والذي كلف المليارات وهي من مال الشعب لم يتم الاستفادة منها ولم تستخدم الا ضد السوريين أنفسهم وهذه مفارقة عجيبة. والكل يعرف أن اسرائيل استباحت السيادة السورية مراراص حيث قصفت وعربدت وحلقت الطائرات الاسرائيلية فوق القصر الرئاسي والنظام السوري يجيب: نحن نحتفظ بحق الرد!!. طبعا الكل مقتنع بأن الرد لن يكون أبدا لأن النظام مرتبط باسرائيل باتفاقية وقف الاشتباك منذ عام 1975.
ومن جهة أخرى: ألم يقتنع الموالون حتى الآن بأن السياسة الأمنية القمعية التسلطية على الشعب السوري والفساد الواسع هو السبب في كل الكوارث التي حلت بالبلاد. لو تصرف بشار الاسد بحكمة في بداية الثورة لاستوعب الموضوع وقام باصلاحات والشعب لم يكن يريد اكثر من الاصلاحات في البداية. افهموا يا ناس بأن النظام السوري وعائلة الاسد استنفذت كل طاقاتها وكل مافي جعبتها من وسائل قمع وقتل وتشريد واعتقالات وتعذيب وحنق للسوريين وحرمانهم من ابسط الحقوق السياسية والمدنية والفكريةوووووو. لقد اصبح نظام الاسد منذ عشرات السنين معاكسا لمجرى التاريخ.
ألم تقتنتعوا بعد بضرورة التغيير الجذري في سوريا فالشعب السوري الذي عاش متآخيا على مر القرون يستحق كل العيش بكرامة في ظل نظام ديمقراطي تسوده العدالة والقانون. في السبعة اشهر الاولى بالرغم من الاعتداءات الوحشية من قبل الشبيحة والاجهزة الأمنية على المتظاهرين لم يستخدم الثوار السلاح باعتراف بشار الاسد نفسه، فلماذا كان يطلق النار على الناس ماداموا سلميين؟ حتى ملك المغرب طلع اذكى واكثر وطنية وانسانية من بشار الاسد حيث قام ملك المغرب بدعوة المعارضة وقال لهم خذوا اشتغلوا واثبتوا انكم تريدون تحسين حياة البلاد. وكانت خطوة ذكية منه. لكن السلطة السورية وعقلية العنجهة والتكبر على الناس واعتبار سورية ملكا لعائلة الاسد وحاشيتها منعت بشار من اتخاذ هكذا قرار تاريخي.
واذكركم لتوضيح كلامي اكثر.
المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية منذ اكثر من 30 سنة وهي تقترح على السلطة اجراء اصلاحات تدريجية سلمية لأن البلد تعيش خارج الزمن وعلى هامش التطزر العالمي. وبعد أن استلم بشار السلطة تفاءل الناس خيراً وبالفعل انتشرت المنتديات وظهر ما يعرف بريبيع دمشق وهو حوارات فكرية سياسية استمرت سنة واحدة فقط ثم اعتقل قادة المعارضة وهي شخصيات وطنية ديمقراطية لا تريد اكثر من انفتاح وتغيير في الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي. ولكن ماذا كان رد بشار وحاشيته الامنية والعسكرية المتوحشة؟ انقضوا على الناس وقمعوا واعتقلوا وعذبوا أصحاب الرأي الآخر وشردوا الطاقات الفكرية والسياسية والوطنية خوفا على كرسي السلطة ولأن عقل الحكام في دمشق لا يستوعب وجود راي آخر مناقض لرأيهم ولوكان سلمياً.
ان نظام البعث الأسدي هو المسؤول عن تدمير البلاد وابقائها متخلفة عن ركب الحضارة. سورية كانت من أول الدول التي نالت استقلالها عام 1946 بعد الخرب العالمية الثانية وكانت اكثر تطورا من ماليزيا واليابان وكوريا والهند. فماذا جرى لاحقاً؟ أليست عقلية النظام القمعي الفاسد هي المسؤولة عن تخلف البلاد الاقتصادي والسياسي وفي كافة المجالات وعن انتشار الفساد والخوف بين الناس؟
للموالين ممن يدعون أنهم مع التغيير والديمقراطية ولكنهم يضعون حججا واهية مثل وجود مجموعات متطرفة وغيره، اقول ان بطش النظام ووحشيته هي التي خلقت تربة لظهور التطرف، علاوة على أن النظام نفسه لعب بالنار وبورقة القاعدة أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق حيث قام لسنوات بتدريب واعداد الانتحاريين وعناصر القاعدة وارسالهم ليقوموا بتفجيرات في العراق وقتل المدنيين لدرجة أن المالكي نفسه تقدم بشكوى للأمم المتحدة متهما النظام السوري بدعم الارهاب في العراق. ولا اريد التوقف عن تدخل النظام السوري وتشجيعه للتطرف واللعب بالورقات الكردية والفلسطينية واللبنانية والاردنية. هل نسيتم تحالف النظام السوري مع القوات الأمريكية في حربها ضد العراق؟ اذا النظام يتاجر بكل الشعارات القومية والوطنية ويلعب بالأوراق الاقليمية ولكن هدفه الاساسي يتجسد في حماية سلطته ومصالحه فقط لا غير.
ما جرى في سوريا بالفعل هو ثورة شعبية حقيقية رغم الحرب الاعلامية ضدها من كل وسائل الاعلام في العالم التي تسعى لتصوير الثورة بأنها حرب بين ارهابيين وقوات النظام وهذا عهر وتجني على ثورة الشعب السوري التي قامت ضد النظام القمعي الأمني الفاسد، ومن أجل الحرية والكرامة والعدالة.
ان كل ما ظهر من شوائب وأخطار وتحديات أمام الثورة كان للنظام يد فيها. وتبقى الثورة في وجدان السوريين وستنتصر حتما لأن التاريخ لا يعود للوراء ونظام البعث والاسد اصبح في عداد الماضي من الناحية الفعلية والاخلاقية والسياسية والاقتصادية.
واتمنى ان تتكاتف القوى والشخصيات الوطنية السورية الصادقة المتفقة على بناء سورية المدنية الديمقراطية التعددية بأن توحد جهودها لتنحية عائلة الاسد ومن حولها ممن تلوثت ايديهم بدماء السوريين وبالفساد، عندها فقط ستنفتح الآفاق أمام السوريين جميعا بدون استثناء لكل مكونات الشعب السوري من قوميات وطوائف وأديان لكي يشاركوا في بناء سورية العصرية الديمقراطية المزدهرة، سورية لكل السوريين ، سورية التي يسود فيها القانون.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن