اللومبنبروليتاريا/ مقاربة اجتماعية اولية للمفهوم..(الاخير)

ماجد الشمري
alshmary.alshmary64@gmail.com

2013 / 8 / 22

ومن هنا يمكن القول،انه في ظروف معينة قد يصبح الرعاع،وبشكل خاص الممثلون لعالم الجريمة والعنف(من لصوص وعصابات ومليشيات قتل مسلحة ومهربين وتجار ممنوعات ورقيق ابيض وبغايا..الخ)المنبوذون اجتماعيا وقيميا،والذين هم خارج مجالات الانتاج المادي والعمل،والمنخرطون في المليشيات والزمر المافيوية المسلحة،والتي تثير الرعب والخوف داخل المجتمع المدني،وناشرين فعليين لكل الافكار والمفاهيم والخرافات الدينية الاصولية المتطرفة والارهابية والتخريبية المدمرة للمجتمعات.ونتيجة لدروس التجربة الحية،والماثلة للعيان في عراقنا الجريح،قد تصبح جماعات حثالة البروليتاريا في مدن العالم الثالث اداة خطيرة في ايدي القوى الرجعية الظلامية والمرتبطة اقليميا ودوليا بمراكز الامبريالية المتسيدة والمهيمنة على الشعوب،وهذا ما نلاحظه في مجتمعنا المحلي بالشكل الاكثر وضوحا...فالتشرذم الطبقي يؤدي عموما الى نبذ المعايير والقيم الاجتماعية والتعايش الاجتماعي المسالم،حيث تتميز الفئات الرعاعية بوضعية الانتقاد الفوضوي السلبي،وعدم الرضا واللامبالاة والانانية الفجة والحدية والعاطفية الملتهبة الجهول،والممارسات الاجرامية والاخلاقية المتهتكة،وروح العداء لقيم الديمقراطية والحرية،والانحطاط الغرائزي المتسفل،والنظرة الى المثل والقيم السامية بسخرية وتهكم واستهانة وتسفيه،واعتبارها خداعا وضحكا على الذقون وسذاجة مغفلين،وفي هذه الاوساط،تظهر انواعا من السلوكيات السلبية على شكل مباديء(اخلاقية)!جديدة لحثالة البروليتاريا في المجتمعات السائرة في طريق التطور الرأسمالي واقتصاد السوق والتابع لأملاءات صندوق النقد والبنك الدولي ومراكز الرأسمال المالي تحديدا..هذه الظاهرة الشائكة والصورة البالغة التعقيد،والتي تواجه الباحث في الشأن السسيولوجي،من تداخل وتنافذ بين التشتت الاجتماعي والسايكولوجي والطبقي والسياسي في نفس الآن!!..فالتفتت والانسلاخ الطبقي طويل الامد يؤدي في النهاية الى عواقب وخيمة بالنسبة للجوانب الثقافية والاديولوجية والسيكولوجية لتلك الشرائح المتضخمة من الهامشيين ولعموم المجتمع ككل،وتشكل عبئا ثقيلا على المجتمع ذو الانماط المتعددة البالغة التخلف والتبعية.ويمكن القول بالنسبة للفئات خارج الطبقات وخارج مجال الانتاج،فان المفاهيم وقوانين التطور الاجتماعي المعروفة،تقف عاجزة ومشلولة عن المعالجة،ويبطل مفعولها،وتحتاج لرؤى ومعالجات حديثة تستوعب مشاكل بهذه الحدة وهذ الالتهاب المستشري..اذا..قد تتحول طاقات هذه الشراذم اللاطبقية الى قوة سلبية مدمرة،وتزعزع هذة القوة"المتمردة" التنظيمات السياسية والاجتماعية في العالم التخلف،حيث يندس فيها حملة لواء الفوضوية-بالمعنى الغوغاغي-والمعاداة المطلقة لكل القيم الاجتماعية المالوفة من تعايش وتسامح وتقبل للمختلف،بل وللنظام السياسي القائم بالذات.وهذا يعني انه قد تتحول هذه الكتلة البشرية الهائلة والغير منضبطة في لحظة سياسية معينة الى عبوة ناسفة تفجر المدن بأكملها والدولة معا.ويعقد هذا (الطوفان) الكاسح للفقراء والمعدمين والمتسولين والجياع عملية بناء المجتمع الحديث والمزدهر،الامر الذي قد تستغله-بل هي تستغله فعلا-!!بصورة خطرة الطبقات والفئات الرجعية من اسلام سياسي ونيولبرالي والقوة المحافظة من كهنوت وفقهاء معادين للتقدم،والمتسترين خلف واجهات وشعارات دينية وشعبوية وطائفية واثنية،وغيرها من عوامل تساعد وقابلة للاشتعال!!ان هذه الفئات ورغم عوزها الشديد وقربها من الطبقة العاملة،الا انها ليست مضمونة في ولائها او وقوفها مع اليسار او الثورة او الهبات الجماهيرية المطلبية والسياسية،لان اوضاعها البائسة جدا وعدم امتلاكها الحد الادنى من الوعي،يجعلها اقل صبرا واضعف قدرة على التماسك والمقاومة لاغراءات القوى الرجعية والظلامية الدينية،والبرجوازية السياسية الحاكمة والمتسلطة،وان تشرذمها وتفتتها وضياعها يسمحان بتعبئتها سياسيا وايديولوجيا وبصورة سهلة،قياسا على الطبقات الاجتماعية المتماسكة واضحة الاهداف والمصالح.لهذا يقول انجلز:"ان الناس الشغيلة من هذه الفئات لايستطيعون ان يشكلوا النواة الحقيقية لحركة ضخمة على نطاق قومي شامل ولكن اثناء تفاقم الازمات والاضطرابات السياسية والاجتماعية،تصبح هذه الفئات اكثر تقبلا للاراء الاشتراكية،من سكان المدن الكبرى".كما ان الخبرات المتراكمة من الصراع الطبقي في مجتمعات الشرق الاوسط وافريقيا،تسمح لنا بالقول:ان استيعاب افكار الديمقراطية والعلمانية والاشتراكية والتحرر من قبل الجماهير شبه البروليتارية،مرتبط مباشرة بمدى حجم ونوعية اهتمام الاحزاب والقوى اليسارية والماركسية الثورية بها.وان التحالف مابين البرجوازية الصغيرة والجماهير غير البروليتارية والفئات الوسطى والفلاحين الفقراء يشكل بلا شك السد المنيع امام هجمة القوى السوداء الرجعية والمحافظة من اسلام سياسي والنيو ليبراليون المعادون لاي اتجاه او فكر ديمقراطي او علماني او يساري او اشتراكي فعلا في البلدان المتخلفة..في الختام لابد من القول بأن خلف البروليتاريا الوطنية الفتية والتي لازالت في طور التكوين والتشكل الطبقي تقف جماهير واسعة من الفئات نصف البروليتارية وجماهير الرعاع التي تهبط في مستواها الاقتصادي الى الحضيض والدرك الاسفل من السلم الاجتماعي للبنية الطبقية متعددة الانماط،والتي تشكل رغم كل سلبياتها رافدا رئيسيا ومهما لبروليتاريا العالم الثالث،ووسطا ملائما للتعبئة والتنظيم لشتى التنظيمات والحركات السياسية والاجتماعية وخصوص الحركات العمالية الماركسية الثورية..ان حثالة البروليتاريا تشكل حقا اخطر عبوات الانفجار السياسي والاجتماعي المصاحبة للحركات الاجتماعية العنيفة والتي قد توجه باتجاهات سياسية متعاكسة ومتناقضة بين فترة واخرى تبعا للظروف الموضوعية المحيطة،ولطبيعة ووزن العوامل الذاتية للقوى السياسية اللاعبة في الحقل الاجتماعي لتلك البلدان،كما يجدر القول ان نجاح التحولات بأتجاه العلمانية واليمقراطية والدولة المدنية،وسيادة القانون والمؤسسات والتنمية الشاملة والمستدامة في جميع القطاعات،مرهون بمدى عمق التحالف الجماهيري اليساري الديمقراطي والطبقي والاجتماعي بين الطبقات الكادحة:من عمال وفلاحين وفئات اجتماعية وسطى وجماهير المعدمين والرعاع بقيادة القوى والتنظيمات الماركسية الثورية واليسارية والعمالية النقابية ودعاة اليمقراطية والعلمانية والتحديث المجتمعي بطبيعة الحال...............
...................................................................................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن