الدين لله والوطن للجميع / عادل شيخ فرمان

عادل شيخ فرمان
Sterbano@yahoo.com

2013 / 8 / 22


مقولة باتت أكذوبةً نسمعها في خطب رجال الدين وتصريحات رجال السياسة الذين ما اتفقوا على مفهومها إلا من أجل مصالحهم ، على أن هذا الاتفاق لا يمنع الأقوياء من احتكار الله على أديان معينة دون غيرها مثلما يبيح لهم حق احتكار الوطن على أقوام دون غيرهم لأن الشراكة الوطنية هي شراكة الكبار لبعضهم والحرص الوطني هو الحرص على مصالح القوى الكبرى أما المكونات الصغيرة أوالضعيفة فلا حصة لها لا في الله ولا في الوطن إلا إذا تبعت وبقيت تعتاش من تبعيتها وإذا ما تحزبت تكون قد خانت مثلما يروج له البعض ويلوح به.
ترى أين يقف أتباع الديانة الأيزيدية من الله ومن الوطن حسب مفهوم السيادة الوطنية؟
وهل بات واقع التبعية المفروضة عليهم أمراً قاضياً بمنعهم من أن يكون لهم حزب أو قائمة تعبر عن وجودهم وأن خلاف ذلك سيكون مدعاة لإثارة النقمة الإلهية والغضب الشعبي؟
لماذا بات أعرق مكون من مكونات العراق وهو الايزيدي مختزلاً هكذا في داره فيسمح له الوقوف في الصف الثالث أو الثاني ويسمح له أن يكون بعثياً أو بارتياً أو يكتياً لكن لا حق له ان يكون له نهجاً سياسياً خاصاً .
ما المانع من أن يصبح الأيزيدي سيداً على نفسه ، مديراً لشؤونه مشاركة لبقية مواطنيه في العملية السياسية وما المانع ان يصبح احد الايزيديين قائداً في هذا الوطن العريض يا ترى أم انه سيضيق بهذه الامنية وبالحالم بها ابداً فتبقى الأمنية في حكم التمني والايزيدية كلهم في حكم المفعول به وان تقدم للضرورة أحياناً !
هل ان ما يعرف هويتنا كديانة يحرمنا من باقي الحقوق فيفرض علينا التمييز الديني حيناً والقومي حيناً آخر وهل ان هويتنا الدينية تجردنا في ناظر بقية مواطنينا من وطنيتنا المتأصلة فينا منذ آلاف السنين وهل هي ذاتها ما تجعلنا كورداً من الدرجة الدنيا لتحرف الحقيقة والتاريخ في تهميش قسري وفرض بات واقع الحال ؟
صراع القومية الذي زج به الايزيديون أمر بات يهدد الفرد والمجتمع الايزيدي فمن جعلنا عرباً في ظل حزب البعث نهاية السبعينات ومن جرنا الى صراع مستحدث آخر بالدعوة الى قومية أيزيدية إنما فعلوا ذلك حفاظاً على مصالحهم تماماً مثل أصحاب مقولة الله والدين والوطن ضاربين بتاريخ كوردية الايزيدية عرض الحائط لكن الفريق الثالث الذي يصر على ان لا يذكر لفظ الايزيدية الا مقترناً بالكورد ليكون السياق الكورد الايزيديين ليس اقل إثارة للمشكلة ولا أقل تفريقاً وابعاداً للأيزيدية عن أصلهم والتاريخ يشهد ان كوردستان كانت ايزيدية بأرضها وتاريخها ودينها فلو لم يكن الايزيدية ما كان هناك قوم اسمهم كورد لكن الموضوع هو فرض رأي وقرار وتسمية أو مصالح وهذا ما تحاول بعض الأحزاب الكوردية ممارسته على الايزيدية بفرض إلزامية تسمية حركاتها ومنظماتها بوجوب إضافة الكورد الى الايزيدية بشكل أو بآخر وهذا احد بواعث نفور الكثير من الايزيدية من الشارع الكوردي في الوقت الذي لم يشهد تاريخ الايزيدية قبل حصول الرخاء الكوردي وظهور التسلط الحزبي اي نوع من أنواع النفور أو الإنكار القومي لهم .
وعليه فلو اقتضت مصلحة بعضهم قد نصبح في الغد موزنبيقيي القومية وقد تتوسع التسميات لتكون هكارية أو خالدية أو لالشية مع احترامي للتسميات لكن ليس بعيداً ان نصبح ذات قومية فضائية مازالت تقتضي المصلحة ومازال هناك جهل متفشي على الساحة وجهل يعتلي المنبر.
وختاماً لابد ان ننبه حكومة الإقليم ان سياسة فرض الفكر والسلطة والتسميات التي تتبناها بعض الأحزاب والشخصيات الحزبية الكوردية في تعاملها مع الايزيدي ثم اتهامهم للايزيديين بالعنصرية في تسميتهم لأحزابهم وقوائمهم بإسم الايزيدية هي سياسات خاطئة بل ومجحفة لأن الأحزاب والقوائم لا يمكن لها ان تنجح إلا في مجتمعها ومحيطها التي جاءت منه واليك ان تقارن الشعبية الساحقة التي يحظى بها الرئيس مسعود بارزاني في كوردستان ومثيلتها لسماحة السيد عمار الحكيم في النجف الأشرف ولو تخيلنا أن احدهما ترشح كخصم في منطقة الآخر كأن يرشح الرئيس مسعود البارزاني في النجف الأشرف أمام سماحة السيد عمار الحكيم فربما لن يحصل سيادته حتى على صوت واحد والعكس صحيح بالنسبة لسماحته في كوردستان وهذه هي المأساة التي يعاني منها الايزيدي عندما يطلب منه ان يكون وطنياً قومياً في تسمية حزبه أو قائمته التي لا يجب ان تحمل اسم الايزيدية فهل تعتقدون ان الكوردي المسلم سيصوت للأيزيدية مثلما يفترض بنا فعله كأيزيديين ؟
أسئلة مشروعة وإجابات غائبة لكن رغم ذلك يبقى الدين لله والوطن للجميع..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن