من يوميات النضال الثوري لمنظمة -إلى الأمام- 1970 – 1979 الجزء 5

الأماميون الثوريون
lahoucineamal@gmail.com

2013 / 8 / 17

يأتي نشر هذه الحلقات "من يوميات النضال الثوري لمنظمة "إلى الأمام" 1970 ـ 1979" ضمن تعهداتنا للمناضلين الماركسيين اللينينين المغاربة لإبراز الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام" في إطار تنوير خط الثورة المغربية كما سطرته المنظمة بنضالات مناضليها الثوريين وبدماء شهدائها، كما تندرج هذه الحلقات السبعة ضمن فضح النظام الكومبرادوري الدموي بالمغرب من جهة وفضح الخط التحريفي داحل المنظمة من جهة ثانية، وإبراز دور المناضلين الثوريين في بناء الخط الثوري للمنظمة والمخاطر التي يشكلها التحريفيون في تدمير خط المنظمة الثوري.
وتشكل هذه الحلقات الضرب القاضية للخط التحريفي الذي ياغنى اليوم بالإستمرارية التاريخية لمنظمة "إلى الأمام"، فلا غرابة أن ينشر هؤلاء سمومهم في أوساط الحركة الماركسيةـاللينينية المغربية بالهجوم على كاتب هذه الحلقات ونعت عمله الثوري هذا بنعوت أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها خسيسة وذنيئة ومسمومة، ونحن نتفهم وضعهم البئيس الذي يرتعش في صرح عروشهم الكارطونية الوهمية في قمم ما يسمونه "النضالات الجماهيرية" التي يوهمون بها الجماهير على أنها "استمرار لخط المنظمة" وهم يعرفون جيدا ما يشكله مضمون هذه الحلقات من خطر على فضح أيديولوجيتهم التحريفية لمن لا يعرفهم بعد خاصة الشباب الثوري.

وهكذا فإننا مستمرون على خط طريق الثورة المغربية الذي سطره شهداء منظمة إلى الأمام وفي صراع مستمر ضد الخط التحريفي المستمر في تشويه النضالات الثورية للمنظمة ضد النظام الكومبرادوري الدموي، وسنستمر على فضح هذا الخط التحريفي أيديولوجيا وسياسيا ونضاليا وتنظيميا.
وتأتي الحلقات القادمة من الجزء الخامس ضمن هذه السلسلة لضرب أسس التحريفية بشكل نهائي لن تقيم لها قائمة بعدها إلا من باب المجازفة والإنتحار السياسي.

الأماميون الثوريون

الحلقة الخامسة من سلسلة "من يوميات النضال الثوري لمنظنة إلى الأمام 1970 ـ 1979 .
فهرس

الفصل الخامس
الدار البيضاء:نونبر 72: معتقلو الحركة الماركسية- اللينينية المغربية يطلقون أول إضراب عن الطعام في تاريخ الاعتقال السياسي بالمغرب.
سنة 1975: إضراب عن الطعام لمجموعة 36
-نونبر1975: معتقلو الحركة الماركسية – اللينينية بالسجن المركزي يدخلون في إضراب عن الطعام
-غشت 1975: وصول المجوعة الأولى من معتقلي نونبر 74إلى السجن المدني بالدار البيضاء( غبيلة) ( مجموعة 79)
-16 يناير1976: وصول المجوعة الثانية( مجموعة26) إلى السجن المدني ( غبيلة) بالدار البيضاء
-ربيع1976. المجموعةالأولى من معتقلي دجنبر 75-مارس76 تصل إلى السجن المدني ( عين برجة)( مجموعة 66)
-غشت76 المجموعة الثانية من معتقلي دجنبر 75- مارس 76تصل إلى السجن المدني ( عين برجة ) ( مجموعة61)
-الأحد 14 نونبر 76:انطلاق معركة الشهيد عبد اللطيف زروال

-المحاكمة الرجعية و المحاكمة الثورية المضادة
من يحاكم من, ما هي المؤامرة و من هم المتآمرون؟

سنة 1973: محاكمة مراكش
محاكمة غشت1973
معركة نونبرو محاكمة الدار البيضاء الثانية: " يناير1977
-الثلاثاء18 يناير1977: يوم مشهود في تاريخ المحاكمات السياسية بالمغرب.
7 مارس 1977: الوصول إلى السجن المركزي و معركة يونيو77:
المعركة الثالثة: 7نونبر 77- صيف 1979
الوصول إلى السجن المركزي و معركة يونيو1977
صيف 1977 و بداية الاستعداد لمعركة سعيدة لمنبهي
شتنبر1977
نونبر 1977
معركة سعيدة لمنبهي و تحويل السجون إلى قلعات للنضال الثوري:
ليلة الأحد 6 نونبر 1977
الثلاثاء 8 نونبر 1977
الأحد 11 دجنبر 1977
الجمعة23 دجنبر 1977

فبراير 1978: معركة النضال من أجل سن قانون المعتقل السياسي
-يناير1978
-فبراير1978:
انطلاق معركة سن قانون المعتقل السياسي
معركة الثوريين الموحدة أو معركة الشهداء
-يناير1979
-الجمعة 27 أبريل1979
-شتنبر1979

الفصل الخامس

منظمة "إلى الأمام"و تحويل السجون و المحاكم إلى قلعات للنضال

و منابر للدعاية الثورية.

الدار البيضاء: نونبر72 : معتقلو الحركة الماركسية اللينينية المغربية يطلقون أول إضراب عن الطعام في تاريخ الاعتقال السياسي بالمغرب.

في شهر نونبر من هذه السنة دخلت مجموعة 44 ( سجن غبيلة الدار البيضاء)في إضراب عن الطعام دام 32 يوما من أجل تحقيق مطالب مادية و حقوق سياسية, وكان هذا أول إضراب من نوعه يقوم به المعتقلون السياسيون بالمغرب, وهوبداية تحول السجون إلى قلعات للنضال, فأول إضراب عن الطعام تقوم به مجموعة سياسية داخل السجن دشنه مناضلو الحملم, و هو من أشهر الإضرابات عن الطعام و دام 32 يوما, من دجنبر 72 إلى يناير73 . كان هذا الإضراب مناسبة لتعرية النظام الكمبرادوري المغربي و فضحه, كما ساهم في التعريف بالحركة الماركسية اللينينية المغربية خارجيا, وقد كان للإضراب صدى كبيرا وسط المنظمتين الرئيسيتين خلال نفس الفترة التي كانت تعرف حماسا كبيرا للوحدة بين التنظيمين.

و قد قامت منظمة " إلى الأمام " و رفاقها بالداخل و الخارج بتغطية واسعة للإضراب الذي سيعرف تضامنا واسعا أدى إلى عرائض وقعها العديد من المثقفين و الكتاب و مجموعة من الأطر السياسية في البلاد لحد أن أحمد رضا كديرة لم يجد بدا من التوقيع على هذه العريضة.

سنة 1975:إضراب عن الطعام لمجموعة36(في الحقيقة أصبحت المجموعة تضم 43 مناضلا كما أشرنا إليه في الجزء الرابع)
عرفت هذه السنة عدة إضرابات عن الطعام لمناضلي النقابة الوطنية للتلاميذ,و قد دام أحدها 36 يوما .

- نونبر 1975:معتقلوالحركة الماركسية-اللينينية بالسجن المركزي يدخلون في إضراب عن الطعام.

في نونبر 1975 سيشن ما تبقى من مجموعة 44 إضرابا عن الطعام بالسجن المركزي يالقنيطرة دام 18 يوما احتجاجا على نقل البعض منهم إلى مركز الشرطة و تعذيبهم .
-غشت75 : وصول المجموعة الأولى من معتقلي نونبر 74 إلى السجن المدني بالدار البيضاء ( غبيلة) (مجموعة 79 )

-16 يناير 1976:وصول المجموعة الثانية ( مجموعة 26) إلى السجن المدني ( غبيلة) بالدار البيضاء

تم نقل المعتقلين من درب مولاي الشريف إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء و تقديمهم أمام قاضي التحقيق ,و تم نقلهم بعد ذلك إلى السجن المدني ( غبيلة ) حيث كان في استقبالهم مديرالسجن مرفوقا بلفيف من الحراس يتزعمهم العود و بوشامة و هما من عتاة إدارة السجن المدني الفاشيين.

كما كان حضور رجال المباحث لافتا من حيث تواجدهم داخل السجن حيث كانوا يبلغون آخر التوجيهات الأمنية حول المعتقلين.

هكذا مر المعتقلون من " التشريفة" أمام الحراس الذين لم يتوقفوا عن التهديد و السب و الاستفزازبهدف الترهيب و التخويف , و كان الطريق معبدا نحو غرفة الحمام لا للاغتسال بل لتجريد المعتقلين فرادى من ملابسهم و تفتيش كل جزء من أجسادهم ( الفم , الشعر, الأذن ...) و إهانتهم بل تعرضهم للاعتداء و السرقة.و عند وصول المعتقلين إلى الحي الأوروبي و هو الحي الذي وضعت فيه مجموعة 26, استمرت عمليات التفتيش اليومي و الإهانات , بل استعمال "الفلقة" بتوجيه من البوليس كما حصل مع جبيهة رحال حيث تم نقله إلى أحد الأماكن , و بعد حلق رأسه تعرض لحصة من الفلقة " سلخة") و الطريف في الأمر أن جبيهة رحال تعرض لذلك وهم يظنون أنه فؤاد الهيلالي.
- ربيع 1976: المجموعة الأولى من معتقلي دجنبر 75ـ مارس 76 تصل إلى السجن المدني( عين برجة)(مجموعة 66).
- غشت 76:المجموعة الثانية من معتقلي دجنبر 75-مارس76 تصل الى السجن المدني( عين برجة)( مجموعة 61).

كان أ غلب معتقلي المجموعتين ينتمون إلى منظمة "إلى الأمام" ماعدا مجموعة صغيرة انتمت إلى فصيل "لنخدم الشعب"وهم لحبيب بن مالك, شرفي محمد,عبد الحنين لبريبري وأصواب فؤاد.
في الذكرى الثانية لاستشهاد عبد اللطيف زروال القائد الثوري لمنظمة "إلى الأمام"سيشن المعتقلون السياسيون بسجن غبيلا وعين برجة إضرابا عن الطعام:
الأحد 14 نونبر 76:انطلاق معركة الشهيد عبد اللطيف زروال.

في يوم الأحد 14- 11-76, انطلقت معركة الشهيد عبد اللطيف زروال وكان شعارها " المحاكمة أو إطلاق السراح",و قد ساهم في هذا الإضراب الكبير الذي دام 17 يوما مجموعة 26 و مجموعة 79 بسجن غبيلة, إضافة إلى مجموعة 66 بسجن عين برجة, بينما قررت مجموعة 61 تحت تأثير اتجاه يميني داخل المنظمة بزعامة المشتري بلعباس وعبد الله المنصوري وعبد الفتاح الفاكيهاني , عدم المشاركة بمبرر أن "الأحزاب الوطنية و الديموقراطية لن تساند الإضراب" (حزب الاستقلال , الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية , حزب التقدم و الاشتراكية) و كذلك بدعوى أن النظام يريد تصفية قضية المعتقلين السياسيين بدون جلبة, فأي دعاية هامة- حسبهم- ستدفعه إلى اتخاذ إجراءات صارمة جدا , فالأساسي حسب هذا الرأي يتمثل في إطلاق سراح أكبر عدد من المناضلين.

لقد أدت معركة الشهيد عبد اللطيف زروال إلى رضوخ النظام لمطلب المعتقلين المحدد في إطلاق السراح أو المحاكمة , فحدد تاريخا للمحاكمة التي ستنطلق يوم الإثنين 3 يناير 1977, و من نتائج هذه المعركة لجوء النظام إلى إطلاق سراح 105 من المناضلين لحد أن مجموعة 66 لم يبق منها إلا سبعة من المناضلين. وشكل هذا الإطلاق للسراح ضربة للخط اليميني الذي أصبح معزولا ومحصورا في مجموعة لا تتعدى رؤوس الأصابع.

المحاكمة الرجعية و المحاكمة الثورية المضادة

من يحاكم من, ما هي المؤامرة و من هم المتآمرون؟

سنة 1973:محاكمة مراكش

تم تقديم 33 مناضلا من بينهم موظفون وتلاميذ الثانوي بتهمة المس بالأمن الداخلي للدولة ,وقد اعتقلوا إثر تنظيم حملة المساندة ل 193 من المعتقلين السياسيين الاتحاديين في محاكمة مراكش 1970, كما كان النشاط السياسي وسط ا الفلاحين الفقراء بنواحي مراكش سبب اعتقالهم.

محاكمة غشت 1973

تم تقديم رفاق و مناضلي الحركة الماركسية – اللينينية المغربية المعتقلين ضمن الحملات القمعية الممتدة من يناير 72 إلى حدود ماي 72 إلى المحاكمة في غشت 73 بمدينة الدار البيضاء حيث سيصدر الحكم في حقهم في شتنبر 73.

كانت المحاكمة أول مناسبة للماركسيين- الليننيين المغاربة سيحاكمون فيها النظام الكمبرادوري و يدافعون فيها عن هويتهم الإديولوجية و الشيوعية و عن مبادئ الماركسية – اللينينية,كما كانت منبرا لمحاكمة النظام و سياساته الإجرامية في حق الشعب المغربي و الدفاع عن خط الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية و ضرورة قيام سلطة شعبية في إطار جمهورية ديموقراطية شعبية.

افتتح المناضلون الماركسيون -اللينينيون المغاربة, المحاكمة بدقيقة صمت إجلالا لروح شهيد القضية الفلسطينية محمد البوشيخي ( المغربي المهاجر الذي اغتالته أجهزة المخابرات الصهيونية ) ليجسدوا بذلك ارتباط الثورة المغربية بالثورة الفلسطينية و العربية. لقد جسد ثوريو غشت 73 أسمى تقاليد الحركة الشيوعية و العمالية في مواجهة قضاة الأنظمة الرجعية و الفاشية(انظر مداخلة كارل ماركس في محاكمة كولونيا, كذلك مداخلة القائد الشيوعي ديميتروف أمام المحكمة النازية ومداخلة فيديل كاستروالتي نشرت تحت عنوان "التاريخ سيبرؤني" ....), و قد استطاع الرفاق أن يهيئوا للمحاكمة و يستعدون لها بشكل جيد.

لقد رسخت تجربة مجموعة معتقلي الحركة الماركسية – اللينينية المغربية مجموعة من التقاليد الثورية , سواء أثناء المحاكمات أو خلال فترة الاعتقال بالسجون.
معركة نونبر76 و محاكمة الدار البيضاء الثانية: 3 يناير 1977 .

انطلقت محاكمة يناير 77 أو كما يسميها قرار الإحالة لمحكمة الجنايات بالدار البيضاء بقضية السرفاتي و من معه, يوم 3 يناير 1977.
كان النظام يماطل في تحديد تاريخ المحاكمة إلا أنه عند شهر نونبر 1976سيعلن المعتقلون السياسيون ( مجموعة 26 , مجموعة 79 , مجموعة 66 ( مجموعة 61 رفضت الدخول في المعركة) )عن دخولهم في إضراب لامحدود عن الطعام تحت شعار " المحاكمة أو إطلاق السراح". و دام الإضراب 19 يوما رضخ فيها النظام لمطالب المعتقلين, حيث أعلن رسميا عن إطلاق سراح 105 معتقلا و تحديد تاريخ لمحاكمة 139 معتقلا لتنطلق المحاكمة في التاريخ أعلاه.

هكذا وما أن فكت العزلة عن مجموعة 26 حتى شرعت في الإعداد للمحاكمة من كل جوانبها القانونية ( نوعية التهم الموجهة للرفاق و المناضلين ) و السياسية ( مختلف أوجه التدخلات السياسية في المحاكمة للدفاع عن مشروعية الحركة الماركسية – اللينينية و خطها الثوري). و تم توزيع المهام بين مختلف الرفاق والمناضلين.

وقد جرى الإعداد للمحاكمة في جو وحدوي حماسي جمع رفاق و مناضلي منظمة " إلى الأمام" و رفاق و مناضلي التيار الثوري داخل منظمة 23 مارس بقيادة الشهيد جبيهة رحال, وقد أنتجت هذه الاستعدادات مجموعة من الوثائق منها :

1-وثيقة" لنستعد"
2-وثيقة " 13 نقطة"( و هي وثيقة تخص استراتيجية الثورة في الغرب العربي )
3-البرنامج الديموقراطي.
-4- ماهي المؤامرة ومن هم المتآمرون?( وثيقة هامة قد تكون ضاعت و كانت تتضمن محاكمة لجرائم النظام الكمبرادوري في حق الشعب المغربي و البلاد منذ 1956, تاريخ الاستقلال الشكلي ) و وثائق أخرى أنتجها مناضلون, و تتعلق بمجالات تدخلهم في المحاكمة (حول الحركة التلاميذية . الطلابية . الطبقة العاملة, الفلاحون , الوضع الاقتصادي ...).

دشن المعتقلون السياسيون الأماميون و المارسيون دخولهم إلى قاعة المحكمة بالإعلان عن دقيقة صمت إجلالا لروح الشهيد عبد اللطيف زروال و كان هذا مؤشرا على أن المعتقلين مستعدون للتحدي و محاكمة نظام الجلادين و القتلة.

عرفت أطوار المحاكمة مواجهات قوية, خاصة و أن الأجهزة القمعية و الاستخباراتية قد ملأت كل أركان المحكمة بل نصبت غرفة خاصة بأسفل القاعة و منها كان يتم نقل جميع وقائع المحاكمة عبر أجهزة تنصت تبت من غرفة خاصة بقاعة أسفل قاعة المحكمة و كانت غرفة التنصت هي نفسها مرتبطة بغرفة مجهزة داخل فندق المنصور( فندق خمسة نجوم) كان يقيم بها أحد الأطر العليا لوزارة العدل (قيل أن الحسن كان يتابع أطوارها عبر تلك الأجهزة ) . لقد كانت التوجيهات تطرح بشكل مستفز, ينقلها رجال المخابرات و يضعونها بين يدي رئيس المحكمة السيئ الذكر أحمد أفزاز. منذ البدء كان النظام يحاول فرض محاكمة صورية للمعتقلين دون أن يكون لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم بل كان السيئ الذكرأفزاز يحاول بحقد و غضب شديدين و عنجهية, الدوس على حقوق الدفاع ,و حين صرخ أحد المعتقلين قائلا : لقد تم تعذيبي بوحشية, كان جواب الرئيس : هل كنت تنتظر أن يستقبلوك "بالطبل و الغيطة" (الطبل و المزمار و يفرشون لك الزرابي؟).

رفض الرئيس كل طلبات الخبرة الطبية و كذا العيوب المسطرية التي تقدم بها الدفاع و بدوره هدد المدعي العام بتقديم المعتقلين السياسيين أمام المحكمة العسكرية ,و قد تصدى عبد الرحيم برادة للرئيس قائلا : التهديد لا يفيد (لم يعد الرئيس يميز بين دور الاتهام و دور المحكمة ).

ازداد غضب الرئيس و حنقه على المعتقلين السياسيين و المحامين حتى نسي نفسه و أصبح في حالة يرثى لها, فتوجه له الأستاذ الهودالي بعبارته التي أصبحت شهيرة : "القاضي لا يحكم و هو غضبان" , و بعدها نصحه أحد القضاة برفع الجلسة.

و في يوم 8 يناير 1977 أصدرت هيئة الدفاع بلاغا موحدا للرأي العام الوطني تثير انتباهه إلى التصرفات غير القانونية الصادرة عن رئيس المحكمة و تستنكر فيه الخروقات الخطيرة التي طالت حقوق الدفاع كما أعلنت عن إرادتها في القيام بكل ما هو ضروري و مفيد للدفاع عن المتهمين انسجاما مع تقاليد المهنة , و مما جاء في البلاغ حول الخروقات:

- رفض تلاوة قرار الإحالة الصادر عن قاض التحقيق( و ثيقة من 100 صفحة) و ذلك ضدا عن القانون و المساطر.
- منع المحامين من التدخل ووضع المذكرات.
- حرمان المتهمين من حقهم في تنصيب مدافع جديد خلال سريان المناقشة مما يتنافى و حرية الدفاع.

و سيعلن المحامون عن انسحابهم من المحكمة بعد تدخل الأستاذ محمد الناصري الذي اعتبر باسم زملائه بأن المحكمة صورية,و ستتم متابعة سبعة محامين منتصبين للدفاع عن المعتقلين من بينهم الأستاذ محمد برادة و الأستاذ محمد الناصري و الراحل الأستاذ عبد الكبير الجوهري, و ذلك بتهمة إهانة القضاء, و استمرت المتابعة إلى منتصف الثمانينات حيث سقطت بحكم التقادم.

خلال أطوار المحاكمة, سيمنع الأستاذ عبد الرحيم برادة الذي كان بارعا في الدفاع عن المعتقلين و في التصدي لهيئة المحكمة من الحضور إلى القاعة لمؤازرة المتهمين و ذلك بعدما تم اعتقاله في منزله و منعه من الخروج تحت مبرر أن حياته مهددة ,بل تم اتهامه بالانتماء إلى قيادة منظمة" إلى الأمام".

منذ ذلك الوقت و لمدة 20 سنة, تعرض منزل و عائلة الأستاذ برادة و مكتبه للمراقبة الشاملة و منع من حق الحصول على جواز السفر, كما اتهم بالتآمر ضد المغرب بتواطئ مع منظمة العفو الدولية.
و جاء الرد من المعتقلين بالإعلان يوم الثلاثاء11- 1- 77 عن إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة بمطلبين اثنين :الحق في الكلمة واحترام حقوق الدفاع.

وقد استمرت المواجهة إلى أن قرر المعتقلون الدخول في إضراب عن الطعام لا محدود ابتداءا من يوم الاثنين 17 -1- 77- وذلك بسبب استمرار الاستفزاز و المنع من الكلمة و ضرب أبسط حقوق الدفاع لتحقيق ثلاث مطالب و هي: الحق في الكلمة , احترام حقوق الدفاع , إنهاء التهديدات ضد المحامين, و قد دام الإضراب عن الطعام 18 يوما و تم توقيفه يوم الجمعة 4 فبراير 77.

- الثلاثاء 18 يناير 1977: يوم مشهود في تاريخ المحاكمات السياسية بالمغرب:

- فرار أحمد أفزازالسيئ الذكر(رئيس المحكمة) من قاعة المحكمة تلاحقه الأناشيد والشعارات الثورية وزغاريد النساء.

في يوم الثلاثاء 18 - 1 - 77 سيحول رئيس المحكمة السيئ الذكر المحكمة إلى مسخرة حين صرخ قائلا :" ليقف الشجاع", في رد على تصريح لأحد المعتقلين الذي نعت تصرف الرئيس بالفاشيست فكان أن أطلقت العائلات الزغاريد و رفعت الشعارات التي ستدوي وسط القاعة بعدما صعد المعتقلون فوق الكراسي و الطاولات مرددين جماعيا : فاشيست , فاشيست , فاشيست مما أفقد القاضي السيئ الذكر كل صوابه و هاله المشهد فلاذ بالفرارمذعورا, و في هروبه سقط على وجهه متعثرا بأحد الكراسي تطارده زغاريد النساء الحماسية و شعارات المعتقلين النارية حيث كانت الشعارات تملأ جنبات القاعة في حماس ثوري منقطع النظيرمن قبيل:

أنا يارفيق ما نويش نتخلى على مساندة الجماهيرالشعبية...,"عم بتضوي الشمس...."( هذا النشيد من إبداع الحركة التلاميذية سنة 72 وقد ردد لأول مرة بثانوية الليمون التي كانت تعقد بها التجمعات العامة للحركة التلاميذية بمدينة الرباط).

بعدعودته إلى قاعة المحكمة يقوم السيئ الذكر بطرد المعتقلين من القاعة موجها في نفس الوقت تهمة جديدة للمعتقلين تحت مبرر إحداث ضوضاء في الجلسة و إهانة هيئة المحكمة, لتبدأ بعد ذلك مرحلة مقاطعة المعتقلين للمحاكمة و إضراب العائلات خاصة بعدما بدأت المحكمة تقدم المعتقلين فرادى في محاولة للاستئثار بهم و فرض أسلوب نعم أو لا فيما يخص الأسئلة و التهم الموجهة إليهم,لكن المعتقلين بتوجيه من القيادات السياسية أفشلوا خطة المحكمة بلجوئهم إلى أسلوب تكتيكي جديد يقوم على تركيز المواقف في كلمات معدودة تراعي مدة الوقوف أمام هيئة المحكمة التي لا تتعدى دقيقة أو دقيقتين حيث ما أن يشرع المعتقل في الحديث عن مواقفه السياسية حتى ينتزع انتزاعا و بالقوة من طرف القوات التابعة لفرقة التدخل السريع ( السيمي ) و المدعمة برجال الاستخبارات .

هكذا بدأ المعتقلون و المعتقلات يدخلون القاعة فرادى , و ما أن يقفوا أمام القاضي حتى ينخرطون في عرض وجهات نظرهم دون اكتراث لأسئلة القاضي , مرددين شعارات تلخص مواقفهم من النظام الذي يمثلون أمامه ,رافضين كل سياساته و داعين إلى محاكمته. و هكذا حول المعتقلون النظام إلى متهم و شرعوا في محاكمته مجسدين بذلك المبادئ التاريخية للحركة الشيوعية العالمية.
لقد سجل المعتقلون الذين دخلوا المحاكمة بمعنويات مرتفعة مواقف لا تنسى .لا أحد يستطيع أن ينسى الموقف الخالد للرفيقة سعيدة لمنبهي في مواجهة رئيس المحكمة السيئ الذكر ومن ينسى مواقف العديد من الرفاق والمناضلين الذين تحدوا المحكمة وتهديداتها المتكررة مدافعين عن الخط الثوري للحركة الماركسية-اللينينية المغربية . من بين هذه المواقف الرائعة ذلك الموقف البطولي الذي دافع عنها ابراهام السرفاتي وهي بالمناسبة نفس المواقف التي دافع عنها فؤاد الهيلالي رغم أن بعض كتاب السير المزيفون غضوا الطرف عنها وكأنها مجرد أضغاط احلام. لكن التاريخ لا يرحم والحقيقة دائما ثورية...ولمزيد من المعلومات والتوضيحات فموقف أبراهام السرفاتي الشهيرقد تم الإتفاق عليه ثنائيا بين هذا الأخيروفؤاد الهيلالي في أحد الأحياء بسجن غبيلا بالدار البيضاء. وهذا الحي بالمناسبة كان مخصصا خلال الحقبة الإستعمارية للمقاومين الذين كانوا ينتظرون ساعة إعدامهم وأصبح في الحقبة الإستعمارية الجديدة مقرا للكشوات( زنازن انفرادية خاصة بعزل المعتقلين وتعذيبهم).

أما عن سياق اللقاءهذا فقد جاء بعدما تم طرد المعتقلين من المحكمة وأعطيت الأوامرلكي يتم عزل المعتقلين وتعذيبهم ووضعهم في الكاشوات. كنا نحن الإثنان في ساحة صغيرة ننتظر دورنا وحصتنا من ذلك التعذيب قبل أن نوضع في تلك الزنازين الكريهة.... هكذا تبادلنا بسرعة الحديث عن التطورات التي عرفتها المحاكمة وقررنا رفع التحدي بطرح مواقف المنظمة بشكل واضح مهما كان الثمن وذلك دفاعا عن شرف المنظمة وعن خطها الثوري رغم التهديد بالمحكمة العسكرية( المواقف معروفة وتم نقلها عن طريق الصحافة والإذاعات الدولية(الدفاع عن شعار" الجمهورية الديموقراطية الشعبية , وكذلك الدفاع عن الموقف المستمد من إحدى الوثائق التي تمت صياغتها في السجن تحت عنوان " الجمهورية العربية الديموقراطية في الصحراء" انطلاقة الثورة في الغرب العربي" .........).

عموما,دارت معركة المعتقلين مع النظام و محكمته الكراكوزية في ظل حملات شنها النظام الكمبرادوري والذي سخر وسائل إعلامه الرسمية من أجل تلطيخ صورة و سمعة المعتقلين و ذلك عبر الكذب و الافتراءات مرفوقة بالترهيب.و إلى جانب النظام, قامت القوى الإصلاحية الذيلية القابعة في مستنقع ما كانت تسميه آنذاك "بالإجماع الوطني" و "السلم الاجتماعي" و "المغرب الجديد"بدورها من خلال اتهام المعتقلين بالخيانة ( دورالصحافة الصفراء:العلم و لوبنيون) كما لزمت صحافة "المعارضة"الصمت إلا فيما نذر, فلم تصدرأي تقارير عن الخروقات التي سادت المحاكمة إلا بشكل خجول. أما محاموهاته القوى الإصلاحية و التحريفية فقد رفضوا الدفاع عن المعتقلين بعد محاولات الابتزاز و شراء الذمم التي فشلت فشلا ذريعا. و كانت أبرز تلك المواقف هو انسحاب المحامين الاتحاديين ورفضهم الدفاع عن المعتقلين السياسيين بقرارحزبهم: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و تطوع للدفاع عن المعتقلين محامون ديموقراطيون مستقلون (محمد برادة) أو متعاطفون مع اليسار( عبد الرحيم الجامعي) و محامون من فرنسا , بلجيكا , فلسطين( منظمة التحرير الفلسطينية أرسلت محاميها الخاص : المجدلاني وهو من أشهر المحامين الفلسطينيين) , هولاندا...

إلى جانب المحامين تشكلت جبهة الدفاع عن المعتقلين من العائلات و لجان النضال ضد القمع بالمغرب( جمعية تأسست بفرنسا) ثم "أمنستي".

بعد شهرين من المحاكمات الصورية والمعارك البطولية التي خاضها المعتقلون السياسيون و عائلاتهم, و ذلك بعدما تم نقلهم تحت جنح الظلام إلى قاعة المحكمة, وابتداءا من الساعة الثالثة صباحا بدأت تلاوة الأحكام الجائرة و السريالية التي أصدرها النظام الكمبرادوري من خلال كراكيزه داخل المحكمة ضد معتقلين الحركة الماركسية – اللينينية المغربية منها 44 حكما بالمؤبد, و يبلغ عددالأحكام الصادرة حوالي ثلاثين قرنا و ذلك بتاريخ 14 فبراير 1974 .

و ما أن أعلن النظام الكمبرادوري المحتجب وراء بذلات قضاته عن أحكامه حتى استولى المعتقلون الماركسيون – اللينينيون على قاعة المحكمة و انتصبوا واقفين في تحد صارخ لهيئة المحكمة و لمن يقف وراءها من أزلام النظام الكمبرادوري المتعفن, مرددين الأناشيد الثورية وسط زغاريد النساء ووقوف مهيب لهيئة الدفاع ,خاصة النشيد الثوري( نشيد الموعد) الذي ظل يتردد صداه داخل قاعة المحكمة لمدة طويلة:لنا يا رفاق لقاء غدا , سنأتي و لن نخلف الموعدا( نشيد الموعد).

بعد عودة المعتقلين إلى السجن سيتعرضون إلى اعتداء شنيع على يد حراس سجن غبيلة و عين برجة (بالنسبة لسجن عين برجة و أمام احتجاج المعتقلين حول ظروف اعتقالهم أمر مدير المؤسسة, الحراس بتنظيم حصة تعذيب في فضاء مفتوح في ساحة السجن وهكذا تم الهجوم على المعتقلين داخل زنازنهم , و بعد الضرب تم استعمال الفلقة وحلق رؤوس المعتقلين , الشيئ الذي سيتم رفعه في مذكرات المحامين و الهيئات الحقوقية المساندة في الخارج باعتباره إحدى عناصر المحاكمة الصورية.

و في يوم الاثنين7 مارس 77 نقل المعتقلون السياسيون نحو السجن المركزي بالقنيطرةعلى مثن ثلاث شاحنات تابعة للفرقة المتنقلة للتدخل المعروفة اختصارا بالسيمي وتحت حماية طائرات الهيليكوبتير.

7مارس1977: الوصول إلى السجن المركزي و معركة يونيو 77

المعركة الثالثة:7نونبر 1977 –صيف 1979

معركة رد الاعتبار و الاستعداد للمنازلة الكبرى

الوصول إلى السجن المركزي ومعركة يونيو 1977:

عند وصولهم إلى السجن المركزي مقيدين و معصوبي العينين, و بعد إجراءات التفتيش الدقيق وصراخ الحراس من أجل ترهيب المعتقلين تم تقسيم المعتقلين إلى 3 مجموعات:
-المجموعة الأولى:

تم نقل مجموعة ممن سموا "الريوس القاصحة" أو الخطيرين في لغة السجون القمعية,إلى حي " د" وهو حي خاص بالعزلة , والذي لم تزر جنباته ولا أركانه أشعة الشمس منذ عشرات السنين, حي قاتم ومظلم ذو برودة اسمنتية عالية ترتعش لها العظام,حيث لايوجد فراش أوغطاء, مرحاض لكل زنزانة تضم أربعة رفاق , غالبا ما تطل منه جرذان بحجم قطط مهددة ومستعدة للهجوم- . و من الرفاق الذين سكنوا هذا الحي لمدة شهر قبل إلحاقهم بالأحياء الأخرى كل من ادريس بن زكري, فؤاد الهيلالي , ادريس الزايدي,أحمد آيت بناصر,محمد السريفي,مصطفى التمسماني, عبد الله زعزاع , جبيهة رحال,الراحل عبد العزيز مريد,الوديع صلاح الدين,حسن السملالي, محمد حسان, الصافي حمادي ...

استقبل المعتقلون بحي "د" قرار عزلهم من طرف الإدارة بمجموعة من رسائل الاحتجاج , كما قامت العائلات بمجموعة من الاحتجاجات ضد وضعهم في حي تأديبي .
و قد كان الاستعداد للدخول في إضراب عن الطعام لا محدود على قدم و ساق حين تم إلحاق المعتقلين بالأحياء الأخرى.

- المجموعة الثانية:

تم وضعها في حي" أ"1.
- المجموعة الثالثة:

تم نقلها إلى حي "أ" 2.

و بينما كان المعتقلون منخرطين في الإعداد لمعركة سعيدة لمنبهي التي ستنطلق يوم 8 نونبر 1977 فاجأت إدارة السجن المعتقلين السياسيين حينما لجأت إلى عزل محمد السريفي عن المعتقلين استعدادا لتقديمه للبوليس بعدما ضبطت لديه وثيقة سرية لمنظمة "إلى الأمام" وتم وضعه في الكاشو( الكاشو مكان ذو زنازن انفرادية وسخة ونثنة تنعدم فيها أبسط شروط الحياة الإنسانية ويجرد فيها المعتقل من ملابسه السجنية ليرتدي "دربلة" وسخة ومليئة بالقمل لم تنظف منذ سنين وينام المعتقل على الإسفلت البارد مباشرة ونظام التغدية يختزل في خبزة وقليل من الماء, نظام الكاشوات موروث من الحقبة الإستعمارية التي أسست لنظام السجون بالمغرب, وقد تعرض الرفيق عبد الله زعزاع لنفس المصيربعد ضبط أحد الكتب لديه.......

هكذا وجد المعتقلون السياسيون أنفسهم مضطرين للدخول في معركة يونيو 77 التي دامت 12 يوما من الإضراب عن الطعام, و كان المطلب الوحيدإرجاع الرفيق محمد السريفي إلى المجموعة. و بعد محاولات الترهيب و الضغط و بعد أن تم عزل مجموعة من الرفاق و نقلهم إلى حي" د" السيئ الذكر, و هم إدريس بنزكري , فؤاد الهيلالي , إدريس الزايدي, الصافي حمادي , عبد العزيز مريد , جبيهة رحال , محمد حسان و آخرون . و بدعم من العائلات رضخت إدارة السجن المركزي لإرادة المعتقلين و أعادت محمد السريفي إلى المجموعة,وهكذا توقف الإضراب بعودته.

صيف 1977 و بداية الاستعداد لمعركة سعيدة لمنبهي:

عرف صيف 1977 نقاشات سياسية واسعة داخل منظمة "إلى الأمام"و امتدت إلى باقي المعتقلين السياسيين مما ساهم في رفع المعنويات و شحذ العزائم و صقل الإرادات.كما كان لقرارات يونيو77التي أصدرتها قيادة المنظمة بالسجن المركزي اتجاه الممارسات التي كانت تتعارض و الخط الثوري لمنظمة" إلى الأمام" فيما يتعلق بمواجهة العدو, أثر بالغ في رفع المعنويات و إعادة الثقة إلى المنظمة و قيادتها الثورية.
هكذا وضعت المنظمة من جديد على سكة النضال الثوري فاقتحم مناضلوها السماء متجاوزين حدود القمع و الحصار و العزلة التي حاول النظام الكمبرادوري و أزلامه من الانتهازيين و الإصلاحيين و التحريفيين إقامتها أمام طموحاتهم النضالية و استعدادهم لتحويل السجون إلى قلعة للنضال.

لقد نشأ نوع من الشرعية الثورية التي غمرت بعفويتها و حماستها الشرعية التنظيمية التي انكسرت في بعض حلقاتها نتيجة سلوكات محددة.
و في غمرة هذه الاستعدادات تعددت اجتماعات اللجنة القيادية للمنظمة بحي " أ" لتوجيه النقاشات و إعداد المناضلين و المناضلات لخوض معركة طويلة النفس ضد نظام يحاول اجتثاث كل أشكال المقاومة و النضال ضده.
قامت اللجنة القيادية بتنسيق الاستعدادات و الاتصالات مع كل المجموعات سواء داخل السجن المركزي ( مجموعة حي "ج" التي كانت تضم مناضلي الحركة الماركسية اللينينية المغربية الذين اعتقلوا سنة 72 فيما أصبح يعرف بمجموعة 44 إضافة إلى مناضلي حركة 3 مارس الثورية ) أو خارجه كالاتصال برفيقات المنظمة ( سعيدة لمنبهي , فاطمة عكاشة و ربيعة لفتوح) في سجن عين برجة و أبراهام السرفاتي في سجن غبيلة, كما تم تشكيل قيادة ميدانية تلعب دورها في اللحظة الحاسمة داخل عائلات المعتقلين السياسيين,لقد كان الإعداد جيدا فلم يترك أي شيئ للصدفة.

-شتنبر 1977:

في إحدى اجتماعاتها الاعتيادية حصرت اللجنة القيادية بحضور كل من إدريس بنزكري, أحمد آيت بناصر و فؤاد الهيلالي و ادريس الزايدي و بتنسيق مع عبد الرحمان نوضة الذي كان يقطن في حي أ2, لائحة المطالب التي تؤطر المعركة النضالية القادمة و تتمثل هذه المطالب في :

- الحق في إدخال الكتب و الجرائد الصادرة في المغرب.
- الحق في متابعة الدراسة بشكل عادي .
- الحق في إخراج الإبداعات الأدبية و غيرها .
- تحسين ظروف الزيارة ( المزار + الزيادة في مدة و عدد الزيارات الأسبوعية).
- تحسين التغذية و توفير العلاج الطبي .
- الحق في حيازة المذياع .
- إخراج أبراهام السرفاتي و الرفيقات الثلاث من العزلة التي فرضت عليهم و إلحاقهم بالمجموعة من جديد.

- نونبر1977:

منذ بداية هذا الشهر كثفت اللجنة القيادية من اجتماعاتها للحسم في مجموعة من النقط التي كانت مطروحة على جدول أعمالها:

- مناقشة أجوبة المجموعات الأخرى و بالأخص مجموعة (ج).
- مستوى الاستعدادات وسط العائلات .
- مستوى التنسيق مع القوى الديموقراطية و الحقوقية في الخارج.
- تشكيل لجنة المفاوضات استعدادا لكل طارئ.
- الحسم في تاريخ المعركة و توقيتها.

لقد كان النقاش يتم على قاعدة أرضية سياسية واضحة بحيث يتم التدقيق في كل الجوانب الإيجابية أو السلبية لصالح أو ضد خوض المعركة في ذلك الوقت. لم يكن هناك أي موقف مخالف لخوضها عندئذ, إذ كانت اللجنة متفقة على جعل المعركة تنطلق في شهر نونبر 1977.

وبالنسبة لموقف مجموعة حي ( ج) الرافض لدخول المعركة بمبررات مختلفة حسمت اللجنة بدخول المعركة دون هذه المجموعة.

و بالنسبة للعائلات فقد كانت الاستعدادات متقدمة و المعنويات مرتفعة و أبانت اللجنة داخلها عن حيوية و دينامية و قدرة على التحرك و ربط العلاقة مع كل العائلات بما فيها عائلات المجموعات الأخرى.

بالنسبة للرفيقات( سعيدة لمنبهي, فاطمة عكاشة, ربيعة لفتوح) جاء الرد على مقترح الدخول في المعركة في شهر نونبر واضحا حيث قررن بالإجماع دخول المعركة إلى جانب الرفاق مجسدين بذلك أسمى قيم الانضباط للقيم الثورية للمنظمة.

أبلغت الشهيدة سعيدة لمنبهي المسؤولة عن المجموعة, اللجنة القيادية بالقرار,كما أبلغ أبراهام السرفاتي اللجنة القيادية باتفاقه على المطالب و استعداده لدخول المعركة إلى جانب الرفيقات و الرفاق, و بقيت بعض الجوانب التقنية لضمان التواصل مع الخارج ( في المغرب و خارجه) التي سيتم حسمها لاحقا.

وتم تشكيل لجنة المفاوضات التي ظلت سرية إلى حين إعلان الإدارة عن استعدادها للتفاوض, و ضمت كلا من عبد الفتاح الفاكهاني , محمد السريفي , جبيهة رحال , محمد حسان , ادريس ولد القابلة, مصطفى التمسماني, مصطفى أنفلوس...
و قد عرفت اللجنة مجموعة من التغييرات نتيجة تقييم اللجنة القيادية للمنظمة و بتنسيق مع الفصائل الأخرى لأداء أعضائها,كما أن القرارات النهائية كانت تحسم فيها الهيئات القيادية لكل تنظيم.
و بشكل عام تم مبدئيا الاتفاق على اعتبار أن الشروط متوفرة لانطلاق المعركة في شهرنونبر 1977.

و في الأسبوع ما قبل انطلاق المعركة اتخذ القرار بشأن يوم الانطلاق الذي ظل سريا.

-معركة سعيدة لمنبهي و تحويل السجون إلى قلعات للنضال الثوري:

ليلة الأحد6 نونبر 1977:

المكان: الزنزانة رقم 1 حي ألف( أ) 1.

إلى غاية ساعة متقدمة من الليل, و تحت ضوءالشمع,كان الرفيقان أحمد آيت بناصر و فؤاد الهيلالي يدبجان البيان الأول للمعركة والرسالة الموجهة إلى الإدارة المعلنة عن انطلاق الإضراب اللامحدود عن الطعام .

الثلاثاء 8 نونبر 1977 , الساعة الثامنة صباحا: بينما فاجأ المعتقلون السياسيون الحراس برفضهم وجبة الفطور و تسليمهم آخر ما تبقى لديهم من الطعام , تقدم أحد الرفاق و سلم رسالة الإخبار إلى رئيس الحراس ويدعى حسن لتنطلق بعد ذلك معركة الشهيدة سعيدة لمنبهي.

الأحد11 دجنبر 1977:

استشهاد سعيدة لمنبهي كأول شهيدة لمنظمة "إلى الأمام" وللحركة الماركسية- اللينينية المغربية.

أمام تصاعد التضامن مع المعتقلين السياسيين ( تصريحات قادة فلسطينيين كبار, دعم الرأي العام الحقوقي و الديموقراطي و الإنساني بالخارج والدورالبارزللجان مناهضة القمع بالمغرب, أمنستي أنترنسيونال ...و الدور الذي قامت به عائلات المعتقلين ( دور النساء الحاسم)), وبعد تطويق مستشفى الإدريسي ( سبيطار الغابة) بالقنيطرة من طرف السيمي و قوات الجيش, سينقل المضربون عن الطعام تباعا تحت حراسة مشددة إلى المستشفى بعدما ساءت أوضاعهم الصحية, و فشلت كل المناورات و الضغوطات( استعمال الأنبوب بالإكراه لتمريرالطعام...)

- الجمعة23 دجنبر 1977:

في مساء هذا اليوم انطلقت المفاوضات الحاسمة بين المعتقلين السياسيين بقرار من اللجنة القيادية التي دعت لجنة المفاوضات إلى الاستعداد للدخول في المفاوضات كممثل للمضربين عن الطعام بعدما شكلت الدولة لجنة للمفاوضات مكونة من طرف البرلمانيين ( فتح الله والعلو) و شخصيات سياسية ( الراحل عمر الخطابي ) و موظفون من الداخلية وتحت إشراف وزير العدل آنذاك.
و قد تم إلحاق الرفيق بنزكري بلجنة المفاوضات لدعمها و تعزيزها.

لكن قبل ذلك قامت إدارة السجن بتواطئ مع لجنة المفاوضات التي شكلها النظام باستقدام أبراهام السرفاتي إلى السجن المركزي مصحوبا بتلك اللجنة و ذلك بهدف الضغط على المعتقلين من أجل توقيف إضرابهم عن الطعام.و لما نودي على لجنة المفاوضات الممثلة للمعتقلين السياسيين للحضور إلى قسم المصلحة الاجتماعية بالسجن المركزي و ذلك , كما زعمت إدارة السجن , فوجئت اللجنة بحضور أبراهام السرفاتي الذي كان يحث الرفاق على ضرورة توقيف الإضراب و هو نفس الموقف الذي كانت تدافع عنه لإدارة و اللجنة البرلمانية المرسلة إلى السجن المركزي و هو الشيئ لذي أثار استغراب الرفاق أعضاء لجنة المفاوضات. و من المعلوم أن أبراهام السرفاتي قد سبق له أن اتخذ قرار توقيف الإضراب بشكل انفرادي في وفت و على مقربة منه سقطت سعيدة لمنبهي شهيدة.

و ما إن وصل الخبر إلى اللجنة القيادية للمنظمة(خبر وصول أبراهام السرفاتي إلى السجن المركزي...) حتى قامت بإبلاغ الرفيق أبراهام السرفاتي بضرورة ترك السجن المركزي فورا و عدم التدخل في شأن المفاوضات. هكذا تم إفشال أخطر مناورة قامت بها الإدارة بدعم من اللجنة المبعوثة من طرف النظام.

بعد إفشال هاته المناورة و إصرار المعتقلين السياسيين و صمودهم رضخت الإدارة لمطلب المعتقلين المتمثل في بدء المفاوضات بدون شروط مملاة ذلك أن توقيف الإضراب لا يمكن أن يتم قبل قبول النظام بمطالب المعتقلين.

و بعد مفاوضات ماراطونية أسفرت هذه الأخيرة عن وعود بالاستجابة للمطالب المشروعة للمعتقلين السياسيين أعلن المعتقلون من داخل مستشفى الإدريسي بالقنيطرة في اليوم الخامس و الأربعون من الإضراب عن الطعام عن توقيفهم للمعركة.

و في ظل حملات التضامن الواسعة خاصة من خارج المغرب التي فضحت الوجه الحقيقي لطبيعة النظام الكمبرادوري, و بدور بارز لعائلات المعتقلين السياسيين و ذويهم و خاصة الأمهات و الأخوات و الزوجات اللواتي كن يمثلن أكثر من 99 في المئة من الحركة,لم تجد القوى الإصلاحية و التحريفية بعدما كشفت عن انتهازيتها وصمتها المريب عن الإضراب سوى تقديم ملتمس إلى البرلمان يدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
في هاته الأجواء صوت البرلمان بالإجماع على ملتمس إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

فبراير78: معركة النضال من أجل سن قانون المعتقل السياسي:

-يناير 1978:

على إثرتصريح للوزير الأول يؤشر عن محاولات تملص النظام من الاتفاقات و الوعود ( نفس الوزير حين كان وزيرا للعدل يتحمل مسؤولية استشهاد سعيدة لمنبهي نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرضت له) ,مما أثار غضب المعتقلين السياسيين و عائلاتهم , ومن داخل مستشفى الإدريسي بالقنيطرة وفي اجتماع سري بين أعضاء القيادة وبتنسيق مع الرفيق جبيهة رحال ممثل الجناح الثوري داخل منظمة 23 مارس اتخد قرار الدخول في معركة جديدة تحت شعار: "من أجل سن قانون المعتقل السياسي".
- فبراير 1978:

انطلاق معركة سن قانون المعتقل السياسي

على إثرالإعلان عن الإضراب( دام الإضراب 17 يوما)وكذا إصدار بيان تنديدي بزيارة شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي لبلادنا بعدما رفضت استقباله العديد من البلدان, قام النظام الكمبرادوري بتوزيع المعتقلين على مجموعة من السجون ( السجن المركزي بالقنيطرة , السجن المدني بالشاون , السجن المدني بتازة , سجن علي و مومن الفلاحي نواحي سطات , السجن المدني بالدار البيضاء, سجن عين قادوس بفاس.
خلافا لما ينشر أو يعتقد, لم تفاجئ القيادة بهذا القرار(تشتيت المعتقلين ليسهل تكسير الإضراب) فعند تهيئ اضراب نونبر77 تمت دراسة هذا الإحتمال وتم وضع لائحة من خيرة مناضلي المنظمة لتحمل المسؤولية تحت أي ظروف كانت, وذلك بتشكيلهم إطارات قيادية محلية تقود التنظيم في تلك السجون بتنسيق مع اللجنة القيادية وأعضائها. وما أن طبق النظام مخططه الجهنمي بتوزيع المناضلين على السجون حتى دخلت تلك الخطة مرحلة التنفيذ. ومن أهم المناضلين الذين تحملوا هاته المهمات نذكر منهم عبد القادر أمصري( الرباط), عبد الباري الطيار( تطوان),التيتي لحبيب( ولاد تايمة أكادير),أحمد لحلافي( تازة)الراحل غازي كرطاط( فاس)ادريس ولد القابلة( القنيطرة) وآخرون, و يعود الفضل لهؤلاء في إنجاح المعارك التي خيضت في مختلف السجون من أجل مطالب محلية ومن أجل إعادة تجميع المعتقلين بالسجن المركزي بالقنيطرة.
معركة الثوريين الموحدة أو معركة الشهداء
ابتداءا من هذه المعركة , بالتدريج, و من خلال معارك متقطعة (إضرابات 24 ساعة , 48 ساعة , 72 ساعة ..) و بأشكال مختلفة (إضرابات دائرية : تدخل مجموعة في إضراب محدود لتتبعها بعد ذلك مجموعة أخرى بشكل دائري ) و بنهج أسلوب الاعتصامات و رفض الدخول إلى الزنازن , بدأت المطالب تتحقق بالتدريج و تفك العزلة عن المجموعات:
- يناير 1979 وصول أبراهام السرفاتي إلى السجن المركزي بعد عزل دام من مارس 77 إلى يناير79 .
- وصول الرفيقات فاطمة عكاشة و ربيعة الفتوح إلى سجن لعواد ( السجن المدني بالقنيطرة ).
- الجمعة27 أبريل 1979: عودة المجموعات التي تم توزيعها على مجموعة من السجون خلال فترة الإضراب عن الطعام ( إضراب فبراير 78 من أجل سن قانون أساسي للمعتقل السياسي) ,إلى السجن المركزي.

- شتنبر1979 : وصول ما تبقى من مجموعة 44 أي مجموعة 72 إلى حي" أ" بالسجن المركزي ومنهم عبد العزيز لوديي, الدرج عبد الجليل, الخطبي محمد, أمين عبد الحميد, سيون أسيدون, علي فقير,الباري محمد,عبد اللطيف اللعبي و أحمد حرزني.
هكذا تحولت السجون من مراكز للاعتقال و تدمير الإنسان إلى قلعات و معاقل للنضال, هكذا ومنذ نونبر72 إلى فبراير 78 و ما تلاها خاض المعتقلون السياسيون الماركسيون – اللينينيون ثماني إضرابات كبرى عن الطعام ساهمت في تغييرمسار السجون والمعتقلات السرية بالمغرب بما قدمته من فضح لها وطنيا وعالميا وساهمت في تنمية الوعي الحقوقي والسياسي بطبيعة النظام الكمبرادوري وممارساته وقدمت نموذجا فريدا من نوعه في تاريخ الإعتقال السياسي ببلادنا حين حولت سجون الرجعية إلى قلعات شامخة للنضال بفضل تضحيات جسام سقط على إثرها العديد من الشهداء الذين لم يذهب دمهم هدرا فأجيال جديدة تسير على نهجهم.
ومن أشهر هذه المعارك البطولية: (إضراب نونبر 72: 32يوما,إضراب75: 36يوما, إضراب نونبر 75: 18 يوما, إضراب نونبر 76 :19 يوما ( معركة عبد اللطيف زروال ) , إضراب المحاكمة :18 يوما ,معركة يونيو 1977: 12 يوما ,معركة سعيدة لمنبهي البطولية في نونبر 77 ودامت45 يوما ,فبراير78: معركة سن قانون المعتقل السياسي : 17 يوما ). وهناك العشرات بل المئات من الإضرابات عن الطعام المحدودة في الزمن و المرفوقة بالبيانات السياسية التي كانت تصدر في كل المناسبات النضالية للشعب المغربي و للقضية الفلسطينية و القضايا الأممية .

و من أبرز النضالات الموحدة التي خاضها المعتقون السياسيون الماركسيون – اللينينيون إلى جانب المعتقلين المنتمين إلى اليسار الاتحادي و المناضلين المنتمين إلى حركة 3 مارس الثورية تلك الإضرابات التي خيضت بشكل موحد بمناسبة ذكرى استشهاد سعيدة لمنبهي و عمر بن جلون( انظر وثيقة " نداء من أجل التضامن مع المعتقلين السياسيين التي أصدرتها منظمة " إلى الأمام" وقمنا بنشرها في الحلقة الثالثة من هاته السلسلة).

بالنسبة لمنظمة" إلى الأمام" فقد كانت مساهمتها في هاته المعارك أساسية ولعب قياديوها وأطرها الأساسية دورا حاسما لايستطيع أحد إنكاره. هكذا وبالنسبة للفترة الممتدة من يناير 76 إلى مارس 77 فقد لعب الرفاق الآتية أسمائهم أدوارا طليعية وهم أبراهام السرفاتي, ادريس بن زكري,عبد الرحمان نودا, فؤاد الهيلالي, محمد السريفي, ادريس ولد القابلة,ادريس الزايدي واحمد آيت بناصر.

أما بالنسبة للفترة الممتدة من مارس 77 إلى حوالي صيف 79 كانت القيادة السرية للمعارك تضم بحكم مسؤولياتها التنظيمية الرفاق التالية أسماؤهم:

-إدريس بنزكري الملقب ب: جبل (اسم شخصية في رواية نجيب محفوظ الممنوعةآنذاك " أولاد حارتنا ").
-فؤاد الهيلالي الملقب بالمدني
-أحمد آيت بالناصر الملقب بالعياشي
-محمدالسريفي الملقب بالروخو
-ادريس الزايدي الملقب بعيسى
-عبد الرحمان نوضة الملقب ببوشتى
وعلى مستوى التنسيق مع الفصائل الأخرى فهناك عنصران هما:
-من الجناح الثوري لمنظمة 23 مارس:الشهيد جبيهة رحال المعروف بالموسطاش.
و مناضل من "لنخدم الشعب" هو لحبيب بن مالك.

فؤاد الهيلالي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن