الدجاجة والجيران (ايران)

صادق الريكان
aa_sadek@yahoo.com

2013 / 8 / 14

قضا الجندي العراقي ثمان سنوات عجاف ، حقبة من الزمن المقيت حرقتها تلك الحرب الطائفية بين الجارتين ، حكى لي احد افراد قطيع هذه الحرب كيف تنصب المشانق خلف السواتر فمن لم تأكله رصاصات بني فارس عُلق على مشنقة (ابن صبحة) كان يسرد لي حجم الفجيعة والألم الواقع عليه وأصدقاءه في تلك اللحظات "بقايا جثة وخوذة صديقي الشهيد و بعض اوامر التوجيه السياسي" لازالت ترافق مخيلتي المنهكة كان يحدثني و الحسرة والألم بادية على وجهه الكهل الذي صنعت منه الاقدار ما تشاء ، لا ما يشاء ، مشاهد حزن وموت كثر رافقت تلك الحقبة لكل من عاصرها له ذكرى سوداء من هذا الموت

(ل.ر) سُجن عندما كان موظف في عهد قائد الضرورة بعد ثبوت تورطه بسرقة (عجلات سيارة) من دائرته ، مكث في السجن قليلاً حتى جاء بيان الفتح عن طريق اخواننا الامريكان بتصفيق من الاحزاب الاسلامية ترحيباً بهم والذي كان صاحبنا السارق قد سارع بالانضمام لتلك الاحزاب التي منحته تقديراً لتضحياته الجسام ونضاله ضد (التايرات) منصب مدير عام في احد الوزارات المترهلة

بعد هذا السقوط كنا نراقب العدل الذي لم نَنّله من قبل لكن (جاء جواد بما لا يشتهي جبار) حيث أول ما نُطق به بعد هذا الانتصار جاء على لسان احد المعممين حيث قال : "يجب تعوض الشعب الايراني لما لاقوه من جرم في الحرب التي قامها صدام عليهم!!!" بعدها بفترة اصدر وزير المالية العراقي _في حينها_ بيان جبر صولاغ سنة 2009 قرار ينص به على اعتبار شهداء الحرب الايرانية ضحايا مدنيين؟؟ ... ليتم تعويض عوائلهم بمبالغ رمزية لا تشبه حجم معاناتهم التي حلت بهم ، ليبقوا يتحسرون وهم يشاهدون الرفيق حجي (ل.ر) وهو يلقي كلمة في احد الفضائيات عن حجم المعاناة التي تلقاها والخطط المستقبلية التي وضعها



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن