كلمة أخيرة لابدّ منها لرفاقي في الجبهة الشعبيّة

مصطفى القلعي
mustapha.kalii@yahoo.fr

2013 / 8 / 3

في خضمّ هذا المدّ الاحتجاجيّالذي تعيشه تونس عقب الاغتيال المجرم الجبان لعشرة من خيرة رجال تونس ومناضليها خلال خمسة أيّام من 25 جويلية إلى 29 جويلية/ يوليو 2013: الشهيد القائد محمد البراهمي (الجبهة الشعبيّة) الشهيد محمد المفتي (الجبهة الشعبيّة بقفصة) الشهداء الثمانية من جنودنا البواسل في جبل الشعانبي، لابدّ أن أقول كلمة بصفتي مواطنا يمارس التفكير والبحث لا بصفتي ناشطا سياسيّا يساريّا في الجبهة الشعبيّة. ما أريد أن أقوله هو التالي: لقد تحالفنا (ونون الجمع تعني اليساريّين) مع الإسلاميّين لإسقاط نظام بن علي النوفمبريّ الاستبداديّ العميل التابع، مع اختلافنا معهم في كلّ شيء تقريبا؛ في المرجعيّات، في الرؤية الاجتماعيّة والاقتصاديّة، في الخيارات السياسيّة، في طبيعة النضال فنحن كنّا نناضل من أجل الحريّة فيما كانوا يصارعون من أجل السلطة. واليوم، بعد الثورة، وبعد الانتخابات، نجد أنفسنا نتحالف مع الاتّحاد من أجل تونس ومع القوّة الفاعلة فيه أساسا وهي حركة نداء تونس، من أجل إسقاط المشروع الإسلاميّ الاستبداديّ الذي تقوده حركة النهضة، مع أنّنا نختلف مع نداء تونس في كلّ شيء تقريبا أيضا عدا المشترك الكونيّ كمنظومة الحقوق الكونيّة والاتفاقيّات الدوليّة.
أنا، بصفتي الفكريّة لم أكن مع خيار التحالف مع حركة نداء تونس لأسباب كثيرة شرحتها في مقالي الوارد ضمن العدد التاسع الأخير من مجلّة الفكريّة ماي/ جوان 2013 الموجود في الآن في المكتبات لأنّي حرّ من التبعيّة وحريّتي تلك تتيح لي أن أرى بوضوح أكبر. ومع ذلك، انضبطّ سياسيّا للخيار المركزيّ وساهمت في تفعيله وإنجاحه في مستوى جبهة الإنقاذ الوطنيّ لاسيما على المستوى الجهويّ.
ويبقى أن أشير إلى أنّني لا أرتاح إلى هذه المكانة التي تجبرنا دائما على التحالف مع خصم الأمس متى خرج من السلطة. ولا أرتاح أيضا إلى اضطرارنا إلى هذا التحالف في كلّ مرّة. ولا أطمئنّ إلى طبيعة الحليف ولا آمن أخلاقه. وأكره أن نكون العصا التي يضرب بها الآخرون فنتأذّى نحن فقط ولا يتأذّى الضارب ولا المضروب.
عذرا رفاقي، لن أعود إلى هذا..
المجد والخلود لشهدائنا..
تحيا تونس.. تحيا الجبهة الشعبيّة.. تحيا نضالات شعبنا من أجل الحريّة والتقدّم
مصطفى القلعي: الجبهة الشعبيّة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن