سباق الاحصنة الحزبية في الجزائر

حداد بلال
bilalazaim@gmail.com

2013 / 7 / 20

ها قد بدا العد العكسي لتطلعات قدوم الانتخابات الرئاسية الجمهورية لسنة 2014 بالجزائر ،وبدات معها سياسية "التهريج و التحراك" السياسي لتيارات العضوية الحزبية الوطنية في السباقيات الانتخابية القادمة،بعد عربون من النوم والخمول الي حين نهضوضها مجددا بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية و انتخابات المجالس البلدية و الولائية السابقة،اللافتة عندها عودة هذه الاحزاب الي عادتها القديمة بعد غياب طويل عن سياسة التبراح "صوت علي فلان" او "اختر حزبك الافضل" من خلال ديمقراطية يصورنها لنا،وتبقي في ذلك رياح هذا السباق الحزبي علي مضمار الانتخابات الرئاسية المقبلة تسير بين العناد السياسي وسياسة ربط الاحزمة الحزبية السياسية.
نعم هي اذن سياسة العناد و"التعنة" التي قادت احزاب المعارضة في تقلبها وخيبتها للحصول علي تاشيرة جنة" السلطة و كسر جناح التحالف الرئاسي الي اعلانها عن موسم استقالات مبكرة من بعض ممثليها قبيل رفعهم راية الاستسلام بتسليم مشعل سلطة الحزب الواحد الي ممثلين جدد بمثل ما حدث في حمس و الافافاس و الارسيدي لعلي وعسي منها تغير معادلة هذا السباق الانتخابي امام الجانب الاخر من احزاب التحاف التي قررت هي الاخر عبر ممثليها القدام رمي المنشفة السياسية والتوجه نحو اعلان استراحة محارب بمثل ماحدث عند طلاق الامين العام احمد اويحي لحزبه "الارندي" اثر رفعه شعار الاستقالة،لتتبعه قبيل ذلك عملية "الجلط والخلط" التي خرجت بقرار سحب الثقة من بلخادم الامين العام للحزب الافلان،فيما يدل علي كلتا التنسقات الحزبية سواء المعارضة و المتحالفة قد تبنيتا في السابق سياسة العناد السياسي التي كان سببا في فشلهما وكشف اقنعة الكثير منهما
و للنهوض من جديد ورفع الشان المنشود قبيل اشراقيات انطلاق سباق الانتخابات الرئاسية المقبل عليها،بدات تلك التنسيقات الحزبية الوطنية في اتباع سياسة جديدة تعرف بسياسة "ربط الاحزمة"السياسة وشد الهمة بتجديد ركيزة اعمدتها الاساسيين عبر البحث عن بدائل لهم تغطي عبء نقائص تركة ممثليهم السابقين.
فالاحزاب المعارضة جددة مثلا منضومة مرؤوسيها وغيرت من شعارتها تاكيدا بتفاخرها علي نجاح النمودج الاسلامي بتونس والمغرب في الوصول الي السلطة املا منها لان يكون لها نفس الموقع الذي سيدفع به الشعب الجزائري ليفتح لها باب السلطة الموصدة امامها لسنوات عدة،اضافة الي محاولة تعزيز قواها من خلال توحيد ممثلي المعارضة الذين سيشتركون في الانتخابات المقبلة بممثل واحد كحل استثناء لاول مرة تحاول به احزاب المعارضة جمع الاصوات المعارضة في بودقة رئاسية واحدة تشمل مرشح الاجماع بعد الابتعاد عن مرشح الارنب او مرشحي تزين الواجهة مثلما دعي اليه الامين العام لحزب النهضة "فاتح ربيعي" في احدي خطاباته.
اما فيما يخص تيار التحالف والموالي لنظام فلربما سيعاني هذه المرة من عدة انتكاسات خاصة منها "مرض الرئيس"الذي كانوا يرونه مرشحهم الافضل لعهدة رابعة،برغم من عدم تباين نية هذا الاخير لترشحه في الانتخابات القادمة،ولذلك عمدت هذه الاحزاب تحسبا لاي طارا قد يسبق عدم ترشحه بمحاولة ايجاد من ينوب عنه،وقد وقعت عينهم في ضل ذلك بين جدال ايمكانية اعادت الرئيس الاسبق" اليمين زروال" او عودت"بن فليس"علي انهما نموذجين ناجحين سبقا لهما وان ثبتا ثقلهما في الساحة السياسية ومحل قبول الشارع الجزائري سيحفظ لهذه الاحزاب ويمكنها من البقاء في مرصد النظام، كما لا تتوال هذه الاحزاب كعادتها الي تذكير المواطنين بالمكاسب التي احزتها الدولة في ضل تواجد وبقاء هذا النظام لخلق طابع ايجابي لهم سيمدهم بالتايد الصوتي مستقبلا في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وان كان من غاية سياسة ربط الاحزمة الحزبية تبرير وسيلة الانعاش السياسي حتي تنهض من الغيبوبة السياسية التي كانت تعاني منها هذه التنسيقات الحزبية،و تخرج بندفاع حزبي ضمن كتليتين احداهما متحالفة و اخري معارضة في سباق انتخابي قد يحمل ثلاث احتملات لا رابعة لها،وهي اما اللحاق بدويلات الربيع العربي والعودت الي ايام العشرية السوداء،او اما البقاء علي نفس الحال ولن تكون سوي تغيرات شكلية فقط،او في الاخير بمثل ما اتمناه ويتمناه الشعب الجزائري هو الصعود بنهضة ديمقراطية شاملة يضربها المثل في كل الاوطان.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن