من حرب لبنان إلى حرب سوريا ..حتى الوطن لم ينتصر

عمر المقداد
omar.191@hotmail.com

2013 / 5 / 6

من حرب لبنان إلى حرب سوريا..
حتى الوطن لم ينتصر ..
في حرب لبنان دمرت البلاد وأزهقت أرواح مئةٍ وخمسين ألف إنسان
بهذا يختم المعلق كلامه على خلفية وثائقي حرب لبنان, لتنتقل بالصوره الذهنيه تلقائياً إلى حربٍ شقيقه باتت تندلع على الجهه الأخرى من الوثائقي وتعيد تركيب الصوروالحالات والمقارنه لتضع نتائج مايحصل بهدوء .
مع الاعتداءات الاسرائيليه الاخيره على سوريا تأخذ الرؤيه منحى أكثر وضوحاً لجهة تعدد المستفيدين من الثوره السوريه ,وخسارة الشعب السوري ,
فاسرائيل التقطت الإشاره وبدأت في عملية اخراج سوريا من معادلة الصراع وبسرعه باستهدافها مواقع حساسه في الدوله لحرمان سوريا الجديده التي لم تولد بعد منها والتي بات واضحاً أن المطلوب أن تكون سوريا المستقبل سوريا مقصقصة الاجنحه غارقه في مشكلات لا اخر لها ودوله تعاني من صراع اثني يبقي الدوله على حالة الفشل التي وصلت إليه , غارقه في صراعات مع ميليشيات طالبان الجديده التي تم جذبها الى سوريا لتؤدي المعنى من الفوضى المطلوبه لسوريا في المستقبل .
حس طائفي واضح بدأ بالانتشار ,وفوضى طائفيه تغذيها السلطه إلى جانب القوى الاقليميه والجماعات الراديكاليه التي باتت لاعباً اساسياً على الساحه الشماليه .
معارضه هائمه على وجهها جزء منها اتخذ سياسة التبعيه بشكل واضح وجزء يغرد خارج السرب وجزء بدء يتصرف بوصفه تاجر حروب لا أكثر ولا أقل
بعد ان تمت عملية قرصنة العمل السلمي وحجب أي رأي سلمي ودفع الامور باتجاه العسكره وإشاعة فوضى السلاح والتي كان للاخوان المسلمين في المعارضه السوريه اليد الطولى بها , دخلنا في فوضى من نوع آخر , فوضى سلاح وجماعات لكل منها منطقة نفوذ لايحق للجماعه الاخرى الاقتراب منها , وبل يأخذ الأمر احيانا شكل صراعات مباشره كما حصل في شمال سوريا مؤخراً ,
انشقاقات كبيره لثوار السلاح الذين بات يشكي العديد منهم مما اسموه عملية قرصنه واضحه لا علاقة لها لا بحريه ولا بديمقراطيه بل لاتتعدى تحويل الدوله برمتها إلى هدف مشروع وبقره حلوب تدر أموالاً ونفوذ على هؤلاء ,ولايقف الامر هنا على
نهب معامل حلب وبيعها إلى تركيا ,
نهب حفارات النفط وبيعها ايضاً لتركيا ولجهات أخرى
نهب مؤسسات الدوله وتحويلها إلى غنيمه لهذه الكتائب المقاتله يضيف أحد مقاتلي الجيش الحر, مايحصل لاعلاقة له بالثوره التي نعرفها , هناك خيانه واضحه لدماء الشهداء , وأقول لك بكل صراحه هناك دول اقليميه لاتريد لسوريا النهوض , تريدنا أن ندمر بلدنا بأيدينا ,
كل ذلك بات يشكل عناصر واضحه لمعركه أخرى من نوع أخر باتت تعد على نار هادئه غير تلك التي يخوضها الشعب السوري حالياً مع سلطة دكتاتوريه حاكمه ساهمت في فتح البلاد أمام كل مجاهدي العالم وكل انواع التدخل الدولي الذي لم نشاهد له مثيل إلا في لبنان واليوم بات مكرساً بشكل واضح في سوريا .
بالطبع هذه الاراء تواجه وتجابه بالطرف الاخر بحجج باتت وسيله لشرعنة أي خطأ .. عنوانها دائماً مجازر السلطه ..إجرام النظام , خذلان المجتمع الدولي ..إلخ إلخ..
وكلها تصب في النهايه إلى عملية إسقاط الدوله التي يريدها العالم مع هؤلاء ..
من الواضح الان أن الامور تسير باتجاه إخراج سوريا تماماً من معادلة الصراع,والنفوذ الاقليمي ,وذلك عن طريق إفراغ مطالب الشعب السوري من مضمونها وتكريس مسألة التقسيم كحل نهائي .
عندها سيردد الجميع على لسان أحد قادة حرب لبنان
لم ينتصر احد ..الجميع خرج خاسراً .. حتى الوطن لم ينتصر ..!

بقلم : عمر المقداد







https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن