9 نيسان ليلة عرس فتاة احبها رجل .. وتزوجها اخر!!

صبا النداوي
s_nidawi@yahoo.com

2013 / 4 / 10

9 نيسان ليلة عرس فتاة احبها رجل .. وتزوجها اخر!!

التاسع من نيسان 2003 ... تغنى فيه المتغنون ونحّب فيه الكثيرون .. اليوم 9-4-2013 ... نشهد هذه الذكرى مرة اخرى ولم ننسى ولن ننسى ...

راودني سؤال محير ومن المؤكد انه دار في ذهن الكثيرين يا ترى هل انجزت امريكا هدفها العلني المعلن امام شاشات التلفازومحطات الاخبار العالمية والمتمثل بنشر مباديء الديمقراطية للشعب العراقي المظلوم وهل تم رفع الظلم والجور عن ابنائه ؟؟

سيكون هناك فوضى من الردود لان اميركا قصدت صنع الفوضى الخلاقة ونجحت فيها بداتها في العراق وصدرتها جاهزة الى دول اخرى استغلت فيها حركات التحرير اول المعراضة لتنفذ اهدافها وتحت غطاء جميل هو غطاء الديمقراطية الذي تعطشت اليه الكثير من الشعوب على اعتبار انها النهج الذي يمنحهم الرفاهية ويزيح عنهم القيود ...

لا ننكر ان هناك العديد من الانظمة الشمولية والديكتاتورية تحكم منطقة الشرق الاوسط او البلدان العربية عامة ولكن هناك فرق بين تفسير المصطلح ما بين مكان واخر فكل الدول في نهاية الامر لها مباديء صارمة وقانون شديد وحتى دول اوربا واميركا وبريطانيا فهل يسمح لاحد بالتدخل في الحكم الجواب كلا وهم يمنحون الرفاه لمواطنيهم شريطة ضمان عدم تدخل المواطن في مجرى العملية السياسية وفي نهاية اليوم الحكومة كفلت لمواطنيها كافة حقوقهم مع ضرورة احترام سيادة وحقوق الدولة او البلد ومن يمثله من حكام ..

اليوم نشهد ازمة حقيقة ولا بد ان ننتبه اليها جميعا ان اميركا قدمت الديمقراطية ولكنها لم تفسرها ولم تضع اطر محددة ليفهمها الجميع اصبح كل شيء عبثيا فكان يوم سقوط نظام صدام حسين يوما لارضاء من ظلم بزمانه ويوما شبه مجهول للاخرين ...

بليلة وضحاها حضر العديد من المعارضين ليصبحوا قادة العراق الجديد وظن جميع الناس انهم مدربين على منح العراق ومواطنيه السعادة والحقوق التي حرموا منها منذ 1968 وحتى 2003 وتم نفي واقصاء دور من اضطهدوا حقا في زمان الطاغية وكرم من كرم فيهم بمكافاءات مادية وهاجر العديد خارج العراق لانهم لم يامنوا شر اتباع نظام صدام حسن وردة فعلهم تجاه ذلك ومنحوا الفرصة لقادة المعارضة وبعض من تقدم وخاض في العملية السياسية الجديدة ..

فجاة اصبح رجل السياسة ومن يدرس العلوم السياسية بلا قيمه ولا يسمع منه الجميع وهو صاحب الحرفة ومن يجب ان يمسك زمام الامور لان الوضع كان يشبه شفينة في امواج عاتيه اصيب ربانها بالسكتة القلبية فمن الاجدر بقيادتها مسافر عليها ام له دراية بقيادة السفينة ؟؟

اصبحت الادارة السياسية وادارة الدولة والحكومة بيد شخصيات لا تحمل في خلفيتها اي معلومات عن اصول السياسة والديمقراطية ولم تساعد اي وسيلة من وسائل الاعلام المواطن البسيط ليفهم معنى هذه الكلمة الكبيرة .. ديمقراطية

بل اصبحت تلك المحطات التلفزيونية تكثر واصبحت سياسة العراق بكل مؤسساته هي سياسة الفضح والتشهير والطعن بالاخر حتى اصبحت الامور بكافة مفاصل الحكومة والدولة والبيت هزيلة وساعدت هذه الظروف ان يكون للفساد الاداري دورا خلاقا فقد اطلقت الاموال واصبحت ميزانية العراق ميزانية ضخمة تساعد الكثير على الابتزاز وتكوين الصفقات والعقود الفاشلة ..

الديمقراطية بتفسير الشارع العراقي ان يتدخل الفرد بكل شيء حتى تصل لدرجة ان تصبح المعلومات متاحة للجميع واسرار الدولة متاحة للجميع بالوقت ذاته اصبح القانون هزيل ومتعب يهدد اي شخص يحاول تطبيقه بعقوبة الموت او الاغتيال ؟؟
فاي دولة تبنى على عدم السرية واي دولة تبنى على عدم وجود اجهزة استخباراتية لحماية من في داخل البلد من شرور من في داخل البلد ويطبق اجندات دول اخرى قصدها الانتقام من العراق واهله ..

9 نيسان حزن من خسر ميزاته انذاك واستعاد البعض منهم مكانته بسهولة وهم اليوم في الحكومة الجديدة متمتعين بمميزات اكثر من التي تمتعوا بها قبل 2003 وان قالوا غير ذلك واوهموا جمهورهم بانهم مظلومين

وفرح وتغنى به كل من قتل له اب او اخ او زوج واعدم بسبب ديني او سياسي وهم لهم كل الحق لان الوطن يجب ان يكفل للجميع العيش بحسب رؤاه وتطلعاته وايماناته ويجب ان يكون هناك تنافس شريف ..

ولكن في نهاية المطاف هناك الكثير من قصص الحزن والالم المستمرة يوميا والمزيد من العمر الضائع فهنيئا لمن ضاع عمره في المنافي وهو يتمتع بكافة حقوقه كمواطن على ارض تلك الدولة عانى قهر صدام لفترة او خسر شخصا من اعزائه يوما ما ولكنه استطاع ان يخلق جوا اخر هناك في دولة اخرى ..

هنيئا لهم فرحة سقوط النظام الذي اذاهم انذاك .. وهنيئا لمن لبس القناع ولعب على الوجهيتن فهو بعثي هناك واليوم اصبح منتمي لتيار جديد صنعه او انضوى تحت اي حزب من الموجود حاليا فهم في تزايد منشطر

فالقائمة الواحدة في 2005 اصبحت الان اربع قوائم ولا تزال في انتشار وانشطار ولكن هل هي لمصلحة الديمقراطية ام لمصلحة من ؟؟

ولكن لانصاف الضحايا الذين يقتلون يوميا على ارض العراق يجب ان نقف وقفة حداد ووقفة مراجعة وتانيب للضمير قبل الفرح والهلاهل والاهازيج الجميلة المتغنية بسقوط الصنم ...
يجب ان تدمع العين على من رحل بدون اي ذنب سوى انه خرج لجلب لقمة العيش ودفع ثمن مزايدات بين هذا وذاك وبين حرب خلقتها اميركا ونقلتها الى اراضينا لنكون مقبرة الارهاب ومقبرة الفرح وهي بالنهاية حرب ضدنا جميعا ...

بذلك حققت اميركا هدفها في حماية اراضيها من هجمات القاعدة وجعلت ساحات الحرب في دول الاسلام ومن يقتل هم الاسلام تطبيقا لنظرية باسهم بينهم ..

ومع الغلاء والبطاله والعنف وفقدان الامن والامان وكثرة الارامل والمطلقات وذهاب روح العون والمساعدة والنخوة وحرق سنوات الشباب على ارض الوطن ولكن في منفى العنف وبدون جنسية اقول لكم كل عام وانتم سجناء الديمقراطية الجديدة ديمقراطية الفوضى الخلاقة ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن