أخبار المعتقليين السياسيين بالمغرب - سجن مكناس نمودجا.

وكزيز موحى
mohaoukziz@yahoo.fr

2013 / 2 / 24

تروج الدوائر السياسية بفرنسا بيمينها ويسارها أن المغرب ينعم بالاسقرار و يشكل إستثناء عن باقي دول المنطقة. عن أي استقرار وإستثناء يتحدث عنه هؤلاء السادة وهم أول من يعلم عكس مايصرحون به أن الوضع السياسي بالمغرب بركان قابل للانفجار في آي لحظة. إن واقع السجون بهذا البلد "الأمين" و معتقليه السياسيين كما الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية والامنية لاوسع الطبقات الشعبية لشاهد على ان المغرب يتخبط كغيره من الدول التابعة في أزمته العميقة. منذ اكثر من سنتين و الشارع المغربي يعيش على إيقاع الحراك والثورات العربية.
إن السجون بالمغرب تمتلئ عن اخرها بالمعتقلين و من ضمنهم المعتقليين السياسيين. سجون مكناس، فاس، تازة، الحسيمة، إلخ بالإضافة إلى المعتقليين الصحراويين بسجن سلا الذين حوكموا مؤخرا بمدد تصل حد المؤبد.
إليكم آدناه أخبار عائلات المعتقليين السياسيين بسجن مكناس. ألف تحية لمعتقلي الحرية و التحرر و عائلاتهم.


مكناس في 21/02/2013

عائلات المعتقلين السياسيين

بيان إلى الرأي العام

مرت شهرين على اعتقال فلذات أكبادنا، شهرين من المعاناة والمعاملات اللاإنسانية داخل سجن تولال 2، حيث يتعرض أبنائنا لمختلف أشكال التعذيب النفسية والجسدية من ضرب وسب وشتم... وذلك بتسخير حراس السجن ودفع وتحريض بعض معتقلي الحق العام لاستفزاز والضغط على أبنائنا وتهديدهم بالتصفية الجسدية، وخير دليل على ذلك ما تعرض له أبنائنا من ضرب وتنكيل من أجل إجبارهم على فك الاضراب عن الطعام الذي خاضوه لمدة 3 أيام. وكذلك ما تعرض له ابننا حسن كوكو يوم 24 دجنبر 2012، حيث تعرض للضرب في مختلف أنحاء جسمه بالإضافة الى السب والشتم... وتم إيداعه بالزنزانة الانفرادية لمدة 12 يوما، وابننا حسن أهموش، حيث تم تجريده من ملابسه حتى الداخلية منها ومهاجمته بصنابير المياه الباردة، ويتعرض له حاليا ابننا منير أيت خافو الموجود بالزنزانة الانفرادية منذ 11 فبراير 2013، ناهيك عن الشروط اللاإنسانية التي يتواجدون فيها داخل السجن.

طيلة هذه الفترة ونحن عائلات المعتقلين السياسيين نعاني أعباء السفر من أجل الاطلاع على مستجدات أبنائنا، لكن في كل مرة يتم تأجيل جلسات التحقق التفصيلي دون تقديمهم(أبنائنا)، مما يبين أن التهم جاهزة ومطبوخة، وجلسات التحقيق تبقى شكلية من أجل إضفاء المشروعية على ملف الاعتقال.

وحتى نضع الرأي العام في السياق، فأبنائنا حرموا من متابعة الدراسة واجتياز الامتحانات لأزيد من سنتين، بعدما أصبحوا معرضين للتصفية الجسدية من قبل عناصر غريبة على الجامعة، وخير دليل على ذلك ما تعرض له أحد رفاقهم(محاولتي اغتيال)، نظرا لدورهم النضالي إلى جانب الجماهير الطلابية، بكل من كليتي العلوم و الاداب وكذلك بالحي الجامعي بمكناس، وقد توج هذا المسلسل من التهديدات والمضايقات باعتقال أبنائنا يوم الاثنين 17 دجنبر بعد مغادرتهم الكلية إلى جانب الطلبة، ليتم تقديمهم بتهم جد خطيرة.

وبذلك نعلن نحن عائلات المعتقلين السياسيين بمكناس ما يلي:

- مطالبتنا بإطلاق سراح أبنائنا.

- تشبثنا بأبنائنا وبقضيتهم.

- إدانتنا للتعذيب والمضايقات التي يتعرض لها أبنائنا داخل السجن.

- عزمنا خوض خطوات نضالية للدفاع عن أبنائنا.

______________________________________________________________________________________________________________________
السجن المحلي تولال 2 بمكناس

المعتقل السياسي حسن كوكو

رقم الإعتقال: 6815
تقرير حول الوضع من داخل السجن تحت عنوان:

واقع السجون بالمغرب هل إعادة إدماج السجناء

أم إعادة تدجينهم؟؟؟؟

السجن المحلي تولال 2 بمكناس نموذجا

في ظل الشعارات الديماغوجية التي يرفعها النظام القائم("الدستور الجديد"، "الحكومة الجديدة"، "دولة الحق و القانون"، "طي صفحة الماضي".....) عبر أبواقه الإعلامية و الدكاكين السياسية، لا زال يرتكب جرائمه البشعة في حق شعبنا البطل من تقتيل و اغتيالات ممنهجة (مناظل أوطم بموقع سايس فاس محمد الفيزازي مؤخرا) وتعذيب في غياهب الكوميساريات و السجون، استمرارا في تاريخه الدموي، ولعل ما حدث و ما يحدث من داخل مختلف المعتقلات خير دليل على ذلك، حيث تم تسجيل خروقات و انتهاكات جسيمة في حق السجناء و خاصة منهم المعتقلين السياسين وهنا نتذكر ما تعرض له مناضلوا أوطم و النهج الديموقراطي القاعدي من إعتداءات متكررة في كل من سجن عين قادوس بفاس و السجن المحلي بتازة مثال فقط و ما نعيشه نحن المعتقلين السياسين الخمسة من داخل السجن المحلي تولال 2 خير دليل . وفي هذا التقرير سأحاول وضع الرأي العام في صورة حقيقية للواقع المزري الذي يمر فيه السجناء بشكل عام ونحن المعتقلين السياسين بشكل خاص.

واقع يعكس الأوضاع اللإنسانية التي لا تتوفر على أدنى الشروط الإنسانية تضرب عرض الحائط الشعارات التي طالما أتحفنا بها النظام القائم من قبيل ("إعادة إدماج السجناء"، "حماية حقوق السجناء" ....) واقع عنيد يسقط قناع "الديموقراطية" المزعومة، واقع تنتهك فيه أبسط حقوق الإنسان و يجرد فيه الإنسان من إنسانيته، واقع مفروش بالورود للجلادين لسلخ أجساد الأبرياء، واقع كارثي بدءا من سوء التغذية حيث تنعدم الشروط الصحية اللازمة لإعداد الوجبات، يتوفر المعتقل على مطبخين فقط وحوالي 40 عاملا مما يفرض عليهم إعداد الوجبات بسرعة هذا يؤدي إلى إنعدام الجودة المطلوبة، ناهيك عن استعمال أواني غير صالحة للطبخ مثل أواني قصديرية مما يتسبب في تسمم السجناء حيث سجلت إغماءات في صفوفهم عدة مرات، كذلك إنعدام المراقبة الطبية للوجبات مما يؤدي إلى إنعدام التوازن الغذائي و يسبب في أمراض خطيرة لدى السجناء، بالإضافة إلى قلتها حيث يتم تقديم وجبتين فقط في اليوم، بالإضافة إلى الغياب التام للرعاية الطبية اللازمة خاصة للسجناء المصابين بأمراض مزمنة، إذ يتوفر المعتقل على مستوصف صغير لا يلبي حاجيات السجناء مما يتسبب في انتشار المزيد من الأوبئة في ظل وجود المحسوبية و الزبونية من أجل مقابلة الطبيب، كذلك عدم توفر الأغطية الكافية حيث يتم إعطاء (كاشتين) فقط، ما يزيد من معاناة السجناء خصوصا بسبب قسوة برودة الزنازن خاصة و نحن في فصل الشتاء، أما بخصوص المرافق الصحية فالوضعية أكثر كارثية وذلك لقلتها و عدم وجود الحمام الخاص بالسجناء مما يفرض عليهم الإستحمام بالماء البارد، بالإضافة كذلك إلى الإجراءات المتشددة المتخدة حيث تم تخصيص مدة أقل من 20 دقيقة فقط للفسحة في الصباح و المساء، كذلك قصر المدة المخصصة للزيارة أقل من 10 دقائق (هذا ما يدفع السجناء إلى تسميته غوانتنامو المغرب) وكذلك منع الأنشطة الترفيهية مثل الرياضة حيث تم تحديد يوم واحد فقط في الأسبوع لممارسة كرة القدم في مدة لا تتجاوز نصف ساعة فقط، بالإضافة إلى منع إدخال وسائل ترفيهية مثل ( المذياع , التلفاز ......)، كما أن المعتقل لا يتوفر على مراكز لإعادة الإدماج مثل مركز محاربة الأمية و أوراش لتكوين السجناء مهنيا عكس ما يدعيه النظام في بهرجاته الإعلامية، كما أن المعتقل يعرف اكتظاظا مهولا على غرار باقي السجون حيث ينقسم إلى 7 أحياء و كل حي يتوفر على 32 غرفة وفي كل غرفة يوجد حوالي 15 سجين، لا تتجاوز مساحة الغرفة 4 متر مربع مما يؤدي إلى انتشار أمراض جلدية بين السجناء، إن هذا الواقع يفرض علينا طرح السؤال، هل بالفعل أن الهدف من ملئ السجون بالمعتقلين هو إعادة إدماجهم من أجل إندماجهم في المجتمع بعد انتهاء العقوبة ؟ أم أنها قواعد خلفية يتم تدجينهم في غياهب السجون حتى لا ينخرطون في التغير المجتمعي المنشود ؟؟؟ إن ما نعيشه بشكل يومي يثبت أنه لا وجود لإعادة إدماج السجناء و لا وجود لما يحاول أن يقنعنا به النظام القائم عبر شعاراته الجوفاء. وفي الأخير أريد أن أشير إلى أن هذا التقرير يبقى مجرد محاولة بسيطة و متواضعة فقط، مقارنة مع ما يحدث من انتهاكات جسيمة في حقنا، كما أنني سأقوم بكتابة تقرير أكثر تفصيلا في القريب العاجل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن