زمن التغيرات الكبرى

لينا سعيد موللا
lina.moulla@gmail.com

2013 / 2 / 22


لكل شيء عمر معين، حتى الأفكار والمبادئ، تتبدل وتنتهي وتصبح من التاريخ .

الحزب الألماني النازي سعى لأن يحكم ألف عام عبر الرايخ الثالث، لكنه عرج بعد عشر سنوات فقط وتلاشى الحلم ليتحول إلى نقمة، وإيران الفارسية تريد إعادة احلام قورش القديمة والتي راودت مخيلات جميع ملوك الفرس،في الوصول إلى النيل بأي سبيل كان واحتلال بلاد الشام والتوسع حتى بلاد الإغريق .

إيران وجدت في الطاغية ذراعاً مطواعاً، لتنفيذ حلمها فامتدت حتى المتوسط وبلغت بحر العرب وتحاول وضع قدمها في الخاصرة السعودية في اليمن، وهاهي اليوم تحاول التغلغل في بلاد النيل عبر حملات التشييع ومغازلة حزب الأخوان في مصر، وحتى الوصول إلى السنغال في غرب أفريقيا، كل هذا بطرق تقليدية تفتقد للديناميكية والحنكة، أنفقت لأجل تحقيق حلمها أكثر من 100 مليار دولار، ويبدوا أن جميع غراسها قد وضعت فوق تربة تشهد تصحراً مفاجئاً يهدد بيباسها وتحولها إلى كتل خشبية، لا حياة فيها .

حزب الله ذراع إيراني آخر، يعمل اليوم لأجل إطالة عمر النظام السوري، يقامر بمستقبله السياسي، وحتى في مسألة وجوده.
فالحزب الذي أخذ شرعيته من مقاومتة لإسرائيل والدفاع عن الجنوب مستأثراً، يحارب شعباً عريضاً تواقاً للحرية و الاستقلال عن هيمنه الدولة التي يقاتل حزب الله لأجلها ويمثل مصالحها في المنطقة ، إيران .

إنها حرب غير متكافئة، لأن المقاومة تحارب في غير بيئتها، إذ لن يكون لمقاتليها الدافع والرسالة، و حتى الرغبة بنيل الشهادة، إلا إذا اتخذت الحرب شكلاً طائفياً مكشوفاً، وفي ذلك خلط كبير للأوراق وتعقيدات لا يمكن مرورها، وتبدو أن رغبة مجنونة بالانتحار .

إن جميع السياسات الاعلامية التي استعملها الحزب في حربه مع إسرائيل، تعرت فجأة لتفقد قيمتها، حتى انقلبت إلى لطخة عار في جبينه وعلى أيديولوجيته. و حربه إلى جانب النظام وضد الشعب السوري الثائر،هي حرب مكشوفة بلا غطاء، و مراهنة قاتلة ستأتي على مستقبله.
وإذا كان نصر الله قد اتقن فن الكذب والتواري لفترة طويلة، معتمداً على رصيد من نصر عسكري قديم، فإنه اليوم يلعن من حلفاء البارحة ألف مرة في اليوم، ويشكل هدفاً لسلاح الأحرار ليكون بين فكي كماشة، وهو كابوس سيعيشه حتى الممات .

يبدو أن إسرائيل التي لطالما تمنت تفكيك هذا الحزب ونزع أسلحته، ترفص منتشية لانزلاق الحزب في حرب مكلفة لا يمكن إلا ان تؤدي إلى هزيمته، بعد تهديم ما أمكن من لبنان وسوريا مجتمعين .

ستخرج إيران مكسورة الجناح .
وسيتلاشى حزب الله .
وسيرحل نظام الطاغية .
وسيدمر السلاح السوري من السوريين أنفسهم
وسيحل الدمار في البلدين .

الثمن كما ترون باهظ جداً

لكن هل يمكن أن نترك إسرائيل لتكون الرابح الوحيد في المنطقة ..
لنتساءل !!

ما الذي يمكن أن يزعج إسرائيل ؟

حرب يقوم بها الثوار ضدها مثلاً، حرب عصابات، ربما هذا هو الخطر الذي تخشاه إسرائيل، ولذلك هرعت مسرعة لبناء السور الفاصل على حدود جولاننا المحتل .

إسرائيل لن تتدخل ما لم تشعر أن سلاحاً ما يهدد أمنها، لكن ماذا لو أن سلاحاً من هذا النوع كان منتشراً، وقادراً على أن يطالها في عمقها وبكلف بسيطة ؟

لا شك أن السلاح موجود، والتقنية متوفرة .


لذلك إسرائيل لن تهنأ وهو ستكشفه الأيام القادمة .

قادمون
لينا موللا
صوت من اصوات الثورة السورية



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن