التيار الديمقراطي لاديمقراطي

رديف شاكر الداغستاني
radeef_shaker@yahoo.com

2013 / 2 / 4


نحاول دائما تجنب الحديث بشكل مفصل عن الحزب الشيوعي ابو داوود الا انه حين تتعلق المسالة الخاصة بنشاطات الناس ودعوتهم بما يطرحوه من شعارات عبر ذراعه ما يسمى التيار الديمقراطي مع شريكه الاخر مجلس السلم والتضامن فهم في سلة واحدة ومن باب التضامن وتوحد الجهود على المستوى المهني او النشاط المجتمعي لا يمكنهم تحمل الراي الاخر حتى وان تبدي رايا فهذا محرم وخط احمر.
حضرنا وزملائي اغلب اجتماعات التيار ومنظمات المجتمع المدني ولما حصلت تداعيات الحراك الشعبي ضد الفساد والمفسدين في السلطة واشاعة روح الدكتاتورية من جديد فهذا الحراك متمثل بتظاهرات في كل العراق الا ان تظاهرات مدن الرمادي والموصل وصلاح الدين وسامراء وديالى اتخذت طابع اخر الى حد الاعتصام في الشارع لعدم استجابة الدولة لمطاليبهم المشروعة وعدم الاكتراث ببداية التظاهرات في النظر بها وتحقق المطالب الفورية منها خاصة بما يتعلق بالمعتقلين المظلومين ومطاليب اخرى خدمية وما يتعلق بحقوق الانسان ومحاسبة الفاسدين والمفسدين والتهميش الحاصل في الدولة والانحياز الطائفي .
لانطيل الموضوع ناتيكم من الاخر عن التيار الديمقراطي دعا التيار الديمقراطي كل القوى والاحزاب والشخصيات الى اجتماع في ما سمي بالمؤتمر في قاعة جمعية المهندسين في تاريخ 2 من يوم السبت حضره زملائي النقابيين في هذه القاعة وكان الشعار المرفوع المواطنة والوطن ليجري البحث في كيفية المساهمة في حل الازمة التي تصب في خدمة الشعب العراقي يعني ان يكون الراي مفتوح في هذا المؤتمر واراء الحاضرين تكون غير محددة سواء ان كانوا في العملية السياسية اوخارجها لان ما ول العراق له لا يتحمل تهميش راي احد ولقد غصت القاعة بالحضور وفتح المجال لمن يريد ان يتحدث ويدلو بدلوه وكان المنظمين في المؤتمر يجلسون على المنصة ثلاثة منهم لا اعرف اسماءهم وهذا لم يكن مهما لان الدعوة من التيار الديمقراطي .
وكان اول المتحدثين الرفيق رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي ابو داوود استعرض احداث البلد ومعاناته وترك للمساعمين ان يصلو الى خارطة طريق لخروج العراق وشعبه من محنة الهياج الشعبي ولم يتطرق باساس المشكلة بان العملية السياسية وبعد عشرة سنوات فشلت ان تكون وطنية لذلك تتولد دائما الازمات والصراع يدفع المواطن ثمنها ..
وكان المتحدث الثاني السيدة هناء ادور رئيبسة منظمة الامل وهي الاخرى لم تاتي على لب وجهور المشكلة فتاخذ وتترك الاصل ..فاستعرضت المعانات في غياب الديمقراطية ومؤسساتها وتطالب ان يكون الجيش والشرطة في حيادية بالتعامل مع المتظاهرين المعتصمين وبعد انتهاء كلمتها اعتلت المنصة وجلست مع الجالسين وقالت نحن كل ما نتحدث به يجب ان يكون مؤطر للحكومة المنتخبة والبرلمان المنتخب وبدات مشاركة اخرى من الحضور ليدلي برايه وهو من متظاهري الانبار فشرح موقفهم من الشعارات التي رفعت قائلا نحن ضد الطائفية وتقسيم البلد وضد الارهاب اصلا لاننا دفعنا ثمنا باهضا بوجوده في مناطقنا نحن نطالب باطلاق سراح الابرياء من نساء ورجال .
ثم تلاه متحدث شاب اخر قال انه يمثل الشباب الاحرار وضرب لنا مثلا كيف ان الديمقراطية معدومة في ابسط حقوقها حيث هم قدموا طلبا لخروج تظاهرة مطلبية الى اعلى سلطة في البلاد فدخلوا في سلسلة من المراجعات طويلة وعريضة وصلت بالنهاية الى مركز الشرطة في المنطقة التي تخرج منها المظاهرة فرفض المركز اعطائه اي موافقه وقال ان هذا التصريح ليس من اختصاصي ، فنحن سنضطر الى الخروج في المظاهرة بدون تصريح او اذن وليكن ما يكن . وكان المتحدث الاخر كاتب وصحفي قال اننا نحضر الاجتماعات دائما وتكرر نفس الوجوه ونفس الافكار ونفس المقترحات التي لم نصل بها الى جدوى مادمت هي لا تؤشر الى المشكلة الحقيقية والتي هي اصل العملية السياسية منذ تكوينها ما بعد الاحتلا لم تتكون القوى الوطنية ان تحولها الى عملية سياسية وطنية بل بقيت على ماهي عليه من طائفية وقومية ومجزئة للوطن والتيار ينضوي تحت العملية السيسية فلا بد من الاشارة اليوم ان نقول بصراحة ان العلمية السياسية قد فشلت فشلا ذريعا بل هي اساس لما يحدث منذ البداية لحد الان فعلينا ان نفكر في كيفية تغيير العملية السياسية التي انشئت بعد الاحتلال والتي وضعت دستور مجزء ومقسم مملوء بالالغام في صراعات مختلفة واضاف الصحفي اخيرا ان العملية السياسية الحالية تتحكم فيها اجندات اجنبية فلا بد من تغييرها قاطعه من كان على المنصة بكلمة بشكره على مساهمته .. وان يدل هذا على مقاطعته على اكمال ابداء رايه ، وما ان هم الصحفي بالجلوس في مقعده عقب المتحدث على المنصة نحن لا نريد الحديث عن العملية السياسية ولا على البرلمان ولا على الحكومة لانهما منتخبين من قبل الشعب مما حدى بالصحفي ان يصرخ انتم تريدوننا ان نتكلم كما تشاؤون وخرج من القاعة احتجاجا وهذا دليل واقعي ان هذا التيار وملحقاته لن يكونوا جادين حقيقة في حل اي شيء مادام يتصادم مع العملية السياسية من يمثلها السلطات والبرلمان والقضاء الذين امسوا اكثر كرها للمواطنين وتعسفا ، وامست العملية السياسية بركة ملت الضحالة منها .
ان من يسير وراء الاخرين بدون ان تكون له شخصية متميزة وموقف متميز وواضح يخدم الجماهير التي يدعي ممثلها عليه ان لا يدعو الاخرين في اجتماعات عامة ديمقراطية وهو لا يمارس الديمقراطية وهو تابع للعملية السياسية واطرافها بكل اطيافهم فامسى يركض ورا الجانو يركضون وراه فهل يبقى لهذا التيار اي اعتبار بعد ذلك ان يمثل الديمقراطية والديمقراطيين وليكف الكذب عن الناس في دعوات وهو الذراع الفاشل للحزب الشيوعي ابو داوود



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن