جبهة النصرة ومستقبل سورية المظلم

محمد الليبرالي
mohammed_339@yahoo.com

2013 / 2 / 3

منذ مدة كثر الحديث عن جماعة جبهة النصرة التي تقاتل في جانب المعارضة السورية ضد نظام الاسد وانها جماعة ارهابية وقد تكون الوجه الاخر لتنظيم القاعدة في سورية اذا لم تكن هية نفسها. هذه الاتهامات كانت تساق على هذه الجماعة وطبعا كان الجواب من قبل المعارضة المسلحة ان هذه الاتهامات واهية لانها تصدر من قبل النظام الذي تقاتله وتريد اسقاطه لكن المفاجئة كانت هية ادراج واشنطن هذه الجماعة في قائمة المنظمات الارهابية وهذا اذا ما دل يدل على ان هذه الجماعة تشكل خطر كبير لاننا كما نعلم ان واشنطن من الداعيين لاسقاط النظام السوري فاتخاذ مثل هذه الخطوة يعني ان واشنطن تشعر بالخطر من هذه الجماعة.

لذالك حاولت ان ابحث عن بعض المعلومات والاخبار عن هذه الجماعة يمكن ان يستفاد منه انها فعلا خطر على مسقبل سورية ولكن كل ما وجدته هي بعض الانتهاكات التي غالبا ما تحدث في الحروب الاهلية..ولكن قبل يومين رأيت خبر نشره موقع (سيريا بوليتيك) عن سيطرة هذه الجماعة على مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور الغنية بالنفط وجاء بالخبر ان هذه الجماعة بدئت بفرض رؤيتها المتشددة على سكان البلدة حيث قامت بمنع النساء من لبس (البنطلون) وان يلبسن الملابس الفضفاضة وقامت بغلق محلات بيع الخمور والمضحك انهم قد منعو المحلات التي تعرض التماثيل وتلبسها الملابس الداخلية لانهم يعتبرون ذالك مثير للفتنة والشهوة! وينقل الخبر ايضا ان هذه الجماعة تقوم بجمع الاطفال لاعطائهم دروس في الشريعة والجهاد وتعدد الزوجات! مقابل الخبز. وقد اكدت هذه الجماعة عن حسن تنظيمها بسيطرتها على حقل الورد النفطي الذي سيوفر لها دعم مادي قد لا يتوفر للجماعات المسلحة الاخرى بالاظافة الى الدعم الذي قد يصلها من الخارج وهذا الامر يعطيها الفرصة لفرض ارادتها على الجماعات الاخرة بالرغم ان التقارير تذكر ان جماعة النصرة تعد من اقل الجماعات عددا من حيث الانصار لكن تنظيمها الجيد وحسن قيادتها و احتواء هذه الجماعة على عناصر خارجية لها خبرة في القتال والتخطيط يعطيها الغلبة في السيطرة على اكبر مساحة ممكنة من الارض مما يجعل الدول الخارجية التي لها مصلحة في اسقاط النظام السوري الى ان تخطب ود هذه الجماعة وان تمدها بالمال والسلاح لتقوية مركزها وزيادة سيطرتها على مساحات اكبر.

ان سيطرة هكذا جماعات راديكالية واصولية على المال والسلاح في سورية يعد امر خطير جدا بالنسبة لمستقبل سورية ولمستقبل المنطقة كلها فهذا الامر ينبأ بان القاعدة ستتاخذ موقع قدم راسخ في هذه المنطقة يمكن ان يصدر منه الارهاب الى جميع الدول الاخرى ولن ينجو من هذا الارهاب اي احد. وايضا سيصبح حلم الثوار بالحرية والديموقراطية ضربا من الخيال لان هكذا جماعات تريد تطبيق رؤيتها بدولة اسلامية متشددة على غرار دولة طالبان التي ستقتل كل من يقف بوجهها لان الذي يقف بوجهها كأنما وقف بوجه الله! وستقمع كل طائفة تخالفها والمتابع يرى كيف تم التامل مع المخالفين مع هذه الجماعات بكل وحشية واجرام واعتقد اذا ماسقط النظام السوري الان وسيطرت هذه الجماعة سيتمنى كل من حمل السلاح في وجه لنظام لو انه قد مات قبل ان يفعل ذالك .انا هنا لست بوق او مدافع لهذا النظام الدكتاتور الارهابي الجاثم على صدور السوريين منذ اربعين سنة فلا يشرفني ذالك لكن انا اخشى ان يكون البديل اسوء من هذا النظام وارجو من كل قلبي ان اكون مخطاء مهما مضى من وقت اعتقد ان الوقت لم يفت على حل سياسي ينجي سورية من هذا المستقبل المظلم ومن خطر اتقسيم الذي كل يوم يمر يقترب خطره ان الحل السياسي المفضي الى تبديل هذا النظام حتى لو اخذ وقت طويل سيكون افضل من سيطرة هكذا جماعات ارهابية على سورية, سورية اكبر من النظام والمعارضة اطفال سورية اكبر واكثر اهمية من بعض المراهقيين السياسيين الطامعين بالحكم.....


محمد الليبرالي.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن