الأرض الطيبة

أسماء الرومي
asmaaalroumi@yahoo.com

2013 / 1 / 20

يا ابن بلدي
ما أجمَلك ، يا ضمةَ أحزاني
يا عائداً ودفءُ أهلي
ومعيداً جمرات المواقد القديمة
ما أجملها وكأنّي أراها تشتعلُ على أوراقي
ما أجملها وهي تتقد في هذه الليلةِ الباردة
أراها قربَ نافذتي
أراها في قلوبِ رفاقِ ليلي
هذين العاشقين
الواقفين تحتَ نافذتي
كم جميلةٌ أحاديثٌ أسمعها
تقهرُ الصمتَ ، تقهر الثلجَ
أكتبُ على ضوءِ قلوبِهم ... تُقلني
لأيامِ الصبا ...وكان الحبُ ،وكانتْ
ما أجملكَ ،وما أجمل أيادي الدفء
يا نازفاً الحبرَ من دموعي ومن قلبِ دروبي
يا ابن أحبابي يا ساكناً دجلةَ
هناك عند الشاطي الحنين
خطّ على صخرةٍ إسمي
وذكِّر الموجَ
فاسمي كان الياسمين
ذكِّر الجسرَ قربَ بيتي
بعيونٍ حملتْ بضوئِها
كلّ شبرٍ في الرشيدِ
يا ابن دياري أتذكر صانعَ الجرارِ
كان جاري وساكناً قربَ داري
كم درنا معاً ، نصنع الجرارً
ومن نبعِ حبٍ نملؤها
سقينا في الصحاري حتى الحباري
وفي غفلةٍ نسينا ظمأً
دار مع الحنينِ لقلوبنا جراحا
يا صانعَ الجرارِ
قلبي ما رمى يوماً السهامَ
لكنّه دوماً محطاً للجراحِ
يا دنيا الذكريات
جمعتِ الزمانَ بلحظاتٍ
جميلةٌ أنتِ يا دنيا حتى مع الدموع
جميلٌ عناقكِ وقلوبُ محبيكِ
جميلةٌ باعتقالكِ ،بأسركِ لقلوبِنا
مع الأحزانِ
جميلةٌ يا لغةَ الهوى
والعيونِ ، يا ذكرياتِ القلوب
يا صدقَ السنينِ ... يا شوق
جراحٌ واحدةٌ قلوبنا
لا تعرف هويةً ولا دين
جراحنا ستفتح بابَ الأحزان
صارخةً ... أين الحقُّ ؟
لهفةُ الأرضِ الصابرةِ لهفةُ قلبي
لهفةُ الأشجارِ المنحنيةِ مع الثلجِ
لوهجٍ من الشمسِ
والأرضُ الصامتةُ الطيبة
ستحمل معها عذابي
وسيبقى قلبي يُذَكِر العالمَ
بأنّ القلوبَ لا تموت
19/1/2013
ستوكهولم



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن