حدث هذا في جمهورية بمبوزيا الإسلامية العظمى

كمال غبريال
kghobrial@yahoo.com

2013 / 1 / 16

قال سائق القطار لرئيس الحركة أنه لن يخرج بهذا القطار وبه هذه الأعطال، فرد عليه رئيس الحركة أن القطار سليم والباشمندس مدير الصيانة وقع على سلامته وصلاحيته للعمل، فرد عليه السائق تعالى اخرج لتجربته معي وسترى بنفسك، فرد عليه رئيس الحركة أنه ليس من يقرر صلاحية القطار ولكنه مهندس الصيانة، فلوح السائق بيده غاضباً متجها للبوفيه قائلاً أنه لن يخرج بالقطار "واللي عندكم اعملوه"، فعدل رئيس الحركة نظارته كعب الكباية على وجهه ولوح للسائق قائلاً: "هاوقفك عن العمل، وياريت تخليك راجل كده على طول وماترجعش تبوس الأيادي، ده قطار حربي يا حيلتها ولو ماطلعش هاينفخوك". . لم يكمل السائق احتساء كوباية الشاي، وتوجه وهو يرتشف منها يحايل رئيس الحركة في محاولة أخيرة لإقناعه: "أنا مش متأخر عن الشغل وأنت عارف، لكن القطر مش. . . ". . قاطعه رئيس الحركة بحنان يتناسب مع ما بدا من "جر ناعم" من قبل السائق: "توكل على أنت بس وإن شاء الله توصل بالسلامة، ولو فيه حاجة يا سيدي في السكة أبقى بلغ في أقرب محطة". . بعد عامين صدر حكم بالإعدام من محكمة بمبوزيا العظمى على السائق إياه لتسببه في قتل 20 راكباً وإصابة مائتين نتيجة انقلاب هذا القطار، بعدها صار السائقون المعترضون على صلاحية قطاراتهم يفضلون عقاب "الوقف عن العمل" على حكم يصدر عليهم "بالإعدام شنقاً"، ومن يومها وحتى الآن توقفت مثل هذه الحوادث في جمهورية بمبوزيا الإسلامية العظمى، إذ تم كسر دائرة الإهمال الجهنمية التي كانت تشيع فيها المسئولية. . هناك ضمن مفاهيم الجودة الشاملة ما يعرف بـ "صاحب العملية"، وهو شخص واحد ليس مهماً أن يكون الأعلى سلطة أو درجة وظيفية، لكنه شخص محوري يكون مسئولاً عن نجاح أو فشل العملية برمتها، حتى لا تضيع المسئولية بين عشرات وربما مئات الأفراد المشاركين في تلك العملية، وفي حالة المركبات بكافة أنواعها يعد "سائق المركبة" هو صاحب العملية والسيد مسموع الكلمة الذي يقرر صلاحيتها من عدمه. . هذا ما يقوله علم الإدارة والجودة الشاملة، وليس تخريفاً سياسياً ما أنزل الله به من سلطان



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن