و الله زمان يا موسطاشي

هشام الصميعي
semai_hicham@yahoo.fr

2013 / 1 / 7

هل علينا إدريس لشكر بطلعته البهية ( نيولوك) بنظاراته السميكة و بشاربه المخضرم، حيت تقول الرواية الشعبية ومعها جريدة الشرق الأوسط ، التي أجرت الحوار مع الزعيم الاتحادي الجديد أنه - أي الشارب- دخل عليه باليمن و السعد . ورب شارب دخل فال خير على من أنبته فترعرع وتربى في عزه .
ولأول مرة في حياتي اسمع زعيم اشتراكي يفتح صدره للصحافة الدولية متحدثا عن مزايا الشارب الميمون وأثره في المطاحنات الداخلية واللوك الجديد للمناضل الأنتيكي. وكيف وزع قائد الاتحاد أجندته قبل المؤتمر، بين خيار التاكتيك الموستاشي الراهن إن -صح التعبير - وفقوس الحمية من السمنة وشفط الدهون، وكدا المهات الجديدة.. والله يرحمك يا بوعبيد.
والحق أقول كما كان يردد المسيح دائما أن السيد لشكر سواء أملطا أم بشاربه ، كان دائما ولا يزال كائن سياسي له قدرة خارقة على التكيف مع المستجدات والظروف وهنا مربط فرس النهر ونقطة قوة الزعيم الاتحادي الجديد، الذي يتفوق حتى على اعتا حربايات الصحاري في قدرتها على التلون و التخفي .

وهو قبل كل شيء و كما تريد الحكاية الرسمية رجل المرحلة ورجل التغيير الحقيقي دلك لأنه وبحسب علمي الضعيف أبان عن تمسكه بحكمة التغيير السقراطية تلكم القائلة : (من يرجو التغيير فليبتدئ من نفسه) وهو المبدأ الذي كان له لشكر وفيا فابتدأ من نفسه بتربيته -أي الشارب - ..ونعم التغيير.

لدلك فقد يلتحق شارب سي ادريس و-من يدري - مستقبلا بقائمة الأربعين شاربا المعروفة عالميا ليكون حليفا في الشهرة للشارب الهيتليري والستاليني والشارب السالفادوري، حتى ولو أن البعض سوف يعاكس الطموح المشروع لشارب لشكر- حفظه الله من الحلاقين- نحو النجومية، وقد يواجهنا النقاد بكونه لا يعدو أن يكون موستاش سواقي من بين ملايين الموستاشات التي قد نصادفها في أسواقنا العامرة.

ويحكى أن الرجل السياسي المحنك و- الممسطش حاليا- القادم من سنوات الرصاص –والعهدة على تصريحه للشرق الأوسط- كان خلال الحكومة العباسية يضرب برأسه جدران المكتب السياسي لحت رفاقه على الخروج من الحكومة ، وعندما نودي إلى التشكيلة خلع عليه معطف المعارضة وبات تلك الليلة السعيدة يدندن ب: أغدا ألقاك.. وفي رمشة عين تحول الوافد الجديد إلى صديق حميم .

ويقال و العهدة على الرواة أن السيد لشكر ومن لهفته على الإستوزار لم يجد حتى متسعا من الوقت لاقتناء بلغة مراعاة للبروتوكول فطار على هيئته إلى القصر بجلبابه و حدائه الفكهاني الأبيض.

هده الأيام لازال لشكر يدسم مسطاشه بيده، و ينتشي بسحقه لمنافسيه ويتلقى عشرات التهنئات المزدوجة ( على الأمانة و الشارب). لدلك فخروجه اليومي في طلعاته قد يبدو عاديا لجس نبض الفرقاء السياسين ، وهو يقوم بمهمته مثل طبيب حاذق، فتارة تراه يخضع حكومة بن كيران لكشف نفسي، ومرة يمرر بسماعته على ظهر البام ويقول له: أكحب،، أكحب وكرة أخرى ،يتروض على رقصة الباليه مع الرفيق شباط .

وتأكدوا من انه يقوم بكل دلك، فيما عيناه مركزتان على الوزارة.

أما رفاق الأمس من مدرسته القديمة فقد يبغضونه على نعمة الشارب و الأمانة ، وهم يرددون ما جاء في البيت الشعري العتيق :
فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً -- أُلقَّمُهُ بأطرافِ البَنانِ
أُعَلِّمُهُ الفُتُوَّةَ كُلَّ وَقتٍ -- فَلَمّا طَرَّ شارِبُهُ جَفاني



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن